البث المباشر

حمد الله عزوجل على كل حال

الأحد 6 أكتوبر 2019 - 08:10 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- معالي الاخلاق: الحلقة 126

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ايها الاطائب ورحمة الله... اهلاً بكم في حلقة اليوم من هذا البرنامج ننور فيها قلوبنا بذكر طائفة اخرى من النصوص الشريفة التي ترغبنا باحد اكرم الاخلاق الطيبة وهو خلق حمد الله عزوجل على كل حال، وهو من اخلاق صاحب الخلق العظيم الحبيب المصطفى –صلى الله عليه وآله-، فقد روي في كتاب الكافي عن امامنا الصادق –عليه السلام- قال:
"كان رسول الله –صلى الله عليه وآله- اذا ورد عليه امرٌ يسره قال: الحمد لله على هذه النعمة، واذا ورد عليه امرٌ يغتم به قال: الحمدلله على كل حال"
وروي في كتاب (عيون اخبار الرضا –عليه السلام-) عنه –صلى الله عليه وآله- قال:
"من انعم الله عزوجل عليه نعمة فليحمد الله ومن استبطا الرزق فليستغفر الله ومن حزبه [اي اشتد عليه] امرٌ فليقل: لا حول ولا قوة الا بالله".
ومن مصاديق التحلي بهذا الخلق شكر الله وحمده عند تجدد كل نعمة، فقد روي في امالي الشيخ الصدوق عن مولانا الامام الصادق –عليه السلام- قال:
"بينا رسول الله –صلى الله عليه وآله- يسير مع بعض اصحابه في بعض طرق طرق المدينة اذ ثنى رجله عن دابته ثم خرّ ساجداً فاطال في سجوده ثم رفع راسه فعاد ثم ركب فقال له اصحابه: يا رسول الله، رايناك ثنيت رجلك عن دابتك ثم سجدت فاطلت السجود؟ فقال:
ان جبرئيل اتاني فاقراني السلام من ربي وبشرني انه لن يخزيني في امتي فلم يكن لي مالٌ فاتصدق به ولا مملوك فاعتقه فأجببت ان اشكر ربي عزوجل
".
ويستفاد من هذا الحديث ان الصدقة عند نزول النعمة من مصاديق شكر الله والتحلي بهذا الخلق النبيل مثلما ان السجود شكراً من مصاديقها، كما ان السجود شكراً يتكرر مع كل نعمة كما كان يفعل صاحب الخلق العظيم والاسوة الحسنة فقد روي في الكافي عن الصادق –عليه السلام- قال:
"ان رسول الله –صلى الله عليه وآله- كان في سفر يسير على ناقة له اذ نزل فسجد خمس سجدات، فلما ركب، قالوا: يا رسول الله انا رأيناك صنعت شيئاً لم تصنعه؟ فقال: نعم استقبلني جبرئيل فبشرني ببشارت من الله عزوجل فسجدت الله شكراً لكل بشرى سجدة".
ايها الاكارم ويستفاد من هذه الاحاديث الشريفة استحباب المبادرة والاسراع في شكر النعمة عند تجددها او عند ذكرها حتى لو كان المؤمن في الطريق كما راينا من فعل الحبيب المصطفى –صلى الله عليه وآله-، وكما يشير لذلك ما رواه الكليني في الكافي عن هشام بن أحمر قال: كنت اسير مع ابي الحسن [الكاظم] عليه السلام في بعض اطراف المدينة اذ ثنى رجله عن دابته فخر ساجداً فاطال [السجود] واطال ثم رفع راسه وركب دابته فقلت: جعلت فداك قد اطلت السجود؟
فقال: انني ذكرت نعمة انعم الله بها علي فاحببت ان اشكر ربي.
واخيراً نشير الى التحلي بخلق حمد الله عند تجدد النعمة من الوسائل التي تنجي الانسان من الغفلة ونسيان الله والوقوع في الاستدراج، فقد روي في الكافي عن عمربن زيد قال: قلت لابي عبدالله الصادق –عليه السلام-: اني سالت الله عزوجل ان يرزقني مالاً فرزقني، واني سالت الله ان يرزقني ولداً فرزقني، وسالته ان يرزقني داراً فرزقني وقد خفت ان يكون ذلك استدراجاً؟ فقال –عليه السلام-: "اما والله مع الحمد فلا"
نشكر لكم ايها الاطائب طيب الاصغاء لحلقة اليوم من برنامجكم معالي الاخلاق دمتم بالف خير وفي امان الله.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة