البث المباشر

العراق لا تبنيه الشعارات ولابد من تشجيع الاستثمارات والانجازات

الإثنين 23 نوفمبر 2020 - 09:06 بتوقيت طهران
العراق لا تبنيه الشعارات ولابد من تشجيع الاستثمارات والانجازات

بعد نشر مقالتين لي عن عوائق الاستثمار الاجنبي في العراق، وإصرار بعض الجهات المتنفذة على إفشاله و"تطفيشه"، في تشرين الاول من العام 2020م، تناقل المقالين عدد كبير من الصحف والمواقع العراقية واللندنية والعربية والايرانية وعدد كبير من منتديات "واتساب" و"انستغرام" و"فيسبوك".

فظهرت ردود فعل كثيرة ومتباينة، بين مؤيد ومتحفظ، وناقد وناقم ومعارض ومشكك وبعضها ينطوي على كلام غير مهذب، يتهم الفقير لله بأمور سقيمة، وظنون آثمة، وتصورات ليس لها أي نصيب من الواقع.

وقد تلقيت كل ردود الفعل تلك باستيعاب وحلم وصدر رحب، وتفهمت دوافع كاتبيها وحملتُهم على محمل حسن، من الحرص على أرض العراق، والقلق من الأطماع الخبيثة لآل سعود، في ماء العراق وترابه، حاضراً ومستقبلاً.

وقررت أن أطوي كشحاً وأتغاضى عن الكلام غير اللائق والنقد الهدام والتهجم الجارح الذي طالني مما لم أشهد له مثيلاً طيلة ممارستي للكتابة الصحفية والتأليف منذ العام 1981حتى 2020م.

لكنني طالعتُ اليوم مقالاً للأخ والصديق الشيخ د.عبد الجبار الرفاعي، ومقالاً للأخ والصديق محمد عبدالجبار الشبوط يعرضان لبعض التهم والتهجمات التي طالتهما وينفيان ما نسب اليهما، زوراً وبهتاناً، مما شجعني على رفع القلم وكتابة هذاالمقال لأقول لكل من أيد واستحسن المقالين، وكل من استهجن وتهجم وظن بي ظن السوء؛ شكرا لكم جميعا، وغفر الله لي ولكم.
"اللَّهُمَّ لاَ تُؤَاخِذْنِي بِمَا يَقُولُونَ، وَاغْفِرْ لِي مَا لا يَعْلَمُونَ واجعلني خيراً مما يظنون".

وخلاصة ما وددت التركيز عليه في المقالين: أن اقتصاد العراق بحاجة الى اجتذاب الاستثمارات الأجنبية والمحلية واستقطاب المستثمرين، مثلما فعلت الجارة ايران قبلنا واستقطبت الكثير من المستثمرين السعوديين، فأسسوا معامل الزيوت والعصائر والمواد الغذائية والزبدة والمعلبات والمقبلات والصاصة  والشرابت وغيرها. ومن أبرز رجال الاعمال الخليجيين هؤلاء (عادل العوجان، وسليمان المهيدب، ونديم السقاف و غيرهم) فيما بذلت مساع كبيرة لإقناع آخرين مثل (ماجد الفطيم، وعبدالله الفطيم، وحسين الفردان، وفيصل بن قاسم ال ثاني، وغيرهم) ولم تثمر.

ونجحت طهران في تحفيز الاستثمارات من رجال أعمال سعوديين رغم استشهاد 469 حاجا ايرانيا وإصابة ضعف هذا العدد في وسط مكة عام 1987م، ورغم وفاة 464 حاجاً ايرانياً خنقاً عام 2015 م في فاجعة منى وجرح 159 آخر منهم، و لم تدفع الرياض دية أي إيراني، ولكن الحكومة الايرانية شخصت - وبحق - أن الاقتصاد شيء والخلافات السياسية والمذهبية شيء آخر.

الخلاصة:
عندما نريد أن ننقد مقالة أو فكرة فينبغي أن لا نوجه سهام الحقد والإفتراء الى كاتبها، ولا ننطلق من سوء الظن والتخوين والتحقير، لا تنظر الى من قال وانظر الى ماقيل، ثم إن العراق لا يبنى ولا يزدهر بالشعارات ولا بإفشال الإستثمارات وتشريد الشركات وفرض الاتاوات عليها، ولا بكمّ الافواه، وكسرالاقلام، ومهاجمة الطاقات.

همسة:
منذ 10سنوات تحاول مجموعة متكونة من 3 بنوك إيرانية إكمال فندق 7 نجوم في مدينة عراقية مقدسة، لكن هناك من يفتعل العراقيل والمثبطات والحجج والذرائع.

بعد ذلك، كيف تكون للمستثمر الاجنبي حوافز ليأتي بملياراته ليلقيها في حقل للألغام؟ مجرد تساؤل.

بقلم: د. رعد هادي جبارة
باحث إسلامي ودبلوماسي سابق

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة