البث المباشر

شرح فقرة: "وأبر المنافقين.. في مشارق الارض ومغاربها.. ولا تدع منهم دياراً"

الإثنين 16 سبتمبر 2019 - 10:03 بتوقيت طهران

إذاعة طهران - ينابيع الرحمة: شرح فقرة: " وأبر المنافقين.. في مشارق الارض ومغاربها.. ولا تدع منهم دياراً " من دعاء عصر الغيبة.

 

لا نزال نحدثك عن الادعية المباركة وما تتضمنه من نكات وبلاغة ومعرفة عبادية في ميدان العقائد والاحكام والاخلاق ومن ذلك دعاء الغيبة وهو الدعاء الخاص بندب شخصية العصر(ع) ويدعى به عصر الجمعة ومطلق الاوقات .. وقد قدمنا مقاطع متسلسلة منه وانتهينا الى مقطع جديد هو «وأبر به ـ أي بظهور الامام(ع) ـ المنافقين والناكثين والمخالفين والملحدين في مشارق الارض ومغاربها وبرها وبحرها وسهلها وجبلها حتى لا تدع منهم دياراً» وقد حدثناك عن هذا المقطع في لقاء سابق واوضحنا ما تعنيه مصطلحات المنافق والناكث والمخالف والملحد لكن لم نشر الى النكتة الكامنة وراء الاشارة اى اماكن هؤلاء المنحرفين حيث لاحظنا الان ان مقطع الدعاء يتوسل بالله تعالى ان يهلكهم في مشارق الارض ومغاربها وبرها وبحرها وسهلها وجبلها فهنا نلاحظ بان الدعاء ذكر كل موقع جغرافي وما يضاده كالمشارق والمغارب والسهل والجبل والبر والبحر، وقد تسأل عن النكتة الكامنة وراء هذا الحصر للاماكن من جانب والاضداد لها من جانب آخر وفي تصورنا ان الهدف من ذلك هو الفات النظر الى سيطرة الامام(ع) على العالم جميعاً أي ان المشرق والمغرب والسهل والجبل والبر والبحر هي رموز وكنايات لشمولية المعركة التي يخوضها(ع) ومن ثم وراثة الارض جميعاً للاسلاميين تبعاً لوعد الله تعالى في قرآنه الكريم.
هذا من جانب ومن جانب آخر فان عبارة (حتى لا تدع منهم دياراً) تجسد بدورها اشارة الى ابادة جميع المنحرفين فتكون النتيجة هي حصر المكان وحصر العدد من المنحرفين على نحو ما حدث مثلاً في زمن نوح(ع) حيث توسل نوح(ع) بالا يدع الله تعالى على الارض من الكافرين دياراً وها هو الدعاء بدوره يقتبس من القرآن الكريم هذه المقولة ويتوسل بالله تعالى بالا يبقي من المنحرفين دياراً أي صاحب دار فتكون الدار هنا رمزاً وكناية لعدم بقاء منحرف واحد على وجه الارض وهو ما يتناسب تماماً مع وراثة الاسلاميين الارض تبعاً لوعده تعالى.
مضاف الى ما تقدم ونعني بذلك ان الدعاء يستهدف التركيز على ازالة المنحرفين باكملهم نلاحظ ايضاً تعقيباً آخر هو (ولا تبقي لهم آثاراً) فهنا نحتمل منك ان توجه سؤالاً جديداً هو الا يعني قوله(ع) (حتى لا تدع منهم دياراً هو زوالهم من الوجود؟)، فلماذا اردف ذلك بعبارة (ولا تبقي لهم آثاراً)؟ ايضاً ثمة نكتة بلاغية هي ان الهدف من هذه العبارة هو ان صاحب الدار عندما يرحل عنها او عندما تهدف داره مثلاً فان آثاراً منها تبقى وبما ان الدعاء يستهدف الاشارة الى محو الانحراف نهائياً بحيث لا يبقى اثر له في دولة الامام المهدي(ع) حينئذ نجد الدعاء قد اردف عبارة (لا تدع منهم دياراً) بعبارة (ولا يبقي لهم آثاراً).
والآن مع ملاحظتنا للنكتة وهي ازالة جميع الآثار الانحرافية نجد ان الدعاء يتوج حديثه عن الجانب المذكور بتأكيد آخر هو«وطهر منهم بلادك واشف منهم صدور عبادك» هاتان الجملتان يختم بهما المقطع لنواجه بعده مقطعاً متمماً نحدثك عنه لاحقاً ان شاء الله تعالى .. ولكننا نعتزم الاشارة الى ان هاتين العبارتين او الاستعارتين نستخلص من اولاهما ان بلاد الله تعالى تتطهر تماماً من المنحرفين أي بعد ان يزول اثرهم وهو القذارة او النجاسة المعنوية للمنحرفين تظهر النظافة او الطهارة في المجتمع الاسلامي، وهذا معنى قوله(ع) (وطهر منهم بلادك) ولكنه مع تطهير البلاد من المنحرفين يفرح المؤمنون بذلك، وهذا ما عبر عنه بالقول واشف منهم صدور عبادك حيث تفصح هذه الاستعارة اشفاء الصدور عن ردود الفعل او الاستجابة الصادرة من المؤمنين وهم يشاهدون مجتمعهم الاسلامي قد تطهر من المنحرفين مع ملاحظة ان شفاء الصدور يعني من الزاوية الاستعارية او الرمزية ذهاب الاذى الذي كان يحمله المؤمنون في صدورهم.
اذن امكننا ملاحظة جملة من النكات المتصلة بزوال المنحرفين والاهم هو ان نوفق الى مساندة الامام(ع) والتوفيق لممارسة الطاعة والتصاعد بها الى النحو المطلوب.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة