البث المباشر

الإحسان

السبت 5 أكتوبر 2019 - 10:20 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- معالي الاخلاق: الحلقة 98

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم مستمعينا الأفاضل ورحمة الله وبركاته، أجمل تحية نحييكم بها ونحن نلتقيكم في حلقة اليوم من هذا البرنامج نخصصها للإستنارة بطائفة من الآيات الكريمة التي تبين لنا بركات أحد أهم الأخلاق الكريمة التي يحبها الله لعباده وهو خلق (الإحسان).
والمعنى القريب لهذا الخلق هو الجود والعطاء وإعانة المحتاجين والمساهمة في الأمور الخيرية، أما المعنى الأشمل فهو إتقان العمل الذي يقوم به الإنسان أي إنجازه بأحسن صورة ممكنة، ومكافأة من يقدم له خدمة بأحسن منها كما يشير لذلك قوله عزوجل في الآية ۸٦ من سورة النساء:
"وَإِذَا حُيِّيْتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيباً"
وقد روي في سيرة الإمام الحسين –عليه السلام- أن جارية له حيته بطاقة ورد قدمتها له، فرد تحيتها بأن أعتقها في سبيل الله مستدلاً بهذه الآية الكريمة.
إيها الأخوة والأخوات، إن أعظم بركات التخلق بخلق (الإحسان) هو الفوز بحب الله عزوجل، كما تشير لذلك عدة من الآيات الكريمة كقوله عزوجل في الآية ۱۹٥ من سورة البقرة:
"وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ"
وقال تبارك وتعالى في الآية ۱۳٤ من سورة آل عمران:
"الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ"
كما أن من بركات التحلي بهذا الخلق النبيل سبب للفوز بالمزيد من العون الإلهي والإكرام والرحمات الخاصة، قال عزوجل في الآية ۱٦۱ من سورة الأعراف:
"وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُواْ هَـذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُواْ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً وَادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّداً وَقُولُواْ حِطَّةٌ نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ"
وقال عزوجل في الآية ۱٤۸ من سورة آل عمران:
"فَآتَاهُمُ اللّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الآخِرَةِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ"
وقال جل جلاله في الآية ٥٦ من سورة الأعراف:
"إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ"
مستمعينا الأطائب
وتصرح الآيات الكريمة بأن المتخلقين بهذا الخلق النبيل يفوزون بتأييد الله لهم ونصرته في إتقانهم لإعمالهم وإحسانهم ومختلف شؤونهم، قال تبارك وتعالى في الآيتين ۱۲۷و۱۲۸ من سورة النحل:
"وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللّهِ وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلاَ تَكُ فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ{۱۲۷} إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ{۱۲۸}".
كما أنه عزوجل يدفع عن عباده المتحلين بهذا الخلق الأذى ويحوطهم بمغفرته ورحمته، كما يشير لذلك قوله في الآية ۹۱ من سورة التوبة:
"لَّيْسَ عَلَى الضُّعَفَاء وَلاَ عَلَى الْمَرْضَى وَلاَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُواْ لِلّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِن سَبِيلٍ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ{۹۱}"
كما أن الفوز بالحكمة الإلهية هي من المواهب الإلهية التي يحبو الله بها أحباءه المتحلين بخلق الإحسان، قال جل جلاله في الآية ۲۲ من سورة يوسف:
"وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ"
وختاماً نشكر لكم أيها الأطائب جميل الإستماع لحلقة اليوم من برنامجكم معالي الأخلاق كونوا معنا في الحلقة المقبلة باذن الله ودمتم بألف خير. 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة