البث المباشر

قبسات من سيرة العلماء

الإثنين 14 أكتوبر 2019 - 07:50 بتوقيت طهران
قبسات من سيرة العلماء

إذاعة طهران- من اخلاق الاولياء: الحلقة 60 الامام الخميني وتأكيده على تهذيب أهل العلم لاخلاقهم المكانة العلمية والعملية لآية الله بهجت واساتذته الشهيد جمران والحلم واجتناب الرد الجارح

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على محمد النبي المختار وعلى آله بيته الطيبين الأطهار.
السلام عليكم - ايها الافاضل- ايتها الفاضلات.. ورحمة الله وبركاته واهلاً بكم في برنامجكم هذا آملين أن تقضوا مع وقتاً طيباً ومفيداً.
مستمعينا الاعزاء: بسبب ورعه وتقواه الذي تميز به يخاطب الامام الخميني (رضوان الله تعالى) العلماء قائلاً: يساورني القلق دائماً واخشى ان يدخل الناس الجنة بسبب امثالي حيث ينتبهون (قربةً الى الله تعالى) ويصغون الى ما يقوله العلماء، ونحن وانتم ندعو الناس الى الخير والصلاح، ندخل النار بسبب عدم تهذيبنا لأنفسنا.
ويضيف العبد الصالح الخميني (أعلى الله مقامه) قائلاً: واخشى كثيراً ان نواجههم نحن في النار وهم في الجنة يشرفون علينا والى أين يأخذ الانسان هذا الخجل، وهو انهم وصلوا الى تلك المقامات بسببنا، ونحن وصلنا الى هذه الدرجة السفلى بسبب الأهواء النفسية وهو خوف اتذكره في كثير من الاوقات.
ويستمر الامام الخميني (طيب الله ثراه) قائلاً: لقد ذكروا لي هذه القصة وهي: أن احد التجار ذهب الى احد العلماء الكبار - ولا أعلم من هو- وقال له: قل لي: هل يوجد شي مكتوب خلف سطور الكتب، ان الكتب واضحةً، ولكن اذا كان هناك شي آخر مكتوباً فيما وراء سطور الكتب وعندكم اطلاع عليه فاذكروا لنا ذلك، لأننا نراكم تدعوننا الى الخير والصلاح وبعضكم ليس من اهله يبدو ان هناك امراً آخر. قيل: ان ذلك العالم بكى وقال: يا حاج ليس هناك شي آخر والتقصير منا، ان الامر ليس كما يظن الانسان بأن الشيطان يأتي ويقول له ابتداءً كن طاغوتاً، هو لا يقول هكذا وانما يمضي بالانسان - نحو الانحراف- خطوةً فخطوة يمضي به شبراً فشبرا.
اجل مستمعينا الكرام ولا يخفى ان الامر لا يشمل جميع العلماء كيف وفيهم كثير من الاخيار ولكن العالم غير العامل بعمله يكون اشد خطراً من غيره لأنه يشوه صورة الاسلام وعلمائه ولذلك جاء في الاحاديث الشريفة انه يغفر للجاهل سبعون ذنباً قبل ان يغفر للعالم ذنب واحد.

 

مستمعينا الافاضل: يتمتع آية الله بهجت (حفظه الله تعالى) بالدقة والنبوغ والمكانة العلمية الرفيعة وقد شهد له بذلك اساتذته ورفاق درسه وابرز تلاميذه، ومن تلك الشهادات نذكر مايلي: اعترض الشيخ بهجت ذات يوم على احد تلامذة المرحوم الآخوند عندما كان يدرس مطالب كتاب الكفاية لعدم دقته في تقرير تلك المطالب ولكنه واجه في الجلسة التالية امتعاضاً شديداً من قبل الطلاب قبل حضور الاستاذ الى الدرس نظراً لصغر سنه بالنسبة اليهم.
وبينما هم على تلك الحال دخل الاستاذ الصف ورأى ما كانوا عليه فخاطبهم قائلاً: دعوا الشيخ بهجت ولا عليكم بشأنه، فسكت الجميع والتفتوا الى الأستاذ فقال لهم: لقد طالعت البارحة تقريرات المرحوم الآخوند فأدركت ان الشيخ بهجت كان محقاً في اعتراضه ثم اخذ يمجد بذكاء الشيخ ونبوغه وجديته.
ويقول احد علماء النجف الأشرف: كان الشيخ بهجت من المستشكلين الرئيسيين والمنتقدين البارزين في درس المرحوم العلامة ‌الكمباني ويقول المرحوم العلامة الشيخ مرتضى الحائري: كان الشيخ بهجت يلفت انتباه الاستاذ بنظرياته الدقيقة واشكالاته المهمة حتى‌ اني اتذكر ان الدرس خرج من حالته ذات مرة واستمرت هذه الحالة عدة ايام ... اما نحن فكنا نستفيد من تلك الانتقادات والاشكالات لكن الشيخ بهجت لم يستمر بالانتقاد تهرباً من الشهرة ولو كان يستمر بذلك الامر لأثبت انه ليس اقل فضلاً من الآخرين ان لم يكن اكثر فضلاً منهم.
ويقول المرحوم العلامة محمد تقي الجعفري: عندما كنا ندرس المكاسب عند المرحوم الشيخ كاظم الشيرازي، كان الشيخ بهجت يحضر درسه ايضاً، واذكر جيداً ان المرحوم الشيرازي كان يستمع ويدقق كثيراً عندما كان يواجه اشكالاً من الشيخ بهجت، ومنذ ذلك الحين اشتهر الشيخ بالفضل والعرفان في مدينة النجف الاشرف.

 

حول الأخلاق الرفيعة للشهيد السعيد الدكتور مصطفى جمران قال الدكتور ضرابي في مذاكراته: لم اشاهد الدكتور جمران في حالة غضب في اي وقت ولم اسمعه يتفوه بكلام جارح او حاد في اي وقت، وكان بعض الاشخاص يأتون احياناً من ايران الى لبنان وكانوا يذهبون معه لمشاهدة المناطق السكنية التي تعرضت للدمار في بيروت ويصف لهم الحوادث التي قد رآها، وحين كان الدكتور الشهيد جمران (رضوان الله تعالى) يتحدث حول قتل الرجال وهتك حرمة النساء كانت تظهر على وجهه علامات التأثر الشديد ولكنه حتى في هذه الموارد لم يتفوه بكلام جارح او فيه اهانة او لعن للمسيحيين حيث كانت الأحزاب والعصابات القادمة من مناطقهم هي التي ترتكب تلك الجرائم.
ويضيف الدكتور ضرابي قائلاً: وقد حاول اشخاص مختلفون قتله مراراً ولكن الدكتور جمران عفى عنهم، وقد اصبحت علاقة اثنين منهما معه حميمةً الى درجة انهما جاءا معه الى ايران الاسلام وقاتلوا الى جانبه ضد القوات البعثية المعتدية.
وختاماً نسأل الله العلي القدير أن يوفقنا واياكم - مستمعينا الاعزاء- لكل خير انه سميع مجيب، وشكراً لكم على حسن المتابعة وجميل الاصغاء.
وحتى اللقاء القادم نترككم في رعاية الله وحفظه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة