البث المباشر

شرح فقرة: "وجدد به ما أمتحي به من دينك.."

الإثنين 16 سبتمبر 2019 - 11:27 بتوقيت طهران

إذاعة طهران - ينابيع الرحمة: شرح فقرة: " وجدد به ما أمتحي به من دينك " من دعاء عصر الغيبة.

 

نواصل حديثنا عن الادعية المباركة ومنها دعاء الغيبة غيبة الامام المهدي(ع) وهو دعاء يقرأ بعد فريضة العصر من يوم الجمعة كما يقرأ مطلقاً ولقد حدثناك عن مقاطع متسلسلة من هذا الدعاء وانتهينا الى مقطع ورد فيه «وجدد به ما امتحى من دينك واصلح به ما بدل من حكمك وغير من سنتك ...الخ». هذه الفقرات من الدعاء امتداد لسابقها حيث يتوسل بها الى الله تعالى لنصرة الامام المهدي(ع) في معركته الاصلاحية وهي فقرات كسابقها او كغالبية الدعاء تتضمن عبارات متجانسة او متماثلة في دلالتها العامة من جانب وعبارات متفاوتة في دلالتها المستقلة الخاصة مثل عبارات دينك حكمك سنتك ومثل بدل غير.
المهم ان نحدثك عن كل فقرة ونبين نكاتها المتنوعة ونبدأ ذلك بفقرة وجدد به ما امتحى هذه الفقرة من الدعاء تتماثل ـ كما اشرنا الان ـ مع لاحقتها في دلالتها العامة، وتفترق عنها في دلالتها الخاصة ولعلك لاتجد أي غموض في محتواها المتوسل بالله تعالى بان يجدد بظهور الامام المهدي(ع) ما محي من الدين والسؤال اولاً هو ما هي النكات الكامنة وراء هذه الصياغة الفنية للعبارة أي للاستعارة المتمثلة في كونها قد اعارت الدين طابع المحو وطابع التجديد فقالت: «وجدد به ما امتحى من دينك»؟
وللاجابة عن السؤال نقول لقد شبه الدعاء ما طرأ على سلوك الناس من ضعف في الدين او من هجر له او تمرد عليه، او عدم ايمان به، شبه ذلك بالشيء الذي كان موجوداً ثم محي رسمه او كان مخطوطاً ثم محيت كتابته.
طبيعياً ثمة نكات متنوعة وراء الاستعارة المذكورة فالتعامل مع الدين "من الزاوية السلبية" تتفاوت مستوياته عند الناس فقد يؤمن احد الناس بالدين الا انه لا يلتزم بجميع احكامه وقد يلتزم به ولكن يتجه الى مصدر لاخذ الاحكام هو غير اصيل كمن يهجر اهل البيت عليهم السلام وقد يلتزم به ولكنه يحرفه وقد لا يلتزم اساساً وهكذا.
هذه المستويات من التعامل السلبي مع الدين ويقصد بالدين ما دان به المسلمون من المبادئ التي رسمها الله تعالى واوصلها النبي(ص) الى الناس وتمسك بها اهل البيت عليهم السلام نقول المستويات التي افترضناها من السلوك الصادر عن الناس حيال الدين قد عبر عنها الدعاء باستعارة طريفة ومعمقة ودقيقة وهي عملية المحو لاثر الدين فالبناء مثلاً اذا هجر وتراكم عليه الغبار ولم يعاود السكن فيه حينئذ تمحى ما كان له من المعالم ولذلك يحتاج الى تجديد بنائه اذا اراد الرجل ان يسكن فيه والامر كذلك بالنسبة الى التعامل مع الدين ... كيف ذلك؟
ان الامام المهدي(ع) عندما يظهر الى الساحة ويمارس حركته الاصلاحية حينئذ ستتجدد المعالم او الملامح التي انتظمت بناء الدين فعندما هجره الناس او تمردوا عليه او التزموا ببعض احكامه دون سواها او حرفوها عندئذ بظهور الامام(ع) يجدد ذلك البناء الذي محي اثره بواسطة التعامل السلبي الذي كان الناس عليه قبل الظهور.
اذن هذه الاستعارة تعبر بوضوح عن احد معطيات الظهور او اهم معطياته بل جوهر معطياته وهو التجديد لما اندثر من البناء الديني بالنحو الذي اوضحناه.
والمهم هو ان يوفقنا الله تعالى بان نشارك حركة الامام المهدي(ع) وان نلتزم بالدين ثم نتصاعد به الى النحو المطلوب.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة