البث المباشر

العقد الرابع للثورة الإسلامية تجسيد لنضج وفعالية النظام

الأربعاء 7 نوفمبر 2018 - 21:56 بتوقيت طهران

أهلا بكم مع هذه الحلقة الجديدة من برنامجنا "العقد الرابع للثورة الإسلامية" ،حيث نتناول فيه بالدراسة والتحليل مختلف القضايا والشؤون المتعلقة بالثورة الإسلامية

برنامج: العقد الرابع للثورة الإسلامية (4)

عنوان الحلقة :

العقد الرابع للثورة الإسلامية تجسيد لنضج وفعالية النظام

==

المذيع الاول:

المقدمة :

أهلا بكم مع هذه الحلقة الجديدة من برنامجنا "العقد الرابع للثورة الإسلامية" ،حيث نتناول فيه بالدراسة والتحليل مختلف القضايا والشؤون المتعلقة بالثورة الإسلامية وأهم ما يميز هذه الثورة عن سواها من الثورات الآخرى التي شهدها التاريخ الإنساني لاسيما منطقتنا الإسلامية لنتعرف على آهم ملامح وطبيعة هذه الثورة والسر الكامن وراء ديمومية هذه الثورة واستمرارها والاحتفاظ بنبضها الثوري رغم نجاحها في إرساء جميع مؤسسات الدولة والحكم . كما سنحاول ان نستبين المكانة التي بلغتها هذه الثورة في عقدها الرابع .. تابعونا بعد هذا الفاصل ..

==

المذيع الثاني:

تحية من جديد ..

عنوان حلقة برنامجنا لهذا اليوم : "العقد الرابع للثورة الاسلامية تجسيد لنضج وفعالية النظام"

تتمتع الثورة الاسلامية بفرادة خاصة ومن عدة جهات ، مقارنة مع سائر الثورات التي شهدتها منطقتنا الاسلامية.

لكي نتعرف على السر الكامن في هذه الفرادة التي تتميز بها الثورة الاسلامية في ايران والتي انتصرت في عام 1979 بقيادة الامام الخميني رضوان الله تعالى عليه ولكي نعرف : كيف اضحي العقد الرابع تجسيدا حيا لنضج وفعالية النظام الاسلامي في ايران رغم مضي قرابة اربعة عقود على انتصارها..

بداية نستمع الى التقرير التالي :

==

التقرير

"" اذا اجرينا مقارنة بين اوضاع العالم قبل وبعد انتصار الثورة الاسلامية سنري ان العالم كان يعيش الثنائية القطبية قبل انتصار الثورة الاسلامية يتحكم به قطبان وهما الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي ؛فقد كان احد هذين القطبين يمثل نظاما الحاديا يعتقد بأن الإيمان بوجود الله غير أخلاقي ولا إنساني وكان يكفر الدين ويعتبره افيون الشعوب وهذا ما تجسد في الفكر الشيوعي والماركسي الذي كان يركز علي العنصر الإلحادي ..

اما الثاني فكان يعتقد ان الدين اولي به ان يقبع في البيوت ويجب ان تحكم القيم والمبادي الليبرالية والغربية في المجتمعات ..

وفي خضم هذه الصراع بين هذه التيارات الفكرية المناهضة للدين ظهرت الثورة الاسلامية لتطرح نظرية سيادة الدين وتؤكد على ان الدين قادر على ادارة المجتمعات الانسانية فالدين عنصر ضروري لتكميل القوة النظرية في الإنسان ، فهو يخرج بالعقل والفكر عن سجن الماديات والمحسوسات إلى مجال الغيب الفسيح الذي يجد العقل فيه متعته ولذته من غير حدود ولا قيود ، وبهذا تتسع مدارك الإنسان ويتفتح عقله على معارف شتى تشق أمامه الطريق إلى ما فيه خيره وسعادته .

من هنا تبلورت القاعدة الشعبية المساندة والداعمة للثورة الاسلامية وقيادتها والنظام المنبثق عنها وخاصة في ظل قيادة شخصية تاريخية وفريدة من نوعها في القرن .. وهكذا انتصرت الثورة الاسلامية لتعرض نموذجا جديدا من مدلي جديد از انظمة الحكم .

من دون شك ان الثورة الاسلامية وصلت بعد مرور اربعين عاما علي انتصارها مرحلة البلوغ والنضج السياسي ومن هنا اضحت هذه الثورة تجسيدا حيا للنضج والنشاط والفعالية في جميع عناصرها ومكوناتها .

طيلة العقود الماضية التي مرت علي انتصار هذه الثورة الاسلامية حاولت التيارات السياسية التي ازاحتها الثورة من الساحة علي الدوام لكي تثبت وتوحي بان النموذج الذي عرضته الثورة في ايران علي اساس التيار الاسلامي هو نموذج غير متكامل ولايتمتع بتلك الفعالية والديناميكية اللازمة . وقد حاربوا هذه الثورة باساليب وطرق عديدة بينها ما تم في اطار المجموعات التكفيرية والسفاكة التي خططت للعنف والتطرف والتهويل من الاسلام او ما يعرف باسلام فوبيا ..لكنها ولحسن الحظ لم تنجح في مخططها هذا رغم ما صرفت عليه من مجهود واموال واعلام وجيوش وقد تحطمت هذه المؤامرة علي صخرة وعي الشعوب واستبسال المدافعين الحقيقيين عن الاسلام سواء في ايران او سوريا والعراق ولبنان واليمن والكثير من مناطق عالمنا الاسلامي ..""

==

المذيع الاول:

ان اهم خصائص الثورة الاسلامية هو ماهيتها الفكرية والثقافية حيث انها جعلت في راس قائمة شعاراتها المزج بين القيم المعنوية والاسلام من جهة وبين السياسة من جهة اخرى في عصر سادت فيه النزعات والتيارات المادية .. وادرجت في قائمة اهدافها بناء مجتمع مدني يقوم على دعامتي : الفكر الاسلامي من جهة والانسان وعلاقاته الجديدة من جهة اخرى .. ومن هنا يمكن اعتبار الثورة الانسانية عودة الى الانسان الحلقة المفقودة بل المنسية في عصر سيادة الالة والتقانة .

وبناء على ما ذكر يسهل فهم اسباب حدة الاستكبار العالمي في مواجهة الثورة الاسلامية وذلك انها تدعي تقديم برنامج جديد لادارة الحياة الانسانية يحتوي على عنصر اساس هو عنصر المعنى والقيم المعنوية الذي اغفله الفكر الاستكباري . ومن هنا شكلت الثورة الاسلامية بطروحاتها الاجتماعية تهديدا ثقافيا للاستكبار في حين انها لاتشكل تهديدا عسكريا او اقتصاديا له وبعبارة اخرى :يشكل الطرح الجديد الذي قدمته الثورة الاسلامية نموذجا مواجها لنظرة الحضارة الغربية الى الانسان والى الكون والعلوم الانسانية المعاصرة ..

==

نتوجه الان الى ضيفنا الكريم ................................................. ليتفضل بالاجابة على سؤالنا التالي:(السوال الاول)

*******************فاصل*******************

المذيع الثاني:

ليس من السهل ان نرسم خطاً فاصلا ومميزاً يفصل بين الدين ودور القيادة الدينية في الثورة الاسلامية . فقد نهض الامام الخميني (قدس) كزعيم ديني ، بدافع صيانة الدين المقدس ،مجسداًالتشيّع في زعامته الدينية

من جهة اخري ، يجب أن نميّز بين هذين العاملين، ففي ثورةٍ كالثورة الاسلامية ، هنالك ثلاث عوامل يمكن أن تلعب دورها: الأيديولوجية والقيادة والناس ، فاذا أخذنا الأيديولوجية كعامل رئيسي، فهذا يعنيأن هذه الأيديولوجية هي ضد الظلم بطبيعتها ، ومن أوامرها ونواهيها يمكن أن يُفهم إلغاء أو إقصاء النظام القديم وفي هذه الحالة يكون دور الزعامة دوراً ثانوياً. وهنا يمكن القول بأن الثورة كانت ستنتهي الى النصر حتى لو أخذ بزمام قيادتها شخص آخر ما دام الدين قد أخذ دوره في تفعيلها وقد فعل .

ومع ذلك ، واذا أخذنا الزعامة الدينية كعامل رئيسي في الثورة ، فهذا يعني حينئذ ،انه وبرغم الدور العظيم للدين والأيديولوجية ، فان الأداء النموذجي للقائد وخصائصه الروحية هو الذي مكّن الأيديولوجية من تأدية ذلك الأداء في الزمان والمكان المحدّدين، وكان له الدور الحاسم فعلاً .وفي هذه الحالة، فان للأيديولوجية قيمتها الخاصة ، ولكنها قيمة ثانوية بالمقارنة مع دور القيادة وقيمتها ، وما دام منهجنا هو التعدد ـ السببي فاننا لا نريد هنا الانتقاص من العناصر المؤثرة الأخرى وفي ظاهرة فريدة كظاهرة الثورة الاسلامية . ان مناقشتنا سوف تتركز على تجلية العامل الأكثر أهمية في انتصار الثورة وكما ذُكر توّاً ، إن التجديد أوجد فراغاً وأزمة ساهمتا في تسريع أحداث الثورة وتحقيق انتصارها عام 1979 .

ان قيادة الامام الخميني رضوان الله تعالي عليه لعبت دوراً مهماً وضرورياً وحشدت كافة الناس وبكافة أصنافهم وطبقاتهم ومصالحهم المتباينة في دائرة النضال .

==

مرة اخري نتوجه الي ضيفنا الكريم ....................................... بالاجابة على سؤالنا التالي:(السوال الثاني)

********************فاصل******************

المذيع الاول:

لايخفي ان من العوامل التي ادت الي تصاب تجليات الدين في المجتمع الايراني قبل الثورة بخسارة كبيرة ، دور العديد من المراكز والمسارح غير الملتزمة ، وأعداد متزايدة من أجهزة العرض التلفزيونية ،و برامج تلفزيونية ومسرحيات هابطة متأثرة بالثقافة الغربية ،بالاضافة الي أعداد كبيرة من الخبراء الأمريكان والسوّاح الأجانب ،وكل ذلك ادي الي هبوط توجّه المجتمع نحو القيم والطقوس الدينية كالعبادات الخاصة والصلوات وأمثالها ، فقبل‏الثورة ، كان هناك اكثرمن 000ر40 خبير أجنبي في إيران ، كما ان سفر الايرانيين الى الخارج كان‏ مسألة عادية ، وهكذا فان الدين كان قد ضعف بنسبة كبيرة في ايران في الأعوام ‏المحصورة‏ بين 1977 ـ 1979.

هناك دليل آخر على هذا الافتراض وهو التحليل المقارن لشعارات الناس ورسائل وبيانات القائد في مجرى الأحداث (أي أحداث الثورة) . ففي ذلك الوقت ، لم يكن موضوع ولاية الفقيه معروفاً ولم تكن مسألة الولاية المطلقة للفقهاء مرفوعة أو معروفة أصلاً. وحتى مسألة الدولة الإسلامية فكانت غامضة وغير محددة . ويمكن أن نبيّن أيضاً بهذا العرض ، أن الأغلبية النسبية من الشعارات كانت حول القيادة الدينية للإمام . وأكثر من ذلك يمكن أن يُضاف بأن الامام وآية اللّه‏ مطهري ، وحتى في عام 1990 كانا يؤكدان ان علماء الدين ليس لديهم النية أن يحكموا من منطلق ان ولاية الفقيه تأخذ دور المنظّر الأيديولوجي وليس الحاكم .

بعد حادثة انتفاضة التنباك أثناء حكم ناصر الدين شاه تحوّلت المعارضة ضد الاستعمار الى معارضة ضد الاستبداد والدكتاتورية . وفي الحقيقة ، وجد الايرانيون الشجاعة الكافية لاتّخاذ مواقف مناهضة ضد الحكومة الوطنية أيضاً . انّ المعضلة الرئيسية في الحركة الدستورية وحركة تأميم النفط هي فقدان القيادة الفريدة الكفوءة .

وهذه ليست مشكلة مع الثورة الاسلامية . كان الامام الخميني رضوان الله تعالي عليه يمتلك الشخصية الشجاعة المبرّزة صاحبة الإرادة ، وكان سياسياً وفقيهاً ورشيداً ، ورجلاً عارفاً بالزمن الذي كان يعيش فيه . ان روحية الامام كانت واضحة لكل انسان. العديد من الذين يستمعون إليه كانوا يبكون عندما يستمعون الى خطاباته ومواعظه .

ان قيادة الثورة كانت على عاتق الإمام بشكل رئيسي واذا كان لرجال الدين حصة كبيرة في قيادة الثورة ، فانها كانت على الأغلب لكونهم أتْباع وأنصار لقائد الثورة العظيم .

==

وبعد أن استمعنا الى ضيفنا ....................... نتوجه الان الى ضيف البرنامج ......................................ليتفضل بالاجابة على سؤالنا التالي:السوال الاول)

*******************فاصل*******************

المذيع الثاني:

=====

كان الامام قائداً وطنياً وضد الامبريالية ولم يكن زعيماً للقوى السياسية الدينية وحسب. انه قائد ضد الدكتاتورية بالنسبة للمثقفين ، وقائد جماهيري محبوب للملايين من عموم الايرانيين رجالاً ونساءً ووفقاً للصورة التي كانت مرسومة في أذهانهم عن الشاه ونظامه» . وهكذا اصبح الامام الخميني رمزاً لقائد ثورة ومثالاً للكثيرين من الناس غير المتديّنين .

ان الاسلام والتشيع انما هما نصّان يمكن أن ينطويا على قراءات مختلفة وعديدة . فقد لعبت المرجعيات الشيعية أدواراً مختلفة في مجرى التاريخ ولم يكن لديها نفس التصورات والقراءات للعلاقة التي يجب أن توجد بين السياسة والدين . فالتشيع الذي رُوّج من قبل مرجعيات غير سياسية ، لا يمكن أن يكون بأي حال من الأحوال جذراً أو أصلاً في ثورة ، فضلاً عن موجدٍ لها . قراءات مختلفة للتشيع عُرضة متوازية بعضها مع البعض الآخر ، وبالتالي فلا يمكن القول على الإطلاق بأن الأيديولوجية لوحدها كانت السبب الرئيسي للثورة . إن قراءة الامام الخميني للاسلام والتشيّع هي التي منحت الناس الطاقة الثورية والقوة . إنه أجاب على السجالات المتعلقة بالمواجهة بين الحضارة الغربية والحداثة ، تماماً وبوضوح ، علينا ألا نتوقع أننا نستطيع العثور على أية قراءة واضحة لظاهرتي التشيع والاسلام المعاصرتين . ولمواجهة الحداثة والظاهرة الجديدة ، يحتاج الدين ، أي دين ، الى قادة ومترجمين (أي قرّاء) له ، يُفترض أن يكونوا من القادرين على توظيف النصّ القديم في ظروف جديدة . هذه المهمة الصعبة والتي تبدو مستحيلة، لم تكن في قدرة أي أحد سوى الإمام الخميني .إن اسلام الإمام كان اسلاماً ثورياً ولم يستطع الائتلاف مع القراءات التقليدية والمحافظة.

ان قراءة كقراءة الإمام ، كان لها بُعداً ثورياً ساعد كثيراً في تعبئة الناس . جدير ذكره أيضاً ، إن التشيّع كان دائماً دين الرفض والثورة .

==

والان نعود الي ضيفنا ..................................لنستمع الي اجابة سؤالنا التالي:(السوال الثاني)

المذيع الاول:

======

ان تأثير القيادة الدينية كان أقوى بكثير من الدين نفسه في مسار انتصار الثورة الاسلامية، وإنْ كان من المستحيل رسْم خط واضح للتمييز بين هذين العنصرين .

وبلحاظ ظهورالعوامل المسرّعة ،مثل سياسة كارتر في حقوق الانسان وفقدان الموقف العملي للولايات المتحدة ، وضعف شخصية الشاه ، ، كلها ساعدت على ايجاد ظروف ساهمت في تكريس الزعامة الدينية للامام الخميني . الجماهير هي الأخرى ، معتمدةً وبلا قصد على القيم الدينية الأصيلة والنبيلة ، سارت خلف قائدها وأطاعته، وساعدت فيتفتح أزهار الثورة الاسلامية .

صحيح ان أبناء الشعب لم يكونوا يملكون سلاحاً ، ولكنهم استُنهضوا بزعامة الامام الخميني، وراحت قلوبهم تنبض من أجل قيمهم الدينية كما ان الشاه ، هو الآخر وبفقدانه لتوازنه النفسي قام بعدة قرارات خاطئة منها تسرّعه في تبديل رؤساء وزرائه الضعفاء ، الأمر الذي منح الشعب اندفاعاً مضافاً لمواجهته مسبّباً بذلك للنظام صعوبات أخرى .

لقد كانت الولايات المتحدة تأمل إنها ستكون قادرة على التعاطي مع قادة الثورة ، وخاصة اعضاء الحكومة الموقتة برئاسة المهندس مهدي بازرجان . لحدّ ما ، إن تردّد الولايات المتحدة يرتبط بفقدان الأمريكان لفهم حقيقي لظروف إيران . ان التقارير التي كانت تُرسل الى واشنطن من قبل السفارة الأمريكية في طهران ، وحتى آخر الأيام ، لم تكن تُعِر أي اهتمام باحتمال حصول ثورة .من ناحية أخرى، وعندما أصبحت الانتفاضة واسعة الانتشار ،فان سياسات الانقلاب العسكري وأمثالها لم تعُد ذات جدوى .

انتهي الوقت المخصص لهذا البرنامج .. حتي برنامجنا المقبل نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

=====

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة