البث المباشر

نبذة عن حياة الاولياء

الأحد 13 أكتوبر 2019 - 08:45 بتوقيت طهران
نبذة عن حياة الاولياء

إذاعة طهران- من اخلاق الاولياء: الحلقة 31: السيد حسن القمي يقطع عن ولده راتب الحوزة, آية الله الخامنئي وكراهة المناصب, الميرزا جواد الطهراني وإجتناب الشهرة

والصلاة والسلام على حبيب آله العالمين محمد النبي المختار وعلى آله الطيبين الاطهار ...
السلام عليكم ـ ايها الافاضل .. ايتها الفاضلات ـ ورحمة الله وبركاته وأهلاً بكم في هذا اللقاء المتجدد معكم آملين ان تقضوا معه وقتاً طيباً ومفيداً.
مستمعينا الاعزاء ـ لقد اشتهر المرجع المجاهد آية الله العظمى السيد حسين القمي(رض) بزهده وتقواه وجهاده ضد الحكومة البهلوية الظالمة، واشتهر ايضاً في المجال الاجتماعي بالصداقة وفق المعايير الشرعية، فكان مع صديقه الى الحد المشروع وعند المحذور الشرعي كان يرفض ان يدوس المعيار الشرعي لاجل سواد عين الصديق وحبه له "كما يقولون" فكان يقول دائماً: انا اساير صديقي الى باب جهنم، ولكن من اجله لا ادخل جهنم ابداً، حتى انه لما علم ان احد اولاده الذي كان يدرس العلوم الدينية في الحوزة لا يحضر الدروس بانتظام واستمرار قطع راتبه الشهري الذي يعطى لطالب العلوم الدينية في الحوزات العلمية من بيت المال الاسلامي وقال له: انني لا استطيع صرف هذا المال عليك، وبناءً على ذلك تعهد بنفسك للكد والعمل، كيف اعطي من مال الحجة بن الحسن العسكري "عجل الله فرجه" لطلبة لا يدرسون العلوم الدينية. فاطاعه ولده وذهب يعمل وكذلك حينما كان آية الله السيد القمي(رض) يريد السفر كان يطلب من تلامذته الراغبين في السفر معه ان يرافقوه لينتهز ساعات سفره ايضاً في تدريسهم وتعليمهم كيلا يكون قد صرف على نفسه من ذلك المال للسفر من دون عطاء مقابل وما افضل ان يكون ذلك هو طلب العلم.
مستمعينا الكرام ـ حول النفس المخلصة التي يتحلى بها السيد علي الخامنئي قائد الثورة الاسلامية "حفظه الله تعالى" روى احد قادة الثورة انه يعرف السيد القائد منذ ان كان شاباً وحتى يومنا هذا وهي فترة تمتد لاكثر من اربعين عاماً حيث لم يلاحظ طوال هذه المدة ان السيد يتطلع الى الرئاسة او الادارة او المناصب، لذلك كانوا يواجهون مشكلة كبيرة حينما كانوا يريدون ان يعرضوا عليه منصباً .. ويقول السيد نفسه في هذا الموضوع: في الدورة الرئاسية الاولى عرض الزملاء عليَّ ترشيح نفسي، ولكني لم اكن اريد الامر، فقالوا: ان لم تقبل فان الحمل سيبقى مطروحاً على الارض ولا احد ينهض به فاضطررت لقبول ذلك، واما في الدورة الثانية (والكلام ما زال للسيد علي الخامنئي - اعزه الله -) .. قال الامام الخميني(رض): ان الامر متعين عليك وعندما قامت جامعة المدرسين في الحوزة العلمية في قم بنشر اسم السيد ضمن مراجع التقليد اتصل سماحته بمسؤولي الاذاعة والتلفزيون وقال لهم: ارجو ان لا تذكروا اسمي عندما تذيعون هذا البيان فقالو: لا يمكن ذلك لانه يعد تحريفاً. وذكر سماحته انه لو سألوني لقلت لهم لا تفعلوا ذلك، فقد فعلوا كل هذا بدون علمي وقد علمت بذلك بعد ان نشروا البيان والا لما سمحت لهم بذلك.
مستمعينا الافاضل: بدلاً عن اسمه الكامل كان العالم الرباني الشيخ ميرزا جواد الطهراني(رض) يكتفي في مؤلفاته بذكر ما يلي: (جواد الطهراني) وحيناً آخر يكتب (ج) وحيناً ثالثاً (جواد) وحيناً رابعاً (ج.زارع)، وذات مرة سئل لماذا اخترت كلمة زارع وهو ليس لقبك؟ فأجاب الشيخ الجليل: انني اقصد منها المفهوم اللغوي لان "الدنيا مزرعة الآخرة" فنحن في هذه الدنيا زراع لاخرتنا.
ونقول ـ مستمعي الكريم ـ مثل هذا العالم الزاهد حيث ركب سفينة الاخلاص لا يبحث عن البذخ والاسراف لا في الحياة ولا بعد الممات، اما في الحياة فواضح، ولكن كيف بعد الممات لا يبحث عن البذخ والاسراف؟ هذا ما يوضحه سماحة الشيخ الهي خراساني فيما كتبه عن مختصر حياة استاذه حيث قال: ذات يوم كنت جالساً في محضره فأراني صرة كانت بيده وقال: في هذه الصرة كفني وكلما ذهبت الى جبهات الحرب المفروضة على الجمهورية الاسلامية احمله معي وقلت للاصدقاء مرات عديدة: اينما وقعت في الجبهة شهيداً او مت فادفنوني في المكان نفسه بهذا الكفن، ويشير الشيخ ميرزا جواد الطهراني(رض) الى هذا الزهد العجيب في وصيته قائلاً: ادفنوا جثماني في مقبرة عامة خارج المدينة او أي مكان مباح يكون خارج المدينة ومن دون تأخير وبلا تطبيل اعلامي للناس ولا تقيموا مجالس يوم السابع ويوم الاربعين، واذا اراد احد في أي وقت ان يهدي اليَّ ثواباً فليطلب الغفران لي، انا ارض ومسرور ان يكون موتي ودفني بهذه الصورة كي لا يتحشم العناء احد من اجلي، واذا رغب ابنائي في أي وقت ان يعملوا لي بعض الخيرات فانه يسرني قليل من الصلاة والصوم ان شاء الله تعالى، واني اوصيهم بتقوى الله وطاعته تعالى في كل الحالات من حياتهم والسلام على من اتبع الهدى.
هذا ولقد توفي الشيخ "طيب الله ثراه" في عام 1410هجري قمري ودفن في مقبرة "جنة الرضا" وهي مقبرة عامة للناس والشهداء في خارج مدينة مشهد المقدسة.
وفي الختام ـ ايها الاحبة الكرام ـ شكراً لكم على حسن المتابعة وجميل الاصغاء وجزاكم الله خير الجزاء ... وحتى اللقاء القادم نستودعكم الله تعالى والسلام عليكم.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة