البث المباشر

العبادة والعرفان عند الامام الخميني (رض)

الثلاثاء 12 نوفمبر 2019 - 09:00 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع روح الله: الحلقة 11

مستمعينا الافاضل السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
اهلا بكم وبرنامج (مع روح الله) لنحفل بشذرات من سيرة الامام الخميني الراحل (قدس).
ونستنير بومضاته الحسنة لكي تنيرنا لنا طريق الحياة الكريمة
وقتا مفيدا نتمناه لكم.

العبادة والعرفان عند الامام الخميني (رض)

الامام (رض) كان عارفا عابدا عرف الله، فعبده بإخلاص، كان (رض) خريج مدرسة أهل البيت عليهم السلام فوحد الله توحيدا خالصا، حتى قال: أعبدوه لأنه أهلٌ للعبادة، لتستطيعوا اختراق حجب النور والوصول الى معدن العظمة.
وقال أيضا: إذا تيقن الانسان أن كل العوالم الظاهرية والباطنية هي في محضر الله، يستحيل صدور أي ذنب منه.
عبادة الامام (رض) كانت كلها خشوع وضراعة ومحبة وهيام، لقد كانت عبادته (رض) ربيع العاشقين، ومحط رحال المشتاقين، ومهوى قلوب الوالهين.
ينبذون ما صدأ من قلوبهم ليتجهوا الى الزلال العذب للقاء بالمحبوب الاعظم بطهر ونقاء.
فافئدتهم الظمأى تروم رضا المحبوب عز وجل لعلهم يفوزوا بمسحة احسان تندمل بها جراحهم وتجبر قلوبهم المكسورة.
فينهمر عندئذ عليهم فيض من البركات، وأفانين الزكوات حتى تعمر قلوبهم ويفوزوا بعاقبة المتقين.
الانسان المترفق بحاله والراغب في الصعود الى مدارج الكمالات لابد وان يعلم ان وسيلة الخلاص من عذاب سجنه أمران:
الاول: الإتيان بما يصلح النفس حتى يجعلها سليمة.
والثاني: هو الامتناع عن كل ما يضرها ويؤلمها.
إذ من المعلوم أن ضرر المحرمات أكثر تأثيرا في النفس من أي شئ آخر، ولهذا كانت محرمة.
كما ان الواجبات لها أكبر الاثر في اصلاح الأمور، وممهدة للتظور نحو الاحسن.
ايها الافاضل هذا ما كان يؤكده العارف الخميني للأمة ويبين : إن الطريق الوحيد الى المقامات والمدارج الانسانية يمر عبر هاتين المرحلتين.
بحيث إن من يواظب عليهما يكن من الناجين السعداء.
وبذلك يصبح سبيل السلوك الى الله سهلا ميسورا، وطريق الانسانية نيرا واسعا.
وتصبح خطواته شيئا فشيئا خطوة الحق ورياضته رياضة الحق
ويتهرب من النفس وآثارها وأطوارها، إذ يجد في ذاته عشقا للحق.
فلا يعود يقنع بوعود الجنة والحور العين والقصور، بل يكون مطلوبه ومقصوده أمرا آخر، وينفر من الأنانية وحب الذات.
فيتقي حب النفس ويتقي ذاته وأنانيته، وهذا مقام على قدر كبير من الشموخ والرفعة.
وهو أول مراتب هبوب نسيم الولاية فيدرجه الحق المتعال في كنف لطفه ويعينه ويجعله موضع ألطافه الخاصة.
(بصوت مسن بازير صدا) كان الامام (رض) من أهل التعبد والتهجد في الأسحار، لكنه كان يكره بشدة التظاهر بالورع والقدسية والتقى امام الناس، كان زاهدا متحررا من أسر الدنيا، لكنه الى جانب ذلك يهتم بان تكون ملابسه مناسبة، يتجنب ارتداء الملابس البالية.
لو وجد (قدس سره) البعض يتكلمون في مجلس ما بطريقة يسعون من خلالها تعريف انفسهم بانهم من العرفاء أو انهم أصحاب القلوب الحية، كان مساعيهم بأدب وبطريقة طريفة وذلك بأن يقول لهم مثلا: وفقكم الله أو المقام ليس مناسبا لمثل هذه الاحاديث.
من المحال أن يكون أحد قد استمع من الامام كلمة واحدة يغتاب فيها مسلما أو كلمة غير مناسبة بحق أحد، لقد زاره أحدهم يوما، ثم ذكر بسوء أحد الاشخاص أثناء حديثه فغضب الامام منه وقال له: لا تتكلم على احد هنا.

ماذا قال الامام الخميني (رض) عن العبادة والعرفان

من كان مع الله، ملتفتا الى الله، مؤمنا بالله، أخرجه الله من الظلمات وبلغ به حقيقة النور.
الايمان منشأ كل الخيرات على الفرد، والرقي لاي بلد سواء في المجال المادي أو المعنوي.
إنما يؤثر الترهيب والترغيب في من لا ايمان له.
كل المصائب سببها ضعف الايمان واليقين.
ما خسر أبدا من عمل لله، والخاسر من عمل للدنيا، فأنه إذا لم يبلغ مُناه يكون قد خسر حقا واهدر عمره هباء.

احييت القلوب بما تعطي من حِكم

تبدد الجهل والاوهام والريبا

وتغلب البدر بالانوار ترسلها

الى العقول وتمحو بالسنا الحجبا

وانت زاه بأفق الحق مؤتلقا

على الوجود وبدر الافق قد غربا


احبتي يبدو ان وقت البرنامج شارف على الانتهاء
حتى اللقاء القادم وبرنامج مع روح الله الذي يتناول شذرات من سيرة الامام الخميني الراحل (رض)
نتمنى لكم أحلى الأوقات وأسعدها
في أمان الله

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة