البث المباشر

في ذكري مولد صادق المحمديين

الثلاثاء 30 إبريل 2019 - 11:38 بتوقيت طهران
في ذكري مولد صادق المحمديين

شمس قدس بدت فجلّت دجي

الكفر ودلت علي الرشاد الاناما

سيد جدّه دني فتدلي

قاب قوسين منزلاً لن يراما

علة الكون من به الأرض قامت

والسموات والوجود إستقاما

مصدر العلم منتهي الحلم باب

الله والعروة التي لا لها إنفصاما

من سنا وجهه أمدّ الدراري

و ندي كفه أمدّ الغماما

فوال صادقاً وقدّم شفيعاً

جعفر الصادق الامام الهماما

*******

بسم الله وله الحمد والمجد حبيب قلوب الصادقين والصلوات الناميات والتحيات المباركات علي أحب الخلق الي الله ومعادن رحمته وحكمته الصادق الأمين محمد وآله الطاهرين.
أزكي التهاني والتبريكات نزفها لكم بمناسبة هذا اليوم الأغر من أيام الله الخالدة، يوم السابع عشر من ربيع الاول المولود ذكري مولد سيد الخلائق أجمعين محمد المصطفي (صلي الله عليه وآله) ومولد سليله وناشر سنته مولانا جعفر الصادق (سلام الله عليه).
وقد خصصنا لهذه المناسبة العزيزة حلقتين من برنامج أيام خالدة، الأولي خاصة بمولد النور المحمدي الأتم والثانية خاصة بمولد سادس أئمة العترة المحمدية (عليه السلام)، وهي هذه التي نلتقيكم فيها علي بركة الله.
معكم في هذا اللقاء الخاص بذكري الولادة الصادقية المباركة ودقائق نعيشها في رحاب هذا الامام الهمام ضمن الفقرات التالية:
- حديث عن مولد الصادق وألقابه تحت عنوان: يوم تضاعف فيه السرور
- تليها فقرة روائية عنوانها: إباء الحجة المحمدية
- أما عنوان الفقرة اللاحقة فهو: الاذعان للمقامات الصادقية
- أما الفقرة الختامية فعنوانها هو: الصادق يعرف الامة بنبيها

*******

نتمني لكم أعزاءنا أطيب الاوقات مع هذا البرنامج الخاص بذكري مولانا صادق المحمديين. والي الفقرة الأولي منه وعنوانها هو:

يوم تضاعف فيه السرور

إكتسي يوم السابع عشر من شهر ربيع الأول من عام ثلاثة وثمانين للهجرة المباركة ببهجة مضاعفة عما سبقه من أيام ذكري المولد النبوي السعيد في هذا اليوم كانت قلوب عيال الإمام زين العابدين (عليه السلام) تغمرها فرحة ذكري مولد جدهم الحبيب المصطفي (صلي الله عليه وآله) فتضاعف السرور في قلوبهم عندما خرجت البشري من حجرة زوجة الإمام الباقر (عليه السلام) السيدة الطاهرة أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر، إذ أشرقت منها شمس سادس أئمة العترة المحمدية فقد خرجت أم محمد فاطمة بنت الحسن المجتبي (عليه السلام) زوج الإمام السجاد وهي تحمل إليه حفيده الصادق بكر ولده الباقر عليهم جميعاً صلوات أرحم الراحمين.
إحتضن زين العابدين حفيده ونور الإمامة يتلألأ من عينية، فترقرقت عيناه بدموع الشوق وهو يري شدة شبه عينيه بعينيّ جدته الطاهرة.
قبّل سيد الساجدين حفيده الذي إستقبل العالم بسجدةٍ لله رب العالمين وهذه من علامات الإمام عند ولادته، بولد طاهراً مطهراً وأول ما يستقبل به عالم الدنيا هو السجود لله العلي الأعلي تبارك وتعالي.
وفي المدينة المنورة بجده المصطفي (صلي الله عليه وآله) كانت ولادة مولانا الإمام الصادق (عليه السلام).
وقد إختار الله جلت حكمته يوم ولادة النبي المصطفي ليحتضن ولادة ناشر سنته النقية من جميع أشكال التحريف سليله وابن باقر علوم الأولين والآخرين.
ولذلك أضفي عليه جده الذي لا ينطق عن الهوي أشهر ألقابه والتي عرف بها (صلي الله عليه وآله) قبل بعثته الا وهو لقب الصادق وهذا ما ثبت في حديث اللوح وغيره من الأحاديث الشريفة المعتبرة، وتلقيب النبي الأكرم (صلي الله عليه وآله) لسليله جعفر بن محمد بلقب الصادق، تمثل في واقعها شهادة نبوية بأن سنته النقية هي عند هذا الإمام الناطق بالحق، كما أنها تمثل دعوة كريمة لطلاب الحق من مختلف الأجيال بأنهم لو أرادوا العمل بسنته فعليهم أن يأخذوها من هذه العين الصافية، من سادس أئمة عترته الطاهرة جعفر بن محمد الصادق صلوات الله وسلامه عليه.
إن ألقاب أئمة العترة المحمدية تكشف عن بعض مقاماتهم وتعرف المسلمين ببعض منازلهم الإلهية، كما لاحظنا في لقب الصادق من ألقاب مولانا جعفر بن محمد (عليهما السلام).
ومن ألقابه الأخري التي عرف بها لقب (الفاضل) الذي لقبّه به معاصروه من العلماء لأنه كان أفضل أهل زمانه في جميع فروع المعرفة فهو الفاضل وغير المفضول.
كما عرف (سلام الله عليه) بلقب (الطاهر) الذي يشير الي عصمته المطلقة وإنتمائه الي أهل البيت المحمدي الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً.
ومن ألقابه الأخري لقب (عمود الشرف) الذي يشير الي أن في الإعتصام به مجد المسلمين وعزهم.
كما لقبه والده الإمام الباقر (عليه السلام) بلقب (القائم) لقيامه بأحياء دين الله وسنة رسوله والذب عن الشريعة المحمدية.
وقد لقبه الكثيرون بلقب (الكافل) لأنه كان كافلاً للفقراء والأيتام والمحرومين يوصل إليهم أشكال المعونات وبمختلف الأساليب.
روي في عدة من المصادر المعتبرة عن هشام بن سالم قال: كان ابوعبد الله الصادق (عليه السلام) إذا أعتم وذهب من الليل شطره أخذ جرابا فيه خبز ولحم والدراهم فحمله علي عنقه ثم ذهب به الي أهل الحاجة من أهل المدينة فقسمه فيهم وهم لا يعرفونه فلما مضي فقدوا ذلك فعلموا أنه كان أبا عبد الله الصادق صلوات الله عليه.
وجاء في رواية أخري عن صاحبه المعلي بن خنيس رحمه الله أنه التقاه في ظلمة الليل وهو يحمل خبزاً فطلب منه أن يعينه علي حمله لثقله فأبي ثم ذهب به الي فقراء في ظلّة بني ساعده فوزعه عليهم دون أن يشعروا به أو يعرفوه رغم أنهم كانوا ينكرون إمامته!

يا مقيما للدين أقوي براهين

علي الحق مثلها لن يقاما

يوم بغي المنصور إذ أحضر

النطع وقد ناول الربيع الحساما

*******

هذه الأبيات تشير الي حادثة من السيرة الصادقية تتضمنها الفقرة الروائية التالية من برنامج أيام خالدة في حلقته الخاصة بذكري مولد مولانا جعفر الصادق (عليه السلام) عنوان الفقرة هو:

إباء الحجة المحمدية

لم تأخذ مولانا الإمام الصادق (عليه السلام) في الله تعالي لومة لائم في إظهار الحق في ظل أصعب الأوضاع وأشدها إرهابية.
فمثلاً روي الشيخ الطوسي في كتاب الأمالي مسنداً عن عبد الله بن سليمان التميمي أنه لما قمع الطاغية العباسي ابو جعفر الدوانيقي الملقب بالمنصور ثورتي إبني عبد الله بن الحسن، محمد ذوالنفس الزكية وابراهيم وقتلهما رحمهما الله، ولّي علي المدينة المنورة أحد عتاة جلاوزته إسمه شيبة بن غفّال لكي يرعب أهلها خاصّةً العلويين.
فخطب هذا الوالي في صلاة الجمعة فقال - ضمن تفوهه بكلمة الكفر - إن عليّ بن أبي طالب شق عصا المسلمين وحارب المؤمنين، وأراد الأمر لنفسه ومنعه من أهله، فحرمه الله عليه أمنيته وأماته بغصته، وهؤلاء ولده يتبعون أثره في الفساد وطلب الأمر بغير إستحقاق لهم، فهم في نواحي الأرض مقتولون وبالدماء مضرجّون.
قال الراوي: فعظم هذا الكلام منه علي الناس ولم يجسر أحدٌ منهم أن ينطق بحرف، فقام إليه رجل، فقال: ونحن نحمد الله ونصلّي علي محمد خاتم النبيين وسيد المرسلين وعلي رسل الله وأنبيائه أجمعين، أما ما قلت من خير فنحن أهله وما قلت من سوء فأنت وصاحبك [يعني الخليفة] به أولي وأخري، يا من ركب غير راحلته وأكل غير زاده، إرجع مأزورا.
ثم أقبل علي الناس فقال: ألا أنبئكم بأخلي الناس ميزاناً يوم القيامة وأبينهم خسراناً، من باع آخرته بدنيا غيره، وهو هذا الفاسق.
قال الراوي: فأسكت الناس وخرج الوالي من المسجد لم ينطق بحرف فسألت عن الرجل [من هو]؟
فقيل لي: هذا جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب صلوات الله عليهم أجمعين.
ونختار من كتب الكافي رواية عن موقف صادقي في تسفيه دعاوي السلطان الجائر الطاغية الدوانيقي نفسه.
فعن صفوان الجمال قال: حملت أبا عبد الله الصادق (عليه السلام) الحملة الثانية الي الكوفة وأبو جعفر المنصور بها [يعني عندما إستدعاه لقتله (عليه السلام) في المرة الثانية].
قال الراوي: فلما أشرف (عليه السلام) علي الهاشمية مدينة ابي جعفر، نزل ودعا ببغلة شهباء [صفة بغلة جده المصطفي (صلي الله عليه وآله)]، ولبس ثياب بيض، فلما دخل عليه [يعني علي الطاغية] قال له: تشبهت بالأنبياء، فأجابه (عليه السلام) بجزم: وأني تبعدني من أبناء الأنبياء.
بهت الطاغية ولم يطق جواباً إذ لم يستطع إنكار تمثيل الإمام الصادق (عليه السلام) لخط النبوة ليس فقط في إنتمائه النسبي القريب الي سيد الأنبياء وخاتمهم المصطفي (صلي الله عليه وآله)، بل وفي تجسيده للمقامات والأخلاق المحمدية في جميع شؤونه.
لذلك عمد الي الإفصاح عن هدفه من إستدعاء الإمام (عليه السلام) قال الطاغية الدوانيقي: لقد هممت أن أبعث الي المدينة من يعقر خيلها ويسبي ذريتها!
فسأله الإمام عن الذريعه التي سيتشبث بها أمام المسلمين لتبرير مثل هذا العدوان، فأجاب الطاغية: رفع اليّ أن مولاك المعلّي بن خنيس يدعو إليك ويجمع لك الأموال، فقال (عليه السلام): والله ما كان.
وهنا فضح الله عزوجل جاهلية الطاغية العباسي إذ طلب من الإمام (عليه السلام) أن يحلف بغير الله، قال له:
لست أرضي منك إلا [أن تحلف] بالطلاق والعتاق والهدي والمشي، فأبي (عليه السلام) ذلك وقال: أبا لأنداد من دون الله تأمرني أن أحلف؟ إنه من لم يرض بالله فليس من الله في شيء.
فرد الطاغية قائلاً بأستنكار: أتتفقه عليّ؟
أجابه (عليه السلام) بكل وقار: وأني تبعدني من الفقه وأنا ابن رسول الله (صلي الله عليه وآله).
ومرةً أخري وجد الطاغية العباسي نفسه عاجزاً وهو في قصره عن مواجهة هذا المنطق الحسيني الأبي، فعمد الي السهم الأخير الذي أعده في جعبته، وهو أحد جلاوزته أمره بأن يحلف علي شهادة زور بصحة مدعي الطاغية ضد الإمام، قال: فإني أجمع بينك وبين من سعي بك.
أجاب الإمام الصادق (عليه السلام) وبكل سكينة: فأفعل!
فجاء الرجل وحلف علي صحة مدعي الطاغية العباسي قائلاً: نعم والله الذي لا إله هو عالم الغيب والشهادة الرحمان الرحيم لقد فعلت.
فقال (عليه السلام): ويلك تمجد الله فيستحي من تعذيبك ولكن قال: برئت من حول الله وقوته ولجأت الي حولي وقوتي.
فحلف بها الرجل فلم يستتمها حتي وقع ميتاً وكشف الله كذبه وأحبط مكيدة الطاغية العباسي الذي لم يجد بدأ من الإعتراف بالفشل حيث خاطب الإمام (عليه السلام) بالقول: لا أصدق بعدها عليك أبداً!

يا عليماً بكل شيء لقد

ألهمك الله علمه إلهاما

كتمت علمك الرواة حذاراً

وبه الله أنطق الآجاما

وبك الروح ردها الله فضلاً

وبك الله أذهب الآلاما

*******

تابعوا برنامج أيام خالدة من إذاعة طهران وفي لقائه الخاص بهذه المناسبة السعيدة الفقرة التالية عنوانها هو:

الاذعان للمقامات الصادقية

من المميزات المهمة التي إمتاز بها أئمة العترة المحمدية، أجماع الجميع من أتباعهم وأعدائهم علي نزاهتم وسمو مقاماتهم، وهذا بحد ذاته من أوضح البراهين علي أحقيتهم كما إستدل بذلك العلماء.
هذا ما ظهر بوضوح في ما قاله الأعلام بمختلف إتجاهاتهم عن مولانا الإمام الصادق (عليه السلام)، وأوضح مثال ما قاله بحقه قاتله الطاغية العباسي أبو جعفر الدوانيقي الملقب بالمنصور، فقد قال عنه في حياته: هذا هو الصادق، بعد أن دس إليه السم وإستشهاده (عليه السلام)، قال عنه: إن جعفر بن محمد كان ممن قال الله فيه: «ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا»، كان ممن إصطفي الله وكان من السابقين للخيرات.
وقال عند إمام المذهب المالكي مالك بن أنس: ما رأت عينٌ ولا سمعت أذن ولا خطر علي قلب بشر أفضل من جعفر بن محمد الصادق علماً وعبادة وورعا.
وقال عنه عمه الشهيد زيد بن علي زين العابدين (عليه السلام): في كل زمان رجل منا أهل البيت يحتج الله به علي خلقه، وحجة زماننا ابن أخي جعفر لا يضل من تبعه ولا يهتدي من خالفه.
وقال عند عمرو بن أبي المقدام: كنت إذا نظرت الي جعفر بن محمد علمت أنه من سلالة النبيين.

*******

تابعوا هذا اللقاء الخاص بذكري مولد الإمام الصادق (عليه السلام) بالإستماع لفقرة جامعة مناسبتي هذا اليوم الأغر، عنوان الفقرة هو:

الصادق يعرف الأمة بنبيها

لم يعرّف أحد الخلق بمقامات الحبيب المصطفي بمثل ما عرّف بها القرآن الكريم وائمة العترة الطاهرة فهما وصية النبي الاكرم (صلي الله عليه وآله) لأمته، وهما معاً العروة الوثقي التي بالتمسك بهما معاً يكون النجاة من الضلالة وبهما يكون الوصول الي معارج الكمال.
ومما يميز أئمة العترة النبوية الطاهرة (عليهم السلام) أنهم سعوا بكل وجودهم لأداء حقوق رسول الله وتعريف الأمة بمقاماته السامية (صلي الله عليه وآله) في جميع شؤونهم وتنمية محبته في قلوبهم إذ أن فيها حب الله وجل جلاله.
وهذا ما تجلي في سيرة مولانا الإمام الصادق (سلام الله عليه) كما تشهد لذلك النماذج التالية التي إخترناها من سيرته (عليه السلام).
روي في كتاب الكافي عن أبي هارون المكفوف مولي آل جعدة قال: كنت جليساً لأبي عبد الله [الصادق] (عليه السلام) بالمدينة ففقدني أياماً ثم إني جئت إليه، فقال لي: لم أرك منذ أيام يا أبا هارون؟
فقلت: ولد لي غلام.
فقال: بارك الله لك فيه، فما سميته؟
قلت: سميته محمداً، فأقبل (عليه السلام) بخده نحو الأرض وهو يقول: محمد، محمد، محمدٌ، حتي كاد يلصق خدّه بالأرض ثم قال: بنفسي وبولدي وبأهلي وبأبوي وبأهل الأرض كلهم جميعاً الفداء لرسول الله (صلي الله عليه وآله).
ثم خاطب أبا هارون مبيناً للزوم إكرام هذا الولد كرامة لرسول الله (صلي الله عليه وآله)، قال: لا تسبه ولا تضربه ولا تسيء إليه، وإعلم أنه ليس في الأرض دار فيها إسم محمد إلا وهي تقدس كل يوم!
ومن كتاب الكافي أيضاً روي عن عبيد بن زرارة قال: سمعت أبا عبد الله (الصادق) (عليه السلام) ذكر رسول الله (صلي الله عليه وآله) فقال: اللهم إنك تعلم أنه أحب إلينا من الأباء والأمهات.
وبهذا الحب لرسول الله (صلي الله عليه وآله) كان يكثر مولانا الصادق من ذكره ونقل أحاديثه للأمة، روي النجاشي رضوان الله عليه في كتاب الرجال بسنده عن أبان بن تغلب، قال: مررت بقوم يعيبون عليّ روايتي عن جعفر [الصادق] (عليه السلام) فقلت لهم: كيف تلومونني في روايتي عن رجل ما سألته عن شيء إلا قال: قال رسول الله (صلي الله عليه وآله)!
وروي في كتابي الكافي والمحاسن مسنداً عن يونس بن ظبيان قال: كنت مع أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) فحضر وقت العشاء فذهبت أقوم فقال: إجلس يا أبا عبد الله، فجلست حتي وضع الخوان (اناء الطعام) فسمّي حين وضع فلما فرغ قال: الحمد لله هذا منك ومن محمد (صلي الله عليه وآله).
وفي رواية أخري عن ابن بكير قال: كنّا عند أبي عبد الله (عليه السلام)، فأطعمنا ثم رفعنا أيدينا فقلنا: الحمد لله.
فقال (عليه السلام): اللهم هذا منك ومن محمد (صلي الله عليه وآله) رسولك اللهم لك الحمد صلّ علي محمد وآله محمد.
وفي رواية ثالثة أن أحدهم إعترض علي هذا القول فأجابه (عليه السلام) بتلاوة قوله عزوجل في الآية 74 من سورة التوبة: «وَمَا نَقَمُواْ إِلاَّ أَنْ أَغْنَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِن فَضْلِهِ».
أما مسك ختام هذا اللقاء الخاص بذكري ولادة إمامنا الصادق فهو رواية معبرة عن جميل مواساته (عليه السلام) للمسلمين.
فقد روي أن غلاءً وقحطاً أصابا أهل المدينة حتي أقبل الرجل الموسر يخلط الحنطة بالشعير ويأكله وكان عند الامام الصادق (عليه السلام) طعام جيد قد اشتراه في السنة فقال لبعض مواليه: إشتر لنا شعيراً فأخلطه بهذا الطعام أو بعه فإنا نكره أن نأكل جيداً ويأكل الناس ردياً!!
فسلام الله علي مولانا الامام جعفر الصادق وجزاه عنا خير جزاء المحسنين.

*******

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة