البث المباشر

ردود منصفة... بأقلام حرَّة

الجمعة 19 إبريل 2019 - 10:17 بتوقيت طهران
ردود منصفة... بأقلام حرَّة

تصنيف الرئيس الامريكي دونالد ترامب حسب معايره الازدواجية والمنافقة بأن حرس الثورة الاسلامية الايراني (منظمة ارهابية) جاءت ردود من قبل الأقلام الحرة والنزيهة ، فقد كتب علي الجبوري مقالا تحت هذا العنوان:

من الارهابي.. حرس الثورة ام ترامب؟!

في السابع والعشرين من شهر اب/اغسطس من عام 2014، اي بعد ما يقارب الشهرين من اجتياح تنظيم داعش الارهابي لمدينة الموصل ومدن عراقية اخرى، صرح رئيس اقليم كردستان السيد مسعود البارزاني، قائلا: "ان إيران أول دولة أمدتنا بالسلاح والعتاد حسب امكاناتها، عندما تعرضت مدن الاقليم الى هجوم تنظيم داعش".

وكان ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك بمدينة اربيل مع وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف، وبعد ذلك، فأن الرئيس البارزاني، تحدث بالتفصيل لوسائل اعلام اجنبية عن مسارعة ايران لمساعدة الاكراد، حينما وصل الدواعش الى اعتاب ابواب اربيل، بينما تلكئت وتباطأت الولايات المتحدة الاميركية واطراف دولية واقليمية اخرى تعد حليفة وصديقة للاكراد في تقديم المساعدة والدعم المطلوب، وكشف البارزاني في حينه جوانب من تفاصيل اتصالاته المباشرة مع قائد فيلق القدس الايراني التابع لحرس الثورة الجنرال قاسم سليماني، لتأمين وصول الدعم بأسرع وقت ممكن.

ربما لم يكن البارزاني ملزما ان يتناول مثل تلك الحقائق، لاسيما وانه كزعيم سياسي، وكشخصية كردية، لايصنف ضمن المحور القريب من طهران او المحسوب عليها، بيد انه في بعض الاحيان تفرض تفاعلات الوقائع والاحداث وطبيعة تداعياتها، كشف امور لا يروق للبعض كشفها واماطة اللثام عنها.

ولعل شهادة الزعيم الكردي العراقي الابرز في المرحلة الراهنة، تؤشر الى حقيقة مهمة للغاية، الا وهي ان ايران، ان لم تكن اول من دعم العراق وسانده ودفع عنه خطر داعش، فأنها كانت في مقدمة الداعمين والمساندين.

ولا شك ان شهادة البارزاني، كانت من بين شهادات كثيرة من الخصوم والاعداء قبل الاصدقاء والحلفاء.

وما يعزز مثل تلك الشهادات، العدد غير القليل من الخبراء والمستشارين الايرانيين التابعين لحرس الثورة، الذين سقطوا شهداء وجرحي خلال المعارك ضد تنظيم داعش، في مختلف المدن العراقية، وكذلك في سوريا.

وبينما كان رجال حرس الثورة يتواجدون – كخبراء ومستشارين - مع التشكيلات العسكرية العراقية، بطلب، ووفق تنسيق متكامل مع الجهات العراقية المعنية، وبينما كانت طهران تزود بغداد بما تحتاج اليه من اسلحة ومؤن وعتاد لاستمرار زخم المعارك ضد داعش، كانت طائرات ما يسمي بالتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الاميركية، تكرر قصفها لمواقع تابعة للحشد الشعبي، او الجيش العراقي او الشرطة الاتحادية او قوات البيشمركة الكردية، او الحشد العشائري، وفي كل مرة كانت مراكز قياداتها والمتحدثين الرسميين بأسمها، يدعّون ان القصف حصل بالخطأ، في ذات الوقت وبمرور الزمن، لم يعد خافيا ان ذات الطائرات التي كانت تقصف مواقع الحشد والجيش والبيشمركة والشرطة الاتحادية، هي نفسها، ان لم تكن مثيلاتها تلقي الاسلحة والمؤن والمساعدات لعناصر داعش، وتؤمن لهم مسالك الهروب والفرار، بعد كل هزيمة، ناهيك عن مساعدتهم في اعادة تشكيل وترتيب صفوفهم، ولعل ما جري ويجري في مناطق الحدود العراقية - السورية، خير شاهد ودليل علي ذلك.

وما يردده معظم العراقيين، منذ عدة اعوام، انه لولا فتوى المرجعية الدينية (فتوى الجهاد الكفائي)، والحشد الشعبي، ودعم الجمهورية الاسلامية الايرانية، لما تحقق الانتصار على تنظيم داعش الارهابي.

هذا وغيره من الارقام والحقائق والمعطيات، يتناقض الى ابعد الحدود مع قرار الرئيس الامريكي دونالد ترامب، الذي اصدره في الثامن من شهر نيسان/ابريل الجاري، والقاضي بإدراج حرس الثورة الاسلامية الايراني على لائحة المنظمات الارهابية.

ولا شك ان ذلك التناقض لا يحمل ما هو غريب، ولا ينطوي على ما هو خارج نطاق التوقعات في المنهج الامريكي الازدواجي والمنافق، الذي تجلى بأوضح وابشع اشكاله وصوره في عهد ترامب، لان الاخير اسس قراره على رؤية واشنطن لمفهوم ومعنى الارهاب، وليس الى المعايير والاعراف والقوانين الدولية، والقيم الانسانية والاخلاقية، وإلا كيف يكون حرس الثورة الايراني منظمة ارهابية وهو الذي ساهم في دحر داعش ودفع شروره عن دول وشعوب المنطقة، بينما تغض واشنطن الطرف عمن اوجد تنظيم داعش وقبله تنظيم القاعدة، وعمن يرتكب المجازر المروعة في اليمن وفلسطين وغيرهما بحق الابرياء، وعمن يحرض ويعبئ اعلاميا وسياسيا ودينيا لترويج ثقافة الحقد والكراهية والفتنة والقتل والعنف والارهاب.

قد لا يخفي على الكثيرين الاعداد الهائلة للضحايا الذين سقطوا في العراق وسوريا ودول اخرى جراء السياسات العدوانية للولايات المتحدة الاميركية واصدقائها وحلفائها واتباعها، الي جانب حجم الدمار والخراب الهائل الذي لحق بمدن ومناطق كاملة.

هل حرس الثورة الايراني، الذي صنفه ترامب كمنظمة ارهابية، ارتكب مثل تلك المجازر؟

 وما علاقة حرس الثورة الايراني بما يجري في اليمن وفلسطين، وما قام به الدواعش ومن يدعمهم ويساندهم في سوريا والعراق، وما علاقته بالارهاب التكفيري الدموي المتطرف الذي يحصد ارواح الابرياء باستمرار في افغانستان وباكستان ومصر ودول اخرى، في أوربا واسيا وافريقيا وامريكا واستراليا، وما حصل في نيوزلندا قبل اسابيع ليس عنّا ببعيد، وما علاقة حرس الثورة الايراني بحروب امريكا ومخططاتها واجنداتها التدميرية العدوانية في كل زمان ومكان، وما خلفته وتخلفه من مآس وكوارث وويلات.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة