البث المباشر

ما قاله ابن حبان من علماء الجمهور عن توسله الى الله بالامام الرضا(ع)

الأربعاء 1 مايو 2019 - 12:46 بتوقيت طهران

اذاعة طهران - التوسل الى الله: حوار مع الشيخ محمد السند حول اولياء الله هم عون على العبودية له عزوجل.

الحمد لله الذي غاية آمال العارفين وحبيب قلوب الصادقين ودعوة المتوسلين والصلاة والسلام على الدعاة الى سبيله محمد وآله الطيبين الطاهرين.
السلام عليكم مستمعينا الاكارم ورحمة الله وبركاته اهلاً بكم في رابعة حلقات هذا البرنامج نفتتحها بنقل كلمة لاحد كبار محدثي اهل السنة ترتبط بالتوسل الى الله عز وجل وهو ابو حاتم محمد بن حبان البستي المتوفى سنة ۳٥٤ ويعد من ابرز علماء الجمهور في علم رجال الحديث والف فيه كتابين هما كتاب الثقات وكتاب المجروحين ويعدان من اهم مصادر تمييز رجال الحديث عند اهل السنة ويعد كتابه في الحديث من الكتب المعتمدة عندهم حتى سمي صحيح ابن حبان فما الذي قاله فيما يرتبط بموضوع برنامجنا؟
ما قاله هذا العالم عبر فيه عن تجربته الشخصية مع التوسل الى الله باوليائه قال رحمه في كتاب الثقات في ختام ترجمته للامام علي بن موسى الرضا عليه السلام: (مات علي بن موسى الرضا بطوس من شربة سقاه أياها المأمون، وذلك في يوم السبت آخر يوم من صفر سنة ثلاثة ومأئتين وقبره بسناباد مشهور يزار، قد زرته مراراً كثيرة وما حلت بي شدة في وقت مقامي بطوس فزرت قبر علي بن موسى الرضا صلوات الله على جده وعليه ودعوت الله ازالتها عني الا استجيب لي وزالت عني تلك الشدة، وهذا شيء قد جربته مراراً فوجدته كذلك، اماتنا الله على محبة المصطفى واهل بيته صلى الله عليه وعليهم اجمعين.
طيب مستمعينا الاكارم نرجع الى الامر القرآني بابتغاء الوسيلة الذي تحدثنا عنه في الحلقات السابقة انطلاقاً من قوله عز وجل في الآية الخامسة والثلاثين من سورة المائدة وهي قوله عز وجل: «يا ايها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا اليه الوسيلة وجاهدوا في سبيله لعلكم تفلحون».
وهنا نجد مستمعينا الاكارم ثلاثة اوامر من الله عز وجل تأتي بعد الايمان العام به تبارك وتعالى، وهي مختومة بوعد الهي بالفلاح اذا التزم بها المؤمن والا فان التجسيد العملي لحقائق الايمان بالله عز وجل لن يتحقق ويبقى الايمان بالله عز وجل خالياً من محتواه.
بعبارة اخرى فان الايمان بالله سبحانه وتعالى يتضمن معرفة كونه اهلاً للتقوى اولاً، وثانياً، كون الوصول الى قربه يحتاج الى سبب متصل بينه وبين عباده يوصلهم اليه، وهذا السبب المتصل هو من جهة حقيقة فقر الانسان وعبوديته لله عز وجل ومن جهة اوليائه المقربين القادرين على ايصال عباده اليه وهذه هي حقيقة الوسيلة الى الله.

*******

الحقيقة المتقدمة ايها الاخوة والاخوات يسعى زميلنا الى المزيد من توضيحها من خلال اتصاله الهاتفي بضيف البرنامج سماحة الشيخ محمد السند نستمع معاً:
المحاور: سماحة الشيخ فيما يرتبط باوجه الارتباط بين تقوى الله وابتغاء الوسيلة والجهاد في سبيله عز وجل اشرتم في حلقة سابقة الى مدخل فيما يرتبط بهذا الامر وسر جعل الامر بابتغاء الوسيلة متوسط بين التقوى وبين الجهاد حبذا لو تعطونا المزيد من التوضيحات لهذا الامر؟
الشيخ محمد السند: بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين محمد وآله الطاهرين، فقد مر في الحلقة السابقة ان الامر بالوسيلة لا يتناسب هو في نفسه مع كونه ندبياً محضاً بل لابد ان يكون لزومياً ولو في جملة الموارد ان لم يكن كلها وذلك لان الامر بالوسيلة يعطي ايعازاً بحقيقة تكوينية وان العبد من طرف تجاه ربه هو في بعد ويحتاج الى طي المسافة المعنوية التي بينه وبين الله تعالى، فبالتالي لزوم الوسيلة يظهر منه انه امر لازم باعتبار ان طي هذه المسافة وهذا البعد في جملة من المواد ومن ثم افترضت العبادات والطاعات ونحو ذلك لاجل ردم من مثل هذه المسافات.
المحاور: سماحة الشيخ لو غيرنا تعبير لزوم لكي يكون اوضح انه امر لا غنى للانسان اذا اراد التقرب الى الله تبارك وتعالى المعنى يكون صحيح؟
الشيخ محمد السند: ان التقرب في جملة من موارده هو امراً واجباً وضرورياً عينياً وبالتالي يكون التوسل امراً لازماً في ذلك، فعلى اي تقدير اذا تم هذا الارتباط بين هذه الوسيلة اللازمة والتقوى والجهاد في سبيله هو يتضح من خلال ما ورد في جملة من موارد تطبيقية للتوسل، فالقصة التي جرت بين آدم وابليس والملائكة حيث امر الله عز وجل الملائكة بل جميع خلقه بالسجود لآدم وهو عبارة عن منتهى الطاعة والخضوع لآدم عند ارادة توجههم الى الله عز وجل، يعني طاعة الله كامنة ومطوية في طاعة آدم والخضوع له والانقياد له.
المحاور: اذن الطاعة هناك تكون السجود لآدم يكون مظهر للتقوى؟
الشيخ محمد السند: نعم مظهر للتوسل بآدم وللوصول الى طاعة الرب وقرب الرب، وهذا يتطلب نوع من التواضع او شعور العبد بضعة ذاته تجاه ربه تعالى وبالتالي لزوم توقف قربه الى الباري بالاستنجاد بباب الله ووجه الله والوسيلة الى الله عز وجل فما لم يشعر العبد بالضعة في ذاته اتجاه مقام بارءه لن يشعر بضرورة الوسيلة وبالتالي ليس من شأن ذاته ان تقترب من شموخ الذات الالهية وعظمة الذات الالهية بضعة ذاته الناقصة، فبالتالي لابد من متوسطات فيما بينه وبين بارءه.

*******

اذن كونوا معنا مستمعينا الاكارم في الحلقة المقبلة لكي يكمل سماحة الشيخ السند وجه الارتباط بين الاوامر الالهية الثلاثة للمؤمنين أي تقوى الله وابتغاء الوسيلة اليه والجهاد في سبيله اما الان فننقل لكم حديثاً شريفاً يبين جانباً من هذا الترابط.
فنحن عندما نقرأ القرآن الكريم نجد ان آياته الكريمة تصدع بكل وضوح بان الله عز وجل "انما يتقبل الله من المتقين" أي ان اعمال العباد لا تقبل الا اذا جسدوا التقوى، وتجسيد التقوى محال بغير ابتغاء الوسيلة.
وعلى ضوء هذه الحقيقة استمعوا اعزاءنا لما قاله مولانا الصادق عليه السلام في الحديث المروي عنه في كتاب الوسائل وغيره حيث قال في آخره: (فلن يقبل الله لهم عملاً ولن يرفع لهم حسنة حتى يأتوا الله من حيث امرهم، ويتولوا الامام الذي امروا بولايته ويدخلوا من الباب الذي فتحه الله ورسوله).
وعند هذا الحديث الشريف نختم اعزاءنا المستمعين لقاءنا في هذه الحلقة من برنامج التوسل الى الله عليهم السلام أمل اللقاء بكم في الحلقة المقبلة، نستودعكم الله بكل خير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

ذات صلة

المزيد
جميع الحقوق محفوظة