وهم القول الثابت في الاخرة والاولى وهم باب الله الذي منه يؤتى..، قد يوصمنا البعض بالطائفية او التعصب والافراط في الحب والمدح وكأننا أمام قضية عاطفية او هامشية خاضعة للمجاملة او المساومة! ونسوا بان الامر اعتقاد راسخ وفكر راجح وصراط مستقيم وفكر قويم لا يحيد عنه الا من عشش في قلبه حب الدنيا او ميل الى هوى!
علي ابن ابي طالب (عليه السلام) هم المحور الذي تدور حوله المحاور وهم القطب الاوحد بعد ابن عمه الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وكوكب العلى الذي تدور حوله الافلاك وهو الحق الذي يمشي في الارض.. خط اسمه في السماء (علي مع الحق والحق مع علي!)
ليس كما يدعي المدعون بان إتِّباع غيره طريقا لبلوغ الاهداف! من اقتفى أثره وتأسى بسيرته وان لم ينتمي الى مدرسته فقد اهتدى الى جادة الصواب ولا يحسب من أتباع الفكر الآخر وان انتمى إليهم شكلا!...
علي عليه السلام.. تركة الرسول وباب علمه ووريثه ووصيه من بعده فبغير بابه كل الابواب موصده! وبغير علمه كل العلوم ناقصة! وبدونه الحياة ليل بلا نهار وسماء بلا نجوم وفلك بلا كواكب! ونظريات ناقصة تفتقد الى الدليل الصادق وتفتقر الى النور الساطع! الحياة مع غير علي لهو ولعب ومعه إيمان محمدي وأنس روحي وسكن نفسي وتوجه فطري! يقول احد الادباء: عند قراءتي للتاريخ وجدت في علي ابن ابي طالب مالم اجده في غيره من الذين عاصروه.. فهو منبر العلم وارجوزة الحرب ورجل الميدان واهزوجة الاحرار وديباجة البيان! فاق الكل لا بالادعاء وغلب الجميع لا بالتهور وفضل على الرجال لا بالإكراه وفرض وصيا لا بالقوة!
هذه الصفات الجمالية والتكاملية الخارقة اهلته ان يكون سيد التاريخ والمدافع عن شريعة ابن عمه ورجل المراحل كلها!
عندما نستقرئ التاريخ بحيادية وبروح بعيدة عن التعصب نجده قد عكس لنا صورتين لا ثالث لهما صورة تمثل الواقع بكل ما يحمل من زفرات وآهات وشقشقات يكمن الحق بين صفحاتها ويخلد بين أسطرها تحاكي الفطرة السليمة وتلتقي مع الفكر الناضج والعقل السليم! واخرى كاذبة مخادعة خطتها أيد اللئام وصورتها بألوان بقيعة يحسبه الظمآن ماءا حتى إذا جاءه لم يجده شيئا بل هو سراب في سراب يفتقد الى أي نقطة ترتقي لمصاف الايمان القويم..
الصورة الاولى سار في ركبها القليل...!! والثانية آمن بها ودعا الى اتباعها الكثير! الاولى انطلقت من واقع الانسان وختمت به...! والثانية زورت التاريخ وكذبت عليه! الأولى حملت لنا ارثا علميا كبيرا وتركة عظيمة احتوت كل مفاصل التاريخ بشرائعه وثقافته الرصينة والثابتة...
والثانية صورت المشهد بعدسات عوراء علتها مشاهد الرذيلة والفساد والانحطاط والقتل والظلم!!
ان من كمال العقل البشري هو سعيه للوصول الى حقيقة وهدف وجوده ليعي انه في تسابق مع الزمن وأن الزمن باق وانه راحل وان عليه واجبات وله حقوق!
يكفينا اننا عندما يحين اجلنا وتقترب ساعة الرحيل منا نحاول أن نلقي نظرة طويلة وأخيرة تستقطب كل ادوار حياتنا بألوانها المتعددة ونجهد أن نستجمع قوانا لنستحضر الصورة التي آمنا بها ودافعنا عنها وكرسنا حياتنا من أجلها! فأي من الصورتين يا ترى ترافقنا لتتجسد أمامنا في ساعة العسر بعد أن نخرج من عالم الدنيا الى عالم نجهل حيثياته ومعالمه!؟؟
البعض وللأسف ممن يدعي الثقافة والفكر المنفتح الذي يتوافق مع العصرنة المبتذلة يشوه صورة الحق ويجعلها في مصاف صورة الباطل مغلفة بتلبيس أجوف ومغطاة بأكوام من المصطلحات والاسماء الغريبة العجيبة التي لم ينزل الله بها من سلطان! فقسموا الولاء للحق الذي يمثله سيد الوصيين علي عليه السلام الى ولايتين سياسية ودينية!! والاسلام الى إسلامين سياسي وديني!! واستمروا على هذا النهج الى يومنا هذا تحت يافطات الاصلاح والانفتاح والتعبير عن الرأي ومواكبة متطلبات العصر الحديث ا!! فبدلا أن يكونوا سدا منيعا مدافعا عن الحق امام التحديات التي يواجهها الفكر الشيعي المقاوم المبدئي الملتزم والقابض على الحق أصبحوا يتسابقون سباق الإبل الهيم من اجل زرع بذور الشك والريبة فيما يعتقد به العامة من الناس!! بل أصبح البعض منهم يدا تناصر مبادئ دعاة العولمة البغيضة ونظريات التساوم والسكوت المطلق أمام ما يتعرض له الفكر الاسلامي الأصيل الذي يمثله الأمام علي عليه السلام تحت يافطات الانفتاح والتعايش السلمي مقابل ما يحصل من انسداد معرفي ومنطقي أمام الحقائق المعطاء التي غيبتها يد السوء عن صفحات التاريخ.. والتي بالرغم من الكم الهائل من التشويه وعمليات التورية بانت ولا زالت تبان معالمها مشرقة ناضجة على أيدي الأبطال من أبناء وشيعة علي أمير المؤمنين عليه السلام المجاهدين والشهداء الغيارى...
سلام وألف سلام على الوصي الشهيد ومحرابه الدامي في ذكرى شهادته وعلى الشهداء المجاهدين الذين اقتفوا دربه وثبتوا على ولايته...
*طارق الخزاعي