البث المباشر

الحسين نورالأولياء وذخيرة العصاة

الأربعاء 29 مايو 2019 - 15:44 بتوقيت طهران

نقل رسول الله - صلى الله عليه وآله- في حديث المعراج أن الله عزوجل قال في الحديث القدسي: الحسين نور أوليائي وحجتي على خلقي والذخيرة للعصاة.
السلام عليكم مستمعينا الأكارم ورحمة الله.
أهلاً بكم في لقاءٍ جديد من هذا البرنامج الذي نسعى للفوز بمعرفة مولانا الحسين – عليه السلام – من خلال ما تكلم به عنه جده المصطفى- صلى الله عليه وآله- وأئمة عترته الهادية- عليهم السلام- ولنا في هذا اللقاء وقفة مع حديث المعراج الذي نقل فيه الصادق الأمين- صلى الله عليه وآله- الحديث القدسي الذي إفتتحنا به هذا اللقاء.
الحسين نور اوليائي وحجتي على خلقي والذخيرة للعصاة.
إنّ لله تبارك وتعالى في خلقه شؤوناً و إراداتٍ ومشيئاتٍ مبنيّةً على أسرارٍ حكيمة، وأبعادٍ عظيمة، اختصّت بعلمه جلّ وعلا، وشاء أن يعلم بشيءٍ منه لعباده، وهو القائل عزّ من قائل: "وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء". وقد كان للحسين عليه السلام شأنٌ عند الله من الشأن، كما كان له سلام الله عليه خصائص وخصوصيّات، ومزايا ومميّزات، ومواهب لدنيّةٌ وكمالات، وكذا فضائل فريدةٌ ومناقب وحيدةٌ وكرامات.
والمسلمون- إخوتنا الأفاضل- هم المسلّمون لما جاء به الوحي المبين، والمصدّقون لما أدلى به الرسول الصادق الأمين، وقد ورد عن النبيّ الأكرم - صلى الله عليه وآله- وفرةٌ عاطرةٌ من الحديث القدسيّ الشريف، حول الإمام أبي عبد الله الحسين عليه أفضل الصلاة والسلام…قبل أن يولد وهو نورٌ مع انوار جدّه المصطفى وأبيه المرتضى، وأمّه الصدّيقة الزهراء، وأخيه الحسن المجتبى عليهم من الله أزكى الصلوات…حيث كانوا يطوفون بعرش الله تبارك وتعالى مسبّحين مهلّلين ومقدّسين.
فإذا ولد سبط النبيّ وريحانته أبوعبدالله الحسين عليه السلام، جاء النداء القدسيّ من الله عزّ شأنه إلى حبيبه محمدٍّ صلّى الله عليه وآله: "بورك من مولودٍ عليه صلواتي ، و رحمتي وبركاتي". روى ذلك الشيخ جعفر التستريّ رضوان الله عليه في كتابه القيّم (الخصائص الحسينيّة)، مضيفاً أنّ الله جلّ جلاله وصف وليّه أبا عبد الحسين سلام الله عليه بهذه العبارات المقدّسة : "نورأوليائي، وحجّتي على خلقي، والذخيرة للعصاة".
وكلّ الناس- أيّها الإخوة الأعزّة- عصاة، إلاّ من عصمهم الله وهم خاصّته وأولياؤه من النبيّين والمرسلين، والأئمة والوصيين، صلوات الله عليهم أجمعين، وقد جعل الله تعالى حبيبه الحسين سبباً لمغفرة الذنوب ونيل الشفاعات المنجية، ووسيلةً للتقرّب إلى مرضاة الباري سبحانه وتعالى، وذلك بمحبّته ومودّته، والاعتقاد بولايته وإمامته، والحزن على عظيم مصيبته.
مستمعينا الأفاضل، وكما لاحظتم في الحديث القدسي الذي نقله الصادق الأمين-صلى الله عليه وآله- في حديث المعراج فقد جاء وصف الإمام الحسين- عليه السلام- بأنه (ذخيرة العصاة) وقد ورد في كثير من الأحاديث الشريفة أن زيارة الحسين وسيلة لغفران الذنوب، فكيف نفهم ذلك؟
الإجابة عن هذا السؤال نستمع لها من ضيفنا الكريم: سماحة (الشيخ عقيل زين الدين الباحث الاسلامي من لبنان).
اعوذ بالله من شر الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على افضل خلقه محمد واهل بيته الطيبين الطاهرين
زيارة الحسين عليه سلام الله، طبعاً جاءت عدة احاديث عن النبي الاكرم صلى الله عليه واله وعن الائمة الاطهار حثوا على زيارة الحسين عليه السلام لما يترتب عليها من الاجر العظيم المستفاد منه في الدنيا والاخرة، زيارة الحسين سلام الله عليه يرافقها اذا مافقه الانسان كيف يزور الحسين ومن يزور ولماذا يزور، هذه النقاط الثلاثة يمكن ان يستفيد بزيارته او انه يزور الحسين بغية ان يزور محيي الشريعة وقربان الدين والاستشهادي الاكبر والمخلص الاعظم الذي زيارته كزيارة جده وابيه واخيه عليهم صلوات الله، اذا زاره بأنه محيي الشريعة، ان نجاته منالنار، ان الدين الذي بين يديه، ان الحبل الموصول بين السماء والارض كان طلبه الحسين عليه السلام بقيامه ونهضته واعادة ربط الارض بالسماء وهداية الناس الى الصراط المستقيم ونختصرها بمحيي الشريعة انه احيا الشريعة بعد اندراسها وانه انار بدمه المقدس سراج الاسلام لنرى الحقيقة على نور تأججه واعاد شريعة الاسلام رياً بدمه حتى عادت خضراء نتفيء تحت ظلالها بأيمان ويقين انه مانجا ناج وما فاز فائز الا بهدى الحسين عليه السلام، لولا ذلك الخروج، لولا ذلك القيام، لولا تلك النهضة، لولا ذلك الاستشهاد. نظر الى الوراء يرى الاسلام في اي محطة كانت سيكون لو لم يقم الحسين عليه السلام بأيقاظ الامة من رقدتها واعادة الحقيقة الى قوتها وربط الارض بالسماء وهداية الناس الى الصراط المستقيم. نعم جاء في الخبر من زار الحسين عليه سلام الله غفر له الله ماتقدم من ذنبه وسدده فيما تبقى من عمره، ضمن هذه الضوابط ليس الزيارة مجرد ان يقصد الانسان من مكانه الى مثوى الحسين عليه السلام ولكن بعلمه انه لماذا يزور الحسين ومن هو الحسين وماهو دور الحسين وماهي الامانة المتعلقة في رقابنا من قيام الحسين ولماذا قام الحسين؟ ان يفقه الحسين عليه سلام الله، ان يفقه محيي الشريعة، ان يفقه قربان الدين، ان يفقه لماذا استشهد الحسين، ان يفقه دور الحسين في اعادة النهضة الاسلامية بعد ان طغى عليها ماطغى وحرف الكلم عن مواضعه، كيف ان صلوات الله عليه خرج مصلحاً في امة جده ليعيد ويقوم مااعوج منها ويبعث برسالته الخالدة "هل من ناصر ينصرنا"، الزيارة اذا كانت بهذه النية نعم لبيك ياابا عبد الله، لبيك بجسدي، ازورك لأشجع نفسي واشجع الناس واعلم الناس بزيارتي لك انك انت محيي الشريعة، انك انت حبل الله الممدود من السماء الى الارض، انت الذي ايقظت الامة بعد رقدتها، انت الذي اعدت الحقيقة الى صوابها، انت الذي فديت الدين بمهجتك المقدسة، بهذه الكيفية وهذه النورانية نعم زيارة الحسين عليه سلام الله يعني مدرسة، يعني جامعة، يعني مهمة عظيمة، يعني دورة جهادية كبيرة انك تقوم انت على خطى الحسين عليه سلام الله وفقهت دور الحسين وعرفت انه مانجى ناج ومازحزح مزحزحعن النار بعد قيام الحسين الا ببركات دماء الحسين عليه سلام الله وانه في عنقك بيعة، في عنقك امانة من محمد صلى الله عليه واله وسلم "احب الله من احب حسيناً" ليس الحب المجرد، الحب المجبول بالعقيدة والايمان والصدق والاريحية الخالصة، انك تحب الحسين عليه سلام الله لأنه انجاك من النار، انجى اهلك، انجى ابناءك، انجى احفادك، انجى الامة طبعاً التي اهتدت بهدي الحسين واتخدت الحسين نبراساً وقبساً وسارت على هديه. نعم بهذه الكيفية وبهذه النورانية وبهذه المعرفة وبهذا الصدق نزور الحسين وعندها استفيد من زيارة الحسين عليه سلام الله وزيارة الحسين ثانياً تجديد عهد، انا لم اكن في زمن الحسين وياليتني كنت في زمن الحسين لأفوز فوزاً عظيماً فأنا الان ان شاء الله على نهج الحسين اسير لأفوز فوزاً عظيماً وزيارتي للحسين عليه سلام الله هو تجديد عهد مع الله ومع رسول الله ومع فاطمة التي يرضى الله لرضاها ويغضب لغضبها ومع الحسن الشهيد، جئت اليك يابن رسول الله زائراً معترفاً بحقك ومصدقاً بالقيام الذي قمت به، لم اكن في ذلك الوقت موجوداً بجسدي ولكن الان بروحي ومهجتي وكياني ومااملكه ومااستطيع ان اجمعه انا في خدمة نهضتك، في خدمة قيامك وانذر نفسي، جئت اليك لأجدد العهد والبيعة معك امام الله تبارك وتعالى وانا برئ ممن مد يده عليك، ممن عاداك، ممن رضي بقتلك لأنه كان يريد ان يقتل الدين، يريد ان يهدم اركان الدين، يريد ان يحرف الكلم عن مواضعه، يريد ان يطفأ نور الله بفمه، انا برئ من كل من فعل هذا الفعل وانا مع كل من صدق بقيامك ودعا الى قيامك وامن بقيامك فأنا جئت مجدداً العهد معك فتقبلني بقبولك وطهرني من كل ما دنسني في ماضي ايامي وثبتني فيما تبقى من ايام عمري والسلام عليك ابداً مابقينا وبقي الليل والنهار. بهذه الكيفية وهذه الروحية وهذا الايمان وهذا الصدق وهذا الاخلاص زيارة الحسين عليه سلام الله تنجي من النار وهي تجديد عهد وتجديد ولاء وصدق، نسأل الله ان نكون من اهل ذلك ان شاء الله.
كانت هذه إجابة سماحة (الشيخ عقيل زين الدين الباحث الاسلامي من لبنان) على سؤالنا بشأن أثر التوسل الى الله بوليه الحسين- عليه السلام- في غفران الذنوب فشكراً له.
نتابع من إذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران تقديم الحلقة الخامسة من برنامج (الحسين في كلام المعصومين عليهم السلام).
أحبّتنا المؤمنين المحبّين- إنّ الحسين مصداقٌ أعظم لرحمة الله، ووسيلةٌ عظمى لنوال مرضاة الله، وبذلك بشّر المصطفى رسول الله، - صلى الله عليه وآله - …حيث روى الشيخ الصدوق رحمه الله في كتابه (إكمال الدين وإتمام النعمة)، وكذا الشيخ إبراهيم الجوينيّ الشافعي في كتابه (فرائد السمطين في فضائل المرتضى والبتول والحسنين) أنّ الإمام الحسين دخل على رسول الله- صلى الله عليه وآله- وعنده أبيّ بن كعب، فقال رسول الله يستقبل حبيبه وسبطه الحسين وهو في عمر الصّبا: "مرحباً بك يا أبا عبد الله، يا زين السماوات والأرض". فاستغرب ذلك أبيٌ فقال: وكيف يكون – يا رسول الله- زين السماوات والأرض أحدٌ غيرك؟!
فأجابه النبيّ قائلاً: "يا أبيّ، والذي بعثني بالحقّ نبيّا، إنّ الحسين ابن عليٍّ في السماء أكبر منه في الأرض، فإنّه مكتوبٌ عن يمين العرش: مصباحٌ هادٍ وسفينة نجاة (وفي بعض النّسخ: مصباح هدىً وسفينة نجاة)، وإمامٌ غير وهن ، وعزّ ٌوفخر، وبحر علمٍ وذخر، فلم لا يكون كذلك؟! (أي زين السماوات والأرض)". ثمّ قال رسول الله - صلى الله عليه وآله- يصف الحسين عليه السلام ويذكر بعض خصائصه وفضائله:
"وإنّ الله ركّب في صلبه نطفةً طيبّةً مباركةً زكيّة، خلقت من قبل أن يكون مخلوقٌ في الأرحام، أويجري ماءٌ في الأصلاب، أويكون ليلٌ أو نهار"فسأل أبيّ: يا رسول الله، فما هذه النطفة التي في صلب الحسين؟ فأجابه - صلى الله عليه وآله-: "مثل هذه النطفة كمثل القمر، وهي نطفة تبيينٍ وبيان، يكون من اتّبعه رشيدا، ومن ضلّ عنه غويّا".
فعاد أبيّ يسأل: فما اسمه، وما دعاؤه؟ وعاد عليه رسول الله يجيبه:
"إسمه عليّ (أي السجّاد زين العابدين)، ودعاؤه: يا دائم يا ديموم، يا حيّ يا قيّوم، يا كاشف الغمّ، ويا فارج الهمّ، ويا باعث الرّسل، ويا صادق الوعد. من دعا بهذا الدعاء حشره الله عزّوجلّ مع عليّ بن الحسين، وكان قائده إلى الجنّة".
أعزاءنا مستمعي اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران الى هنا نصل الى ختام الحلقة الخامسة من برنامج (الحسين في كلام المعصومين عليهم السلام).
نتمنى لكم أطيب الأوقات وأنفعها مقرونة بصالحات الأعمال والطاعات ونحن نودعكم بقراءة الحديث الذي إبتدأنا به هذا اللقاء وهو:
نقل رسول الله- صلى الله عليه وآله- في حديث المعراج أن الله عزوجل قال في الحديث القدسي: الحسين نور أوليائي وحجتي على خلقي والذخيرة للعصاة

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة