البث المباشر

اشراقة فجر الحسين عليه السلام

الإثنين 29 إبريل 2019 - 11:16 بتوقيت طهران
اشراقة فجر الحسين عليه السلام

ولدا بمولدك الصنوان ما بانا

المجد يتلو للاحرار قرآنا

شهر النبي تباهي فيك مبتهجاً

فاستبشر الخلق اذ باركت شعبانا

ولد الحسين ورب الجود مانحه

في كفه الخير يروي الخلق احسانا

بسم الله وله المجد والحمد قديم الاحسان ارحم الراحمين وازكي الصلاة واسني التسليم علي النبي الامين محمد وآله الطيبين السلام عليكم احباءنا اسعد الله ايامكم بكل خيرٍ ورحمة وبركة واحسان واهلاً بكم ومرحباً في هذا اللقاء الخاص بذكري مولد ريحانة النبي وشبل الوصي وبهجة قلب الزهراء وفخر المجتبي والائمة الاصفياء الحسين صلوات الله عليهم اجمعين يسرنا احباءنا ان نكون معكم في هذا البرنامج وفقرات عدة نامل ان تقضوا معنا فيها وقتاً طيباً مباركاً ببركة رحمة الله الواسعة ومصباح الهدي وسفينة النجاة مولانا الحسين (عليه السلام). في بداية هذا اللقاء من برنامج ايام خالدة، نعرفكم بعناوين فقراتها:
- فالاولي عن خبر الولادة عنوانها: استبشر النبي وخمدت النيران
- والثانية لقاءات مع ضيوف البرنامج عن اسرار الولادة الحسينية وبعض ابعادها
- والثالثة حكاية غلام الحسين الحر صافي
- والرابعة درر من كنوز الوصايا الحسينية
- والخامسة دعاء مولانا المهدي في ذكري ولادة جده الحسين عليهما السلام وتتخلخل ذلك مساهماتكم الصوتية المحببة بهذه المناسبة السعيدة

*******

نرحب بكم احباءنا من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران، والفقرة التالية وعنوانها هو:

استبشر النبي وخمدت النار

في الثالث من شعبان من السنة الرابعة للهجرة المحمدية المباركة، اشرق في المدينة المنورة نورُ خامس اصحاب الكساء، نورُ سبطِ الرسول وقرة عين البتول، نجل المرتضي وعضد المجتبي الحسين سيد الشهداء صلوات الله علي جده وابيه وامه واخيه.
وكان اشد الخلق سروراً بولادته هو سيدهم واشرفهم علي الاطلاق المصطفي محمد (صلي الله عليه وآله). قال الفقيه المالكي ابن الصباغ في كتابه الفصول المهمة عند ذكر ولادته (عليه السلام): «واستبشر به (صلي الله عليه وآله) وسماه حسيناً وعقَّ عنه كبشاً».
وما ذلك الا لعظيم بركة هذا الوليد، لنلاحظ ما رواه امام الحرمين الفقيه الشافعي الحمويني في كتابه فرائد السمطين باسناده عن ابن عباس قال: «لما وُلِدَ الحسين - وكان مولده عشية الخميس ليلة الجمعة - اوحي الله عزوجل الي مالك خازن النيران ان اخمد النيران ]يعني في ذلك اليوم[. علي اهلها لكرامةِ مولود ولد لمحمد (صلي الله عليه وآله) في دار الدنيا».
والحسين (سلام الله عليه) هو شبيه عيسي بن مريم عليهما السلام في جانب من كيفية ولادته؛ فقد روي من طرف اهل السنة محب الدين الطبري في كتابه ذخائر العقبي عن ابن الدارع قال: لم يولد مولودٌ قط لستة اشهر فعاش الا الحسين وعيسي بن مريم عليهما السلام ومن طرف مدرسة اهل البيت )عليهم السلام) روي عن مولانا الصادق عليه السلام قال ضمن حديث عن ولادة جده الحسين (عليهما السلام) رواه عدة من حفاظ اهل السنة: «كان يؤتي به النبي صلي الله عليه وآله فيضع ابهامه في فيه فيمص منها ما يكفيه اليومين والثلاثة، فنبتَ لحم الحسين (عليه السلام) من لحم رسول الله (صلي الله عليه وآله) ودمَه من دِمِه ولم يولد لستة اشهر الا عيسي بن مريم والحسين بن علي صلوات الله عليهم».

*******

ننقلكم احباءنا الي اجواء القصص الحق وحكاية عنوانها:

غلام الحسين الحر صافي

اصل الحكاية التالية مروي من طرق اهل السنة، فقد رواها الحافظ الحنفي الموفق بن احمد الخوارزمي في كتابه مناقب الحسين المعروف بأسم المقتل، ونقلها عن الحسن البصري... الحكاية جميلة تشتمل علي عبرٍ جليلة جديرة بالتأمل.
ذهب مولانا الحسين (عليه السلام) ذات يومٍ الي بستانٍ له في المدينة المنورة يعمل فيه غلام ٌ له اسمه صافي...
وكان معه عددٌ من اصحابه دعاهم الي الأكل من ثمار البستان ورطبه... فلما اقترب عليه السلام رأي غلامه قاعداً في ناحية يأكل خبزاً، فأومئ الي اصحابه أن يتوقفوا ولا يصدر عنهم ما يشعر الغلام بقدومهم.
ثم دنا عليه السلام من ناحية الغلام واستتر عند نخلةٍ ينظر الي غلامه صافي من حيث لا يراه الغلام.
كان الغلام يرفع رغيف الخبز فيقسمه نصفين يأكل نصفاً ويعطي نصفه الآخر لكلب جلسَ بالقرب منه، فلما فرغ الغلام من الأكل رفع يديه بالدعاء قائلاً: « الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، اللهم اغفر لي واغفر لسيدي وبارك له كما باركت علي ابويه برحمتك يا ارحم الراحمين» ولما اتم الغلام دعاءه، خرج اليه الحسين (عليه السلام) من خلف تلك النخلة مبتسماً ببسمة وضاءة وسلّم علي غلامه، فقام الغلام فزعاً وقال: وعليك السلام يا سيدي وسيد المؤمنين، اني ما رأيتك فأعف عني... ولكن الامام (عليه السلام) اجابه بما لم يكن يتوقعه أبداً.
قال عليه السلام لغلامه: يا صافي، اجعلني في حلٍّ لأنّي دخلتُ بستانك بغير اذنك!
ولعل الغلام لم ينتبه لمغزي كلامه عليه السلام فقال بكلماتٍ ملؤها التسليم لكرمِ الامام ونبله، قال: بفضلك يا سيدي وكرمك وبسؤددك تقول هذا!!
وهنا سئله عن سر اشراكه للحيوان بنصف طعامه فاجاب الغلام: ان هذا الكلب ينظر الي حين آكل، فأستحي منه، وهو كلبك يحرس بستانك، فأنا غلامك وهذا كلبك نأكل معاً من رزقك!
وهنا تفجرت عينا الامام (عليه السلام) بدموع الشوق شكراً لله وحمداً علي ظهور الرحمة المحمدية في قلب هذا الغلام، وقال له: يا صافي، انت عتيقٌ لوجه الله وقد وهبتُ لك الفي دينارٍ بطيبةٍ من قلبي.
وكان من المتوقع احباءنا ان يظهر علي الغلام سرورٌ عظيم لتحرره من الرق؛ ولكن ويا للعجب لم يبد الحرُ صافي فرحاً وكأن رغبته كانت في مصيرٍ آخر!
سعي الحر صافي الي التعبير عن شكره لمولاه الامام عليه السلام أو التعبير عن رغبته في البقاء في جواره وخدمته... فقال: يا مولاي؛ ان أعتقتني فاني أريد القيام بتعاهد بستانك ابتسم الحسين (عليه السلام) مرة ثانية واخذ يفسر للحر صافي كلمته الأولي فقال: يا ولدي ان الرجل اذا تكلم بكلامٍ فينبغي أن يصدقه بفعله، وأنا قد قلت لك: دخلت بستانك بغير اذنك، فصدقت قولي ووهبت البستان وما فيه لك! واطرق صافي برأسه عرفاناً للجميل متفكراً في سعة الكرم الحسيني، لقد اكرمه الامام بان اعتقه ووهبه البستان الذي يعمل فيه ومعه ألفي دينار من المال الطيب المبارك، جزاءً لجميل دعائه له (عليه السلام) ولطيبة نفسه في رفقه بذاك الحيوان.
ورفع الحر صافي رأسه ليسمع طلباً من مولاه وقد اقترب اصحابه منه عليه السلام، قال الامام: ان اصحابي هولاء قد دعوتهم لأكل الثمار والرطب، فأجعلهم اضيافاً لك واكرمهم من أجلي أكرمك الله يوم القيامة وبارك لك في حسن خلقك وأدبك.
كان هذا هو وحسب طلبُ الامام من الحر صافي؛ ولكن خلق الحسين كان قد نفذ الي أعماق وجود صافي الحر، فأبي الا أن يتخلق به؛ فقال: يا مولاي، وهبت لي بستانك، فأنا - وبأذنك - قد أسبلته لاصحابك وشيعتك وقفاً عليهم يطعمون من جميع ثماره.

*******

نفتح قلوبنا للفقرة التالية من فقرات هذا البرنامج الخاص بذكري ولادة قرة عين البتول مولانا الحسين (عليه السلام) عنوان الفقرة هو:

من احبنا اهل البيت

ونستنير احباءنا في هذه الفقرة بأنوار بعضٍ من لألئ كنوز المواعظ والوصايا الحسينية؛ فمن هذه المواعظ الجامعة أن رجلاً جاءه فقال له: يا بن رسول الله؛ أنا رجلٌ عاصٍ ولا اصبر عن المعصية، فعظني بموعظةٍ، فقال (عليه السلام) له: افعل خمسة اشياء واذنب ما شئت:
فأوّل ذلك: لا تأكل رزق الله واذنب ما شئت.
والثاني: اخرج من ولاية الله واذنب ما شئت.
والثالث: اطلب موضعاً لا يراك الله واذنب ما شئت.
والرابع: اذا جاء ملك الموتِ لقبض روحك فادفعه عن نفسه واذنب ما شئت.
والخامس: اذا ادخلك مالك النار فلا تدخل في النار واذنب ما شئت!
فكان من حال هذا الرجل أنه كلما همَّ بمعصيةٍ تذكر هذه الكلمات فانصرف عنها وأصبح من خيار المومنين وأتقيائهم!
وقال مولانا الحسين (عليه السلام): من احبنا كان منا اهل البيت ثم تلا قوله عزوجل حكاية لقولِ العبد الصالح «فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي».
وسئل عليه السلام عن أشرف الناس من هو فقال: من اتعظ قبل أن يوعظ واستيقظ قبل أن يوقظ.
ومن قصاد مواعظه البالغة عليه السلام قوله:
لا يكمُلُ العقلُ الا باتباع الحق.
من دلائل العالم انتقاده حديثه.
من طلب رضي الله بسخط الناس كفاه الله أمور الناس.
من عبد الله حق عبادته آتاه الله فوق آمانيه وكفايته.
ان حوائج الناس اليكم من نعم الله عليكم فلا تملّوا النعم فتحوّر نقما.

*******

ومما اختص به الامام الحسين (عليه السلام) الدعاء الخاص بيوم ولادته المباركة وقد رواه الشيخ الطوسي في كتاب مصباح المتهجد وغيره من العلماء، وجاء في الرواية ان مولانا المهدي (عجل الله فرجه) بعث الي القاسم بن العلاء الهمداني من وكلاء والده العسكري (سلام الله عليه)، بكتابٍ جاء فيه: ان مولانا الحسين عليه السلام ولد يوم الخميس لثلاثٍ خلون من شعبان، فصم وادع بهذا الدعاء:
اللهم اني اسألك بحق هذا المولود في هذا اليوم الموعود بشهادته قبل استهلاله وولادته، بكته السماء ومن فيها والارض ومن عليها ولما يطأ لا بتيها قتيل العبرة وسيد الاسرة الممدود بالنصرة يوم الكرة، المعوّض من قتله ان الائمة من نسله والشفاء في تربته والفوز معه في أوبته، والأوصياء من عترته بعد قائمهم وغيبته حتي يدركوا الأوتار ويثأروا الثار ويرضوا الجبار ويكونوا خير انصار صلي الله عليهم مع اختلاف الليل والنهار اللهم فبحقهم اليك أتوسل وأسال، سؤال معترفٍ مقترفٍ مسئٍ الي نفسه، مما فرّط في يومه وامسه، يسألك العصمة الي محل رمسه.
اللهم وصل علي محمدٍ وعترته واحشرنا في زمرته، وبؤِّنا معه دار الكرامة ومحل الاقامة.
اللهم وكما اكرمتنا بمعرفته فاكرمنا بزلفته وارزقنا مرافقته وسابقته، واجعلنا ممن يسلم لأمره ويكثر الصلاة عليه عند ذكره، وعلي جميع اوصيائه واهل اصطفائه، المعدودين عندك بالعدد، الاثني عشر، النجوم الزهّر، والحجج علي جميع البشر.
اللهم وهب لنا في هذا اليوم خير موهبة، وانجح لنا فيه كل طلبة، كما وهبت الحسين لمحمدٍ جده وعاذ فطرس بمهده، فنحن عائذون بقبره من بعده، ننشهدُ تربته وننتظر أوبته آمين رب العالمين.
وفي ختام هذا اللقاء الخاص من برنامج أيام خالده نجدد تقديم أسني التهاني والتبريكات لكم أعزاءنا بمناسبة الثالث من شعبان ذكري ولادة خامس أصحاب العباء وثالث أئمة الهدي أبي عبد الله الحسين بن علي (عليهما السلام)، نستودعكم الله بكل خير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة