البث المباشر

إستنارات من نهج البلاغة في صفات المؤمن

الأحد 5 مايو 2019 - 11:31 بتوقيت طهران

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام علي محمد المصطفي واله الطيبين الطاهرين أهلاً بكم – أيها الاعزاء – في برنامجكم هذا املين أن تقضوا معه وقتاً طيبا ومفيدا.
قال أميرالمؤمنين علي عليه السلام: "قدر الرجل علي قدر همته، وصدقه علي قدر مروءته، وشجاعته علي قدر أنفته، وعفته علي قدر غيرته".
مستمعينا الاعزاء، الهمة، هي العزم القوي، والمراد من كلام الامام عليه السلام بمقدار العزم يكون الانتاج وعلو المنزلة "وصدقه علي قدر مروءته" والمروءة – أيها الاكارم – هي الاداب النفسية التي تحمل الانسان علي اتباع محاسن الاخلاق، قال جعفر بن أبي طالب (رضوان الله تعالي عليه): "ماكذبت قط لأن الكذب يزيل المروءة".
وشجاعة الانسان – أيها الافاضل – علي قدر أنفته والانفة هي العزة والحمية، "وعفته علي قدر غيرته" والعفة: هي ترك الشهوات من كل شئ وغلب علي حفظ الفرج مما لايحل. وغار الرجل علي امرأته غيرة، أي ثارت نفسه لابدائها زينتها ومحاسنها لغيره. وهنا اشارة واضحة من الامام عليه السلام الي نفي الغيرة عن الذين لايتعففون، نسأله تعالي أن يجعلنا من عباده المتعففين.
قال امام المتقين علي عليه السلام في حكمة ٍ أخري: "احذروا صولة الكريم اذا جاع ، واللئيم اذا شبع". مستمعينا الاعزاء، قال أهل اللغة، صال عليه صولاً: أي سطا عليه ليقهره. والمراد بالجوع هنا: شدة الحاجة فقد تلجئه الي أن يفتق علي الامة فتقاً ويرتكب مالايحمد عقباه، والمفروض أن ترعي الدولة ويرعي المجتمع أمثال هؤلاء ويسد حاجاتهم، والمجتمع الذي سيسود فيه العدل وتقل فيه الفوارق الطبقية يعيش هانئاً سعيداً، ويحذرنا الامام عليه السلام أيضاً من اللئيم اذا شبع، واللؤم، أن يجتمع في الانسان الشح ومهانة النفس ودناءة الاباء والمراد من الشبع هنا: المكنة من الامور وانبساط اليد والمقدرة فيحصل حينئذ منه الضرر البالغ، وقد رأينا علي مر التاريخ كيف أن اللؤماء عندما تسلطوا علي رقاب العباد ومقدرات البلاد عاثوا في الارض فساداً ونشروا الرعب والظلم في كل مكان أعاذنا الله واياكم من شر كل لئيم انه سميع مجيب. وقبل الوداع أيها الأكارم ننور قلوبنا بالاستماع مرة اخري لحكمتي سيد الوصيين عليه السلام اللتين وردتا في البرنامج والاولي قوله (سلام الله عليه): "قدر الرجل علي قدر همته، وصدقه علي قدر مروءته، وشجاعته علي قدر أنفته، وعفته علي قدر غيرته". والثانية: "احذروا صولة الكريم اذا جاع، واللئيم اذا شبع".
ختاماً: أيها الأحبة الكرام شكراً لكم علي حسن المتابعة وجميل الاصغاء وحتي اللقاء القادم نستودعكم الله والسلام عليكم.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة