البث المباشر

جهاد آية الله السيد حسن المدرس- آية الله بهجت وبساطة منزله- شدة تورع الشيخ رضا الهمداني عن الغيبة

الإثنين 14 أكتوبر 2019 - 09:29 بتوقيت طهران
جهاد آية الله السيد حسن المدرس- آية الله بهجت وبساطة منزله- شدة تورع الشيخ رضا الهمداني عن الغيبة

إذاعةطهران- من اخلاق الاولياء: الحلقة 68

والصلاة والسلام على محمد الهادي الأمين وعلى آله الهداة الميامين.
السلام عليكم - ايها الأعزاء- ورحمة الله وبركاته واهلاً بكم في برنامجكم هذا آملين أن تقضوا معه وقتاً طيباً ومفيداً.
مستمعينا الافاضل: قد يكون الانسان يتيماً ويجتمع عليه الى جانب اليتم الفقر أيضاً وهو يعيش ظروف القرية مثلاً ولكنه مع ذلك يتقدم نحو الأفضل متوكلاً على الحي الذي لا يموت، والنموذج السامي الذي اخترناه لكم في حلقتنا هذه هو الشهيد المرحوم آية الله السيد حسن المدرس (رضوان الله تعالى) الذي ولد في عام 1287 هجري في قرية - سرابة كحجو مثقال- وهي قرية منسية واسمها غريب كغربة اهلها وهي تقع على بعد اثني عشر كيلومتراً من شرق مدينة اردستان الصغيرة التابعة لمدينة يزد الايرانية.
وقد عاش الشهيد المدرس (أعلى الله مقامه) واحداً وسبعين عاماً بين علم وكفاح وهجرة وشهادة، حياةً ملؤها الخير والعطاء والذكر الحسن، وحينما كان عمره لم يتجاوز الستة اعوام مات ابواه فتعهد جده بتعليمه وتربيته ولما أصبح في الرابعة عشرة من العمر مات جده ايضاً، فغادر السيد المدرس قريته متوجهاً الى اصفهان بعد عامين- بناءً على وصية جده (رحمه الله) وذلك لمواصلة الدراسة وطلب العلم.
وفي اصفهان كان (رحمه الله) يدرس اسبوعاً ويعمل اسبوعاً آخر ليؤمن مصاريفه للأسبوع الذي كان يدرس فيه واحياناً كان يعمل يومي الخميس والجمعة فقط ليواصل دروسه العلمية بقية الايام الخمسة من الاسبوع، واستغرقت حاله هذه بين الدراسة والعمل مدة ثلاثة‌عشر عاماً حتى غادر الحوزة العلمية في اصفهان الى العراق ليواصل دراسته العليا في حوزة النجف الاشرف فقضى فيها سبعة ‌اعوام اخرى، ثم عاد الى اصفهان عام 1324 هجري وفي عام 1328 انتخبه الشعب نائباً في المجلس الوطني، ولمواقفه الجهادية والسياسية الواعية في مواجهة طغيان العميل رضا پهلوي تعرض لمحاولات اغتيال مرة في اصفهان ومرتين في طهران وكانت جراحاته خطيرة.
اجل - مستمعي الكريم- كانت تلك شخصية رجل اخترقت همته حواجز الفقر واليتم والبعد عن المدينة‌ فصار فقيهاً في علمه، وصار رئيساً للمجلس الوطني ناطقاً باسم المعارضة الشعبية في أذن الحكومة الشاهنشاهية العملية، فكان عالماً محبوباً لدى الجماهير، ثم أنهى حياته باحتضانه كرامة‌ الشهادة الحمراء على يد المجرمين من عملاء الاستكبار واعداء الشعب والدين.
وصدق أمير المؤمنين علي (عليه السلام) حيث قال: «يطير المرء بهمته كما يطير الطير بجناحيه».

 

كان آية الله بهجت قد استأجر بيتاً في جوار مدرسه الحجتية ثم استأجر بيتاً صغيراً في بداية شارع چهار مردان بقم المقدسة ولم يكن في ذلك البيت اكثر من غرفتين فكان يسدل ستاراً وسط الغرفة التي كنا نحضر فيها - والكلام لأحد تلاميذه- وكانت عائلته تعيش وراء ذلك الستار وكنا نحضر الدرس في الجانب الآخر، انها حياة بسيطة بعيدة عن التكلف والترف، ومفعمة‌ بالنور والمعنوية.
وحتى يومنا هذا لا يملك الشيخ بيتاً يسع عدداً كبيراً من الزائرين فليس في بيته سوى غرفتين أو ثلاث غرف صغيرة مفروشة بنفس الفراش القديم الذي كان يفرشه قبل أكثر من اربعين سنة ولم يتغير بيته بعد مرجعيته رغم انه لا يسع لاستقبال الزائرين والمراجعين الذين يزداد عددهم يوماً بعد يوم، لذا يجلس الشيخ في ايام الاعياد والتعازي في مسجد فاطمية لاستقبال الناس.
ويقول آية الله المسعودي: عرض الكثير من الناس على الشيخ أن يشتروا له بيتاً ولكنه رفض كل تلك العروض وقد قلت له مراراً: سيدي ان هذا بيت قديم وغير مناسب للسكن وقد لا يجوز السكن فيه من الناحية الشرعية ولكن الشيخ لم يصغ لهذا الكلام ولم يعر له أية اهمية.

 

حضر العلامة السيد محسن الأمين (رحمه الله) دروس المجتهد الكبير الشيخ رضا الهمداني (رحمه الله) ثماني سنوات وقال في وصفه: كان زاهداً في الدنيا معرضاً‌عنها... عاشرناه امداً طويلاً فلم نعثر منه على زلة ولا صغيرة وقد اعترف بذلك غيرنا ممن عاشره وكانت فيه صفات العلماء المخبتين والزاهدين الورعين حقاً لم تسمع في مجلسه غيبة من احد، وكان اذا شعر من احد الجالسين أنه يريد الخوض في ذلك صرف الحديث الى جهة أخرى.
ويضيف العلامة المرحوم السيد محسن الأمين قائلاً: وكان في عصره رجل مشهور بالفضل وله حلقة درس ومؤلفات مطبوعة وكان يقال: انه يطيل لسانه على اكابر العلماء... فثارت ثائرة عدد من العلماء وأصدروا فتواهم بتكفيره، وارسلوا الى شيخنا المترجم له - اي الشيخ الهمداني- ليشاركهم في ذلك، فأبى وقال: ان التكفير شي عظيم لا اقدم عليه.. وصارت يومئذ مسألة الشيخ هذه حديث الناس من العلماء والطلاب وغيرهم في مجالسهم ومحافلهم، اما شيخنا فلم يكن احد يجسر على ذكر شيء في مجلسه.
وختاماً‌ - ايها الأحبة الكرام- نشكركم على حسن المتابعة وجميل الاصفاء. وحتى اللقاء القادم نستودعكم الباري تعالى والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة