البث المباشر

الازمة الكونية الراهنة والبحث عن مخرج

السبت 5 سبتمبر 2020 - 14:34 بتوقيت طهران
الازمة الكونية الراهنة والبحث عن مخرج

الآن يتخبط العالم في الأزمات والمتاهات ولا يعرف كيف الخروج!.

(لا يظهر القائم حتى يشمل الناس بالشام “بالبلاد” فتنة يطلبون المخرج منها فلا يجدونه ويكون قتل بين الكوفة والحيرة قتلاهم على سواء وينادي مناد من السماء….).

 

تتحمل الإدارة الكونية الاستكبارية الراهنة قسطا وافرا من المسئولية عن تلك المتاهة التي يتخبط فيها العالم بأسره ومن ضمنه عالمنا المسمى بالإسلامي.

 

لست ممن يعتقدون بأن هذه (الإدارة) تمتلك قدرات خارقة تمكنها من إخضاع الشعوب والحكام أو أن بوسعها رسم خرائط المستقبل وتعيين ملك وخلع آخر من موقعه فهي تقدم الدعم المتاح لمن يقدم لها فروض الطاعة والولاء ولكنها أبدا لا تقدر على أن تقول للشيء كن فيكون!!.

 

الذين يدورون في الفلك الأمريكي وقبل ذلك الأوروبي فضلوا التبعية على الحرية رافعين شعار (الاحتلال على يد عدلي خير من الاستقلال على يد سعد)!!.

 

كان ياما كان وفي جلسة مع أحد قادة الإخوان قال لي ما نصه (أمريكا لما حبت تشيل الشاه جابت الخميني)!!.

 

لا نستهين بقدرات الأمريكي على الإفساد والتآمر إلا أننا ننبه لأنه ليس على كل شيء قدير وأن الشعوب بوسعها أن تمضي إرادتها شريطة أن يكون لديها الرغبة والدافع للصمود.

 

يكشف الكتاب الأخير الصادر عن محمد بن سلمان (النفط والدم) أن أمريكا وجدت نفسها مؤخرا عاجزة عن حماية ابن نايف مفضلها لمنصب الملك كما يؤكد ضعف وهزال البدائل المطروحة في مواجهة الحملة القاسية التي يشنها ابن سلمان عليهم لإقصائهم وإبعادهم عن المشهد.

 

لم يكن الأمر سرا مخفيا عن الرأي العام العالمي فالانهيار الذي شهدته أسعار النفط أضر بالسعودي نفسه وبالحليف الأمريكي أكثر من روسيا المستهدفة أساسا بهذا التصرف.

 

كما يبدو واضحا أن الأسرة السعودية الحاكمة دخلت مرحلة التفكك والتآكل منذ أمد وليس بسبب تصرفات ولي العهد التي عجلت التفكك.

 

الآن يواجه العالم الإسلامي وجماعة الاستراتيجيين معضلة تقديم تصور لما بعد الوهابية السعودية وهو مرحلة ستأتي حتما طال الوقت أم قصر!!.

 

ما تسعى إليه (الإدارة الكونية الاستكبارية) المعاصرة لا يعدو كونه نوعا من المماطلة والتعطيل تأخيرا للقدر المحتوم الآتي لا ريب فيه!!.

 

الاستراتيجيون (!!) ليس بوسعهم اختراع قوى جديدة بدلا من تلك التي أكلها الصدأ وآن أوان انحلالها وأصبح محتما التعاطي مع الواقع الراهن بصورة أفضل تقلل الضرر الآتي.

 

لم يعد إبقاء الحال على ما هو عليه ممكنا بعد كل ما جرى وآخره الحرب على اليمن التي لم يعرف بها ابن نايف عندما كان وليا للعهد إلا بعد بدئها.

 

يبحث البعض عن أشياء لن تأتي أبدا ويسعون لإصلاح ما لا يمكن إصلاحه.

 

من وثق بماء لن يظمأ. الإمام علي ع.

 

دكتور أحمد راسم النفيس

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة