البث المباشر

صبر النبي الاكرم(ص) على الجوع وصعوبة العيش الامام الحسين(ع) يكافئ العبد الذي خدم أخاه الحسن(ع) طيب معاشرة الامام الرضا(ع) للناس

الأحد 28 إبريل 2019 - 10:37 بتوقيت طهران
صبر النبي الاكرم(ص) على الجوع وصعوبة العيش الامام الحسين(ع) يكافئ العبد الذي خدم أخاه الحسن(ع) طيب معاشرة الامام الرضا(ع) للناس

والصلاة والسلام على سيدنا وحبيب قلوبنا محمد المصطفى وعلى آله الطيبين الطاهرين. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته واهلاً بكم في برنامجكم هذا آملين ان تقضوا معه وقتاً طيباً ومفيداً ...
أيها الاكارم: مهما تحدثنا عن صبر الرسول الاكرم(ص) فاننا لا نستطيع الاحاطة بكل جوانب الموضوع ووقت البرنامج لا يسع لذلك، ولكن كما قيل ما لايدرك كله لا يترك جله، لهذا سنشير في هذه الحلقة وفي حلقات لاحقة ان شاء الله الى ذلك، فعن تحمل الرسول(ص) للجوع والفقر وترويض نفسه على رفض زينة الحياة الدنيا روي عن ابن عباس قال: ان رسول الله(ص) دخل عليه عمر وهو على حصير قد اثَّر في جنبيه فقال: يا نبي الله لو اتخذت فراشاً، فقال(ص): مالي وللدنيا، وما مثلي ومثل الدنيا الا كراكب سارَ في يوم صائف فاستظل تحت شجرة ساعة من نهاره ثم راح وتركها. وعن ابن عباس ايضاً قال: كان رسول الله(ص) يبيت الليالي المتتابعات طاوياً وأهله لا يجدون شيئاً وكان اكثر خبزهم الشعير. وعن انس بن مالك قال: جاءت فاطمة(ع) بكسرة خبز الى النبي(ص) فقال: ما هذه الكسرة يا فاطمة؟
قالت: قرص خبزته فلم تطب نفسي حتى آتيك بهذه الكسرة.
فقال(ص): اما انه اول طعام دخل فم ابيك منذ ثلاثة ايام.
بلغ شرف السخاء عند الامام الحسين(ع) ان سائلاً توهم فاتى الحسين يظنه الحسن أخاه )عليهما السلام( لانه كان قد وعده بمكافأة، فلم يخيبه ولم يكشف له توهمه واليكم الرواية بتفاصيلها كما نقلها الخوارزمي حيث قال: خرج الحسن(ع) الى سفر فمر براعي غنم فنزل عنده فالطفه وبات عنده، فلما اصبح دله على الطريق، فقال له الحسن(ع): اني ماض الى ضيعتي ثم اعود الى المدينة، ووقت له وقتاً وقال له: تأتيني به. فلما جاء الوقت شغل الحسن بشيء من اموره عن قدوم المدينة، فجاء الراعي وكان عبداً لرجل من اهل المدينة، فصار الى الحسين وهو يظنه الحسن فقال: انا العبد الذي بت عندي ليلة كذا ووعدتني ان اصير اليك في هذا الوقت، وأراه علامات عرف الحسين انه الحسن، فقال الحسين له: لمن انت يا غلام؟ 
فقال: لفلان. كم غنمك؟ 
قال: ثلاثمئة.
فارسل(ع) الى الرجل فرغبه حتى باعه الغنم، والعبد أعتقه ووهب له الغنم مكافأة لما صنع مع اخيه الحسن(ع) وقال(ع): (ان الذي بات عندك اخي وقد كافأتك بفعلك معه).
ان الامام من يقتدى بسلوكه ويؤتم بقوله وعمله، ولا يكون المتصدي للامامة اماماً ورئيساً وقدوة للمسلمين حتى يروا منه صدق العمل والالتزام بالمبادئ والقيم التي يدعو اليها ولقد ثبت القرآن الكريم اهمية التطبيق وقيمة العمل بقوله تعالى: «وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون» (التوبة، 105).
وقوله تعالى ايضاً: «يا ايها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون / كبر مقتاً عند الله ان تقولوا ما لا تفعلون» (الصف، 2و3).
وهكذا فان القائد والامام الذي يدعو الى مبادئ وقيم مثالية من الصدق والاخلاص والتواضع وحب الانسانية والدعوة الى الخير والصلاح ثم لا يجسد هذه الدعوة في سلوكه ولا يلتزم بالمبادئ التي يدعوا اليها يكتشف الناس زيف دعوته والمفارقة بين قوله وعمله فتكون سبباً لتوهين شخصيته وسقوط مكانته وعدم قناعة الناس به. فالناس يدركون سهولة القول ويسر الادعاء وطرح الشعارات والنظريات ويعلمون ان ليس بوسعهم ان يكتشفوا الحقيقة كاملة من خلال الشعارات والاقوال، بل ان المحك والمقياس في هذه الحالة هو العمل والتطبيق والالتزام، فمتى ما صدق القائد بقوله وطبق عملياً مبادئه وقيمه التي يدعو اليها صدَّقه الناس واصبح قدوة ومثالاً اعلى للآخرين، وها هو الامام علي بن موسى الرضا(ع) في اخلاقه العملية وسلوكه الخلقي الرفيع يصور لنا جانباً من عظمة اهل البيت(ع) ويحكي لنا حقيقة هذه الشخصيات الرسالية القدوة التي ما عرفت يوماً الانفصام بين القول والعمل، فها هو ابراهيم بن العباس الصولي يصف لنا جانباً من أدب الامام الرضا(ع) وحسن خلقه وجميل معاشرته وسمو انسانيته قال: ما رأيت ابا الحسن جفا احداً بكلمة قط، ولا رأيته قطع على احد كلامه حتى يفرغ منه، وما رد احداً عن حاجة يقدر عليها، ولا مد رجله بين يدي جليس له قط ولا اتكى بين يدي جليس له قط، ولا رأيته شتم احداً من مواليه ومماليكه قط، ولا رأيته تفل قط، ولا رأيته يقهقه في ضحكه قط، بل كان ضحكه التبسم.
وفي الختام ندعو الله معاً بهذا الدعاء (اللهم صل على محمد وآل محمد وتفضل على فقراء المؤمنين والمؤمنات بالغنى والثروة وعلى مرضى المؤمنين والمؤمنات بالشفاء والصحة وعلى احياء المؤمنين والمؤمنات باللطف والكرامة وعلى أموات المؤمنين والمؤمنات بالمغفرة والرحمة برحمتك يا ارحم الراحمين). آمين رب العالمين.
وحتى لقاء قادم نستودعكم الله الباري تعالى والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

ذات صلة

المزيد
جميع الحقوق محفوظة