البث المباشر

من سنن النبي (صلى الله و عليه واله وسلم) في البكاء

الإثنين 15 يوليو 2019 - 10:46 بتوقيت طهران

بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وآله الهداة الى الله. السلام عليكم مستمعينا الاكارم ورحمة الله، كما تعلمون احباءنا، فان المؤمن يلتزم بالعمل بالسنن المحمدية تيمناً وتبركاً وتقرباً الى الله عز وجل، ويأخذ بما يتعلمه منها حتى لو جاء في رواية واحدة صحت عن رسول الله صلى الله عليه وآله، بل ويعمل بما وجده من هذه السنن المباركة وبرجاء المطلوبية بمجرد روايتها في احد المصادر المعتبرة، فكيف الحال إذا وجد سنة محمدية رويت في مئات المصادر المعتبرة عند مختلف فرق المسلمين وبعشرات الاسانيد والطرق وبحالات متعددة؟. لا شك بأن الاعراض عن مثل هذه السنة هو نوعٌ من الجفاء لرسول الله، وهذا ما يصدق على بكائه صلى الله عليه وآله على الحسين عليه السلام فقد ثبت في المصادر المعتبرة عند المسلمين كافة وبعشرات الروايات: ان النبي الاكرم صلى الله عليه وآله كان يكثر البكاء على ما سيحل بسبطه الحسين عليه السلام حتى قبل استشهاده، وكان ذلك من سننه الثابتة وفي حالات متكررة حيث نقلنا بعضها من مصادر أهل السنة في الحلقة السابقة وننقل لكم نموذجاً لها الآن، ولكن بعد قليل، فكونوا معنا:

*******


روى أحمد بن حنبل في مسنده مسنداً عن انس بن مالك قال: إن ملك المطر استأذن ربه ان يأتي النبي فأذن له.. وجاء الحسين .. فجعل يقعد على ظهر النبي وعلى منكبه وعلى عاتقه، فقال الملك: أتحبه؟ قال صلى الله عليه وآله: نعم، قال الملك: أن امتك ستقتله وان شئت اريتك المكان الذي يقتل فيه، فضرب بيده فجاء بطينة حمراء، فأخذتها أم سلمة فصرتها في خمارها... ويستفاد من هذا الحديث المتقدم –مستمعينا الاكارم استحباب التبرك بتربة الحسين عليه السلام طبقاً لرواية احمد بن حنبل، وعلى اي حال فقد روى محب الدين الطبري بأسناده عن أم سلمة قالت: رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وهو يمسح رأس الحسين ويبكي، فقلت: ما بكاؤك؟ فقال: إن جبرئيل أخبرني أن ابني هذا يقتل بأرض يقال لها كربلاء، قالت: ثم ناولني كفاً من تراب أحمر، وقال: إن هذا من تربة الارض التي يقتل بها، فمتى صار دماً فأعلمي أنه قد قتل. قالت أم سلمة: فوضعت التراب في قارورة عندي وكنت أقول: إن يوماً يتحول فيه دماً ليومٌ عظيم...

*******


وأخيراً، نقل الموفق الخوارزمي من المذهب الحنفي في مقتله، أنه لما اتت على الحسين من مولده سنتان كاملتان خرج النبي في سفر، فلما كان في بعض الطريق، وقف فاسترجع ودمعت عيناه، فسئل عن ذلك فقال: هذا جبرئيل يخبرني عن ارض بشاطىء الفرات يقال لها كربلاء... مستمعينا الافاضل، هذا نموذجٌ لأحاديث كثيرة لبكاء النبي الاكرم صلى الله عليه وآله على الحسين قبل استشهاده عليه السلام لكي يعمل الاجيال الى يوم القيامة ان هذا البكاء المقدس على المصاب الحسيني هو من سننه الثابتة التي من يثبت عليها يكن معه صلى الله عليه وآله في حظيرة القدس كما صرحت بذلك أحاديث اخرى. والى لقاء مقبل نستودعكم الله والسلام عليكم اعزاءنا المستمعين ورحمة الله وبركاته.

*******

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة