البث المباشر

المولى عبد الله التستري يكرر آية التحذير- من الالهاء التربية الاخلاقية في دروس آية الله بهجت الفقهية

الإثنين 14 أكتوبر 2019 - 07:57 بتوقيت طهران
المولى عبد الله التستري يكرر آية التحذير-  من الالهاء التربية الاخلاقية في دروس آية الله بهجت الفقهية

إذاعة طهران- من اخلاق الاولياء: الحلقة 61

وصلى الله على حبيبه محمد المصطفى وعلى آله الطيبين الأبرار.
السلام عليكم - مستمعينا الافاضل.. مستمعاتنا الفاضلات- ورحمة الله وبركاته واهلاً بكم في برنامجكم هذا آملين ان تقضوا معه وقتاً طيباً ومفيداً.
مستمعينا الاعزاء: كان المرحوم الملا عبد الله التستري (رحمه الله) ولمدة ثلاثين عاماً لم يمتثل غير الواجبات الشرعية والمستحبات الدينية، وروي انه دخل يوماً على الشيخ البهائي قبيل الظهر وحين حل وقت صلاة الظهر طلب منه الشيخ أن يتقدم لإمامة الجماعة فلما استعد للصلاة شاهدوه يخرج فجأة من البيت مودعاً. فسأله بعض المؤمنين عن السبب؟
قال: شعرت في نفسي بشيء من العجب وقلت: انا ذو مقام عال تجدني يقتدي بي رجل كالشيخ البهائي، فعلمت بانعدام نية الاخلاص لله عندي، فلم اصلي بكم جماعة اذن؟
وينقل ايضاً انه كان له ولد اسمه المولى حسن علي، وكان يحبه كثيراً، وخرج الشيخ التستري ذات مرة الى صلاة الجمعة وولده هذا كان مريضاً، وفي الصلاة بدأ يقرأً سورة المنافقين حتى وصل الى قوله تعالى:
«يا ايها الذين آمنوا لا تلهكم اموالكم ولا اولادكم عن ذكر الله» فلاحظ المصلون ان الشيخ يكرر هذه الآية اكثر من مرة، فسألوه بعد الصلاة عن سبب تكراره للآية الشريفة؟
قال: عند تلاوتي لهذه الآية الكريمة تذكرت ولدي المريض حسن علي فجاهدت نفسي ودككت عاطفتي بتكرار هذه الآية والتدبر فيها حتى استطعت ان افترض لنفسي غاية البلاء وهي ان اتصور ولدي ميتاً امامي، وبعده اجتزت الآية.
وكان الشيخ عبد الله التستري (أعلى الله مقامه) مواظباً على النوافل، دائم الصمت، وحوله جمع من طلبة العلوم الدينية ينهلون من فيض النعمة التي من الله بها عليه وهي العلم والتقوى، وكان (رحمه الله) قنوعاً وقوراً يكرمه جميع الناس.

 

يقول الشيخ المصباح اليزدي: كانت جاذبية آية الله الشيخ بهجت المعنوية الروحية السبب الرئيس الذي جذبني الى‌ درسه في بادئ الأمر، بيد اني ادركت بمرور الزمن ان الاستاذ يمتاز ايضاً بمقام علمي وفقهي بارز لذا حاولت ان احضر احد دروسه ليكون الدرس واسطة للاستفادة من معلوماته ووسيلة للانتفاع من كمالاته ومعنوياته
ويضيف الشيخ المصباح اليزدي قائلاً: فشرعت بدراسة كتاب الطهارة في محضره وفي البداية كنت احضر الدرس مع بعض الاخوة في حجرته في المدرسة الفيضية وبعد مرور عام واحد انتقلنا الى احدى غرف مدرسة المرحوم آية الله البروجردي وكنا ندرس في تلك الغرفة لمدة سنتين تقريباً، وبعد ذلك كنا نذهب الى بيته للاستفادة من علمه اذ كانت صحته على غير ما يرام.
ونبقى مع حديث الشيخ المصباح اليزدي عن المقام العلمي والمعنوي الرفيع لآية الله الشيخ بهجت (اعزه الله تعالى) حيث يقول:
انهيت عنده دراسة دورة الطهارة ثم درست في محضره دورة المكاسب والخيارات وقد استغرقت هذه البحوث اكثر من خمسة عشر عاماً من الزمن، كنا نستفيد من محضره مطالب لم تكن تطرح في الكثير من الدروس الا القليل منها.
كما كان الشيخ الاستاذ المطهري (رحمه الله) يهتم ايضاً بدرس آية الله الشيخ بهجت ويوليه عنايته الخاصة، يقول آية الله محمد حسين الاحمدي اليزدي في هذا الصدد: كان الشهيد المطهري كثيراً ما يوصينا بالحضور في درس آية الله بهجت وكان يقول لنا: عليكم بالحضور في دروسه ولا سيما في درس الأصول لأن الشيخ كان من تلامذة المرحوم محمد حسين الاصفهاني الكمباني.
ويقول الاستاذ خسرو شاهي: كنت احضر درس خارج الخيارات في الفقه عند المرحوم آية الله العظمى الشيخ مرتضى الحائري ولكن حالته الصحية ساءت في الأيام الأخيرة من عمره الشريف فعطلت جميع دروسه، وذات يوم رأيته خارجاً من حرم السيدة فاطمة المعصومة (عليه السلام) فذهبت صوبه وسلمت عليه وقلت له: هل ستبدأ بمواصلة الدرس يا استاذ؟
قال: كلا، ثم قال: انت شاب طموح واني اود ان اعلمك قاعدةً في اختيار الاستاذ المناسب واستطرد قائلاً: انصحك بالحضور في درس اساتذة لا يكتفون بنقل الأقوال فقط بل عليك ان تحضر دروس من ينتقد الاقوال ويطرح في درسه بعض النقاط المؤثرة في تفعيل ملكة‌الاجتهاد، فالدرس المفيد هو الدرس الذي يساعد الطالب على نقل ملكة الاجتهاد من مرحلة القوة الى مرحلة الفعل، فقلت له حينذاك: من تقترح علي ان احضر في درسه؟
فقال (والقول للمرحوم آية الله مرتضى الحائري في جوابه لسؤال الاستاذ خسرو شاهي): اعذرني من الاجابة عن هذا السؤال.
فقلت له: اني احضر الآن درس آية الله العظمى بهجت فبدت على وجهه علامات الرضا وقال مبتسماً: ان درس آية الله بهجت من حيث الدقة والمضمون تنطبق عليه هذه القاعدة فعليك بمواصلة الحضور فانه درس مفيد وبناء من الناحية العلمية ومن الناحية الاخلاقيه أيضاً.
وفي الختام ندعوه تعالى ان يوفق جميع علماء الاسلام المخلصين لكل خير وان ينصر الاسلام والمسلمين على قوى الكفر والنفاق في كل مكان وزمان انه على كل شيء قدير.
وشكراً لكم - ايها الافاضل وايتها الفاضلات- على حسن المتابعة وحتى اللقاء المقبل نستودعكم الباري تعالى والسلام عليكم.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة