البث المباشر

معلومات مهمة عن القرآن الكريم

الثلاثاء 4 يوليو 2023 - 15:55 بتوقيت طهران
معلومات مهمة عن القرآن الكريم

القرآن الكريم هو الكتاب السماوي المقدس لدى المسلمين، والمصدر الأول للتشريع، وقد أُوحيَ للنبي محمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله وسلم، بواسطة الملك جبرائيل عليه السلام، خلال فترة نُبُوَّته التي دامت (23) سنة.

 

يتفق المسلمون بجميع مذاهبهم على أنّ القرآن بألفاظه هو كلام الله، وأهمّ معجزات النبي محمد (ص)، وهو الكتاب السماوي الأخير، ولا يمكن لأحدٍ من الخلق أن يأتي بمثله، ومن أهم وجوه إعجاز القرآن هو الإعجاز اللغوي والبلاغي، وما جاء به من أخبار القرون والأمم البائدة، والإعجاز على المستوى العلمي (الإخبار عن القوانين الكونية) والتشريعي (الجامعية في التشريع).

يرى مشهور علماء التفسير أن بعض آيات القرآن نزلت من قبل الله تعالى على قلب النبي (ص) من دون توسط ملاك الوحي، وأن آياته نزلت بشكل تدريجي، بينما يعتقد البعض الآخر أن الآيات كانت تتنزّل في كل سنة دفعة واحدة؛ وتحديداَ في ليلة القدر، بالإضافة إلى نزولها التدريجي في طيات السنة.

كانت الآيات القرآنية تكتب على الرقاع (قطعةٌ من الورق أو الجلد يكتب فيها) والأكتاف وَاللِّخَاف (حجارة بيض رقاق) في عهد الرسول (ص)، وتم تجميعها بعد وفاته؛ لكن أغلب هذه النسخ لم تكن مرتبةً بشكل متماثل، ولم تكن قراءتها على نحوٍ واحد؛ فأمر عثمان بن عفان فيما بعد باعتماد نسخة واحدة وإحراق المصاحف الأخرى. ويعتبر الشيعة هذه النسخة صحيحة وكاملة، تبعاً لأئمتهم (ع).

يتألف القرآن من 114 سورة في أكثر من 6000 آية، ويُقسّم إلى 30 جزء و120 حزب. ومن أهم ما ورد في القرآن الكريم: أصول الدين وفروع الدين، وقصص الأنبياء (ع) والأحكام الشرعية، والمواعظ الأخلاقية.

تعدد القراءات القرآنية أتى نتيجةً لتعدد النسخ، والالتباس في الخط العربي نفسه، واختلاف اللهجات فيما بينها، واجتهادات القرّاء. وفي القرن الرابع الهجري تم اختيار سبع قراءات من بينها قراءة حفص عن عاصم، وهي القراءة الأشهر حالياً.

تم ترجمة القرآن الكريم إلى لغات عدة، منها: الفارسية (القرن الرابع)، واللاتينية (القرن السادس للهجرة/ الثاني عشر للميلاد). وطُبع في إيطاليا للمرة الأولى في سنة 950 هـ/ 1543م، وفي سنة 1200 هـ كانت طبعته الأولى على يد المسلمين وتحديداً في سانت بطرسبرغ في روسيا، أما البلد الإسلامي الأول الذي قام بطباعة القرآن فهي إيران وذلك سنة 1238 هـ وسنة 1243 هـ.

نشأت بفضل القرآن الكريم عدة من العلوم وساهم القرآن في نشأة بعضها الآخر، ومن هذه العلوم: علم التفسير، علوم القرآن، علم البلاغة وعلم النحو وعلم القراءات.

يحتل القرآن الكريم مكانة معنوية كبيرة في نفوس أتباع الدين الإسلامي، فهو المصدر الأساسي لتنظيم حياتهم الفردية والاجتماعية. وللقرآن أهمية خاصة في حياة المسلمين، وله أحكام محددة في الشريعة الإسلامية (خصوصاَ في الصلاة)، وتتم تلاوته في المناسبات الاجتماعية أيضاَ كعقد القران والمآتم. من أبرز مظاهر الفن الإسلامي: الأعمال الفنية التي تتعلق بالقرآن الكريم كفن تخطيط الآيات وتذهيبها، وتجليد المصحف، واستخدام بعض نصوصه في فنون العمارة. وللقرآن تأثير واضح في الفنون الأدبية أيضاَ.

 

التعريف اللغوي والاصطلاحي

اللغوي

وقع الخلاف في أنّ كلمة «القرآن» هل هي مشتقة من كلمة أخرى أم وضعت كما هي على معناها؟ فمنهم من ذهب لكونها اسم علم، وضعت بدون اشتقاق على كلام الله عز وجل من قبيل المرتجل. ومنهم من قال إنّها مشتقّة، واختلفوا في مصدر اشتقاقها على وجوه:

مشتقّة من قَرَنتُ الشيء بالشيء أي ضممته إليه؛ لأنّ السور والآيات فيه مُنضَمٌ بعضها إلى بعض.

مشتقّة من القَرَائِن؛ لأنّ الآيات فيه يصدّق بعضها بعضًا.

مشتقّة من القَرْء الذي يعني الجمع، وهو وصف على وزن فعلان.

مشتقّة من القِرَاءة، وهو مصدر مهموز على وزن غفران.

 

الاصطلاحي

عُرّف القرآن اصطلاحاً بأنّه: «كلامُ‌ اللّٰه المنزل على رسوله محمد (ص)، المكتوبُ‌ في المصاحف».

 

أسماؤه وصفاته

للقرآن عدة أسماء وصفات، وقد ذكرت ضمن آيات القرآن الكريم.

الأسماء

من جمله الأسماء التي وردت في القرآن الكريم:

الفرقان: كما قال تعالى ﴿تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا﴾.

الكتاب: كما قال تعالى ﴿ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فيه هدى لِلْمُتَّقِينَ﴾.

الذكر: كما قال تعالى ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا له لَحَافِظُونَ﴾.

وهناك تسميات أخرى اختلف في كونها اسمًا للقرآن أم هي صفة له، منها:

كلام الله: كما قال تعالى ﴿وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْةُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللهِ ثُمَّ أبلغه مأمنه ذَلِكَ بأنهم قَوْمٌ لَا يَعْلَمُونَ﴾.[٦]

التنزيل: كما قال تعالى﴿وإنه لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾، وقوله تعالى ﴿لَا يأتيه الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْةِ وَلَا مِنْ خَلْفِةِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ﴾.

النور: كما قال تعالى﴿يَا أيها النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ برهان مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا﴾.

الموعظة: كما قال تعالى﴿يَا أيها النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وهدى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ﴾.

وتبقى التسمية المختصة بكتاب الله هي «القرآن»، وباقي التسميات هي أعم في معناها من القرآن الكريم.

 

الصفات

ومن الصفات التي وردت في القرآن الكريم:

العظيم: ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ﴾

الكريم: ﴿وإنه لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ. إنه لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ﴾

المبين: ﴿تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآنٍ مُبِينٍ﴾

الحكيم: ﴿يس. وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ﴾

المبارك: ﴿كِتَابٌ أنزلناه إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آياته وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ﴾

المجيد: ﴿وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ﴾

العزيز: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جاءهم وإنه لَكِتَابٌ عَزِيزٌ﴾

الهدى: ﴿ألم. ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فيه هدى لِلْمُتَّقِينَ﴾.

الرحمة: ﴿الم. تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ. هدى وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ﴾

وغيرها من الصفات الكثيرة، من قبيل «الشفاء» و«البلاغ» و«البشير» و«النذير» و«البصائر».

 

كيفية تلقي الوحي القرآني

للوحي الرِّسالي أساليب متعدّدة ورد ذكرها في القرآن الكريم، منها: الإيحاء بواسطة ملك. ويرى البعض أن نزول القرآن كان فقط من خلال جبريل مستندين إلى قوله تعالى: ﴿قُلْ مَن كَانَ عَدُوًّا لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَىٰ قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللهِ﴾، لكن المشهور يرى أن القرآن نزل بطرق أخرى من بينها التكليم المباشر دون توسّط الملاك.

النزول التدريجي والدفعي

طبقاً لبعض الآيات فإن القرآن قد نزل في ليلة القدر من شهر رمضان، وهذا ما سبب اختلاف الآراء حول النزول وأنه هل كان دفعة واحدة أم كان تدريجياً. ويرى بعض العلماء أن القرآن نزل بكلتا الصورتين. ويرى آخرون أنه ما كان مقرراً نزوله من الآيات في كل سنة كان ينزل في ليلة القدر. وهناك رأي يصر على أن القرآن كان ينزل بشكل تدريجي، وفي ليلة القدر كان زمان بداية النزول.

 

محتوى القرآن

تحدث القرآن الكريم عن مواضيع مختلفة يمكن جمعها ضمن عناوين أساسية، أهمها:

العقائد: (1443 آية) وتشمل: التوحيد (1102 آية)، والمعاد (ثلث القرآن يتكلم عن المعاد أي ما يقارب 1200 آية).

الأحكام الشرعية (500 آية تقريبا).

المواعظ الأخلاقية، وقصص الأنبياء.

 

أهم الآيات العقائدية عند الشيعة

آية الولاية

هذه الآية تسمّى ب‍ «آية الولاية»، واستدلّ بها الإمامية على إمامة أمير المؤمنين (ع).[٣٣] وقد أكدت أكثر كتب التفسير على نزول هذه الآية في الإمام علي (ع) وذلك عندما تصدق بخاتمه وهو راكع في صلاته.[٣٤]

 

آية المودة

يذهب علماء الشيعة استناداً الى الكثير من الأدلة والشواهد على أن المراد من القربى هم أهل البيت (ع) وأن أبرز مصاديقهم علي (ع) وفاطمة (ع) والحسن (ع) والحسين (ع) والتسعة المعصومون من ذرية الإمام الحسين (ع). واعتبر العلامة الحلّي أنّ آية المودة هي الآية الرابعة التي تدل على إمامة الإمام علي (ع).

 

آية التطهير

تؤكد عدّة مصادر في الحديث والتفسير على نزول الآية في خمسة أشخاص؛ هم رسول الله (ص)، الامام علي (ع)، السيدة الزهراء (ع)، الإمامان الحسن والحسين (ع). وهذه الآية تدل على عصمتهم.

 

تقسيماته

قسّمت الكتابة القرآنية إلى سور وآيات، وهذا التقسيم تمّ في عهد رسول الله محمد صلي الله عليه وآله وسلم وبأمر منه، بل هناك من يذهب إلى القول أنّ هذا التقسيم حصل من قِبَل الله تعالى، وأنّ القرآن نزل على رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم بهذا التقسيم.

 

السورة والآية

السورة: السورة هي مقدار معين من الآيات القرآنية التي تبدأ بــ «بسم الله الرحمن الرحيم» وتنتهي بما هو محدّد في الكتاب نفسه، وقد يختلف طول وحجم السورة عن أخرى، فـــ «سورة البقرة» مثلاً تُعدّ من أطول السور القرآنية، والتي تتكون من 287 آية مع حساب البسملة، بينما نجد أن أقصر سورة في القرآن من جهة عدد الآيات والكلمات هي «سورة الكوثر» والتي لم يتجاوز عدد آياتها الأربعة مع حساب البسملة.

الآية: أمّا الآية فهي ذاك المقدار المعين من الكلمات والألفاظ، والتي تتشكّل منها السور، وكذلك تختلف الآيات في الطول وإن كان التفاوت بينها ليس بكبير إلاّ في موارد قليلة، كما هو الحال في «سورة البقرة» في الآية رقم 282، والتي تعد أطول آية في القرآن الكريم، بينما تعَد «الآيات الأولى من سور: طه»، و«يس»، و«غافر» من أقصر الآيات في القرآن الكريم.

 

الأجزاء والأحزاب

وجرى تقسيم القرآن أيضاً إلى أجزاء وأحزاب وأنصاف أحزاب، كما هو حاصل اليوم في نسخ القرآن الكريم، وهذا التقسيم حصل بعد حياة رسول الله محمد صلي الله عليه وآله وسلم، وهو تقسيم اجتهادي من قِبَل بعض حكّام بني أمية، يقال إنه «الحجاج بن يوسف».

الجزء: هو حاصل تقسيم كل القرآن على ثلاثين قسمًا، فالجزء الواحد هو حاصل قسمة كل القرآن الكريم على ثلاثين.

الحزب: هو نصف الجزء، وهو تقسيم كل القرآن الكريم على 60، وعليه فالقرآن كما أنه يتكون من ثلاثين جزءا، فهو يتكون أيضا من ستين حزباً. ثمّ يتم تقسيم الحزب الواحد على نصفين فيطلق على كل نصف منهما «نصف حزب». وتستمر عملية التقسيم في ربع الحزب وثُمنه.

 

إعجاز القرآن

تحدى القرآن الكريم مكذبي النبي (ص) بأن يأتوا بكتاب مثله أو بعشر سور من أمثال سوره، أو على الأقل بسورة كسور القرآن الكريم. وعدم إمكانية الإتيان بمثل هذا القرآن هو إشارة على إعجاز القرآن الكريم ونبوة النبي محمد (ص).

وهناك عناصر أخرى لإعجاز القرآن الكريم، منها:

فصاحة القرآن وبلاغته: من حيث ألفاظه وتراكيبه وأسلوبه وملاحظة مقتضى الحال. وقد أقرّ بلغاء العرب حتّى المشركين منهم بإعجاز القرآن المجيد، كالوليد بن المغيرة المخزومي وعتبة بن ربيعة، والطفيل بن عمرو وغيرهم.

أمّيّة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: إنّ ما يؤكّد إعجاز القرآن البلاغي والفصاحي والمضموني؛ أنّ هذا الكتاب ظهر على يد الرسول الأمي (ص). والقرآن الكريم يشير إلى هذه الأمور فيقول: ﴿وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَّارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ﴾ وفي آية أخرى يقول: ﴿قُل لَّوْ شَاء اللهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَدْرَاكُم بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِّن قَبْلِهِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ﴾

التناسق وعدم الاختلاف: حيث إنّ القرآن الكريم وعلى مدى ثلاثة وعشرين عاماً ـ مدّة نزوله ـ لم يطرأ على تناسقه وروحه أيّ اختلاف رغم الظروف المتباينة والحالات النفسيّة والمشاعر والأحاسيس المختلفة.

ومن وجوه الإعجاز الأخرى: ما جاء به من أخبار القرون والأمم البائدة، والإعجاز على المستوى العلمي (الإخبار عن القوانين الكونية) والتشريعي (الجامعية في التشريع).

 

القراءات

القراءة _وتعني وجها من محتملات النص القرآني _مصطلح قديم يرجع عهدها الى عهد الصحابة الأوائل، حيث عمد جماعة من كبار صحابة رسول الله (ص) بعد وفاته، الى جمع القرآن في مصاحف، كعبد الله بن مسعود وأُبي بن كعب ومعاذ بن جبل والمقداد ابن الاسود، وربما اختلفوا في ثبت النص او في كيفية قراءته، ومن ثم اختلفت مصاحف الصحابة الأولى، وكان كل قطر من أقطار البلاد الإسلامية تقرأ حسب المصحف الذي جمعه الصحابي النازل عندهم. فكان أهل الكوفة يقرءون على قراءة ابن مسعود، وأهل البصرة على قراءة أبي موسى الأشعري، وأهل الشام على قراءة أُبي بن كعب.

ومن هنا جاءت ما يسمونها بالقراءات، فكان عددها أكثر من عشرة: سبعة منها متواترة ومتّفق عليها عند أهل السنّة والجماعة، وثلاثة منها صحيحة إلاّ أنه وقع فيها الخلاف، أمّا باقي القراءات فَعُدَّتْ من القراءات الشاذّة للقرآن الكريم.

 

القراءات السبعة

هي القراءات السبعة التي يتّفق أعلام أهل السنّة والجماعة على كونها القراءات التي وصلت بالتواتر، وهي:

قراءة نافع المَدني (توفي سنة 169 هـ).

قراءة عاصم الكوفي: وهو عاصم بن بهدلة الكوفي، توفي حوالي (سنة 128 هـ).

قراءة الكِسَائي الكوفي: وهو علي بن حمزة بن عبد الله الكسائي، توفي (سنة 189 هـ).

قراءة ابن كثير المكّي: وهو عبد الله بن كثير المكي مولى عمرو بن علقمة توفي (سنة 120 هـ).

قراءة أبو عمرو البصري: وهو زَبان بن العلاء بن عمار التميمي المازني البصري، توفي (سنة 154 هـ).

قراءة عبد الله بن عامر: وهو عبد الله بن عامر بن يزيد بن تميم بن ربيعة اليَحصبي، توفي (سنة 118 هـ).

قراءة حمزة الكوفي: وهو حمزة بن حبيب بن عُمَارة بن اسماعيل الكوفي، توفي (سنة 156 هـ).

 

تدوينه وجمعه

والمقصود من الجمع: ترتيب الصحف وجمعها في كتاب واحد. وقد حث النبي (ص) على كتابة الآيات القرآنية والقراءة الصحيحة لها وحفظها. واشتهر العشرات من أصحابه بأنهم من كُتّاب الوحي في حياة رسول الله (ص).

يذهب البعض إلى أن جَمْع القران الكريم كان بعد وفاة النبي (ص). بينما يرى آخرون أن القران الكريم كان قد جمع في حياة الرسول صلى الله عليه وآله وبرعايته وتوجيهه.

يرى أصحاب الرأي الأول أنه بعد وفاة النبي (ص)، كثرت الاختلافات بين المصاحف المدونة، وهو ما أوجد حالة من تفرد كل مجموعة بمصحفها، والنظر للمصاحف الأخرى على أنها غير صحيحة وتعتريها الأخطاء. عندها أمر عثمان بتجميع المصاحف على حرف واحد وضمن مصحف واحد وحرق ما سواه، وذلك سنة 25 للهجرة عى الأرجح.

يرى أصحاب الرأي الثاني: أنّ القرآن الكريم قد جُمع في زمن الرسول الأكرم صلي الله عليه وآله وسلم، غير أنه لم يوضع في كتاب واحد كما عليه الكتاب طيلة القرون اللاّحقة، وأنّ الترتيب الذي عليه القرآن هو نفسه الترتيب الذي أقره الرسول الأكرم صلي الله عليه وآله وسلم، وهذا القول تسنده روايات صحيحة وكذلك يرجحه العقل، لوضوح عدم مقبولية العقل أن يترك النّبي محمد صلي الله عليه وآله وسلم الأمّة بدون أن يجمع لها كتابها الذي عليه المُعَوَّل، بل هو المرجع الأساس لهم في دنياهم وآخرتهم، وغاية ما فعله الخلفاء بعد وفاة الرسول الأكرم صلي الله عليه وآله وسلم هو أنهم جمعوا النّاس على كتابٍ واحدٍ ولسانٍ واحدٍ.

باقي الأراء في جمع القرآن:

أنه جُمع على يد الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام بعد وفاة الرسول الأكرم صلي الله عليه وآله وسلم مباشرة، حيث رفض الإمام علي عليه السلام أن يلبس رداءً إلاّ لصلاة حتى يجمع كتاب الله بالترتيب الذي نزل به.

أنه جُمع في زمن خلافة أبي بكر ابن أبي قحافة بمشُورة من عمر بن الخطاب بعد أن رأى الموت يعاجل أغلب الحفاظ.

أنه جُمع في زمن خلافة عمر بن الخطاب، حينما أمر زيد بن ثابت أن يكون هو المُمْلي، وسعيد بن العاص يكون الكاتب

أنه جُمع في زمن خلافة عثمان بن عفّان، وبأمرٍ وإشرافٍ منه، على يد جملة من الصحابة.

 

طباعة القرآن

تمت الطبعة الأولى للقرآن الكريم في الفترة ما بين 1499 م و1538 م، دون الاتفاق على تاريخ محدَّد. أما مكان الطبع فاختلف فيه أيضًا: فقيل: في البندقية. وقيل: في روما. وقد أتلفت هذه الطبعة بأمر من البابا.

ثم طُبع المصحف ثلاث مرات في أوروبا في القرنين السادس عشر والسابع عشر الميلاديين، وهذه الطبعات هي: طبعة البندقية عام 1537 م أو 1538 م، وطبعة هامبورج عام 1694 م، وطبعة بتافيا عام 1698 م.

أما طبعة هامبورج Hamburgh في عام 1125 هـ (1694 م)، فقد قام بها مستشرق ألماني ينتمي إلى الطائفـــة البروتستـنتية، هو إبــراهام هنكلمان Ebrahami Hincklmani.

ثم صدرت طبعة بتافيا من مطبعة السمناريين عام 1698م، وهي على قسمين: القسم الأول يضم نص القرآن الكريم، وترجمته، وتعليقات، وقد قام بإعداد هذا القسم الراهب الإيطالي لود فيكو مراشي Ludvico marracei Lucersi، وتمتاز هذه الطبعة بتطور حروفها قياسًا بالطبعتين السابقتين.

وفي روسيا طبع المصحف الشريف في ((سانت بطرسبورغ)) عام 1787 م، وأشرف على هذه الطبعة مولاي عثمان، وفي عام 1848 م ظهرت طبعة أخرى في "قازان" أشرف عليها محمد شاكر مرتضى أوغلي.

وفي عام 1834م ظهرت طبعة خاصة للمصحف الشريف في مدينة (ليبزيغ) أشرف عليها ((فلوجل)) Flügel.

وفي إيران طبع المصحف طبعتين حجريتين في كل من طهران عام 1244 هـ (1828 م)، وتبريز عام 1248 هـ (1833م).

كما ظهرت طبعات أخرى في الهند وفي الآستانه اعتبارًا من عام 1887 م.

 

ترجمة القرآن

تُرجم القرآن أولاً إلى اللغات: الفارسية، والسريانية واللاتينية. فقد نقل السرخسي عن أبي حنيفة أن الفرس كتبوا إلى سلمان ان يكتب لهم الفاتحة بالفارسية فكانوا يقرؤن ذلك في الصلاة حتى لانت ألسنتهم للعربية.

وتمت ترجمة آيات من القرآن قام بها مترجمون غير مسلمين وبخاصة من القساوسة السريان؛ حيث تضم مكتبة مانشستر البريطانية، والمتحف البريطاني بلندن مجموعة من المخطوطات باللغة السريانية يرجع تاريخها إلى عهد هشام بن عبد الملك. ويقول الفيكونت دو طرازي فى دراسته عن القرآن إنه اطلع على ترجمة سريانية للقرآن كاملة، ويتوقع طرازي أن الذي ترجم هذه النسخة القديمة هو باسيل مطران الرها في حدود سنة 1145 م.

وفي أوروبا؛ رعى «بطرس المبجل » رئيس دير كلوني cluny الشهير أولَ ترجمة للقرآن الكريم إلى اللاتينية، فقد عهد بهذه الترجمة إلى العالم الإنجليزي robert ketton بمساعدة الألماني «هرمانوس» وراهب إسباني آخر مجهول الاسم، وقد استغرقت هذه الترجمة ثلاث سنوات من 1141م إلى 1134 م.

 

فضله ومكانته

يحتل القرآن الكريم مكانة معنوية كبيرة في نفوس أتباع الدين الإسلامي، فهو المصدر الأساسي لتنظيم حياتهم الفردية والاجتماعية، وهو يُعدّ مصدرًا من مصادر المعرفة عند المسلمين بكلا قسميها الدنيوية والأخروية. وقد وردت روايات كثيرة في مقام تبيان فضل القرآن الكريم، منها موثّقة سماعة بن مهران: التي قال فيها أبو عبد الله عليه السلام: أنَّ القرآن يتضمن جميع مجريات الناس؛ أعم من الماضي والمستقبل، ومشتملاً على خَبَر السَّماء والأَرضِ.

وحض الرسول (ص) والأئمة (ع) على التفكّر في آيات القرآن، والعمل وفق تشريعاته وتعاليمه وهديه، وحثّوا على تلاوته وتعلّمه وتعليمه، وتحدثوا مفصلاً عن ثواب قراءة آياته وسوره. ومن أهم ما وصف به النبي والعترة (ع) القرآنَ أنه شفاء والمخرج من الفتن والشفيع يوم القيامة وفيه خبر ما كان ويكون.

 

العلوم المرتبطة بالقرآن

يندرج أغلب ما كتب حول القرآن ضمن الكتب المرتبطة بالتفسير أو علوم القرآن. وقد شكّل هذان العِلمان مصدراً أساسيا للمعرفة عند المسلمين.

 

علم التفسير

يُرجح أن يكون "مجاهد بن جبر" (ت: 104 هـ) أول من فسر القرآن بشكل مدوَّن من المسلمين، وقد كان يعرض ما يفسره على "ابن عباس".

ومناهج التفسير متنوعة؛ من أهمها: المنهج القرآني (تفسير القرآن بالقرآن‏)، والمنهج الأثري‏، ومنهج الرأي (تفسير اجتهادي)، والمنهج اللغوي، والمنهج البياني، والمنهج الصوفي أو الباطني، والمنهج العلمي، والمنهج التاريخي، والمنهج الموضوعي.

 

ويرى الشيعة ان أحاديث النبي (ص) وأحاديث الأئمة (ع) حجة في التفسير، أما الصحابة والتابعين فهُم كبقية المسلمين لا حجية لأقوالهم إلا ما ثبت أنه حديث نبوي؛ ولذلك أخذ الشيعة في التفسير بما هو مأثور عن النبي واهل بيته (ع)،

 

من أهم التفاسير عند الشيعية:

غريب القرآن الكريم لأبان بن تغلب (ت. 141 هـ).

تفسير المصابيح، للإسفرائيني (سنة 201 هـ|201 هـ)

التفسير المنسوب للإمام الحسن العسكري (ع)

تفسير فرات الكوفي (كان حيّاً سنة 307 هـ)

تفسير العياشي من تأليف محمد بن مسعود العياشي (ت: 320 هـ)

حقائق التأويل فى متشابه التنزيل بقلم الشريف الرضي (ت: 406 هـ)

التبيان في تفسير القرآن لمؤلفه الشيخ الطوسي (ت: 460 هـ).

مجمع البيان في تفسير القرآن من تأليفات الفضل بن الحسن الطبرسي (ت: 548 هـ).

منهج الصادقين في إلزام المخالفين للملاّ فتح الله الكاشاني (ت: 988 هـ).

تفسير الصافي بقلم الفيض الكاشاني (ت: 1091 هـ)

البرهان في تفسير القرآن لمؤلفه السيد هاشم البحراني (ت: 1107 هـ)

تفسير نور الثقلين بقلم عبد علي العروسي الحويزي (ت: 1112 هـ).

الميزان في تفسير القرآن للسيد محمد حسين الطباطبائي (ت: 1402 هـ).

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي.

 

علوم القرآن

علوم القرآن: وهي عبارة عن مجموع القضايا والمباحث التي تتعلّق بالقرآن الكريم بلحاظ نزوله، وترتيبه، وجمعه، وكتابته، وقراءته، وتفسيره، وإعجازه، وناسخه، ومنسوخه، ودفع الشبهة عنه، ونحو ذلك.

 

ومن أهم فروعه:

المحكم والمتشابه: فالقرآن يشتمل على آيات محكمات تحوي أصول المعارف القرآنية، وأُخَر متشابهات تتعيّن وتتّضح معانيها بإرجاعها إلى تلك الأصول. وهذا الإرجاع يحتاج إلى دراية وعلم خاصّ بالمحكم والمتشابه.

أسباب النزول: علم أسباب النزول هو العلم الذي يتكفل بالكشف عن الأحداث التاريخية، والوقائع التي كانت من دواعي نزول النص القرآني.

الناسخ والمنسوخ: والنسخ هو رفع الحكم الثابت لداعٍ، ولولا الداعي لبقي الحكم ثابتاً.

المكي والمدني: وهو العلم الذي يُبحثُ فيه عن أماكن نزول آيات القرآن الكريم، هل نزلت على الرسول صلي الله عليه وآله وسلم وهو في المدينة أم نزلت وهو في مكّة.

الإعجاز القرآني: الإعجاز القرآني هو علم: يَبحث في وُجُوه إعجاز القرآن الكريم، سواء أكان هذا الإعجاز بيانياً بلاغياً أم علمياً وتشريعياً.

 

الفرق بين الوحي والحديث ‌القدسي والحديث ‌النبوي

يُعدُّ القرآن الكريم والأحاديث بكلا قسميها القدسية والنبوية من النصوص الشرعية، إلاّ أنّ هناك جملة من الفوارق بينها، بحيث تختلف كيفية التعاطي مع هذه النصوص من قِبَل علماء المسلمين، وتبعا لذلك تتحقّق التراتبية في التقديم والتأخير بينها. فالقرآن الكريم والحديث القدسي يجتمعان في كَونِ مصدرهما واحد وهو الله تعالى، إلاّ أنهما يختلفان في أمور، هي:

أن القرآن معجز، والحديث القدسي لا يلزم أن يكون معجزاً.

أن الصلاة لا تكون الا بالقرآن بخلاف الحديث القدسي.

أن جاحد القرآن يكفر بخلاف جاحد الحديث القدسي.

أن القرآن لا بد فيه من كون جبريل عليه السّلام واسطة بين النبي (ص) وبين اللَّه تعالى بخلاف الحديث القدسي.

أن القرآن يجب أن يكون لفظا من اللَّه تعالى والحديث القدسي يجوز أن يكون لفظا من النبي (ص)

أن القرآن لا يمس إلا بالطهارة والحديث القدسي يجوز مسه.

ويرى المحقق الداماد ان الحديث القدسي أيضا من لفظ اللَّه وانه موحى إلى النبي (ص) بألفاظه.

وبالمحصلة: فالحديث القدسي لا يكون بغرض الإعجاز، وبهذا افترق عن القرآن الذي هو الكلام المنزل بألفاظه المعينة للإعجاز، كما انه بخلاف الحديث النبوي الذي هو وحي بمعناه لا بألفاظه.

 

سلامة القرآن من التحريف

يرى جميع المسلمين اليوم أن القرآن لم يحرّف، وأقام بعض العلماء الشيعة الأدلة على أن القرآن الموجود بين الدفتين حالياً هو بعينه ما نزل على النبي (ص)، ومن الأدلة التي اعتمدوا عليها في ذلك: النصوص القرآنية، وأحاديث أهل البيت عليه السلام، والإجماع. ومن هؤلاء العلماء: الشيخ الصدوق والشيخ الطوسي والطبرسي والعلامة الحلّي والشيخ كاشف الغطاء والسيد شرف الدين والعلامة البلاغي.

 

الأدلّة القرآنية

من جمله الأدلّة التي استند عليها علماء الشيعة في نفي القول بتحريف القرآن الكريم، هي الأدلّة القرآنية نفسها، وهي:

قوله تعالى ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جاءهم وإنه لَكِتَابٌ عَزِيزٌ * لَا يأتيه الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْةِ وَلَا مِنْ خَلْفِةِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ﴾، فمن أبرز مصاديق إتيان الباطل للقرآن، هو النقيصة فيه أو الزيادة، ومع أنّ الآية تنفي اتيان الباطل للقرآن الكريم، فهي نافية أيضًا للنقيصة أو الزيادة فيه.

قوله تعالى ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا له لَحَافِظُونَ﴾، والمقصود بلفظة «الذّكر» بالإجماع هو القرآن الكريم، وعليه فالمولى تعالى تكفّل - بنص الآية - بحفظ القرآن الكريم في جميع الأوقات والأزمنة.

 

الأدلّة الروائية

وممّا ورد من أخبار عن أهل البيت عليهم السلام في إثبات أن الكتاب الذي بين أيدي المسلمين، هو كامل القرآن الكريم الذي نزل على نبيّنا محمد صلي الله عليه وآله وسلم، التالي:

جاء في رسالة كتبها الإمام الرضا عليه السلام للخليفة العباسي «المأمون » لتبيان محض الإسلام وشرائع الدين، الآتي: «وإنّ جميع ما جاء به محمد بن عبدالله صلي الله عليه وآله وسلم هو الحق المبين، والتصديق به وبجميع من مضى قبله من رسل الله وأنبيائه وحججه عليهم السلام، والتصديق بكتابه الصادق العزيز الذي ﴿لَا يأتيه الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْةِ وَلَا مِنْ خَلْفِةِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ﴾ وأنه المهيمن على الكتب كلّها، وأنه حقٌّ من فاتحته إلى خاتمته، نؤمن بمحكمه ومتشابهه، وخاصّه وعامّه، ووعده ووعيده، وناسخه ومنسوخه، وقصصه وأخباره، لا يقدر أحد من المخلوقين أن يأتي بمثله».

 

الدليل العقلي

تقتضي الضرورة العقلية أنْ تكون المعارف الدينية والأصول العامة للإسلام مدونة في كتاب بين يدي الإنسان مثلما كان عليه الحال في الأديان السابقة. لذا من غير المعقول أنْ يضع الله كتاباً بين أيدي النَّاس ثمَّ يتركه ليزيد عليه من يشاء

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة