البث المباشر

الغبطة

السبت 5 أكتوبر 2019 - 08:08 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- معالي الاخلاق: الحلقة 78

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم مستمعينا الأطائب ورحمة الله، أطيب تحية هي تحية الإسلام والسلام نهديها لكم في مطلع لقاء اليوم مع برنامجكم هذا ننور قلوبنا فيه بأنوار طائفة من النصوص الشريفة التي تبين بركات التحلي بخلق (الغبطة) عندما نرى ظهور نعم الله على الخلق.
وهذا الخلق النبيل هو ضد الحسد، فهو يعني أن يحمد المؤمن ربه الكريم إذا رأى نعمة لدى أحد من الخلق، فيطلب من الله عزوجل أن يباركها فيه ويزيدها عليه ويطلب لنفسه من الله عزوجل أن يمن عليه من فضله بما شاء من تلك النعمة أو غيرها.
أما الحسد –والعياذ بالله- فهو يعني تمني الإنسان زوال نعمة من أحد العباد وتحولها إليه، وقد ذمته كثيرٌ من النصوص الشريفة في القرآن الكريم والسنة النبوية.
ويصرح مولانا الإمام جعفر الصادق –عليه السلام- بأن التحلي بالغبطة هو من علائم صدق الإيمان في قلب الإنسان، فقد روى ثقة الإسلام الكليني في كتاب الكافي عنه –عليه السلام- قال:
"إن المؤمن يغبط ولا يحسد والمنافق يحسد ولا يغبط".
ولذلك كانت الغبطة بما ينعم الله به على الآخرين من أخلاق سادة الصالحين من الشهداء، كما يستفاد من الحديث المشهور المروي عن مولانا الإمام علي السجاد زين العابدين –عليه السلام- أنه قال عن مقام أبي الفضل العباس –سلام الله عليه- كما في كتاب الأمالي للشيخ الصدوق: "إن للعباس عند الله منزلة يغبطه بها جميع الشهداء يوم القيامة".
كما أن هذا الخلق النبيل هو من أخلاق الصالحين من عباد الله من الجن والإنس فضلاً عن الملائكة كما يصرح به مولانا الإمام الباقر –عليه السلام- في حديث طويل مروي في كتاب كامل الزيارات ذكر فيه فضيلة زيارة جده الحسين –عليه السلام- قال في بعضه:
(... لم يخل مكانه منذ قتل من مصل يصلي عليه من الملائكة أو من الجن أو من الإنس... وما من شيء إلا وهو يغبط زائره... ويرجو في النظر إليه الخير لنظره الى قبره –عليه السلام-).
أيها الأخوة والأخوات، إن الغبطة بما تعنيه من الفرح والسرور بما يحبو الله عزوجل به عباده من فضله تعبر عن رسوخ الإيمان بعدل الله جل جلاله وعظيم لطفه بالعباد، ولذلك فإن المتحلي بهذا الخلق النبيل يفرح عندما يرى نعمة الله على أحد سروراً وبهجة بأن يكون عبداً لرب هو بهذا اللطف والكرم:
من هنا كان المتحلي بهذا الخلق من أشد الناس حباً لله تبارك وتعالى وبالتالي أقربهم إليه كما نستفيد ذلك من الحديث الذي رواه محمدبن مسعود العياشي عن مولانا الإمام الصادق –عليه السلام- أنه قال:
"بينما موسى بن عمران يناجي ربه ويكلمه إذ رآى رجلاً تحت ظل عرش الله، فقال: يا رب، من هذا الذي أظله عرشك؟ فقال عزوجل: يا موسى، هذا ممن لم يحسد الناس على ما آتاهم الله من فضله".
وفقنا الله وإياكم اعزاءنا مستمعي إذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران لجميل التحلي بخلق الغبطة ببركة موالاة صفوته المنتجبين محمد وآله الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين.
اللهم أمين، انتهى أحباءنا لقاء اليوم من برنامجكم معالي الأخلاق، شكراً لكم وفي امان الله. 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة