البث المباشر

رأفة رسول الله(ص) بخلق الله الامام السجاد (عليه السلام) ومحض التسليم لله عزوجل الامام الصادق (عليه السلام) وكلمة الحق مع المنصور الدوانيقي

الأحد 28 إبريل 2019 - 10:43 بتوقيت طهران
رأفة رسول الله(ص) بخلق الله الامام السجاد (عليه السلام) ومحض التسليم لله عزوجل الامام الصادق (عليه السلام) وكلمة الحق مع المنصور الدوانيقي

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على الحبيب المصطفى محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين.
السلام علكيم - أيها الاعزاء- ورحمة الله وبركاته واهلاً بكم في برنامجكم هذا آملين ان تقضوا معه وقتاً طيباً ومفيداً.
مستمعينا الأكارم: لقد كان من معالي أخلاق الرسول الأكرم محمد (صلى الله عليه وآله) الرحمة والرأفة بالناس حتى مع أعداءه، فقي فتح مكة تدفقت الرحمة من قلبه العطوف كالنبع الصافي فشملت كل اولئك الذين آذوه واضطهدوه عبر سنوات طويلة حيث وقف بينهم ذلك الموقف الخالد وقال: أقول وكما قال اخي يوسف: لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم، وهو أرحم الراحمين.
وعن معاذ بن جبل قال: بعثني رسول الله (صلى الله عليه وآله) الى اليمن فقال: يا معاذ اذا كان في الشتاء فغلس بالفجر، واطل القراءة قدر ما يطيق الناس ولا تملهم، فاذا كان الصيف فأسفر بالفجر فان الليل قصير والناس ينامون فأمهلهم حتى يداركوا. 
وفي رحمته بالحيوان يقول عبد الرحمن بن عبد الله: كنا مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) في سفر فرأينا حمرةً - وهي طائر كالعصفور- ومعها فرخان لها، فأخذناهما، فجاءت الحمرة تعرش - أي ترفرف- فلما جاء رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: من فجع هذه بولدها ردوا ولدها اليها.

*******

اجل - مستمعي الكريم- كانت تلك قطرات وشواهد من بحر الرحمة الالهية التي اودعها الباري تعالى في قلب رسوله الرحيم حيث كان مصداقاً لقوله سبحانه في كتابه العزيز: «لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم» (التوبة، 128).
عن الامام الباقر (عليه السلام) قال: قال علي بن الحسين )عليهما السلام(: مرضت مرضاً شديداً فقال لي أبي (عليه السلام): ما تشتهي؟ 
فقلت: اشتهي ان اكون ممن لا اقترح على الله ربي ما يدبره لي.
فقال (عليه السلام) لي: احسنت، ضاهيت ابراهيم الخليل صلوات الله عليه حيث قال جبرئيل (عليه السلام): هل من حاجة؟ 
فقال: لا اقترح على ربي، بل حسبي الله ونعم الوكيل. 
وهنا مستمعينا الاعزاء: يعلمنا الامام الحسين (عليه السلام) في عيادته لابنه علي السجاد (عليه السلام) أخلاقية العيادة وفن الكلام مع المريض ونرى ابنه العزيز وربيبه الكامل كيف لا يرغب لنفسه الا ما رغب له ربه، ولا يشتهي حتى الاقتراح على‌ الله العالم بمصلحته الواقعية، وهكذا فمن غير الأدب أن يقترح الانسان على هذا الاله العليم الرحيم شيئاً والله اعلم بما يصلحه ولذلك كان من ادعية اهل البيت (عليهم السلام): «اللهم افعل بي ما انت اهله، ولا تفعل بي ما انا اهله».

*******

مستمعينا الافاضل: لم يحتل احد المكانة المرموقة والمقام السامي في عصر الامام جعفر الصادق (عليه السلام) كالمكانة التي احتلها هو، فقد كان له موضع خاص ومقام فريد في نفوس كل الذين عاصروه فعامة المسلمين وجمهورهم كان يرى جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) سليل بيت النبوة‌ وعميد اهل البيت (عليهم السلام) ورمز المعارضة للظلم والطغيان الأموي والعباسي، وان حبه والولاء له فرض على ‌كل مسلم يؤمن بالحب والولاء لأهل البيت (عليهم السلام).
كما كان أهل العلم والصلاح يرون فيه اماماً وعالماً واستاذاً فذاً وكذلك رجال الحكم والسياسة وقادة الجمهور - خصوصاً في بداية الثورة العباسية ضد الأمويين- لم يكونوا ليجهلوا الامام ولم يعدوه، فقد كانوا يرون فيه الشخصية الاجتماعية المرموقة والقوة السياسية الفعالة، والقطب القيادي الذي لا يمكن تجاهله وتلك حقائق ليس بوسع احد ان ينكرها او يقلل من شأنها.
مستمعينا الكرام: للأسباب التي ذكرها ذوو الاختصاص - ولا مجال لذكرها هنا بسبب محدودية وقت البرنامج- كان الامام الصادق (عليه السلام) منصرفاً عن الصراع السياسي المكشوف الى بناء المقاومة بناءً علمياً وفكرياً وسلوكياً يحمل روح الثورة ويتضمن بذورها، لتنمو بعيدةً عن الأنظار وتولد قوية راسخة.
وبهذه الطريقة راح (عليه السلام) يربي العلماء والدعاة وجماهير الأمة على مقاطعة الحكام الظلمة ومقاومتهم عن طريق نشر الوعي العقائدي والسياسي والتفقه في احكام الشريعة ومفاهيمها، ويثبت لهم المعالم والأسس الشرعية الواضحة كقوله (عليه السلام): من عذر ظالماً بظلمه سلط الله عليه من يظلمه، فان دعا لم يستجب له ولم يأجره الله على ظلامته. وقوله (عليه السلام) ايضاً: «العامل بالظلم والمعين له والراضي به شركاء ثلاثتهم».
وكان من اخلاق الصادق (عليه السلام) كآبائه الطاهرين المعصومين (عليهم السلام) عدم المداهنة والشجاعة في قول كلمة الحق، فقد كتب له طاغية بني العباس المنصور الدوانيقي كتاباً يطلب فيه قرب الصادق ومصاحبته ومما جاء في الكتاب: لم لا تغشانا كما يغشانا الناس؟ فكتب اليه الصادق (عليه السلام):
ليس لنا ما نخافك من اجله ولا عندك من امر الآخرة‌ ما نرجوك له، ولا انت في نعمة فنهنئك ولا نراها نقمة فنعزيك. فكتب اليه الطاغية - نفاقاً-: تصحبنا لتنصحنا، فأجابه الصادق (عليه السلام) - معرياً نفاقه-: «من أراد الدنيا لا ينصحك ومن اراد الآخرة لا يصحبك».
وفي نهاية البرنامج نتقدم لحضراتكم - ايها الاعزاء- بالشكر الجزيل على حسن المتابعة وجميل الاصغاء.
وحتى اللقاء القادم نترككم في رعاية الله وحفظه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

ذات صلة

المزيد
جميع الحقوق محفوظة