البث المباشر

التسابق في التواصل

السبت 5 أكتوبر 2019 - 09:48 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- معالي الاخلاق: الحلقة 93

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم أيها الأكارم ورحمة الله، أهلاً بكم في لقاء اليوم من هذا البرنامج نقضي فيه مع طائفة من الأحاديث الشريفة المبينة لفضيلة وبركات أحد معالي الأخلاق التي يحبها الله عزوجل وهو خلق (التسابق في التواصل)، والتحلي به من مصاديق قبول إحدى الهدايا الإلهية السامية كما يشير لذلك مولانا الإمام الصادق –عليه السلام- في الحديث الذي رواه عنه الشيخ المفيد في كتاب الروضة، قال:
"المؤمن هدية الله عزوجل الى أخيه المؤمن، فإن سره ووصله فقد قبل من الله عزوجل هديته، وإن قطعه وهجره فقد رد على الله عزوجل هديته".
نعوذ بالله جل جلاله من أن نرد هديته بالتقاطع والتهاجر، ونسر بذلك إبليس اللعين، فقد روي في الكافي عن مولانا الصادق –عليه السلام- قال: "لا يزال إبليس فرحاً ما إهتجر المسلمان، فإذا التقيا إصكت ركبتاه وتخلعت أوصاله ونادى: يا ويلي ما القى من الثبور
".
ومن مصاديق التحلي بخلق التواصل المسارعة الى إنهاء القطيعة إن حدثت ففي ذلك سباقٌ في الفوز بالجنة، روي في الكافي عن رسول الله –صلى الله عليه وآله- قال:
"أيما مسلمين تهاجرا فمكثا ثلاثاً لا يصطلحان إلا كانا خارجين عن الإسلام ولم يكن بينهما ولاية، فأيهما سبق الى كلام أخيه كان السابق الى الجنة يوم الحساب".
في حين أن الهجران والقطيعة يمنعان من قبول الله حتى للأعمال الصالحة، فقد جاء في وصية الحبيب المصطفى لأبي ذر رضوان الله عليه المروية في أمالي الشيخ الطوسى أنه –صلى الله عليه وآله- قال:
"يا أباذر، إياك والهجران لأخيك المؤمن، فإن العمل لا يتقبل مع الهجران يا أباذر، أنهاك عن الهجران فإن كنت لابد فاعلاً فلا تهجره ثلاثة أيام كملاً، فمن مات فيها مهاجراً لأخيه كانت النار أولى به".
أيها الأخوة والأخوات، وتصرح الأحاديث الشريفة بأن التحلي بخلق المسابقة الى صلة المؤمن خاصة من قبل المظلوم سببٌ للفوز بالنصرة الإلهية، في حين أن الأعراض عن ذلك يستجلب الخذلان الإلهي.
روي في كتابي الكافي وتحف العقول وغيرهما عن الإمام جعفر الصادق –صلوات الله عليه- أنه قال:
"والله لا يفترق رجلان من شيعتنا على الهجران إلا استوجب أحدهما البراءة واللعنة، وربما إستحق ذلك كلاهما.
فقال له أحدهم: جعلت فداك: هذا {عقاب} الظالم منهما فما بال المظلوم؟
فقال –عليه السلام-: لأنه لا يدعو أخاه الى صلته، ولا يتغامس له من كلامه –أي لا يغضي ولا يعفو عن إساءة أخيه-.
ثم قال –عليه السلام-: سمعت أبي {الباقر عليه السلام} يقول: إذا تنازع إثنان من شيعتنا، فعاز أحدهما الآخر –أي طلب الغلبة عليه-، فليرجع المظلوم الى صاحبه حتى يقول لصاحبه: أي أخي أنا الظالم، حتى يقطع الهجران بينه وبين صاحبه، فإن الله تبارك وتعالى حكمٌ عدلٌ يأخذ للمظلوم من الظالم
".
وها نحن نصل بتوفيق الله الى ختام حلقة أخرى من برنامج معالي الأخلاق قدمنا لكم من طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران تقبل الله أعمالكم ودمتم بألف خير. 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة