البث المباشر

احلاله عز وجل الطيبات لعباده وتحريم الخبائث

السبت 11 مايو 2019 - 14:04 بتوقيت طهران

السلام عليكم مستمعينا الأكارم ورحمة الله وبركاته، أطيب تحية من الله مباركة نحييكم بها ونحن نلتقيكم بتوفيقه عزوجل في لقاء اليوم من هذا البرنامج ووقفة تدبرية ثانية عند ثلاث من الآيات الكريمة التي تهدينا الى أحد مصاديق رحمة الله عزوجل ولطفه بعباده، فقد أحل لهم الطيبات ودعاهم الى التعبد له بالتمتع بها وحرم عليهم الخبائث ودعاهم للتعبد له باجتنابها لكي تكون السعادة نصيبهم في الدنيا والآخرة.
هذه الآيات هي الحادية والثلاثون الى الثالثة والثلاثين من سورة الأعراف المباركة ننصت لها خاشعين متدبرين حيث يقول الله تبارك وتعالى:
"يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ{۳۱} قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللّهِ الَّتِيَ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِي لِلَّذِينَ آمَنُواْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ{۳۲} قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ{۳۳}"
أيها الإخوة والأخوات، عرفنا في حلقة سابقة أن الأحاديث الشريفة تهدينا الى أن من مصاديق أخذ الزينة عند كل مسجد أن يلبس المصلي أجود وأطهر ملابسه لأن الله جميل يحب الجمال كما ورد في حديث الإمام الحسن المجتبى – عليه السلام – المروي في تفسير العياشي، كما أن مصاديق ذلك تحسين المصلي ظاهره باستخدام المشط ونظائر ذلك مما يجعله في مظهر حسن جميل يتحبب به الى الله.
ثم ترتفع الأحاديث الشريفة بالمؤمن الى مصاديق أسمى، فتطبق مفهوم (المسجد) على بيوت الله المعنوية أي خلفائه المعصومين وأشرفهم النبي الأكرم صلى الله عليه وآله.
فنقرأ في كتاب (تهذيب الأحكام) وغيره مسنداً عن الإمام الصادق – عليه السلام – في بيان هذا المصداق من مصاديق أخذ الزينة عند كل مسجد، قال: (الغسل عند لقاء كل إمام).
ونقرأ في كتاب الأصول من الكافي قول ناشر السنة المحمدية النقية الإمام جعفر الصادق قوله – صلوات الله عليه – ضمن حديث طويل:
"وصل الله طاعة ولي أمره بطاعة رسوله وطاعة رسوله بطاعته،، فمن ترك طاعة ولاة أمره لم يطع الله ولا رسوله، وهو الإقرار بما أنزل من عند الله عزوجل "خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ" والتمسوا البيوت التي أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه، فإنه أخبركم انهم "رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ"" (سورة النور۳۷).
مستمعينا الأفاضل، ونلاحظ في الأحاديث الشريفة أن أئمة العترة المحمدية – عليهم السلام – إهتموا ببيان زيف ما كان وعاظ السلاطين من أدعياء الزهد يروجونه بين المسلمين من أن عدم الإهتمام بحسن الظاهر علامة الزهد في حين أن من مكائد الشيطان الرامية الى الإيقاع في رذيلة الرياء... لاحظوا الرواية التالية التي رواها ثقة الإسلام الكليني في كتاب الكافي وجاء فيها:
(مرّ سفيان الثوري – وهو من فقهاء السلاطين – في المسجد الحرام، فرأى اباعبدالله الصادق – عليه السلام – وعليه ثياب حسان، فقال: والله لأتينه ولأوبخنه، فدنا منه فقال: يا ابن رسول الله! ما لبس رسول الله صلى الله عليه وآله مثل هذا اللباس ولا علي عليه السلام ولا أحد من آبائك.. فقال له أبوعبدالله (كان رسول الله في زمان قتر مقتر وكان يأخذ لقتره وقتاره وان الدنيا بعد ذلك أرخت عز إليها – أي جاءت بالرفاه – فأحق أهلها بها أبرارها، ثم تلا قوله عزوجل "قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق" وقال: فنحن أحق من أخذ منها ما أعطاه الله، غير أني يا ثوري مع ما ترى علي من ثوب إنما لبسته للناس، ثم اجتذب يد سفيان فجرها ثم رفع الثوب الأعلى وأخرج ثوباً تحت ذلك على جلده غليظاً، فقال: هذا لبسته لنفسي غليظاً وما رأيته للناس، ثم اجتذب ثوباً على سفيان أعلاه غليظ خشن، وداخل الثوب لين، فقال: لبست هذا الأعلى للناس، هذا لنفسك تسرها).
لكم منا مستمعينا الأطائب جزيل الشكر على طيب الإستماع لحلقة اليوم من برنامجكم (آيات وأحاديث) قدمناها لكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران، دمتم بكل خير ورحمة وفي أمان الله.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة