البث المباشر

مقتطفات من سيرة الاولياء

الإثنين 14 أكتوبر 2019 - 09:24 بتوقيت طهران
مقتطفات من سيرة الاولياء

إذاعة طهران- من اخلاق الاولياء: الحلقة 67 الامام الخميني والتأكيد على نبذ الاعتياد على حياة الترف- صورة الزهد الشيخ مرتضى الانصاري- العارف رجب خياط والكسب الحلال- عبد الله بن جعفر الطيار لا يرد سائلاً

وصلى الله على حبيبه محمد المصطفى وعلى آله الطيبين الطاهرين.
السلام عليكم - ايها الافاضل- ورحمة الله وبركاته واهلاً بكم في برنامجكم هذا آملين آن تقضوا معه وقتاً طيباً‌ ومفيداً.
مستمعينا الأعزاء: قال الامام الخميني (رضوان الله تعالى): ان الاعتياد على السكن في القصور وحياة الترف والدعة يتنافى مع التربيه الصحيحة ومع الاختراع والتأليف وبذل الجهد.
ان اغلب المؤلفين والمخترعين كانوا من سكنة الأكواخ - والبيوت المتواضعة-، وحين نتأمل ونلاحظ الغنى في فقه وفلسفة ديننا الاسلامي نجد أن الاشخاص الذين اغنوا ذلك الفقه وتلك الفلسفة لم يكونوا من سكنة القصور المترفين، بل كانوا من سكنة الأكواخ.
ويضيف الامام الخميني (طيب الله ثراه) قائلاً: لم يكن الشيخ الطوسي الذي كان من العلماء الأجلاء في المجتمع الشيعي من سكنة القصور ولو كان من سكنة القصور المترفين لما تمكن من تأليف كل تلك الكتب المفيدة للمجتمع وما استطاع ان يخرج تلاميذ افادوا المجتمع، ومثل هذا العمل لا يمكن ان تقوم به الطبقة المترفة وعندما نلاحظ المتأخرين من العلماء نجد ان صاحب الموسوعة الفقهية - جواهر الكلام- وهو الشيخ محمد حسن المعروف بصاحب الجواهر- الف الموسوعة الفقهية التي لو اراد مئة‌ انسان ان يكتبوها فمن المحتمل ان لا يتمكنوا من ذلك، وهو ايضاً لم يكن من سكنة القصور المترفين.
ويستمر الامام الخميني (رضوان الله تعالى) بالقول: والانسان الذي يهتم فقط بالبطن والشهوات والمال والجاه وأمثالها لا يستطيع القيام بهذه الأعمال، وقد سمع الجميع بمعيشة الشيخ الأنصاري ومنزله المتواضع ولو لم يكن زاهداً لما تمكن من اعداد تلامذة عظام ولما تمكن من تأليف تلك الكتب القيمة التي استفاد منها المجتمع.

 

مستمعينا الكرام: يتصل نسب الشيخ مرتضى الأنصاري بجابر بن عبد الله الأنصاري (رضوان الله تعالى) صاحب الرسول الأكرم (صلى الله عليه) وقد نبغ في تحصيل العلم منذ صباه وبدايات شبابه وقد لقب فيما بعد بخاتم الفقهاء والمجتهدين، وقد ادخل علم الأصول والفقه مرحلة جديدة وعرض ابتكارات لا سابق لها ويعتبر كتاباه المعروفان (الرسائل) و(المكاسب) من الكتب الدراسية في الحوزات العلمية، وكان زهده وتقواه يضرب بهما المثل.
وفي العهد العثماني قررت حكومة نجيب باشا في العراق ان تمنع ورود الأسلحة الى كربلاء والنجف الا للعسكر وكان الزوار الذين يحملون اسلحة معهم لدفع الأخطار عن انفسهم في الصحاري والبراري تؤخذ منهم عند مدخل المدينة ولدى عودتهم تعاد اليهم.
فاستغل هذا الوضع حاسد استحوذ عليه الشيطان –والعياذ بالله- فوشى بالشيخ الأنصاري عند الحاكم نجيب باشا- وكان الشيخ آنذاك المرجع الأعلى للشيعة- وادعى - ذلك الحاقد- أن الشيخ يخزن أسلحة كثيرة، فارسل الحاكم فرقة من الجنود فهجموا على بيته من غير استئذان وفتشوا زواياه وخفاياه كلها فلم يجدوا هناك سوى وسادة بالية ولحافا قديم من صناعة بروجرد وبعض الأواني النحاسية كالأبريق والقدر بالاضافة الى كتب الشيخ ومؤلفاته.
فاستغرب رئيس الفرقة - وكان متعصباً ضد الشيعة- فعاد الى الحاكم - نجيب باشا- واخبره ان المعلومات الواردة كانت كاذبة، وانه رجل في غاية الزهد والبساطة الدنيوية فاذ عن الوالي مصدقاً بتمثيل الشيخ الأنصاري لزهد السلف الصالح.

 

مستمعينا الافاضل: ان عمل الخياطة هو من الأعمال المحببة في الاسلام وكان لقمان الحكيم يمارس هذه الحرفة وجاء في حديث عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) انه قال: «عمل الابرار من الرجال الخياطة وعمل الابرار من النساء‌ الغزل» وكان العبد الصالح الشيخ رجب علي يحترف الخياطة كعمل يرتزق منه للكد على عياله ولهذا عرف باسم الشيخ رجب علي الخياط، وقد كانت داره التي يسكن فيها هي محل عمله ايضاً.
يقول احد ابناء الشيخ في هذه الصدد: في بداية الأمن كانت لأبي غرفة في خان لاستراحة القوافل يمارس فيها عمله كخياط، وجاء مالك الغرفة ذات يوم وقال لوالدي: لا ارضى ببقائك في هذه الغرفة، فما كان منه الا ان اخلى له الغرفة في اليوم التالي بلا نقاش ولا مطالبة بتعويض وسلمه اياها، ونقل منضدة الخياطة الى الدار ووضعها في غرفة قريبة من الباب متخذاً اياها كمحل لعمله.

 

وفي ختام البرنامج - مستمعينا الاكارم- نذكر شيئاً من اخلاق عبد الله بن جعفر (رضوان الله تعالى) فقد روي انه كان لا يرد سائلاً يسأله حاجة وكان كريماً جواداً حتى لامه بعض جلسائه في ذلك فقال: «ان الله (تعالى) عودني عادةً، وعودت عباد الله عادةً، عودني ان يعطيني وعودت عباده ان اعطيهم فاخشى اذا قطعت عادتي عن عباده ان يقطع عادته عني».
وختاماً - ايها الأحبة الكرام- نتقدم اليكم بالشكر الجزيل على حسن المتابعة وجميل الاصغاء. وحتى اللقاء القادم نستودعكم الباري تعالى الذي لا تضيع ودائعه والسلام عليكم.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة