البث المباشر

في ذكري ولادة بكر البتول

الثلاثاء 30 إبريل 2019 - 08:00 بتوقيت طهران
في ذكري ولادة بكر البتول

إمام الوري سبط النبي محمد

ونجل علي خير ماشٍ وراكب

وهامة مجدٍ من ذؤابة هاشم

وفرعٌ به تلتف خير العصائب

حكاه الحيا لو أنه غير ممسك

وبدر الدجي لو أنه غير غائب

ويقرب منه البحر لو ساغ ورده

وأصبح فيه آمناً كل طالب

وللشمس نورٌ فاجعٌ للغياهب

بنور الامام المجتبي بالمناقب

بسم الله وله المجد والحمد علي ما هدانا وأولانا من معرفة ومودة محمد وآله الطاهرين صلوات الله عليهم اجمعين.
أزكي التهاني وأنقي التبريكات نزفها لكم بمناسبة يوم الله الأغر يوم الخامس عشر من شهر رمضان ذكري ولادة سبط الرسول الاكبر وبكر البتول الأزهر نجل حيدر مولانا الامام الحسن المجتبي صلوات الله وسلامه عليه.
يسرنا أن نلتقيكم في هذا البرنامج الذي أعددناه بهذه المناسبة السعيدة تعظيماً لشعائر الله جل جلاله. نعرفكم اولاً بفقرات هذا اللقاء الرئيسي وهي:
- فقرة روائية عنوانها: ولادة الهدي المحمدي
- ثم نستنير بقبسة من بركة الوليد النبوي ضمن فقرة عنوانها: مظهر سيماء الأنبياء
- تليها فقرة روائية عن تعريف النبي الأكرم (صلي الله عليه و آله) الأمة بمنزله سبطه الأكبر
- ثم نفحة من عبير الأخلاق الحسنية في فقرة عنوانها: محاسن الحسن

*******

ندعوكم أعزاءنا الي أولي فقرات البرنامج وعنوانها:

ولادة الهدي المحمدي

في ليلة النصف من شهر رمضان المبارك من السنة الثالثة للهجرة المباركة تنورت طيبة مدينة رسول الله (صلي الله عليه وآله) بنور قدسي شع من بيت فاطمة وعلي (عليهما السلام) وهو البيت الملاصق للمسجد النبوي والبيت الوحيد الذي أمر الله عزوجل بأن تبقي بابه مفتوحة علي المسجد عندما أمر بأغلاق أبواب بيوت باقي الصحابة التي كانت تفضي لمسجد النبي.
ومن هذه الباب التي بقيت مفتوحة علي هذا المسجد وهو أعظم المساجد بعد الكعبة المشرفة. جيء بالوليد المبارك الي جده المصطفي الذي كان ينتظره بكامل الشوق، فإستقبله بأجمل إبتسامة رآها المسلمون علي وجه نبي الرحمة (صلي الله عليه وآله).
كان الوليد ملفوفاً بقطعة حرير من حرير الجنة كان جبرئيل الأمين قد نزل بها وهي من حرير أبيض الي رسول الله فبعث بها (صلي الله عليه وآله) بها الي بيت فاطمة لكي يلفوا بها بكر البتول (عليهما السلام).
وتحدثنا روايات المصادر الموثقة أن ولادة المجتبي (عليه السلام) كانت أول ولادة يجري فيها رسول الله مناسك إستقبال الوليد الشرعية، ولذلك كان (صلي الله عليه وآله) قد أمر بأن لا يفعلوا شيئاً بشأن الوليد المبارك حتي يأتوه به.
فكان بكر البتول أول وليد يؤذن رسول الله (صلي الله عليه وآله) في إذنه اليمني ويقرأ ذكر إقامة الصلاة في إذنه اليسري.
هذا ما ذكرته روايات الفريقين الموثقة وأضافت أن الحبيب المصطفي (صلي الله عليه وآله) حنك الحسن بريقه الشريف وقال: اللهم إني أعيذه بك وولده من الشيطان الرجيم. ثم قال ثلاثاً: اللهم إني إحبه فأحبه وأحب من يحبه.
أما عن تسميته (عليه السلام) فقد سماه الله عزوجل (الحسن) قبل ولادته وسماه من قبل في الكتب المقدسه (شبّر).
هذا ما نصت عليه أيها الأخوة والاخوات الأحاديث الشريفة الكثيرة المصرحة بأن المصطفي قال للمرتضي (عليهما وآلهما الصلاة والسلام) بعيد ولادة المجتبي: أي شيء سميت إبني؟
أجاب علي: ما كنت لأسبق رسول الله بذلك.
فقال (صلي الله عليه وآله): ولا أنا سابق ربي.
ثم أعلن نزول جبرئيل الأمين وتسمية الله له بأسم الحسن وهو أول من سمي بهذا الإسم وقال (صلي الله عليه وآله) لأمير المؤمنين: حسنٌ وبعده حسين وأنت أبو الحسن والحسين.
وفي مراسم ولادة الإمام المجتبي أبطل جده النبي الأكرم (صلي الله عليه وآله) سنة جاهلية إعتاد عليها الناس وبقيت ملازمة لهم حتي بعد إعتناقهم الإسلام.
فقد إعتادوا أن يلطخوا رأس الوليد بالدم فنهي رسول الله عن ذلك وقال هذا من فعل الجاهلية وطلي رأس الوليد المبارك بالخلوق الطيب وحلق شعر رأسه وتصدق بوزنه فضة وعق عنه بكبشين أملحين في اليوم السابع وأعطي القابلة الفخذ من العقيقة وديناراً.
وكناه بكنية (ابي محمد) وفي رواية بكنية (ابو القاسم) ايضاً ولقبه بلقب السيد.
وقد عرف سلام الله عليه بألقاب أخري هي: ابن رسول الله، السبط الأول، الحجة، البر، الأثير، المجتبي والزكي وهذا أشهر ألقابه وقد أجمع الرواة علي أنه أشبه الناس برسول الله خلقاً وسؤدداً وهدياً ورووا أن فاطمة جاءت بأبنيها الحسن والحسين الي رسول الله (صلي الله عليه وآله) في شكواه التي توفي فيها، فقالت: يا رسول الله، هذان إبناك ورثـّهما شيئاً.
فقال (صلي الله عليه وآله): أما الحسن فإن له هديي وسؤددي واما الحسين فله جودي وشجاعتي.
روي المحدثون عن رسول الله )صلي الله عليه وآله) قال: سمي الحسن حسناً لأن بأحسان الله قامت السموات والأرض والحسن مشتق من الإحسان، وعلي والحسن إسمان مشتقان من أسماء الله تعالي والحسين تصغير الحسن!

*******

مظهر سيماء الأنبياء

مسح النبي جبينه

فله بياضٌ في الخدود

وبوجهه ديباجة ٌ

كرم النبوة والجدود

ومن هذين البيتين لصاحب قصيدة البردة الشهيرة الصحابي شاعر الرسول كعب بن زهير في مدح السبط المجتبي، تتضح الصورة التي سجلها التأريخ لصفته (عليه السلام) وهيبته الإيمانية التي عرف بها.
قال العالم الكلامي واصل بن عطاء: كان الحسن بن علي عليه سيماء الأنبياء وبهاء الملوك.
وروي أنه قيل له: إن فيك عظمة، فأجاب (عليه السلام): بل في عزة، قال الله تعالي: وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ.
وقال محمد بن إسحاق كما نقل في كتب السيرة: ما بلغ أحدٌ من الشرف بعد رسول الله ما بلغ الحسن، كان يبسط له علي باب داره، فإذا خرج وجلس إنقطع الطريق، فما مر أحدٌ من خلق الله إجلالاً له، فاذا علم قام ودخل بيته فمر الناس ولقد رأيته في طريق مكة ماشياً، فما من خلق الله أحد رآه إلا ونزل ومشي حتي رأيت سعد بن أبي وقاص يمشي.
وقد ظهرت الهيبة والكرامات النبوية علي بكر فاطمة البتول (سلام الله عليهما) منذ أيامه الأولي، فها هو الصحابي ابو سعيد الخدري يقول: رأيت الحسن بن علي وهو طفلٌ والطير تظلله ورأيته يدعو الطير فتجيبه.
كما تجلت في سلوكه الرأفة النبوية وهو طفل صغير، فمثلاً روي راوي السيرة المحمدية محمد بن إسحاق، قال: إن أبا سفيان جاء الي المدينة لأخذه تجديد العهد [بالأمان] من رسول الله )صلي الله عليه وآله) فلم يقبل، فجاء الي علي (عليه السلام) وقال: هل لابن عمك أن يكتب لنا أماناً؟
فقال علي: إن النبي (صلي الله عليه وآله) عزم علي أمرٍ لا يرجع فيه.
فقال الحسن بن علي: يا ابن صخر قل لا اله الا الله محمد رسول الله حتي أكون لك شفيعاً الي جدي رسول الله.
فتحير ابو سفيان، فقال علي (عليه السلام): الحمد لله الذي جعل في ذرية محمد صلي الله عليه وآله نظير يحيي بن زكريا. يعني (عليه السلام) إتيان الله الحكم الإلهي ليحيي بن زكريا وهو صبي.
ولنختم هذه الفقرة برواية موثقة في مصادر الفريقين هي من دلائل النبوة المحمدية والكرامة الحسنية، روي عن مولانا الإمام الباقر (عليه السلام) أنه ذات يوم إنطلق رسول الله (صلي الله عليه وآله) بسبطه الحسن آخذٌ بيده يطلب له الماء وقد إشتد ظمأه فلم يجد له ماءً فأخذ (صلي الله عليه وآله) بلسانه وأمصه الحسن، يقول الحسن (عليه السلام): فشربت أبرد ماء خلقه الله وأعذبه حتي ارتويت.
قال الإمام الباقر (عليه السلام): ثم إن الغلام [يعني الحسن (عليه السلام)] إنصرف الي أهله وقد إختلط الظلام وحده ورسول الله (صلي الله عليه وآله) يقول: اللهم كن له حافظاً.
وكان الحسن (عليه السلام) يقول بعد ذلك: ما إشتد عليّ ظمأ بعدما مصصت لسان نبي الله (صلي الله عليه وآله) ولا دخلتني وحشة بعد دعوته.

إن الامام الحسن المهذبا

خير الوري جداً وأماً وأبا

كريم أهل البيت أهل الكرم

عليهم بعد الصلاة سلم

كنيته الغر ابو محمد

وأمه الزهراء بنت أحمد

أشبه جده النبي أحمداً

خلقاً وخلقا وحجي وسؤددا

*******

تابعوا أحباءنا برنامج أيام خالدة في حلقته الخاصة بمناسبة ذكري ولادة الإمام المجتبي (عليه السلام) ومع فقرة عنوانها:

المصطفي ودعوة الامة لشبيهه

عندما نراجع سيرة حبيبنا المصطفي نجد إهتماماً بالغاً منه (صلي الله عليه وآله) بأن يعرّف الأمة الإسلامية بمنزلة سبطه الأكبر ويدعوهم الي مودته وإتباعه (عليه السلام) ويأمر أصحابه بنقل ذلك الي المسلمين بمختلف أجيالهم.
فمثلاً روت كثير من مصادر الفريقين أنه لما خطب الحسن في المسلمين بعد إستشهاد أبيه المرتضي (عليه السلام) قام رجل من الأزد فقال: أشهد لقد رأيت رسول الله (صلي الله عليه وآله) يقول عن الحسن من أحبني فليحبه وليبلغ الشاهد الغائب.
قال الأزدي: ولولا عزمة رسول الله ما حدثتكم.
ورووا أن النبي الأكرم إلتزم يد الحسن وقال: بأبي أنت وأمي من أحبني فليحب هذا.
ورووا عن السيدة عائشة زوجة النبي أنه )صلي الله عليه وآله) كان يأخذ حسناً فيضمه إليه ثم يقول: اللهم إن هذا إبني وأنا أحبه فأحببه وأحبب من يحبه.
وروي معاويه الذي سم السبط الأكبر (عليه السلام) بعد الصلح، قال: رأيت رسول الله يمص لسانه (يعني الحسن) وشفتيه ولن يعذب لسان وشفتان مصهما رسول الله.
ورووا أن رسول الله كان يضم الحسن ويقبله ويشمه ويحمله علي رقبته فيراه الصحابة فيقولون للحسن: نعم المركب ركبت يا حسن.
فيجيبهم (صلي الله عليه وآله): ونعم الراكب هو.
وإتباعاً لرسول الله كان الإمام علي: يكرم الحسن ويعظمه ويبجله ورووا مراراً انه )صلي الله عليه وآله) كان إذا صلي وثب الحسن علي ظهره أو عنقه فيرفعه رسول الله رفعاً رقيقاً لئلا يصرع فقيل له: يا رسول الله إنا رأيناك فعلت بالحسن شيئاً ما رأيناك صنعته بأحد.
فيقول (صلي الله عليه وآله): إنه ريحانتي من الدنيا وإن إبني هذا سيد.
والروايات بهذا المعني كثير يصعب إحصاؤها، نكتفي هنا بما رواه حفاظ أهل السنة عن أنس بن مالك قال: بينا رسول الله راقد في بعض بيوته علي قفاه إذ جاءه الحسن يدرج حتي قعد علي صدر النبي (صلي الله عليه وآله). فجئت أميطه عنه فإنتبه رسول الله وقال: ويحك يا أنس دع إبني وثمرة فؤادي فإنه من آذي هذا فقد آذاني ومن آذاني فقد آذي الله.
روت مصادر الفريقين عن أنس بن مالك أنه قال: لم يكن أحدٌ أشبه برسول الله من الحسن بن علي وفاطمة صلوات الله عليهم أجمعين، وروي أن جماعة من المسلمين كانوا يتذاكرون فيمن هو أشبه الناس بالنبي الأكرم (صلي الله عليه وآله) فدخل عليهم عبد الله بن الزبير فقال: أنا أحدثكم بأشبه أهله به وأحبهم إليه الحسن بن علي.

سماه جده النبي المصطفي

وعق عنه وكفاه شرفا

ألقابه السيد والزكي

والسبط والطيب والتقي

كان جميل الوجه جعد الشعر

وطلعة مشرقة كالقمر

طلق المحيا أدعجاً ذا وفره

أبيض لوناً مشرباً بحمره

*******

نتابع تقديم برنامج أيام خالدة في حلقته الخاصة بهذه المناسبة وندعوكم الي وقفة عند الأخلاق الفاضلة ضمن فقرة عنوانها:

من محاسن الحسن

من جميل خلق مولانا الإمام المجتبي (عليه السلام) في تعظيم ربه الجليل ما روي أنه كان إذا قام للصلاة يرتدي أحسن ثيابه، ولما سئل عن ذلك قال: إن الله جميل يحب الجمال فإني أتجمل لربي وهو تعالي يقول: خذوا زينتكم عند كل مسجد.
وروي أنه رأي رجلاً ركب دابه فقال: سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا.
فقال (عليه السلام) له: ما بهذا أمرت.
أمرت أن تقول: الحمد لله الذي هدانا للإسلام، الحمد لله الذي منّ علينا بمحمد والحمد لله الذي جعلنا من خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ.
ثم تقول: سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا!
ومن جميل بره بأمه (عليهما السلام) روي أنه كان لا يأكل مع إمه فاطمة - وهو غلامٌ صغيرٌ - فسألته عن ذلك فقال: أخاف أن آكل شيئاً سبق إليه نظرك فأكون عاقاً لك فقالت (عليهما السلام): كل وأنت في حل.
وقال أحد معاصريه في وصفه (عليه السلام): كان من أحسن الناس وجهاً وتواضعاً واكثرهم موعظة، فبينا هو في طلاقاته حتي ذكر الموت فتخدر دموعه ويأخذ في الموعظة.
وكان إذا توضأ تغير لونه من هيبة القيام بين يدي الله، وهو (عليه السلام) أزهد الناس في الدنيا وأعرفهم بغرورها وآفاتها عظيم الصفح والعفو عن الناس وهو يقول: لو شتمني احد في إحدي إذنيّ ثم إعتذر في الآخري لقبلت.
وقد روي أنه كانت له شاة تعجبه فوجدها يوماً مكسورة الرجل فقال للغلام: من كسر رجلها أجابه الغلام - وكان يسعي لإثارة غضبه -: أنا، فقلا: ولم قال: لأغمنك فأجابه الحسن (عليه السلام): لأغمن من أمرك بغمي - يعني الشيطان - ولأفرحنك: إذهب أنت حرٌ لوجه الله.
والإمام المجتبي هو وارث جده المصطفي فكان خلقه الحسن خير ما يهدي الي الدين الحق، روي أنه كان له جارٌ يهودي فأنخرق جدار داره علي منزل الإمام فصارت النجاسة تنزل الي منزله (عليه السلام) واليهودي لايعلم بذلك فدخلت زوجته يوماً فرأت النجاسة قد إجتمعت في دار الحسن فأخبرت زوجها فجاء اليهودي معتذراً فطيّب الإمام (عليه السلام) خاطره وقال: إمرني جدي (صلي الله عليه وآله) فأسلم اليهودي.
ومن جميل رأفته (عليه السلام) في إعانة عباد الله ماروي أنه سمع رجلاً يسئل الله عزوجل وهو يدعوه في سجوده بأن يرزقه عشرة آلاف درهم، فأخذ (عليه السلام) بيد الرجل الي منزله فأعطاه ما طلبه من ربه الجليل تبارك وتعالي.
وكان من خلقه أنه إذا أشرتي من أحد شيئاً (كدار أو بستان) ثم إفتقر البائع لسبب أو آخر، كان (عليه السلام) يرد ما أشتراه منه مع ثمنه!
وقد شمل إحسانه الخلائق جميعاً فكان يطعم الحيوان ويرفق به، وقد رآه أحد أصحابه يأكل وبين يديه كلب وكلما أكل لقمة طرح للكلب مثلها، فطلب بعض أصحابه أن يطرد الكلب فقال (عليه السلام): دعه إني لأستحي من الله أن يكون ذو روح ينظر في وجهي وأنا آكل ثم لا أطعمه.
ورأي (عليه السلام) غلاماً مملوكاً يقتدي بفعله هذا ويعطي كلباً قسماً من طعامه فإشتراه من مالكه مع البستان التي كان يعمل فيها فأعتق الغلام ووهبه البستان إكراماً له علي فعله هذا.
أزكي التهاني والتبريكات نتابع تقديمها لكم أيها الأعزاء إبتهاجاً بذكري مولد مولانا الإمام المجتبي (سلام الله عليه)، وها نحن نفتح قلوبنا لطائفة من كلماته وحكمه الخالدة:
وعظ الإمام الحسن (عليه السلام) المسلمين داعياً الي الإهتمام بأجتناب الطعام الحرام، فقال: عجبت لمن يتفكر في مأكوله كيف لا يتفكر في معقوله، فيجنب بطنه ما يؤذيه ويودع صدره ما يزكيه.
وقال (سلام الله عليه): علّم الناس وتعلم علم غيرك فتكون قد أتقنت علمك وعلمت ما لم تعلم.
وروي أنه (عليه السلام) دعا بنيه وبني أخيه الحسين فقال: إنكم صغار قوم ويوشك أن تكونوا كبار قوم آخرين فتعلموا العلم فمن لم يستطع منكم أن يحفظه فليكتبه وليضعه في بيته.
ومن غرر كلام مولانا ابي محمد الحسن قوله (عليه السلام) في وصف أهل بيت النبوة (عليهم السلام): إنهم خاصة نور يستضاء بهم وأئمة يقتدي بهم، بهم عيش العلم وموت الجهل ... لا يخالفون الحق ولا يختلفون فيه.
وقال سلام الله لمعاوية محذراً: إياك وبغضنا أهل البيت فإن رسول الله قال: لا يبغضنا أحد ولا يحسدنا أحد الا ذيد يوم القيامة بسياطٍ من نور.
ومن كلامه (عليه السلام) في علامات ظهور المهدي الموعود عجل الله فرجه: لا يكون الأمر الذي ينتظر حتي يبرأ بعضكم من بعض... فيشهد بعظكم علي بعض بالكفر ويلعن بعضكم بعضاً.
فقيل له: ما في ذلك من خير.
فأجاب الإمام الحسن (عليه السلام): الخير كله في ذلك الزمان يقومٌ قائمنا ويدفع ذلك كه.

أنفق مرتين كل ما ملك

لله ما أبقي له وما ترك

و قاسم الله ثلاثاً ماله

و لم يخيّب من جدي آماله

فساد شهماً صابراً حليما

و سيداً ومصلحاً عظيما

مولده أعلا الإله ذكره

في سنة إثنتين بعد الهجرة

وبهذه الأبيات من منظومة الشيخ هادي كاشف الغطاء (رضوان الله عليه) نختم لقاؤنا الخاص بكم بمناسبة مولد الإمام الحسن المجتبي (سلام الله عليه).

*******

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة