البث المباشر

خلق النبي(ص) في مأكله الامام الحسين(ع) وخلق افشاء السلام خلق الامام السجاد(ع) في التذلل لله برواية طاووس اليماني

الأحد 28 إبريل 2019 - 11:12 بتوقيت طهران
خلق النبي(ص) في مأكله الامام الحسين(ع) وخلق افشاء السلام خلق الامام السجاد(ع) في التذلل لله برواية طاووس اليماني

والصلاة والسلام على سيد الكائنات محمد المصطفى وعلى آله الطيبين الأطهار.
السلام عليكم - أيها الأكارم- ورحمة‌الله وبركاته واهلاً بكم في برنامجكم هذا آملين ان تقضوا معه وقتاً طيباً ومفيداً.
مستمعينا الاعزاء: حول اخلاق النبي وآدابه، ورد انه (صلى الله عليه وآله) ماعاب طعاماً قط، ان اشتهاه أكله والا تركه.
وعن جابر بن عبد الله (رضوان الله تعالى) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «انما انا عبد آكل كما يأكل العبد واجلس كما يجلس العبد».

*******

وننتقل الى ‌السبط الشهيد الامام الحسين (عليه السلام) الذي يعلمنا ان لا شاعة السلام فلسفة اخلاقية بناءة هي التذكر بالود وتوثيق العلاقات السلمية في المجتمع ولذلك فالنجل وهو من رذائل الأخلاق صفة الذين لا يسلمون، قال (عليه السلام):
«البخيل من بخل بالسلام».
وكان (عليه السلام) يطبق اخلاق السلام وآدابه ويوصي الناس بهذه التحية الاسلامية الرائعة، فمن كلماته (عليه السلام): «للسلام سبعون حسنة، تسع وستون، للمبتديء، وواحدة للراد» وذات مرة قال له رجل ابتداءً: ‌كيف انت عافاك الله؟ فقال (عليه السلام) له:«السلام قبل الكلام عافاك الله» ثم قال (عليه السلام) لمن حوله: «لا تأذنوا لأحد حتى يسلم».
ولعل سائلاً يقول: وهل يجوز السلام على المذنب؟ 
ويجيب الامام الحسين (عليه السلام): ان ابن الكوا سأل علي بن أبي طالب (عليه السلام) فقال: يا أمير المؤمنين نسلم علي مذنب هذه الأمة؟! 
فقال (عليه السلام): «يراه الله عزوجل للتوحيد اهلاً ولا نراه للسلام عليه اهلاً».
نعم - اخي المستمع- فلنعمل على اشاعة‌ هذه الفضيلة لنكسب من تنفيذها بهجة‌ الدنيا وسرور التلاحم الاجتماعي وفوق ذلك لنا عند الله به اجر ما احوجنا اليه يوم وقوفنا بين يديه تبارك وتعالى.

*******

عن (طاووس اليماني) قال: رأيت علي بن الحسين (عليه السلام) يطوف من العشاء الى السحر ويتعبد، فلما لم ير أحداً رمق السماء بطرفه وقال: «الهي غارت نجوم سماواتك وهجعت عيون انامك، وابوابك مفتحات للسائلين، جئتك لتغفر لي وترحمني وتريني وجه جدي محمد (صلى الله عليه وآله) في عرصات القيامة».

ويستمر طاووس اليماني في روايته قائلاً: ثم بكى أي السجاد (عليه السلام) وقال: وعزتك وجلالك ما أردت بمعصيتي مخالفتك، وما عصيتك اذ عصيتك وانا بك شاك، ولا بنكالك جاهل ولا لعقوبتك متعرض ولكن سولت لي نفسي واعانني على ذلك سترك المرضي علي فالآن من عذابك من يستنقذني؟ وبحبل من اعتصم ان قطعت حبلك عني؟ فوا سوأتاه غداً من الوقوف بين يديك اذا قيل للمخفين جوزوا وللمثقلين حطوا امع المخفين اجوز؟ ام مع المثقلين احط؟
ويلي كلما طال عمري كثرت خطاياي ولم اتب، اما ان لي أن استحي من ربي.
ثم بكى (عليه السلام) وانشأ يقول:

اتحرقني بالنار يا غاية المنى

فأين رجائي ثم اين محبتي؟

ثم بكى (عليه السلام) وقال: سبحانك تعصى كأنك لا ترى وتحلم كأنك لم تعص، تتودد الى خلقك بحسن الصنيع كان بك الحاجة اليهم وانت يا سيدي الغني عنهم
ثم خر الى الارض ساجداً فدنوت منه - والكلام ما زال لطاووس اليماني- وشلت رأسه ووضعته على ركبتي وبكيت حتى جرت دموعي على خده فاستوى جالساً وقال: من ذا الذي اشغلني عن ذكر ربي؟ 
فقلت له: انا طاووس يا بن رسول الله، ما هذا الجزع والفزع ونحن يلزمنا ان نفعل مثل هذا، ونحن عاصون جانون، ابوك الحسين بن علي وامك فاطمة الزهراء وجدك رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟
فالتفت الامام زين العابدين (عليه السلام) الى طاووس اليماني قائلاً: «هيهات هيهات يا طاووس دع عني حديث أبي وامي وجدي، خلق الله الجنة لمن أطاعه واحسن ولو كان عبداً حبشياً، وخلق النار لمن عصاه ولو كان سيداً قرشياً اما سمعت قوله تعالى: «فاذا نفخ في الصور فلا انساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون». والله لا ينفعك غداً الا تقدمة تقدمها من عمل صالح».
وختاماً - أيها الأكارم- نتقدم اليكم بالشكر الجزيل على حسن المتابعة وجميل الاصغاء. وحتى اللقاء القادم نستودعكم الباري تعالى والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

ذات صلة

المزيد
جميع الحقوق محفوظة