البث المباشر

المصريون يهيمون حبا بـ "سيد الشهداء" الحسين

الثلاثاء 25 أغسطس 2020 - 21:25 بتوقيت طهران
المصريون يهيمون حبا بـ "سيد الشهداء" الحسين

اشتهر المصريون بحبهم لأهل البيت الكرام “ع” ، ولا يخفى على أحد العشق الروحي لسيد شباب أهل الجنة الإمام الحسين” ع” ، ولم لا فهو بن الإمام علي بن أبي طالب” ع” والسيدة فاطمة الزهراء ” ع ” قرة عين وريحانة الرسول عليه وعلى آله الصلاة والسلام.

فما أجملك يا مصر ويزيدك شرفًا أن ترابك يحمل الرأس الشريف لسبط رسول الله ” ص” ، فمن الأطفال إلى الشباب إلى الشيوخ يسكن “هوى الحسين” أفئدتهم، ويؤمن المصريون أن أجساد الأشراف من أهل البيت التي تسكن تراب بلادهم جعل لها مهابة وتوقيرًا بين شعوب العالم العربي والإسلامي.

أصبح مسجد الإمام الحسين” ع” في حي الجمالية بالقاهرة، قبلة الزائرين من مختلف محافظات مصر، وقد أوصى الرسول “ص”  بحب آل البيت في حديث نبوي شريف ” أحبّوا الله لما يغذوكم به من نعمه، وأحبوني لحب الله، وأحبوا أهل بيتي لحبي”؛ لهذا اجتمع المصريون عن بكرة أبيهم على عشق الإمام الحسين والسيدة زينب والسيدة سكينة والسيدة نفيسة والإمام علي زين العابدين، والذين يمثلون النور المشع للطريق السليم والقدوة الحسنة.

بني مشهد الحسين سنة 1159 ميلادية الموافق 549 هجرية، وذلك في عهد الخليفة الفاطمي الفائز بنصر الله ، وأشرف على بنائه الوزير الصالح طلائع المشهور بابن زريك، ليوارى فيه الرأس الشريف بعد أن أُتي به من عسقلان في فلسطين إلى القاهرة.

ذكرت الروايات، أنه بعد استشهاد الإمام الحسين “ع” طوف برأسه بين ولايات الخلافات حتى انتهى بها الحال في عسقلان بفلسطين، ومع بداية الحروب الصليبية خاف الخليفة الفاطمي الحاكم لمصر آنذاك على الرأس الشريف من الأذى، وافتدى حينها القائد الفاطمي “الصالح طلائع”  الرأس الشريف ووضعه في رداء أخضر على كرسي من الأبنوس ونثر تحته المسك والطيب، وأقام فوقه المشهد الحسيني القائم في القاهرة.

ويقع مسجد الحسين “ع” في حي الحسين بالقاهرة الذي سمي بهذا الإسم نسبة إلى الإمام، ويتمتع الحي بشهرة فريدة في قاهرة المعز، حيث يلجأ إليه من كل دول العالم عشاق التراث الإسلامي، إضافة إلى أن المسجد وما استمده من عبق التاريخ جعله ذو مكانة فريدة في مصر، ويوجد بالقرب من مسجد الحسين الجامع الأزهر وهو أول جامع بناه الفاطميون في مصر، وبالقرب منه شارع المعز لدين الله الفاطمي الذي يحتوي على آثار فاطمية ومملوكية وعثمانية تمثل كنزًا من فن العمارة الإسلامية ويعد مزارا للسائحين من الجنسيات المختلفة.

ويشتمل مبنى مسجد الحسين” ع” ، على خمسة صفوف من العقود المحمولة على أعمدة رخامية، وبني محرابه من قطع صغيرة من القيشاني الملون بدلا من الرخام وهو مصنوع عام 1303 هـ وبجانبه منبر من الخشب يجاوره بابان يؤديان إلى القبة وثالث يؤدي إلى حجرة المخلفات التي بنيت عام 1311 هـ.

والمسجد مبني بالحجر الأحمر على الطراز الغوطي، أما منارته التي تقع في الركن الغربي القبلي فقد بنيت على نمط المآذن العثمانية فهي اسطوانية الشكل ولها دورتان وتنتهي بمخروط، وللمسجد ثلاثة أبواب من الجهة الغربية وباب من الجهة القبلية وباب من الجهة البحرية يؤدي إلى صحن به مكان الوضوء.

يحتوي المسجد على حجرة بها الآثار النبوية الشريفة، من بينها قطعة من قميص النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وأربع شعيرات من لحيته، وأيضًا السيف الذي يسمى “العضد” وقد أهدي إليه من الصحابي سعد بن عبادة، والمكحل والمزود اللذان خصصا لاكتحال النبي، ومن بين الآثار الموجودة العصا الذي كانت بيد الرسول عند فتح مكة وأشار بها لتسقط الأصنام على الأرض، كما يوجد نسختان من القرآن الكريم إحداهما منسوبة إلى الامام علي بن أبي طالب “ع” والمكتوبة بالخط الكوفي من غير نقط أو تشكيل وهي الهيئة الأولى التي كتب بها المصحف الشريف.

ويقيم المصريون احتفالاتهم بالإمام الحسين ثلاث مرات فى السنة يوم مولده فى شعبان، واستشهاده في محرم، وقدوم الرأس الشريف فى ربيع الآخر، ويتغنى الآلآف من عشاق المقام والزائرين بقصائد مديح في حب سيد الشهداء الحسين بن علي، أبرزها “حب الحسين” التي ابتهل بها الشيخ طه الفشني وهو من أشهر القراء والمبتهلين في مصر.

“حب الحسين وسيلة السعداء.. وضياؤه قد عم في الأرجاء.. سبط تفرع منه نسل المصطفى.. وأضاء الكون بوجهه الوضاء.. فهو الكريم ابن الكريم.. وجده خير الأنام وسيد الشفعاء”.

وتقول فاطمة محمد علي ” ٥٠ عاما ” من محافظة سوهاج بصعيد مصر لـ “شفقنا” وهى تمسك بسياج المرقد الشريف، إنها نذرت أن تزور مقام الإمام الحسين ” ع ” كل عام من ٢٠ عامًا عندما أكرمها الله بأول أبنائها بعد تأخر في الإنجاب لسنوات وأنها أسمت مولودها “حسين” تيمنًا بالإمام الشهيد .

ويقول زوجها إبراهيم الجعفري، إنه يساعد زوجته في هذه الزيارة السنوية ويمدها بما تحتاجه من أموال لإعداد الطعام لبعض زوار مرقد الإمام الحسين، وهى العادة التي يقوم بها  آلاف المصريين سنويا محبة في آل البيت وزوار مراقدهم ومقاماتهم التي شرفت بها مصر.

 

*احمد عزيز

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة