البث المباشر

تاسوعا يوم استضعاف ال الرسول

الثلاثاء 30 إبريل 2019 - 12:10 بتوقيت طهران
تاسوعا يوم استضعاف ال الرسول

هي كربلاء لاتنقضي حسراتها

 

حتى تبين من النفوس حياتها

 

ياكربلاء ماأنت الا كربة

 

عظمت على أهل الهدى كرباتها

 

أضرمت نار مصائبفي مهجتي

 

لم يطفها من مقلتي عبراتها

 

يوم به للكفر أعظم صولة

 

وقواعد الاسلام عز حماتها

 

يوم به سبط النبي مشمرا

 

وبن والطغاة تتابعت راياتها

 

*******


السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد ألحسين وعلى أصحاب ألحسين. السلام على أبي ألفضل ألعباس حامل راية الحسين ورحمة الله وبركاته. ألسلام عليكم اخوة الولاء وعظم الله أجورنا واجوركم بهذه الايام الخالدة وماتحمله من ذكرى المصاب الاعظم.

*******


نبدأ بالفقرة ألأولى وعنوانها هو:

يوم ألا ناصر فيه


جاء في حديث عن ألأمام أبي عبد الله الصادق _عليه السلام_ عن يوم تاسوعا،(قال تاسوعا يوم حوصر فيه الحسين _عليه السلام_ وآصحابه رضى آلله عنهم بكربلاء وأجتمع عليه خيل اهل ألشام واناخ وعليه وفرح ابن مرجانة وعمر بن سعد بتوافر ألخيل وكثرتها واستضعفوا فيه ألحسين صلوات ألله عليه وأصحابه وايقنوا أنه لايأتي ألحسين _عليه السلام_ ناصر ولايمده أهل ألعراق بأبي ألمستضعف الغريب

اه وقعة عاشورا ان لها

 

في جبهة الدهر جرحا غير مندمل

 

طافوا بسبط رسول الله منفردا

 

في الطف خال من الخلان والخول

 

ابدوا خفايا حقود كان يسترها

 

من قبل خوف غرار الصارم الصقل

 

فقاتلوه ببدر ان ذا عجب

 

اذ يطلبون رسول الله بالذحال

 

لم انسه في فيافي كربلاء وقد

 

حام الحمام وسدت اوجه الحيل

 

في فتية من قريش طاب محتدها

 

تغشى القراع ولا تخشى من الاجل

 

من كل مكتهل في عزم مقتبل

 

وكل مقتبل في حزم مكتهل

 

*******


أيها الافاضل، ومن أهم حوادث يوم تاسوعا أمعان أليزيديين في منع الماء عن عيال ال الرسول صلى عليه واله حتى أشتد بهم ألعطش ألذي أستمر ألى حين أستشهاد أحباب ألله يوم عاشوراء. وبقي حزب ألطلقاء مصرين على منع ألماء حتى ألأطفال رغم طلب ألحسين عليه ألسلام له للطفل ألارضيع صلوات الله عليه .

بأبي طفلك ألرضيع تلظى

 

عطشا حين غيض عنطك الماء

 

جئت مستسقيا به فسقته

 

منهم الحتف طعنة نجلاء

 

لهف نفسي على بناتك تستساق

 

سبايا كما تساق ألأماء

 

لهف نفسي على خليفتك ألسجاد

 

مسته بعدك الاسواء

 

لست انساه في دمشق بحال

 

شمتت بأزدرائها ألأعداء

 

*******


ومن حوادث يوم تاسوعا التي خلدها التأريخ تجلي روح ألوفاء لولد فاطمة عليها السلام في ولد أم ألبنين سلام الله عليها، وهي التي ربت قمرها العباس واخوته الكواكب النيرة على صدق النصرة لامام الحق بكل وجودهم …فلم يكن غريبا أن يرفضوا بكل حزم الأمان الذي عرض عليهم في مثل هذا اليوم. فقد روى أصحاب السير أن عمر بن سعد نهض الى ألحسين_عليه السلام_ عشية الخميس لتسع مضين من المحرم،وجاء شمر حتى وقف على أصحاب الحسين _عليه السلام_ فقال: أين بن واختنا يعني أم ألبنين عليها السلام ألتي ينتمي لعنة الله لعشيرتها؟ فخرج أليه العباس وجعفر وعبد الله وعثمان بن وعلي _عليهم السلام_ فقال وله: مالك وماتريد؟ قال: انتم يابني أختي امنون، قال له الفتية: لعنك الله ولعن امانك، لئن كنت خالنا آتؤمننا وآبن رسول آلله لا آمان له؟ وقد رفضوا في آلبداية آن يجيبوا نداءه لكنهم خرجوا اليه بامر سيدهم الحسين عليه السلام لكي يسمعوا مايريده ثم أجابوه بهذه اللعنة التي عاد بها الى معسكر النفاق والشقاق خائبا.

رجال تواصوا حيث طابت أصولهم

 

وأنفسهم بالصبر حتى قضوا صبرا

 

حماة حموا خدرا أبى الله هتكه

 

فعظمه شأنا وشرفه قدرا

 

فأصبح نهبا للمغاوير بعدهم

 

ومنه بنات المصطفى أبرزت حسري

 

*******


وكانت نية الجيش الأموي الإسراع بقتل الحسين عليه السلام وصحبه عشية يوم تاسوعاء فقد قال المؤرخون: ثم إن عمر بن سعد نادي: يا خيل الله اركبي وأبشري فركب في الناس ثم زحف نحوهم بعد صلاة العصر من يوم تاسوعاء وحسين _عليه السلام_ جالس أمام بيته محتبيا بسيفه إذ خفق برأسه على ركبتيه، وسمعت أخته زينب الصيحة فدنت من أخيها، فقالت: يا أخي تسمع الأصوات قد اقتربت. قال: فرفع الحسين _عليه السلام_ رأسه فقال: " إني رأيت رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – في المنام فقال لي: إنك تروح إلينا، قال: فلطمت أخته وجهها وقالت: يا ويلتا، فقال: ليس لك الويل يا أختي، اسكني رحمك الرحمن. وفي رواية السيد ابن طاووس – عليه الرحمة – قال: وجلس الحسين _عليه السلام_ فرقد ثم استيقظ، فقال: " يا أختاه إني رأيت الساعة جدي محمد _صلى الله عليه وآله_ وأبي عليا وأمي فاطمة وأخي الحسن _عليهم السلام_ وهم يقولون: يا حسين إنك رائح إلينا عن قريب. وفي بعض الروايات: " إنك رائح إلينا غداً.

ما انتظار الدمع ان لا يستهلا

 

أ وما تنظر عاشوراء هلا

 

كيف ما تلبس ثوب الحزن في

 

ماتم أحزن أملاكا ورسلا

 

كيف ما تحزن في شهر به

 

أصبحت فاطمة الزهراء ثكلي

 

كيف ما تحزن في شهر به

 

أصبحت آل رسول الله قتلي

 

كيف ما تحزن في شهر به

 

البس الاسلام ذلا ليس يبلي

 

كيف ما تحزن في شهر به

 

رأس خير الخلق في رمح معلي

 

يوم لا سؤدد الا وانقضي

 

وحسام للعلى الا وفلا

 

*******


ما ان ذكرت مصابكم وذكرت تنعاب الغراب على ربي جيرون

وترنم الطاغي يزيد وقوله

 

فلقد قضيت من النبي ديوني

 

ألا تخبطني الأسى وتقرحت

 

مني العيون وجن فيه جنوني

 

أتعاقب الأيام تنسيني وقوف

 

عقائل للوحي بين يدي اخس لعين

 

*******

 

إني أحب الصلاة


تقدم ايها الأخوة والأخوات أن طغاة بني أمية كانوا عازمين على الإجهاز على المعسكر الحسيني عصر يوم تاسوعاء، قال المؤرخون أن الجيش الأموي تقدم عصر تاسوعاء نح ومعسكر الحسين وقال العباس بن علي لأخيه الحسين _عليها السلام_: يا أخي أتاك القوم،: فنهض الحسين ثم قال: يا عباس اركب بنفسي أنت يا أخي حتى تلقاهم فتقول لهم: مالكم وما بدا لكم؟ وتسألهم عما جاء بهم؟ فأتاهم العباس _عليه السلام_ فاستقبلهم في نح ومن عشرين فارسا فيهم زهير بن القين وحبيب بن مظاهر، فقال لهم العباس: ما بدا لكم وما تريدون، قالوا: جاء أمر الأمير بأن نعرض عليكم أن تنزلوا على حكمه أ وننازلكم، قال: فلا تعجلوا حتى أرجع إلى أبي عبدالله _عليه السلام_ فأعرض عليه ما ذكرتم، قال: فوقفوا ثم قالوا: القه فأعلمه ذلك، ثم القنا بما يقول، فانصرف العباس راجعا يركض إلى الحسين _عليه السلام_ يخبره بالخبر. ووقف أصحابه يخاطبون القوم، فقال حبيب بن مظاهر لزهير بن القين: كلم القوم إن شئت وإن شئت كلمتهم؟ فقال له زهير: أنت بدأت بهذا فكن أنت تكلمهم؟ فقال له حبيب بن مظاهر: أما والله لبئس القوم عند الله غدا قوم يقدمون عليه قد قتلوا ذرية نبيه _صلى الله عليه وآله_ وعترته وأهل بيته _عليه السلام_ وعباد أهل المصر المجتهدين بالاسحار، والذاكرين الله كثيرا. فقال له عزرة بن قيس: إنك لتزكي نفسك ما استطعت؟! فقال له زهير: يا عزرة إن الله قد زكاها وهداها فاتق الله يا عزرة فإني لك من الناصحين، أنشدك الله يا عزرة أن تكون ممن يعين الضلال على قتل النفوس الزكية قال عزره: يا زهير، ما كنت عندنا من شيعة أهل هذا البيت فأجابه زهير: أفلست تستدل بموقفي هذا أني منهم؟ أما والله ما كتبت إليه كتابا قط، ولا أرسلت إليه رسولا قط، ولا وعدته نصرتي قط، ولكن الطريق جمع بيني وبينه، فلما رايته ذكرت به رسول الله _صلى الله عليه وآله_ ومكانه منه وعرفت ما يقدم عليه من عدوه وحزبكم فرأيت أن أنصره، وأن أكون في حزبه وأن أجعل نفسي دون نفسه حفظا لما ضيعتم من حق الله وحق رسوله _صلى الله عليه وآله_. قال المؤرخون: وأقبل العباس بن علي _عليه السلام_ يركض حتى انتهى إليهم. فقال: يا هؤلاء إن أبا عبدالله _عليه السلام_ يسألكم أن تنصرفوا هذه العشية حتى ينظر في هذا الامر، فإن هذا أمر لم يجر بينكم وبينه فيه منطق فإذا أصبحنا التقينا إن شاء الله فإما رضيناه فأتينا بالامر الذي تسألونه وتسومونه أ وكرهنا فرددناه وإنما أراد بذلك أن يردهم عنه تلك العشية حتى يأمر بأمره ويوصي أهله فلما أتاهم العباس بن علي _عليه السلام_ بذلك، قال عمر بن سعد: ما ترى يا شمر؟ قال ماترى انت؟ أنت ألامير والرأي رأيك. قال: قد أردت ألا أكون ثم أقبل على الناس ، فقال ماذا ترون؟ فقال عمر بن الحجاج بن سلمة الزبيدي: سبحان الله والله ل وكانوا من ألديلم ثم سألوك هذه ألمنزلة لكان ينبغي لك أن تجيبهم أليها فكيف وهم أل محمد _صلى الله عليه واله_؟ فأجابوهم الى ذلك وقال قيس بن ألأشعث: أجبهم ألى ماسألوك فلعمري ليصبحنك بالقتال غدوة فقال: والله ل وأعلم أن يفعلوا ماأخرتهم العشية. وقال: كان العباس بن علي _عليه السلام_ حين اتى حسينا بما عرض عليه عمر بن سعد قال: " أرجع أليهم فإن أستطعت أن توخرهم الى غدوة، وتدفعهم عند العشية لعلنا نصلي لربنا الليلة وندعوه وتنستغفره، فه ويعلم أني قد كنت أحب الصلاة له وتلاوة كتابه وكثرة ألدعاء والاستغفار.

اه لوقعة عاشورا ء ان لها

 

نيران حزن بهات الاحشاء تشتعل

 

أيقتل ألسبط مظلوما على ظمأ

 

والماء للوحش منه ألعل والنهل

 

ورأس سيد خلق ألله يقرعه

 

بالخيزران رجس كافر رذل

 

والسيد العابد السجاد يجده

 

ثقل الحديد وقد اودت به العلل

 

وتستحث بنات المطفى ذللا

 

يحد وبها العيس عنفا سائق عجل

 

نوادبا فقدت السير كافلها

 

وفارقت خدرها الاستار والكلل

 

عقائل البضعة الزهراء حاسرة

 

وال هند عليها الحلي والحلل

 

*******

 

أبر الأهل وأوفى ألأنصار


روي عن الإمام زين العابدين عليه السلام قال: جمع الحسين عليه السلام أصحابه بعدما رجع عمر بن سعد وذل؛ عند قرب المساء من يوم تاسوعاء، فدنوت منه لا سمع وأنا مريض فسمعت أبي وه ويقول لأصحابه: أثني على الله تبارك وتعالى أحسن الثناء وأحمده على السراء والضراء اللهم إني أحمدك على أن اكرمتنا بالنبوة، وعلمتنا القرآن وفقهتنا في الدين، وجعلت لنا أسماعا وأبصارا وأفئدة، فاجعلنا من الشاكرين. " أما بعد فإني لا أعلم أصحابا أوفى ولا خيرا من أصحابي ولا أهل بيت أبر ولا أوصل من أهل بيتي فجزاكم الله عني جميعا خيرا، ألا وإني أظن يومنا من هؤلاء الأعداء غدا إلا واني قد أذنت لكم، فانطلقوا جميعا في حل ليس عليكم حرج مني ولا ذمام هذا الليل قد غيشكم فاتخذوه جملا وليأخذ كل رجل منكم بيد رجل من أهل بيتي، وتفرقوا في سوادكم ومدائنكم حتى يفرج الله، فإن القوم إنما يطلبوني ول وقد أصابوني لهوا عن طلب غيري.

*******


كانت هذه هي دعوة الحسين وأمره لأهل بيته وصحبه فماذا كان جوابهم، نتابع الرواية من قول إمامنا السجاد قال – عليه السلام –: فقال له إخوته وأبناؤه وبن وأخيه الحسن وابنا عبدالله بن جعفر: : "لم نفعل؟ لنبقى بعدك! لا أرانا الله ذلك أبدا ، بدأهم بهذا القول، العباس بن علي عليه السلام ثم إنهم تكلموا بهذا أ ونحوه... وفي رواية أخري: فقام إليه العباس بن علي أخوه عليهما السلام وعلي ابنه، وبن وعقيل، فقالوا له: "معاذ الله والشهر الحرام، فماذا نقول للناس إذا رجعنا إليهم، إنا تركنا سيدنا، وابن سيدنا وعمادنا، وتركناه غرضا للنبل، ودريئة للرماح، وجزرا للسباع، وفررنا عنه رغبة في الحياة، معاذ الله، بل نحيا بحياتك، ونموت معك فبكى وبك وعليه، وجزاهم خيرا.

*******


ثم قال الحسين عليه السلام: يا بني عقيل، حسبكم من القتل بمسلم، اذهبوا قد أذنت لكم!. قالوا: " فما يقول الناس؟ يقولون: أنا تركنا شيخنا وسيدنا وبني عمومتنا خير الأعمام، ولم نرم معهم بسهم، ولم نطعن معهم برمح، ولم نضرب معهم بسيف، ولا ندري ما صنعوا ! لاوالله لا نفعل، ولكن تفديك أنفسنا وأموالنا وأهلونا ونقاتل معك حتى نرد موردك فقبح الله العيش بعدك. أما عن موقف الأصحاب فقد قام إليه مسلم بن عوسجة الأسدي فقال: " أنحن نخلي عنك ولما نعذر إلى الله في أداء حقك؟ أما والله لا حتى أكسر في صدورهم رمحي وأضربهم بسيفي ما ثبت قائمه في يدي ولا أفارقك ول ولم يكن معي سلاح أقاتلهم به لقذفتهم بالحجارة دونك حتى أموت معك. وقال سعد بن عبد الله الحنفي: والله لا نخليك حتى يعلم الله أنا قد حفظنا غيبة رسول الله صلى الله عليه وآله فيك، والله ل وعلمت أني أقتل ثم أحيا ثم أحرق حيا ثم اذر يفعل ذلك بي سبعين مرة ما فارقتك حتى ألقى حمامي دونك، فكيف لا أفعل ذلك وإنما هي قتلة واحدة، ثم هي الكرامة التي لا انقضاء لها أبدا!. ثم قام زهير بن القين وقال: " والله لوددت أني قتلت ثم نشرت ثم قتلت حتى أقتل كذا ألف قتلة، وأن الله يدفع بذلك القتل عن نفسك وعن أنفس هؤلاء الفتية من أهل بيتك!. وتكلم جماعة أصحابه بكلام يشبه بعضه في وجه واحد، فقالوا: " والله لا نفارقك، ولكن أنفسنا لك الفداء! نقيك بنحورنا وجباهنا وأيدينا، فإذا نحن قتلنا كنا وفينا وقضينا ما علينا.

*******

 

وذووا المروة والوفا أنصاره

 

لهم على الجيش اللئام زئير

 

طهرت نفوسهم لطيب أصولها

 

فعناصر طابت لهم وحجور

 

فتمثلت لهم القصور وما بهم

 

لولا تمثلت القصور قصور

 

ما شاقهم للموت إلا دعوة

 

الرحمن لا ولدانها والحور

 

*******


أعزاءنا المستمعين، وثمة موقف في الوفاء والولاء أشد تأثيراً في النفوس ننقله لكم في الفقرة التالية تحت عنوان:

*******

 

نحن نواسي النساء


روى المؤرخون أنه وبعدما أبى أنصار الحسين الرحيل عنه، خاطبهم _عليه السلام_، قائلاً: " من كان في رحله امرأة فلينصرف بها إلى بني أسد. فقام علي بن مظاهر وقال: ولماذا يا سيدي؟! فقال _عليه السلام_: " إن نسائي تسبى بعد قتلي وأخاف على نسائكم من السبي. فمضى علي بن مظاهر إلى خيمته فقامت زوجته إجلالا له فاستقبلته وتبسمت في وجهه. فقال لها: دعيني والتبسم فقالت: يا ابن مظاهر إني سمعت غريب فاطمة _عليهما السلام_ خطب فيكم وسمعت في آخرها همهمة ودمدمة فما علمت ما يقول؟ قال: يا هذه إن الحسين _عليه السلام_ قال لنا: ألا ومن كان في رحله امرأة فليذهب بها إلى بني عمها لأني غدا اقتل ونسائي تسبي. فقالت: وما أنت صانع؟ قال: قومي حتى ألحقك ببني عمك بني أسد، فقامت وضربت رأسها في عمود الخيمة وقالت: " والله ما أنصفتني يا بن مظاهر أيسرك أن تسبى بنات رسول الله _صلى الله عليه وآله_ وأنا أمنة من السبي؟ أيسرك أن تسلب زينب إزارها من رأسها وأنا أتستر بإزاري؟ أيسرك أن تذهب من بنات الزهراء أقراطها وأنا أتزين بقرطي؟ أيسرك أن يبيض وجهك عند رسول الله _صلى الله عليه وآله_ ويسود وجهي عند فاطمة الزهراء _عليها السلام_ أنتم تواسون الرجال ونحن نواسي النساء. فرجع علي بن مظاهر إلى الحسين _عليه السلام_ وه ويبكي، فقال له الحسين _عليه السلام_: ما يبكيك؟ فقال: سيدي أبت الأسدية إلا مواساتكم، فبكى الحسين_عليه السلام_ وقال: جزيتم منا خيرا.

*******

 

عبادة العباس ليلة عاشوراء


بات الحسين _عليه السلام_ وأصحابه – ليلة عاشوراء – ولهم دوي كدوي النحل، ما بين راكع وساجد، وقائم وقاعد، فعبر عليهم من عسكر عمر بن سعد اثنان وثلاثون رجلا التحقوا بهم لما سمعوا دوي عبادتهم، قال المؤرخون: أنه ما نام في هذه الليلة الحسين _عليه السلام_ ولا أحد من أصحابه وأعوانه إلى الصبح، وكذلك النسوة والصبيان وأهل البيت كلهم يدعون، ويوادعون بعضهم بعضا قال السيد الأمين – عليه الرحمة –:

باتوا وبات إمامهم ما بينهم

 

ولهم دوي حوله ونحيب

 

من راكع أ وساجد أ وقارئ

 

أ ومن يناجي ربه وينيب

 

*******


ولكن كان لحامل راية الحسين عليه السلام احياء لليلة عاشوراء من نمط آخر كان العباس _عليه السلام_ في العبادة وكثرة الصلاة والسجود بمرتبة عظيمة حتى قال عنه الشيخ الصدوق – عليه الرحمة: كان يبصر بين عينيه أثر السجود لكن وأي عبادة أزكى وأفضل من نصرة ابن بنت رسول الله _صلى الله عليه وآله_ وحماية بنات الزهراء، وسقي ذراري رسول الله _صلى الله عليه وآله_؟! قال المؤرخون: إن أصحاب الحسين _عليه السلام_ باتوا ليلة العاشر من المحرم ما بين قائم وقائد وراكع وساجد، لكن خصص العباس _عليه السلام_ من بينهم بحفظ بنات رسول الله _صلى الله عليه واله_ وأهل بيته، كان راكبا جواده متقلدا سيفه آخذا رمحه يطوف حول الخيم، لأنه آخر ليلة أراد أن يوفي ما كان عليه ويرفع الوحشة عن قلوب الهاشميات حتى يجدن طيب الكري، وقد أحاطت بهن الأعداء الذين كانوا ينوون الغدر بمعسكر الحسين ليلاً وإبادتهم قبل الصباح: وكانت عيون الفاطميات به قريرة، وعيون الأعداء منه باكية ساهرة، لأنهم خائفون مرعوبون من أبي الفضل _عليه السلام_ وما تنام أعينهم خوفا من بأسه وسطوته ونكال وقعته، وانقلب الامر ليلة الحادي عشر، قرت عيون العسكر، وبكت وسهرت عيون الفاطميات، ولنعم ما قيل:

اليوم نامت أعين بك لم تنم

 

وتسهدت أخرى فعز منامنها

 

*******

 

بنفسي كراما سخت بالنفوس

 

بيوم سمت فيه أمثالها

 

وصالوا كصولة أسد العرين

 

رأت في يد القوم أشبالها

 

ترى أن في الموت طول الحياة

 

فكادت تسابق أجالها

 

إلى أن أبيدوا بسيف العدي

 

ونال السعادة من نالها

 

ولم يبق للسبط من ناصر

 

يلاقي من الحرب أهوالها

 

*******


عظم الله إجوركم وتقبل الله أعمالكم والسلام عليكم ورحمة الله.

*******

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة