البث المباشر

نبذة عن حياة الاولياء

الإثنين 14 أكتوبر 2019 - 09:14 بتوقيت طهران
نبذة عن حياة الاولياء

إذاعة طهران- من اخلاق الاولياء: الحلقة 66 آية الله الشيخ عباس الطهراني يقترض لاعانة المحتاجين- آية الله البلاغي يبيع داره لطبع الكتب النافعة- الشريف الرضي يقبل العطية احتراماً للقرآن الكريم- المولى رضا الهمداني يرفض قبول هدية المقلد- السيد علي القاضي ومكافأة المؤثر الصابر

والصلاة والسلام على الصادق الأمين محمد المختار وعلى آله الطيبين الأبرار.
السلام عليكم - ايها الاعزاء- ورحمة الله وبركاته وأهلاً بكم في برنامجكم هذا آملين ان تقضوا معه وقتاً طيباً ومفيداً.
مستمعينا الافاضل: كان العلامة العارف أية الله الشيخ عباس الطهراني (رحمه الله) وهو احد مؤسسي المجالس الجماعية لتلاوة دعاء الندبة في اصباح الجمع في ايران، كان حيثث السعي في قضاء حوائج الفقراء والمحتاجين فقد اقترض مرة من احد اصدقائه التجار مبلغ مئة تومان ووزعه على الفقراء في الوقت الذي كان كل ما يتقاضاه من الحوزة آنذاك مبلغ ريالين فقط - علماً بان التومان يساوي عشرة ريالات وعندما كان يأخذ هذين الريالين في أول كل شهر كان يتوجه نحو القبلة ويخاطب صاحب الزمان (عليه السلام) ودموعه تنهمر على خديه قائلاً: يا سيدي اني لست من اهل العلم وان كنت مرتدياً لزيهم، فهل تسمح لي ان اقضي ديني من هذا المال ولا افقد ماء‌ وجهي عند الناس ثم يعطي المال لأحد تلاميذه ليرسله الى صاحب القرض.

 

لقد عرف آيه الله الشيخ جواد البلاغي النجفي (رضوان الله تعالى) بمؤلفاته القيمة التي ناقش فيها الماديين واليهود والنصارى والطبيعيين- أي الذين لا يؤمنون بوجود الله تعالى ويزعمون بان الخلق جاء بالصدفة والطبيعة.
وبالرغم من تلك الكفاءة العملية والنشاط الذي كان يتميز به آية الله البلاغي (رحمه الله) فقد كان يعيش في غاية الفقر والحاجة وكان بيته في منتهى البساطة وفرشه لا يعدوعن كونه حصيراً من سعف النخيل، والمدهش حقاً انه حينما اراد ان يطبع مولفاته لم يكن لديه شيء من المال فباع بيته وطبع مولفاته بثمنه. اجل - مستمعي العزيز- انها صورة مشرقة من صور الايثار في سبيل نشر الدين الاسلامي الحنيف ورد الافكار الضالة المضلة.

 

روي ان العلامة الشريف الرضي (رضوان الله تعالى) كان قد درس القرآن الكريم في اول شبابه عند العالم الخير ابي اسحاق ابراهيم بن احمد (رحمه الله) وبعد سنوات جاءه استاذه يوماً ليهب له داراً فقال الشريف الرضي: «انني لا اقبل شيئاً من احد حتى من أبي».
فقال له استاذه الكريم: «ان حقي عليك اكبر من حق ابيك عليك» وكان يقصد حق تعليمه القرآن الكريم. وقيل: ان تلك كانت المرة الأولى والأخيرة في حياة الشريف الرضي حيث يضطر الى قبول هدية استاذه وذلك احتراماً للقرآن الكريم الذي تعلمه منه.

 

روي ان احد اثرياء المؤمنين جاء الى آية‌ الله الحاج رضا الهمداني (رضوان الله تعالى) المتوفي سنة 1322هـ وكان يقيم في مدينة سامراء بالعراق، فقدم اليه مالاً وكان الشيخ الهمداني في أشد الحاجة الى ما يسد به فقره الذي كان يعالجه بالاستدانة من هذا وذاك.
قال له الرجل: أريد ان اقلدك، ثم قدم له هديةً هي عبارة عنه مبلغ من المال.
فقال الشيخ: «لا مانع من ان تقلدني وتأخذ احكامك الدينية مني اما المال فلا آخذه منك» ولم تنفع كثرة اصرار الرجل الذي كان يعلم بضائقة الشيخ المالية في اقناعه بقبول الهدية فقام الرجل وخرج فبادره الحاضرون بالسؤال: لماذا لم تقبل هذا المال وأنت محتاج ومديون؟
فأجابهم الشيخ الهمداني: «ان ما علي من ديون سيعينني ربي على تسديدها ان شاء الله، واما السبب في عدم قبولي المال هو أن لي ولداً يعمل منذ فترة قصيرة فاذا اخذت المال فسوف يفقد ولدي دافعه الى العمل، لهذا وجدت الحكمة‌ في ان لا اقبل المال لكي اشجع ولدي على دوام الالتزام الأعمال وهو الاكتفاء الذاتي وعدم الاعتماد على مال الآخرين».

 

نقل أحد العلماء قائلاً: كنت احضر مجلس السيد القاضي (رحمه الله) وكنت في ضائقة مالية شديدة شأن أكثر الطلبة في النجف الأشرف، كنت أتعشى أكثر الليالي بالخبز والشاي فقط وفي احدى الليالي كانت لدي قطعة نقدية صغيرة تكفي لشراء قرص من الخبز كان في نيتي ان اشتري بها الخبز عندما اعود من المجلس وفي أثناء حديث السيد القاضي - وكان مجلسه في غرفة من غرف المدرسة الهندية - دخل علينا مسكين يستعطي، وفجأة مد السيد يده نحوي وقال: هل لديك شيء نعطيه لهذا المسكين؟ فمددت يدي في جيبي واخرجت القطعة النقدية الوحيدة ودفعتها له فأخذها ودفعها للمسكين .. ثم استرسل في حديثه.
فخرجت من عنده وودعت اصحاب المجلس ولم ابد لأحد منهم شيئاً وذهبت الى غرفتي، ولعدم وجود الخبز لم أصنع الشاي، وقمت بتحضير دروسي حتى انتهيت وأردت أن استلقي على فراشي للنوم وقد اخذ الجوع مني مأخذاً والوساوس الشيطانية تهجم على قلبي وتسول لي وكنت ادفعها عن نفسي بالاستغفار والانابة، واذا بالباب يطرق... قمت وفتحت الباب واذا بالسيد القاضي.. سلم وقال لي: ارغب ان اتعشى معك، الليلة فهل تسمح؟ فرحبت به وجلس واخرج من تحت ردائه اناءً فيه رز مع الماش وقليل من اللحم والخبز .. وطلب مني مشاركته في الأكل... فاكلت حتى شبعت.
ثم قال لي السيد القاضي: وأين الشاي؟ فقمت بسرعة واحضرت الشاي فشرب كوباً صغيراً ونهض وودعني وخرج.
نعم - مستمعي العزيز- ان هذه القصة من النماذج الصغيرة التي كان يلجأ اليها (رضوان الله تعالى) احياناً مع اصحابه وهي تعطي صورة من صور الايثار ونكران الذات... وهما من الصفات الحميدة التي يلزم ان يتحلى بها المؤمن الذي يبدأ الطريق نحو المدارج العالية النفسية، والسير الملكوتي في الآفاق والأنفس.
وفي ختام البرنامج نشكركم - مستمعينا الكرام- على حسن المتابعة وجميل الاصفاء. وحتى اللقاء المقبل نستودعكم الباري تعالى والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة