البث المباشر

عبد العظيم الحسني

الخميس 24 يونيو 2021 - 17:00 بتوقيت طهران
عبد العظيم الحسني

هو السيد الشريف الحسيب النسيب من مفاخر الاُسرة النبوية علماً وتقى وتحرجاً في الدين. ونلمح إلى بعض شؤونه.

نسبه الوضاح

يرجع نسبه الشريف إلى الإمام الزكي أبي محمد الحسن بن علي سيد شباب أهل الجنة وريحانة رسول الله (صلى الله عليه وآله) فهو ابن عبد الله بن علي بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب (عليه السلام).

*******
وثاقته وعلمه

كان ثقة عدلاً، متحرجاً في دينه كأشد ما يكون التحرج، كما كان عالماً وفاضلاً وفقيهاً فقد روى أبو تراب الروياني، قال: سمعت أبا حماد الرازي، يقول: دخلت على علي بن محمد (عليه السلام) بـ (سر من رأى) فسألته عن اشياء من الحلال والحرام فأجابني عنها، فلما ودعته قال لي: يا حماد إذا اشكل عليك شيء من امر دينك بناحيتك فسل عنه عبد العظيم الحسني واقرئه مني السلام(۱). ودلّت هذه الرواية على فقهه وعلمه.

*******
عرض عقيدته على الهادي (عليه السلام)

وتشرف السيد الجليل عبد العظيم بمقابلة الإمام الهادي (عليه السلام) فعرض على الإمام اصول عقيدته وما يدين به قائلاً: «يا ابن رسول الله اني اُريد ان اعرض عليك ديني فإن كان مرضياً ثبتُّ عليه...».
فقابله الإمام مبتسماً وقال له: «هات يا أبا القاسم».
وانبرى عبد العظيم يعرض على الإمام المبادئ التي آمن بها قائلاً: «اني اقول: ان الله تبارك وتعالى ليس كمثله شيء، خارج عن الحدين، حد الإبطال وحد التشبيه، وانه ليس بجسم ولا صورة ولا عرض ولا جوهر بل هو مجسم الاجسام ومصور الصور وخالق الاعراض والجواهر ورب كل شيء ومالكه وجاعله ومحدثه.
وان محمداً عبده ورسوله خاتم النبيين، فلا نبي بعده إلى يوم القيامة، وان شريعته خاتمة الشرايع فلا شريعة بعدها إلى يوم القيامة، واقول: ان الإمام والخليفة، وولي الامر بعده أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) ثم الحسن ثم الحسين ثم علي بن الحسين ثم محمد بن علي ثم جعفر بن محمد ثم موسى بن جعفر ثم علي بن موسى ثم محمد بن علي ثم انت يا مولاي»
.
والتفت إليه الإمام فقال: «ومن بعدي الحسن ابني، فكيف للناس بالخلف من بعده؟».
واستفسر عبد العظيم عن الحجة من بعده قائلاً: وكيف ذاك يا مولاي؟
قال الإمام (عليه السلام): «لأنه لا يرى شخصه، ولا يحل ذكره باسمه، حتى يخرج فيملأ الارض قسطاً وعدلاً، كما ملئت ظلماً وجوراً».
وانبرى عبد العظيم يعلن ايمانه بما قال الإمام (عليه السلام) قائلاً: «اقررت، واقول: ان وليهم ولي الله، وعدوهم عدو الله وطاعتهم طاعة الله، ومعصيتهم معصية الله...
واقول: ان المعراج حق والمساءلة في القبر حق وان الجنة حق والنار حق والصراط حق والميزان حق وان الساعة آتية لا ريب فيها وان الله يبعث من في القبور.
وأقول: ان الفرائض الواجبة بعد الولاية ـ اي الولاية لأئمة أهل البيت (عليهم السلام) - الصلاة والزكاة والصوم والحج والجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر..».
وبارك له الإمام عقيدته قائلاً: «يا أبا القاسم هذا والله دين الله الذي ارتضاه لعباده، فاثبت عليه ثبتك الله بالقول الثابت في الحياة الدنيا والآخرة»(۲).

*******


(۱) اختيار معرفة الرجال: ۲/۸٦۹.
(۲) خلاصة الأقوال: ٥۱.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة