البث المباشر

الشيعة في لبنان: الوزن الكمي والنوعي.. عن وهم الحضن العربي!

الثلاثاء 22 أكتوبر 2019 - 17:47 بتوقيت طهران
الشيعة في لبنان: الوزن الكمي والنوعي.. عن وهم الحضن العربي!

في نوفمبر 1943 مـ أسست الجمهورية اللبنانية برعاية فرنسا كدولة ذات أغلبية مسيحية روعي فيها توزيع المناصب بين الطوائف وفقا للترتيب التالي: المسيحيون أولا يليهم السنة والشيعة أخيرا.

 

أجزم ألو كان لبنان وقتها ضمن الحضن العربي لاقتصرت المشاركة على الفريق (1&2).

في بلدان عربية نسبة الشيعة فيها تتجاوز ال90% لم يحصلوا على أي مرتبة ولا حتى من الدرجة العاشرة!!.

لو كان الحضن العربي مفتوحا يومها لكان أقصى ما يحلم به الشيعة وزير دولة في وزارة يرأسها وليد بن طلال مزدوج الجنسية ذو النزعة الليبرالية!.

لأسباب عدة من أهمها مجاورة الصهيوني الغاصب لفلسطين (جار السوء) تعرض الكيان اللبناني لهزات عنيفة من بينها غزو إسرائيلي متكرر وحروب أهلية مما أدى لتفكك الدولة وفراغ السلطة كما أن الجيش اللبناني لم يكن مهيأ (ولا يزال) للمواجهة بلوممنوعا من امتلاك الإمكانات التي تؤهله للقيام بهذا الدور.

لم يكن حزب الله موجودا حين منح شيعة لبنان مواطنة من الدرجة الثالثة ولم يكن حتى جنينا ولم تتح له فرصة الظهور إلا في أعقاب الغزو الإسرائيلي عام 1982.

بانتصار الثورة الإسلامية عام 1979 والدعم الذي قدمته إيران للمقاومة عامة ولحزب الله خاصة ازداد الوزن النوعي لشيعة لبنان إلا أن الوزن الكمي بقي على ما هو عليه وفي أثناء ذلك أبرم اتفاق الطائف عام 1989 الذي رفع من مكانة (السنة) لتصبح (1 مكرر) وبقي الشيعة حيث هم.

في الحصيلة النهائية فالمعادلة السياسية في لبنان ما زالت تقوم على التوازن العددي وليس على التوازن النوعي ولا نصدق أغلب من يزعمون أنهم يريدون إنهاء المحاصصة الطائفية فالسلطة والثروة توأمان ملتصقان وهي الهدف الأغلى والأثمن الذي يتشبث به ملوك وأمراء الطوائف.

ازدادت المعضلة تعقيدا والمعضلة هنا ليس الفقر الذي يعاني منه الشعب اللبناني وليس الفساد والهدر المالي وإنما تنامي قوة حزب الله ونفوذه في لبنان والمنطقة كلها ولذا فالهدف الذي يجري التصويب عليه هو نزع سلاح الحزب وإعادته إلى قفص الاستعباد والذل.

المعضلة الحقيقية التي تعاني منها (الدولة العربية العميقة) هي رفضها المطلق لمشاركة الشيعة في السلطة فما بالك وقد أضيف إلى شيعة لبنان والعراق أنصار الله في اليمن ولا تزال تداعيات الأحداث مفتوحة على كل الاحتمالات!.

نتحدث عن مشاركة فاعلة ومتكافئة لا عن استفراد بالسلطة والثروة فهذه من طبائع الدولة العربية العميقة المرشحة للزوال والتلاشي قريبا.

ولأن الدولة العربية العميقة التي ورثت السلطة العثمانية وجرى تحديد معالمها في اتفاقية سايكس بيكو قد خسرت كل معاركها الساعية لإعادة الشيعة مرة أخرى للقمقم نراها الآن تحاول ركوب موجة الغضب الشعبي في لبنان وهو غضب يرجع أولا لفشل أزلامها في إدارة شؤون العباد، كما نزعم أيضا أنهم من سعى لإشعال فتيل الأزمة عبر سلسلة من التصرفات الاستفزازية كان آخرها حكاية الواتس أب التي فجرها الوزير محمد شقير المحسوب على جماعة (1 بشرطة)!!.

عندما تنشر صحيفة الإندبندنت العربية تقريرا من بيروت عنوانه (بيروت ترد التحية إلى بغداد.. انتفاضة بوجه أذرع إيران)، تدرك على الفور أن هناك من كان يترقب لحظة الانفجار وربما كان هو من حرض الوزير المستقبلي على ارتكاب حماقته هذه وأن هناك من هيأ شعارات مثل (كلن يعني كلن) أي أنهم يريدون أن يأخذوا (عاطل في باطل).

كما لا يفوتك أيضا أن الصحيفة نفسها تضع عنوانا (الشيعة ينتفضون على نصر الله)!!، عقابا للحزب على قبوله المشاركة في حكومة هي نتاج الدولة العربية العميقة وليس تمردا عليها!!.

يراهنون على نقطة ضعف حزب الله وهي رفضه الانجرار لمواجهة مع أي طرف لبناني.

الشيء المؤكد أن المواكبة السعودية الإعلامية للحدث اللبناني ومحاولة الاستفادة منه لا تعني إلا أنهم قد بلغوا غاية مراتب الفشل واليأس لأن الذين حشدوا مئات آلاف الإرهابيين في سوريا ولبنان والعراق واليمن وأنفقوا عليهم المليارات دعاية وتسليحا لا يمكنهم أن يحققوا عبر محاولة ركوب الموجة في بيروت شيئا يمكن أن يعوض خسائرهم في سوح القتال.

أما عن أسطورة التمرد على (نصر الله) وإرفاقها بأكذوبة عودة الشيعة إلى (الحضن العربي) فهو كلام رخيص ومستهلك وكأن الغارقين في التبعية للصهاينة أصحاب قيم ومبادئ (عربية) ونحن لم نعرف عنهم إلا الخيانات المتبادلة والركوع والسجود تحت أقدام الصهيوني والأمريكي.

ستفشل المؤامرة على حزب الله كما فشلت المؤامرات السابقة مهما كادوا أو مكروا(أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ).

لا أحد يشتاق إلى حضنكم أو فراشكم إلا ..... مدفوعي الأجر مسبقا!!!.

دكتور أحمد راسم النفيس

‏21‏/10‏/

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة