البث المباشر

التقوى عند روح الله الموسوي الخميني (رض)

الثلاثاء 12 نوفمبر 2019 - 08:30 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مع روح الله: الحلقة 2

مستمعينا الافاضل السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
اهلا بكم وبرنامج مع روح الله لنحفل بشذرات من سيرة الامام الخميني الراحل (رض).
عسى ان ننهل من معينها الزلال، فتصفى لنا القلوب وتبتهج.
وقتا مفيدا نتمناه لكم.

التقوى عند روح الله الموسوي الخميني (رض)

ايها الاكارم التقوى هي حق الله عزوجل على عباده، وأرقى مصداق للعبودية، وأصدق شاهد على حقيقة الايمان.
وهي كما وصفها إمام الاتقياء: دواء داء القلوب، وبصر عمى الافئدة، وشفاء مرض الاجساد، وصلاح فساد الصدور، وطهور دنس الانفس، وجلاء العشا، وأمن فزع الجأش، وضياء سواد الظلمة.
لقد كان الامام الخميني (رض) من أوفر أهل زمانه حظا من التقوى، تحلى بزينتها، واستمسك بركنها، واعتصم بحبلها، تقرّبا الى الله تعالى.
كان صائنا نفسه عمّا يسخط ربه، حافظا لحدوده، لا يخالفه في الكبيرة، ولا يتجرأ على عصيانه في الصغيرة، ولا يتسامح أو يتهاون في ان يؤدي إليه كل حقوقه، ويطيعه بكل طاعاته التي فرضها، وينتهي بكل نواهيه.
ولو نظرنا الى كفاح الامام (رض) المقدس، تُرى هل سنجده خالف الحق أو تعدى حدود الشريعة للوصول الى غايته؟
أو انتهك حقوق الله لنيل المبتغى؟ كما فعل ويفعل القادة المنحرفون سعيا الى غاياتهم؟
أم رأيناه يأمر الناس ألا يخرجوا عن حدود طاعة الله وتقواه، وهم يجاهدون عدو الله وعدوهم، وألا يخالفوا ربهم وهم يناوئون المردة العصاة، وألا يسيروا خطى ملتوية وهو ينشدون طرد الضلالة، وألا يحيدوا عن السداد طلبا لأوبة الرشاد.
ذلك لان الامام (رض) تقي، وتقواه تمنعه ان يرد الصاع صاعين وهو يسير عليه، أو أن يقابل الظلم بالظلم وهو عليه قدير، إلا أن نفسه المشبعة بالتقوى لا تبيح له ذلك، تصرفه، تنزعه، تحول بينه وبين دنيا الانا.
متمثلا بقول جده امير المؤمنين (ع):
قد يرى الحُوّلُ القُلّبُ وجه الحيلة ودونها مانع من أمر الله ونهيه، فيدعها رأي العين بعد القدرة عليها، وينتهز فرصتها من لا حريجة له في الدين.
لو نظرنا الى المواهب والعطايا التي اغدقها الله سبحانه على عباده الاتقياء، وجدنا الامام (رض) عنوانا بارزا في صحائفهم، وقد وصل بكل فخر الى اوج الكمال بجناحي العلم والتقوى.
وصار أحد نماذج الآية الشريفة (وجعلنا للمتقين إماما)
كان الامام (رض) يمر يوما وهو في طريقه الى المدرسة الفيضية، فشاهد حشدا من طلبة الحوزة وهم يتحدثون بانفعال عن أحد الكتب، وقف وسألهم عن اسم الكتاب، فقالوا له أنه كتاب (أسرار ألف سنة).
- فطلب منهم ان يزودوه بنسخة منه وراح يقرأها بدقة وتمعن،
- أوقف على أثر ذلك إلقاء دروسه وعطل نشاطاته العلمية لمدة شهرين، وذلك ليفرغ نفسه لقراءة هذا الكتاب.
- كان الكتاب لأحد المغرضين الذين لا شغل لهم إلا التهجم على عقائد الشيعة وعلماءهم وأئمتهم.
- وما ان انتهى من ذلك، إلا وكتب ردا على هذا الكتاب (أسرار
- ألف سنة) حرصا وغيرة منه على دينه الاسلامي الحنيف، سمى كتاب الرد (كشف الاسرار).
- كتب كتاب (كشف الاسرار) وطبعه على نفقته الخاصة دون ان يذكر اسمه، اجتنابا للسمعة والشهرة، انما كتب في الهامش ( لقد ألفت هذا الكتاب ابتغاء مرضاة الله ).
- لم يكن الامام (رض) يتلو الأدعية امام أعين الناس عندما كان يزور العتبات المقدسة سواء في النجف الاشرف او كربلاء.
- كان (رض) يرجع بعد الزيارة الى منزله ويبدأ بتلاوة الادعية الخاصة، أو يرجع الى المسجد ويدخل غرفته ويغلقها من الداخل، لكي يؤدي في خلوته عبادته.

من اقوال الامام الخميني(رض)

الأولوية لمن تكون تقواه وخوفه من الله أكبر، ولمن يعمل في سبيل الله.
لنصفّي قلوبنا ونزيّنها بإخلاص النيّة وصدق الباطن.
إذا أصبح الشعب تقيا، تمكن من حفظ نفسه من جميع الافات التي تظهر في العالم.
صِلوا أنفسكم بذلك البحر اللامتناهي، ولتكن أعمالكم إلهية، واحرصوا على تطبيق أحكام الله تبارك وتعالى.
الجميع إخوة متكافئون، والكرامة في ظل التقوى، والتفوق إنما يكون بالاخلاق الفاضلة والاعمال الصالحة.

طاهرا كنت لو يواريك بحرٌ

عذب الموج فوق يم خشوعِ

يا دليلا مُذ انتحى بعصاهُ

فتك الذعر بالقطيع الوديع

واستراح الولاةُ من ثقل تقواك

اعتقاد الرحيل دون رجوع

فاتهم سرّ آية الله فيهم

يقظة الروح خلف جفن هجوع


أحبتي يبدو ان وقت البرنامج شارف على الانتهاء.
حتى اللقاء القادم وبرنامج مع روح الله الذي يتناول شذرات من سيرة الامام الخميني الراحل (رض) نتمنى لكم احى الاوقات وأسعدها.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة