البث المباشر

من الذي ينتخب الرئيس الأمريكي.. 240 مليون ناخب أم 538 مندوباً؟

الخميس 5 نوفمبر 2020 - 21:45 بتوقيت طهران
من الذي ينتخب الرئيس الأمريكي.. 240 مليون ناخب أم 538 مندوباً؟

جميع استطلاعات الرأي اظهرت تقدم المرشح الديمقراطي جو بايدن على الرئيس الامريكي دونالد ترامب، ليس على الصعيد الوطني فحسب بل على صعيد الولايات المتأرجحة، التي عادة ما تحدد اسم الفائز في الانتخابات الرئاسية. الا انه وعلى ما يبدو هناك عوامل اكثر تاثيرا في تحديد اسم الفائز من الناخبين انفسهم.

البعض قد يتفاجأ من وجود عوامل اخرى هي اكثر تاثيرا من الناخب نفسه على تحديد اسم الفائز في الانتخابات الرئاسية الامريكية. ولكن هذه هي الحقيقة، فالنظام الانتخابي الامريكي ليس له مثيل في العالم اجمع. صحيح ان المواطنين الامريكيين يشاركون في الاقتراع والتصويت لمرشحهم، الا تصويتهم يبقى مبتورا وغير فاعل الا حينما يصادق عليه مجموعة من 538 شخصا يمثلون جميع الولايات الامريكية الخمسين، وهذه المجموعة يطلق عليها اسم “المجمع الانتخابي”!.

المعروف ان عدد اعضاء المجمع الانتخابي  وهو نفس عدد اعضاء الكونغرس الامريكي، 100 عضو في مجلس الشيوخ و 438 عضوا في مجلس النواب، ويمثلون 50 ولاية امريكية. دور هذا المجمع ينحصر في تاييد انتخاب مواطني كل ولاية لمرشح ما، فعلي سبيل المثال اذا اختار مواطنو ولاية بنسلفانيا مرشحا ما، فان مندوبي هذه الولاية في المجمع الانتخابي، وعددهم 20 مندوبا، سيؤيدون  ذلك الترشيح، وعندها فقط سيفوز المرشح باصوات تلك الولاية.

هنا قد يسأل سائل، هل ينحصر دور مندوبي المجمع في تاييد ما يريده مواطنو الولاية فقط؟ اذا كان الامر كذلك فما فائدة وجود هذا المجمع اساسا؟، ولماذا يحتاج مواطنو الولاية الى من يؤيد انتخابهم؟. لكن التجربة التاريخية تقول غير ذلك فقد شهد التاريخ الامريكي وفي اربع مرات ان رفض مندبو المجمع الانتخابي لولاية ما وقد لا يتجاوزون عدد اليد الواحدة، تاييد انتخاب مواطني الولاية لمرشح ما، رغم ان المشاركين بالانتخاب يصل عددهم الى ملايين الاشخاص، كما حصل في عام 2016 عندما تقدمت الديمقراطية هيلاري كلينتون باكثر من 3 ملايين صوت على الصعيد الوطني، الا ان المجمع الانتخابي منح صوته لترامب على العكس من اصوات الناخبين.

هناك قد يسأل سائل ايضا، كيف يمكن تبرير رفض اعضاء مجمع لا يتجاوز عدد اعضاءه في بعض الولايات عدد اصابع اليد الواحدة ، انتخاب الملايين من مواطني تلك الولاية، ويتجاهلوا اصواتهم، بل وينتخبون شخصا اخر غير الذي انتخبه مواطنو الولاية؟، وكيف يمكن ان يتم انتخاب اكبر واخطر شخصية امريكية لها تاثيرها على السلم والحرب في العالم اجمع من قبل عدد قليل من الاشخاص؟.

هذا السؤال عادة ما يطرح مع كل انتخابات امريكية، الا ان الجواب، رغم انه غير مقنع، الا انه عادة ما يتم تكراره دون ملل، وهو ان هذا هو ما نص عليه الدستور الامريكي، وان الامريكيين مقتنعون به، فبهذه الطريقة يمكن تصحيح خطأ البسطاء والسذج من الشعب الامريكي الذين قد يختارون الشخص الخطا كرئيس للولايات المتحدة.

اليوم ايضا، علينا الا نفتح حسابا لملايين الاشخاص من الذين شاركوا في التصويت امس في الانتخابات الامريكية، والذين يتجاوز عددهم 240 مليون ناخب،  فالذي يخرج من صناديق الاقتراع اليوم ، قد لا يكون الشخص الذي اختارته تلك الملايين، بل شخص آخر، اختاره مجمع لا يتجاوز عدد اعضاءه 538 شخصا.

بقلم الكاتب : فيروز بغدادي

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة