وتحدث وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في مقابلة أذيعت اليوم (الأحد) على شبكة إن بي سي نيوز حول مجموعة متنوعة من قضايا السياسة الخارجية الإيرانية، بما في ذلك الاتفاق النووي والإجراءات الأمريكية ضد ايران.
وقال ظريف خلال الحوار الذي جرى في مقر الوفد الإيراني في نيويورك، ردا على سؤال حول مدى اقتراب الرئيسين الايراني والاميركي من عقد اجتماع على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة: "لقد بذل الفرنسيون جهدا كبيرا. ونحن ممتنون لذلك. حاول الفرنسيون والكثيرون الآخرون للوساطة، لكن القضية – حسب تحليلي – كانت أن الرئيس [دونالد] ترامب كان مهتما أكثر بعقد اللقاء أكثر من اهتمامه بمضمون اللقاء لكن بالنسبة لنا، المحتوى مهم".
وردا على سؤال حول ما إذا كان اجتماع ترامب مفيدًا لكوريا الشمالية أجاب الوزير "كلا حقًا، لأنه لم يتم رفع أي عقوبات عن هذا البلد بعد الاجتماع، والولايات المتحدة تواصل تقديم المزيد من المطالب".
وأكد "بالإضافة إلى ذلك تختلف قضيتنا مع الوضع في كوريا الشمالية لأنهم لم يكن لديهم اتفاق من 159 صفحة مع الولايات المتحدة تم التوصل إليه قبل ثلاث سنوات فقط [من خروج الولايات المتحدة] وكان جزء من قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. كان متحدا. لذلك لم نكن عند نقطة الصفر. هذا بالإضافة الى انه لو كان لدينا اجتماع فاشل مع الرئيس ترامب، فإن ذلك سيكون له تأثير سلبي على اقتصادنا. نحن تمكنا من السيطرة على جزء من الضرر الناجم عن انسحاب الرئيس ترامب من جانب واحد من الاتفاق النووي العام الماضي. لقد استطعنا استرداد ثلث قيمة عملتنا الوطنية التي انخفضت منذ خروج الولايات المتحدة، وشارفنا على تثبيت ذلك".
وعلق ظريف على سبب عدم تعاطي إيران مع هذا اللقاء على انه خطوة اولى، بالقول: إن ترامب تحدث عشية اجتماع الجمعية العامة للامم المتحدة عن رغبته بلقاء نظيره الإيراني وقال إنه بعث إلينا عدة رسل، ولكنه قال فيما بعد خلال مؤتمر صحفي إن "الإيرانيين طلبوا لقائي ولكني لم أقبل بعد بذلك". وهذا الموقف لا يعد منطلقا جيدا، كما أنه قال في كلمته امام الجمعية العامة للامم المتحدة إنه لا يريد رفع الحظر عن ايران بل يريد زيادة الحظر.
وأشار ظريف الى ان ايران لا تسعى للحصول على دعم او هبة من الولايات المتحدة وقال "ما نريده من الولايات المتحدة ليس التجارة معنا أو حتى شراء النفط منا، لكن كل ما نريده هو السماح للآخرين بالقيام ما يريدون القيام به حيال إيران، وليست هناك حاجة حتى للاستفادة من الدولار... فهم يمكنهم إنجاز تجارتهم مع إيران، وهذا يتطابق مع قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة".
وأضاف، "الرئيس ترامب يقوم بمعاقبة الدول بجريرة الالتزام بالقوانين الدولية. كل ما نريده هو وقف هذه الاجراءات".
وقال ظريف رداً على المحاور الذي وصف الخطة الأوروبية لتخصيص خط ائتمان لإيران بأنها "قرض"، قال "هذا ليس قرضًا. هذا خط ائتماني قائم على النفط الذي يتعين علينا بيعه. ولا نريد أي قروض. نحن دولة غنية".
وردا على سؤال حول ما إذا كان بإمكان الأوروبيين الوفاء بوعودهم لإيران قال ظريف "انهم ليس لديهم سجل جيد في هذا المجال. أتصور للأسف أنهم ينتظرون الضوء الأخضر من واشنطن، وهذا تناقض، لأن الولايات المتحدة اتبعت سياسة اقصى الضغط وفي هذه الحالة لا يتفق هذا الأمر مع جهود أولئك الذين يسعون لتخفيف الضغط".
وحول خطوات إيران لخفض التزاماتها بالاتفاق النووي وما ستفعله ايران في الخطوة الرابعة، قال وزير الخارجية الايراني "حول ما سنقوم به في السابع من نوفمبر القادم، نريد ان نترك الرئيس ترامب ان يخمن ذلك وأعتقد أن هذه هي اللعبة التي يحبها".
وفي إشارة إلى البنود في الاتفاق النووي التي اعلنت إيران فيها أنها ستعلق كل أو جزء من التزاماتها إذا تم إعادة الحظر، قال إن إيران في الواقع تنفذ القانون وتنفذ ما جاء في الاتفاق النووي وقد انجزت جميع الخطوات اللازمة في الاتفاق النووي.
وكرر ظريف تأكيد إيران استعدادها للعودة إلى قيود الاتفاق النووي في غضون "بضع دقائق، وبضع ساعات" شريطة أن يفي الجانب الآخر بالتزاماته بموجب الاتفاق النووي. وشبه الوضع الحالي بتنفيذ القانون واعتقال لص، وقال إنه لا أحد يريد وضع شخص آخر في السجن، شريطة أن لايكون هذا الشخص قد ارتكب مخالفة.