البث المباشر

الحاج هاشم الكعبي (القرن الثاني عشر)

الأحد 22 سبتمبر 2019 - 14:48 بتوقيت طهران
الحاج هاشم الكعبي (القرن الثاني عشر)

إذاعة طهران- يوم لا كالأيام: نقدم لكم الحلقة 25

عن عبد الله بن الفضل، قال: قلت لابي عبد الله ( الصادق ) عليه السلام: يا ابن رسول الله، كيف صار يومن عاشوراء يوم مصيبة ٍ وغمّ وجزع وبكاء، دون اليوم الذي قبض فيه رسول الله(ص)، واليوم الذي ماتت فيه فاطمة(ع)، واليوم الذي قتل فيه امير المؤمنين(ع)، واليوم الذي قتل فيه الحسن(ع) بالسم؟
فقال: ان قتل الحسين(ع) اعظم مصيبة من جميع سائر الايام؛ وذلك ان اصحاب الكساء الذين كانوا اكرم خلق اله كانوا خمسة؛ فلما مضى عنهم النبي بقي امير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين(ع)، فكان فيهم للناس عزاء وسلوة. فلما مضت فاطمة الزهراء(ع) كان في امير المؤمنين والحسن والحسين(ع) عزاء وسلوة فلما مضى منهم امير المؤمنين كان للناس في الحسن والحسين(ع) عزاء وسلوة. فلما مضى الحسن(ع) كان للناس
في الحسين عزاء وسلوة.
فلما قُتل الحسين صلى الله عليه لم يكن بقي من أصحاب الكساء أحد للناس فيه بعده عزاء وسلوة، فكان ذهابهم كذهابهم جميعهم، كما كان بقاؤه كبقاء جميعهم.. فلذلك صار يومه أعظم الايام مصيبة.
مرثية بكائية نابضة بفجائع كربلاء السبط الشهيد هذه التي نطق بها قلبُ ولسان الشاعر هاشم الكعبي من أغوار القرن الثالث عشر الهجريّ.
والكعبيّ ـ رضوان الله تعالى عليه ـ ولوع بأحزان عاشوراء، مكثر من مراثي سيد الشهداء صلوات الله عليه. وهذه أبيات من (لاميّته) الشجيّة، يحكي فيها ما وقع بعد شهادة اهل بيت الامام(ع) وأصاره الاوفياء:

فوارس إذا نادى الصريخ ترى لهم

مكاناً بمستنِّ الوغي ليس يُجهلُ

الى أن ثووا تحت العجاج، تلفُّهم

ثيابُ عُلىً، منها رماح وأنصلُ

فظلَّ وحيداً واحد الدهر في الوغى

نصيراه فيها سمهريُّ ومنصل ُ

وشدَّ على قلب الكتيبة مُهرهُ

فراحت ثباً مثل المها تتجفّلُ

فديتك! كم من مشكل لك في الوغى

ألا كلُّ معنى من معانيك مُشكلُ

الى ان اتاه في الحشا سهم مارق ٍ

فخَرَّ، فقل في يذبُل ٍ قلَّ يذبُلُ

وزلزلت الارضون، وارتجّت السما

وكادت له أفلاكها تتعطلُ

 

وأقبل نحو المحصنات حصانهُ

يحنُّ، ومن عُظم المصيبة يُعولُ

فأقبلنَ ربّات الحِجال ِ، وللاسى

تفاصيلُ لا يُحصي لهنَّ مُفصِّلُ:

فواحدة تحنو عليه تضُمُّهُ

وأخرى عليه بالرداء تُظللُ

وأخرى بفيض النحر تصبغ شعرها

وأخرى لما قد نالها ليس تعقلُ!

وأخرى على خوف ٍ تلوذ بجنبه ِ

وأخرى تفدِّيه ِ، وأخرى تقبِّلُ

 

وجاءت لشمر ٍ زينب ابنة فاطم ٍ

تعنِّفهُ عن أمره وتعَذِّلُ:

أيا شمرُ، هذا حجة الله في الورى

أعد نظراً يا شمرُ، إن كنت تعقلُ

أيا شمرُ، لا تعجلْ على ابن محمد ٍ

فذو ترةٍ في مثله ليس يعجلُ

ومرَّ يحزُّ النحر غير مراقب ٍ

من الله لا يخشى ولا يتوجًّلُ

وراحت له الايام سوداً، كأنما

تجلبها قطع من الليل ِ أليلُ

وأضحى كتاب الله، من أجل فقده

يحنُّ له فرقانه والمفصَّلُ

يروم سُلوّي فارغ القلب مثلهُ

وذلك خطب دونه الصعب يسهُلُ

ولولا الذي ارجوه من أخذ ثاركم

فأعلقُ آمالي به وأعللُُ

لمِتُّ على ما كان من فوت ِ نصرِكم

أسىً وجوىً، والموت في ذاك أمثلُ

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة