البث المباشر

التوسل الى الله باوليائه وحقيقة التوحيد الاسمائي حوار مع الشيخ محمد السند حول الاعراض عن التوسل بالاولياء من الالحاد في اسماء الله محمد وآله اقدر الخلق على ايصال العبد الى مولاه

الأربعاء 1 مايو 2019 - 15:53 بتوقيت طهران

الحمد لله الذي أمر خلقه بمعرفته بآياته وجعل اكرم آياته وسائله اليه واسماءه الدالة عليه، والصلاة والسلام على اسمائه الحسنى محمد وآله الطيبين الطاهرين.
السلام عليكم احباءنا ورحمة الله وبركاته هذه هي اعزاءنا الحلقة الثالثة عشرة من هذا البرنامج نسأل الله تبارك وتعالى ان تقضوا فيها وقتاً نافعاً مباركاً.
لنتدبر معاً في مطلع هذه الحلقة في الحديث النبوي التالي الذي رواه الشيخ المفيد في كتاب الاختصاص عن صاحب مقام الوسيلة العظمى محمد صلى الله عليه وآله انه قال لجابر بن عبد الله الانصاري رضوان الله عليه ضمن حديث عن اهل البيت عليهم السلام يا جابر، اذا اردت ان تدعو الله فيستجيب لك فادعه باسمائهم "أي ائمة عترته عليهم السلام" فانها احب الاسماء الى الله عز وجل.
ولنتدبر معاً اعزاءنا المستمعين في الحديث التالي الذي رواه الشيخ الصدوق رحمه الله في كتاب الخصال مسنداً عن مولانا سيد الاوصياء امير المؤمنين علي عليه السلام انه قال: انا مع رسول الله ومعي عترته على الحوض، فمن ارادنا فليأخذ بقولنا وليعمل بعملنا، فان لكل اهل بيت نجيباً ولنا شفاعة ولأهل مودتنا شفاعة.
ولنتدبر معاً احباءنا في قول مولانا الرضا عليه السلام المروي في مستدرك الوسائل انه عليه السلام قال: اذا نزلت بكم شديدة فاستعينوا بنا على الله عز وجل وهو قول الله عز وجل ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها.
ان الادلة البرهانية والنقلية صريحة ـ مستمعينا الاكارم ـ في اثبات كون محمد وآل محمد هم المصاديق التكوينية لاسماء الله الحسنى لانهم اكمل الموجودات واتمها في التعريف القولي والعملي بصفاته العليا جل جلاله.
فمعنى الاسم هو المعرف للمسمى الدال عليه، وهم عليهم السلام اسمى مظاهر اسم المعين من اسمائه تعالى مثلاً لانهم يعينون عباده على طاعته، أي ان عونه تبارك وتعالى يصل لعباده عن طريقهم وبواسطتهم وهكذا الحال بالنسبة لاسم الكريم او الرؤوف او الرحيم وغيرها من اسمائه جل جلاله، ولذلك امر الله بالتوسل اليه بهم للفوز برحماته الخاصة وهدايته الخاصة وعطاياه وغير ذلك من آثار صفاته العليا تبارك وتعالى.

*******

مستمعينا الاعزاء ـ وثمة سؤال يرتبط بموضوع هذه الحلقة يعرضه زميلنا على ضيف البرنامج سماحة الشيخ محمد السند في الاتصال الهاتفي التالي نستمع معاً:
الشيخ محمد السند: سماحة الشيخ فيما يرتبط بدعوة الشرك التي اشرتم اليها في حلقة سابقة بينتم المعيار للتمييز بين التوسل المقبول والشرك ان المعيار ان التوسل بالوسائل التي يأمر الله التوسل بها، هنالك الذين ينفون التوسل ويقولون انه شرك يستدلون بالاية ۱۸۰ من سورة‌ الاعراف «ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في اسمائه» ما هو الجواب على هذا الادعاء؟
الشيخ محمد السند: بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة‌ والسلام على افضل الانبياء والمرسلين محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين، الحقيقة هذا الاشكال وهذه الشبهة ما اشبه بما فاد الاية الكريمة التي تفيد ان هناك من يحاول ان يفرق بين الله ورسله والحال ان الرسل هم رسل الله وابواب الله والوجوه التي يتوجه بها الى‌ الله تعالى، في الحقيقة‌ الدعوة‌ المبانية بين رسل الله وخلفاءه مع الله عزوجل، المبانية في السبيل والصراط وفي التوجه هذا في الحقيقة نوع من التمرد على مقام رسل الله واصفياءه وخلفاءه في انهم آيات لله تعالى وانهم حجج الله على البرايا وانهم منابع رحمة‌ خلقها الله لعباده كما وصف الله تعالى نبيه «وما ارسلناك الا رحمة‌ للعالمين» فوصف النبي بأنه رحمة، مثل هذه الاشكالية مستبطنة للتفرقة بين الله ورسله، يعني في الصراط وفي النهج وفي طريق الهدي، هذا لا يخفى ما فيه من الجحود الخفي لمقام الرسل، ان لم يكن جلي، الاية‌ الكريمة «لله الاسماء الحسنى فادعوه بها» نلاحظ ان الدعوة هي لله ولكن يدعى الله بأمور وهي الاسماء وهنا الاسماء جعلت جمعاً.
المحاور: يعني جعلها وسيلة «ادعوه بها».
الشيخ محمد السند: ادعوه بها بالضبط كذا، في الاية امر بالتوسل بالاسماء. 
المحاور: يعني عكس المدعى الذي يدعونه.
الشيخ محمد السند: يعني عكس ما يدعونه تماماً، الاية الكريمة تدل على ان المدعو النهائي الله لكن يتوجه الى الله بأسماء، بكثرة بالاسماء، هذه الكثرة بالاسماء‌ ليست هي المسمى، المسمى واحد احد، لم يلد ولم يولد وليس يتكثر ولا يتعدد ولا شريك له، اما الاسماء ‌التي هي آيات الله، الاسم كما في اللغة من الوسم وهو العلامة وهو الاية وقد اطلقت الاية على حجج الله ورسله كما ان الكلمة بمعنى الامر الدال واطلقت على النبى عيسى (عليه السلام) كلمة الله.
المحاور: كما ان الاية اطلقت على عيسى وامه «وجعلنا ابن مريم وامه اية». 
الشيخ محمد السند: واطلقت على كثير من الحجج انهم آيات فبالتالي اذن الاسم بمعنى الاية وهو بمعنى العلامة، اذن انبياء الله واوصياءه ورسله وخلفاء الله في الارض هم آيات وهم اسماء لله تعالى يدعى الباري بهم ويتوجه اليه بهم، اذن الاسماء هي، لذلك ركز في الاية الكريمة، «لله الاسماء الحسنى» لله، اللام ملكية يعني هو الله تعالى يملك هذه الوسائل.
المحاور: طيب سماحة الشيخ، هنالك سؤال آخر فيما يرتبط بالحياة والموت ايضاً يثيره الذين ينهون عن التوسل لو سمحتم نوكله للحلقة المقبلة ان شاء الله.

*******

نتابع ايها الاخوة والاخوات تقديم هذه الحلقة من برنامج التوسل الى الله ونشير الى ان من الحقائق الاخلاقية والسلوكية المعروفة ان العبد كلما ازداد تحققه واتصافه باحدى الصفات الالهية كلما علت مرتبته في تمثيله للاسم المقابل لهذه الصفة من الاسماء الالهية.
بمعنى ان العبد اذا رسخ صفة الرأفة او الكرم او العلم في نفسه اقترب من تمثيل اسم الرؤوف والكريم والعليم من اسماء الله جل جلاله.
ومن الثابت ان محمداً وآله عليهم السلام هم الذين تمثلت في اخلاقياتهم وسلوكياتهم هذه الصفات العليا والحسنى باعلى مراتبها ولذلك كانوا اسماء الله الحسنى والاقدر على ايصال رأفة الله وكرمه وعلمه الى عباده واعانتهم على التقرب منه جل جلاله ولذلك جعلوا وسائل الوصول اليه الذين امرنا جل جلاله بابتغائهم وسيلة اليه.
ايها الاخوة والاخوات، ولنختم هذا اللقاء ببعض فقرات ادعية التوسل الى الله نختارها من الصحيفة السجادية، قال مولانا زين العابدين عليه السلام: (اللهم فاني اتقرب اليك بالمحمدية الرفيعة والعلوية البيضاء واتوجه اليك بهما، اسألك بحق نبيك محمد صلى الله عليه وآله، واتوسل اليك بالائمة الذين اخترتهم بسرك، ان تجعلني من خيار وفدك).
وختاماً نستودعكم الله احباءنا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

ذات صلة

المزيد
جميع الحقوق محفوظة