البث المباشر

التعطف والترحم على الضعفاء

الأربعاء 2 أكتوبر 2019 - 12:00 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- معالي الاخلاق: الحلقة 49

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم مستمعينا الأكارم تحية من الله مباركة طيبة نهديها لكم في مطلع لقاء آخر مع معالي الأخلاق التي يحبها الله تبارك وتعالى ومن مكارمها خلق التعطف والترحم على الضعفاء كالأرامل واليتامى والمقعدين والعاجزين ونظائرهم... تابعونا على بركة الله.
هذا الخلق النبيل مستمعينا الأفاضل هو من ابرز أخلاق حبيبنا المصطفى –صلى الله عليه وآله- الذي خصه الله عزوجل بوصف "وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ" (سورة القلم٤) وأمر عباده جميعاً بالإقتداء به فقال "لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً" (سورة الأحزاب۲۱)، كما جاء ذلك في الآية الحادية والعشرين من سورة الأحزاب.
والى هذا الخلق المحمدي النبيل يشير كفيل رسول الله مولانا سيد البطحاء ابوطالب –سلام الله عليه- في قصيدته الشهيرة في مدح رسول الله -صلى الله عليه وآله- حيث يقول:

وأبيض يستسقى الغمام بوجهه

ربيع اليتامى عصمة للأرامل

يلوذ به الهلاك من آل هاشم

فهم عنده في نعمة وفواضل

فمن مثله في الناس أو من مؤمّل

إذا قايس الحكام أهل التفاضل

وقال مولانا أمير المؤمنين –عليه السلام- في عهده الشهير لمالك الأشتر:
"وتعهد أهل اليتم والزمانة والرقة في السن ممن لاحيلة له ولا ينصب للمسئلة نفسه [أي لا يستجدي] فأجر لهم أرزاقاً فإنهم عباد الله فتقرب الى الله بتخلصهم ووضعهم مواضعهم في أقواتهم فإن الأعمال تخلص بصدق النيات".
وفي كتاب تحف العقول عن الوصي المرتضى –عليه السلام- قال: "وارحموا الأرملة واليتيم".
وفي كتاب الفوائد الرضوية عن عبد الواحد بن زيد عن جارية قتل ابوها في صفين بين يدي أمير المؤمنين –عليه السلام-، قالت له:
لقد دخل أمير المؤمنين –عليه السلام- على أمي ذات يوم فقال: كيف أصبحت يا أم الأيتام؟
فقالت أمي: بخير يا أمير المؤمنين، ثم أخرجتني وأختي هذه إليه، وقد أصابني من الجدري ما ذهب به والله بصري، فلما نظر إلي تأوه وطفق يقول:

ما إن تأوهت في شىء رزئت به

كما تأوهت للأطفال في الصغر

قد مات والدهم من كان يكفلهم

في النائبات وفي الأسفار والحضر


ثم أمرّ بيده على وجهي فانفتحت عيني بوقتي وساعتي، فوالله يا ابن أخي إني لأنظر الى الجمل الشارد في الليلة الظلماء كل ذلك ببركة أمير المؤمنين عليه السلام... ثم أعطانا شيئاً من بيت المال وطيب قلوبنا ورجع.
قال عبدالواحد بن زيد: فلما سمعت قولها قمت الى دينار من نفقتي فأعطيتها وقلت لها: خذي يا جارية هذا واستغني به على وقتك..
فأبت وقالت: إليك عني يا رجل فقد خلفنا خير سلفٍ على خير خلفٍ، نحن والله اليوم في عيال أبي محمد الحسن بن علي (عليه السلام)... ثم قالت:

ما نيط حب علي في جنان فتى

إلا له شهدت بالنعمة النعم

ولا له قدم زلت زمانٌ به

إلا له ثبتت من بعدها قدم

ما سرني أن أكن من غير شيعته

لو أن ما حوته العرب والعجم


اعزاءنا مستمعي إذاعة طهران.... وختاماً نشكر لكم طيب الإصغاء لحلقة اليوم من برنامج معالي الأخلاق... دمتم بكل خير وفي أمان الله. 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة