البث المباشر

قصة نبي الله نوح (عليه السلام) ۱

الأحد 17 مارس 2019 - 09:25 بتوقيت طهران

الحلقة 41

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة على خير خلقه محمد وآله الطاهرين، اهلا بكم احبتنا المستمعين في حلقة اخرى من برنامج القصص الحق حيث نكون مع قصة نبي الله نوح (عليه السلام) وقد ذُكرت هذه القصة في سورة هود من الآية ٢٥ حتى الآية ٢٨ نرحب بكم ضمن الفقرات التالية: • نبدأ البرنامج بمقدمة عن حكاية نوع (عليه السلام) مع قومه • ثم نستمع الى تلاوة هذه الآيات • نتوقف عند أهم المفردات ومعانيها • ثم نعرج على اجابة خبير اللقاء حول تساؤل بشأن الآيات وعلاقة رد نوح (عليه السلام) بالنسبة لشبهات الكفار • ومع سرد الحكاية نواصل البرنامج، لنحط رحلنا عند الثقل الاصغر للقرآن ورواية عند الإمام الرضا (عليه السلام) • واخيرا مع دروس وعبر من حكاية نوع (عليه السلام) المستقاة من الآيات فاهلاً بكم. 

*******


 

المقدمة


 ايها الاحبة تذكر هذه السورة المباركة قصّة نوح (عليه السلام)، وهو أحد الأنبياء أولي العزم، وترسم النقاط الأساسية لتاريخه المثير.  ولا شك أنّ قصّة جهاد نوح (عليه السلام) المتواصل للمستكبرين في عصره، وعاقبتهم الوخيمة، واحدة من العبر العظيمة في تأريخ البشرية، والتي تتضمن دروساً هامّة في كل واقعة منها... هيّا معنا مستمعينا الكرام لننصت خاشعين الى تلاوة هذه الايات 

*******


 

التلاوة


 " وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ{۲٥} أَن لاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ اللّهَ إِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ{۲٦} فَقَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قِوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلاَّ بَشَراً مِّثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلاَّ الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ{۲۷} قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّيَ وَآتَانِي رَحْمَةً مِّنْ عِندِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنتُمْ لَهَا كَارِهُونَ{۲۸}" 

*******


 

المفردات


 الآيات المتقدمة تبيّن بدايات دعوة نوح العظيمة فتقول: " وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ " التأكيد على مسألة الإنذار، مع أنّ الأنبياء كانوا منذرين ومبشرين في الوقت ذاته لأنّ الثورة ينبغي أن تبدأ ضرباتها بالإنذار وإعلام الخطر، لأنّه أشدّ تأثيراً في إيقاظ النائمين والغافلين من البشارة. " فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلَّا بَشَرًا مِثْلَنَا " إنّ الأشراف والمترفين من قوم نوح (عليه السلام) قالوا له أنت مثلنا ولا فرق بيننا وبينك: زعماً منهم أنّ الرسالة الإلهيّة ينبغي أن تحملها الملائكة إلى البشر لا أنّ البشر يحملها إلى البشر!. نلاحظ هنا كلمة «الملأ» التي تشير إلى أصحاب الثروة والقوة الذين يملأ العين ظاهرهم، في حين أنّ الواقع أجوف. ويشكلون أصل الفساد والانحراف في كل مجتمع، ويرفعون راية العناد والمواجهة أمام دعوة الأنبياء (عليهم السلام).  " وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ " إنّ الكفار قالوا: يانوح; لا نرى متبعيك ومن حولك إلاّ حفنةً من الأراذل وغير الناضجين الذين لم يسبروا مسائل الحياة. ومفردة «الأراذل» مستمعينا الكرام جمع لـ «أرذل» وتأتي أيضاً جمعا لـ «رذل» التي تعني الموجود الحقير، سواء كان إنساناً أم شيئاً آخر غيره. وبالطبع فإنّ الملتفين حول نوح (عليه السلام) والمؤمنين به لم يكونوا أراذل ولا حقراء، ولكن بما أنّ الأنبياء ينهضون للدفاع عن المستضعفين قبل كل شيء، فأوّل جماعة يستجيبون لهم ويلبّون دعوتهم هم الجماعة المحرومة والفقيرة، ولكن هؤلاء في نظر المستكبرين الذين يعدّون معيار الشخصيّة، القوة والثروة فحسب يحسبونهم أراذل وحقراء وإنّما سمّوهم بـ «بادي الرأي» أي الذين يعتمدون على الظواهر من دون مطالعة ويعشقون الشيء بنظرة واحدة، ففي الحقيقة كان ذلك بسبب أنّ اللجاجة والتعصب لم يكن لها طريق إلى قلوب هؤلاء الذين التفوا حول نوح (عليه السلام) لأنّ معظمهم من الشباب المطهرة قلوبهم الذين يحسّون بضياء الحقيقة في قلوبهم، ويدركون بعقولهم الباحثة عن الحق دلائل الصدق في أقوال الأنبياء (عليهم السلام) وأعمالهم. " وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ " الذي أوردوه على نوح (عليه السلام) أنّهم قالوا: بالاضافة إلى أنّك إنسان ولست ملكاً، وأنّ الذين آمنوا بك والتفوا حولك هم من الأراذل، فإنّنا لا نرى لكم علينا فضلا والآيات التي تعقبها تبيّن ردّ نوح (عليه السلام) وإجاباته المنطقية على هؤلاء حيث تقول: " قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآَتَانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ " وفي ختام الآية يقول النّبي نوح (عليه السلام) لهم: هل أستطيع أن ألزمكم الإستجابة لدعوتي وأنتم غير مستعدّين لها وكارهون لها: " أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنْتُمْ لَهَا كَارِهُونَ " 

*******


 زين العابدين: بسم الله الرحمن الرحيم، طبعاً هنا تدبر السياق في هذه الايات المباركة من سورة هود نجد هناك علاقة كبيرة جداً بين جواب نوح عليه السلام والاشكالات التي طرحها هؤلاء، هؤلاء طرحوا عدة اشكالات، اول اشكال " فَقَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قِوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلاَّ بَشَراً مِّثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلاَّ الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ " اذن الاشكال الاول كان اشكال ان التكذيب " مَا نَرَاكَ إِلاَّ بَشَراً مِّثْلَنَا "هذا الاشكال الاول ولهذا جاء جواب نوح عليه السلام قال " يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّيَ وَآتَانِي رَحْمَةً مِّنْ عِندِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنتُمْ لَهَا كَارِهُونَ " هذا الجواب عن الاشكال الاول لأنهم كذبوه قالوا " مَا نَرَاكَ إِلاَّ بَشَراً مِّثْلَنَا "، البشرية مانعة من النبوة فجاء الجواب ان عندي معجزة وبينة هنا يبدو حسب السياق ان البينة هنا بمعنى المعجزة " يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّيَ " يعني هناك معجزة الهية ربانية تثبت نبوتي فأذن الجواب الاول اجابة عن الاشكال الاول الذي كان هو ان البشرية مانعة من النبوة ولهذا قال لهم " وَآتَانِي رَحْمَةً مِّنْ عِندِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ " امليت يعني اخفيت هذه الرحمة مثلاً استكباركم واستنكافكم " أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنتُمْ لَهَا كَارِهُونَ " يعني هنا الاجبار بأنكار الله عزوجل ان يجبر الناس على الايمان " وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً " انظر هنا " أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنتُمْ لَهَا كَارِهُونَ " هذا الجواب الاول اما الجواب الثاني " يَا قَوْمِ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالاً إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى اللّهِ وَمَا أَنَاْ بِطَارِدِ الَّذِينَ آمَنُواْ " انظر " لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالاً " هنا صدق النبوة لأن النبي جاء ليهدي الناس من دون ان يسألهم الاجر " وَ يَا قَوْمِ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالاً إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى اللّهِ " جواب على اتهامهم له بالكذب، ماذا قالوا له " بل نظنكم كاذبين " فأذن هذا جواب " لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالاً إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى اللّهِ "، الاشكال الثالث هو " مَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلاَّ الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ " هنا وصفوا جماعة نوح عليه السلام من المؤمنين وصفوهم بالاراذل، بالحقراء في المجتمع، بالطبقة الغير متعلمة " مَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلاَّ الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ "، بادي الرأي، يعني اصحاب الاراء الخفيفة السطحية، لايمتلكون عمقاً في الثقافة طبعاً هذا جواب على قولهم، نوح عليه السلام ماذا اجابهم؟ قال " وَمَا أَنَاْ بِطَارِدِ الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّهُم مُّلاَقُو رَبِّهِمْ وَلَـكِنِّيَ أَرَاكُمْ قَوْماً تَجْهَلُونَ " " وَيَا قَوْمِ مَن يَنصُرُنِي مِنَ اللّهِ إِن طَرَدتُّهُمْ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ* وَلاَ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِنُ اللّهِ وَلاَ أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلاَ أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ وَلاَ أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ لَن يُؤْتِيَهُمُ اللّهُ خَيْراً اللّهُ أَعْلَمُ بِمَا فِي أَنفُسِهِمْ إِنِّي إِذاً لَّمِنَ الظَّالِمِينَ " انظر هذا جواب على سؤالهم " َمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلاَّ الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ " هذا جواب نوح عليه السلام، هؤلاء مؤمنون متقون، هؤلاء فيهم كل الخير ولايمكن ان اطرد هؤلاء واستبدلهم بالاغنياء، بالمترفين اذن جواب نوح عليه السلام، هذه الاجابات في الحقيقة عن الاشكالات التي اشكلوها عليه من تكذيبهم " فَقَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قِوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلاَّ بَشَراً مِّثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلاَّ الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ ".  

*******


 " قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآَتَانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنْتُمْ لَهَا كَارِهُونَ "  بالنسبة للاشكالات التي طرحها الكفار مثل ان نوحا لم يكن ملكا والثاني أنّ أتباع نوح مخدوعون بالظواهر والاخر أنّهم قالوا: " وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ " نجد ان نوح يتحدث حول البينة من الله والرحمة نتعرف على العلاقة التي تربط بين تلك الاشكاليات مع رد نوح (عليه السلام) عبر المحطة التالية التي يتفضل من خلالها سماحة السيد عبد السلام زين العابدين بالجواب عن هذا السؤال ؟ 

*******


 

القصة


 كان نوح (عليه السلام) مؤمنا بالله تعالى قبل بعثته إلى الناس. وكان كثير الشكر لله عزّ وجلّ. فاختاره الله لحمل الرسالة. فخرج نوح على قومه وبدأ دعوته: " يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ " بهذه الجملة الموجزة وضع نوح قومه أمام حقيقة الألوهية.. وحقيقة البعث.  تحرك قوم نوح في اتجاهين بعد دعوته. لمست الدعوة قلوب الضعفاء والفقراء والبؤساء، وانحنت على جراحهم وآلامهم بالرحمة.. أما الأغنياء والأقوياء والكبراء، فقد تأملوا الدعوة بعين الشك؛ ولما كانوا يستفيدون من بقاء الأوضاع على ما هي عليه لانها تؤمّن مطامعهم غير المشروعة فقد بدءوا حربهم ضد نوح.... في البداية قالوا له بأنه بشر مثلهم : " مَا نَرَاكَ إِلَّا بَشَرًا مِثْلَنَا " رغم أن نوحا لم يقل غير ذلك، وأكد أنه مجرد بشر اوضح لهم قائلا: ان الله يرسل إلى الأرض رسولا من البشر، لأن الأرض يسكنها البشر، ولو كانت الأرض تسكنها الملائكة لأرسل الله رسولا من الملائكة..... لكن الحرب استمرت بين الكافرين ونوح.... لما وجد الكفار اجتذاب الفقراء والضعفاء وأهل الصناعات البسيطة الى دعوة نوح بدءوا بالهجوم عليه من هذه الناحية. هاجموه في أتباعه، وقالوا له: لم يتبعك غير الفقراء والضعفاء والأراذل. ثم قالوا لنوح: اسمع يا نوح، إذا أردت أن نؤمن لك فاطرد الذين آمنوا بك، إنهم ضعفاء وفقراء، ونحن سادة القوم وأغنياؤهم. أفهمهم نوح أنه لا يستطيع أن يطرد الذين آمنوا بالله قائلا: أنهم سيلقون الله مؤمنين به فكيف اطرد مؤمنا بالله؟ ثم أنه لو طردهم لخاصموه عند الله الذي سيجازي من طردهم، فمن الذي ينصر نوحا من الله لو طردهم؟ وهكذا انتهى نوح إلى أن مطالبة قومه له بطرد المؤمنين جهل منهم ثم قال لهم: إن الله قد آتاني الرسالة والنبوة والرحمة.... لكنهم لم يروا ما آتاه الله، وهو بالتالي لا يجبرهم على الإيمان برسالته وهم كارهون. إن هؤلاء المؤمنين الذي تحتقرونهم لن تبطل أجورهم وتضيع لاحتقاركم لهم، الله أعلم بما في أنفسهم. هو الذي يجازيهم عليه ويؤاخذهم به. وكأن نوحا (عليه السلام) كان يقول أظلم نفسي لو قلت إن الله لن يؤتيهم خيرا.  

*******


 

من هدي الائمة


 في تفسير العياشي، عن ابن أبي نصر البزنطي عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) قال: قال الله في نوح (عليه السلام) و لا ينفعكم نصحي - إن أردت أن أنصح لكم - إن كان الله يريد أن يغويكم» قال: الأمر إلى الله يهدي ويضل. 

*******


 

دروس وعبر


 *الإنسان عادةً إذا لم يشعر بالخطر المحدق به فإنّه يفضل السكون على الحركة وتغيير المواقع. ولذلك فقد كان إنذار الأنبياء وتحذيرهم بمثابة السياط على افكار الضاليّن ونفوسهم، فتؤثر فيمن له القابلية والإستعداد للهداية على التحرك والاتجاه الى الحق. *يشير قوله تعالى " أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ " الى ان هدف الانبياء جميعا هو تبيين قضية التوحيد؛ و ان تاريخ الشرك يعود الى زمن نوح (عليه السلام)  " َمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا " هذه العبارة القرانية تشير الى ان الفقراء ولانهم لم يتعلقوا بالدنيا كالمترفين فان طريقهم للايمان بالله تعالى اكثر تعبيدا من غيرهم.   *اهل الدنيا ينظرون الى الفضل على انه يتجسد في المال و الثروة وليس الحق والحقيقة " مَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ ". * " بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ " تؤكد هذه العبارة ان اعداء الانبياء لا يمتلكون اي برهان او بينة بل كل ما في جعبتهم هو الظن والريب .  * كذلك قوله تعالى " وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ " يؤكد ان جهل الكفار الفضل الذي يحظى به المؤمنون يعود الى انهم ينظرون الى الامور بعينهم وليس بعقلهم " وَمَا نَرَى " . 

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة