البث المباشر

التوحيد الخالص والولاية الحقة عند العارف حسين قلي الهمداني

الإثنين 30 سبتمبر 2019 - 08:16 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- من عرفاء مدرسة الثقلين: الحلقة 24

بسم الله وله الحمد والمجد غاية امال العارفين والصلاة والسلام على ائمة السالكين وقادة السائرين المصطفى الامين واله الطيبين الطاهرين.
السلام عليكم احباءنا، على بركة الله نلتقيكم في حلقة اخرى من هذا البرنامج نتحدث فيها عن ظهور التمسك بولاية اهل بيت النبوة عليهم السلام والتوسل بهم للوصول الى التوحد الخالص كاحدى ابرز مميزات المدرسة السلوكية لشيخ عرفاء الامامية في القرن الاخير المولى حسيني قلي الهمداني (رضوان الله عليه) الذي تحدثنا عن سيرته العرفانية في الحلقات السابقة.
والى جانب ذلك نستمع لاجابة خبير البرنامج سماحة الشيخ محمد السند عن سؤال بشان اهمية الالتزام بما ورد في القران الكريم والاحاديث الشريفة كمصاديق لذكر الله المقرب اليه جل جلاله.
في احدى رسائله السلوكية المنشورة في كتاب تذكرة المتقين، نجد العارف المولى الهمداني (قدس سره) يؤكد بلهجة صارمة على ضرورة التمسك بالاذكار الواردة في الثقلين اي في القران الكريم واحاديث اهل بيت النبوة صلوات الله عليهم اجمعين ويؤكد عدم جدوى الاذكار التي لم ترد عن السادة المعصومين (عليهم السلام) في التقريب من الله جل جلاله بل ويقول انها لن تزيد السالك الا بعدا عنه عز وجل.
ان وصايا العارف المولى حسين قلي الانصاري الهمداني تدعوا السالك الى ان يكون تمسكه بعرى الثقلين معا شاملا لجميع نواحي حياته وسيره الى الله عزوجل، لان ذلك هو الطريق الوحيد الموصل الى معرفة عزوجل المعرفة الصحيحة البعيدة عن جميع اشكال الشرك وهذا هو المعنى الشامل لحقيقة كون القرآن والعترة المحمدية الطاهرة هما معا ً الوسيلة الى الله عزوجل.
وقد عرفنا في الحلقة السابقة ان ذكر الله عزوجل من الادوات المهمة في بعث المعرفة الفطرية بالله جل جلاله في القلوب وترسيخها وفتح ابواب آفاقها السامية، ولذلك فلا يصح ان تؤخذ نصوص الذكر الا من ينابيع الوحي المعصومة عن جميع اشكال الخطأ واللبس في معرفة الله جل جلاله.

 

المزيد من التوضيح لهذه الحقيقة نسعى لتلمسه معاً في اجابة خبير البرنامج سماحة الشيخ محمد السند عن سؤال زميلنا في الاتصال الهاتفي التالي:

ضرورة الالتزام بالاذكار الشرعية واجتناب المبتدعة

المحاور: شكراً لكم الافاضل على طيب المتابعة لبرنامج من عرفاء مدرسة الثقلين، ولهذه الفقرة التي يتفضل بها خبير البرنامج سماحة الشيخ محمد السند بالاجابة عن الاسئلة التي تردنا منكم، سماحة الشيخ في الحلقة السابقة اجبتم عن سؤال محوري وردنا في عدة صيغ حول الذكر وآدابه وأهمية الذكر في التقرب الى الله تبارك وتعالى، بقي شطر من السؤال السابق وهو الفارق والمميز بين الافكار الشرعية والافكار غير الشرعية، باعتبار ان توصيات الشريعة واهل المعرفة هي على الالتزام في الاذكار بما وردت الشريعة المقدسة؟
الشيخ محمد السند: بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين، طبعاً عموم ذكر الله مشروع كما ورد في الادعية: يا من ذكره حلو، اصلاً عموم ذكر الله عز وجل امر مشروع وراجح وزهي وزاهي ومبهج، نعم بالنسبة الى خصوصيات الاذكار الواردة بانماط وقوالب واطر خاصة في الشريعة من قبل القرآن الكريم او من قبل النبي الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم) او من اهل بيته عليهم السلام، لا ريب ان لها خصوصيات وتأثيرات خاصة تختلف سواء من حيث المجيء بها في وقت معين بشاكلة معينة بالفاظ معينة، بشرائط مذكورة معينة، مثلاً لدينا روايات تحث على الاتيان بتسبيحات فاطمة الزهراء (سلام الله عليها) عقيب الصلاة، بان لا يتكلم المصلي بعد تسليمه وافراغه من الصلاة، صلاة الفريضة او بقية الصلوات، اذا اتى بتسبيحة الزهراء (عليها السلام) بان لها بالغ التأثير الخفي الذي لا يعلم كنوزه الا الله عز وجل، لكن شريطة ان يأتي به من دون ان يتحدث مع احد وقبل ان يتلفت يمنى ويسرى بعد تسليمه من الصلاة، هناك آداب خاصة للاذكار، طبعاً الاذكار قد تتخذ قوالب اخرى يعني نفس العبادات هياكل وابواب، العبادات هي اذكار، اذا اخذت قوالب اخرى كقالب الصلاة، والاعتكاف، والحج وقالب العمرة، اذا اخذت الاذكار قوالب اخرى تلك القوالب قد يكون فيها اطر وضوابط وتحديدات شرعية تختلف عن بقية قوالب الاذكار فلابد ان يؤتى بها حسب المقررات الشرعية، او الصيام، مثلاً هناك ديدن عند الانبياء انهم كانوا اذا ارادو ان يصلوا الى حالة من الوحي او حالة روحية خاصة مثلاً او ما شابه ذلك، فانهم يصومون صيام الوصال سبعة ايام، لكن هذا في شريعتنا غير مشروع باعتبار نسخ في شريعة سيد الانبياء صوم الوصال غير مشروع ان يصل صومه يوم بيوم او يومين بيوم، انما الصيام امده الى الغروب، فهناك قوالب اخرى من الاذكار في ظل العبادات ضمن اطر لها مقررات وحدود وضوابط شرعية يجب ان لا يتجاوزها الانسان، لان هذه عبادة مهمة يجب ان يتقيد الانسان بحسب الحدود والضوابط الشرعية الواردة، نعم الكلام بالنسبة عموم الذكر اللساني او الذكر القلبي او التوجه القلبي ذاك بابه مفتوح لا يقتصر على نمط دون نمط، كل هذه الانماط مشروعة، مشروعة بعمومات الحث على ذكر الله، شاملة لها حسب التوصية الشرعية، واذا اردنا الخواص الخاصة لكل تأثير فان الواقفين على بيانات الشرع العديدة والروايات المتواترة المستفيضة المختلفة نوعاً وانماطاً لكل مقام ومنزل او خاصية يريد الانسان ان يصل اليها هناك ذكر كالمفتاح الاكبر لذلك الغرض اذا اراد الانسان ان يصل اليه، وقد التقينا بجملة من المعنى ممن مضوا رحمهم الله كانوا قد وفقوا وسددوا الى كيفية التفطن الى تلك الاذكار، علماً وقفوا عليها من خلال الروايات والبيانات، والفتوا على هذه البيانات الشرعية الواردة في الكتاب والسنة بلطف خفي التفتوا عليها بتوسط الآيات والروايات فكانوا ذوي باع وفراسة فطنة ثاقبة جداً، فللاذكار خواص يجب ان يتلفت اليها الانسان، نعم عموم الذكر اللساني والقلبي امر لا يحد بحد.
المحاور: سماحة الشيخ محمد السند شكراً جزيلاً، وشكراً لاحبائنا وهم يتابعون مشكورين ما تبقى من هذه الحلقة من برنامج من عرفاء مدرسة الثقلين.

 

نتابع اعزاءنا اذاعة طهران تقديم هذه الحلقة من برنامج من عرفاء مدرسة الثقلين، وحديثنا فيها عن اهتمام العارف الجليل المولى حسين قلي الهمداني الانصاري بالتمسك بعرى الثقلين كطريق وحيد لتحقيق العبودية الحقة لله جل جلاله والسير والسلوك اليه. والعمل بغير ما ورد في القرآن الكريم والاحاديث الشريفة لا يزيد الانسان عن الله بعدا ً اذا كان بنية انه ضروري للتقرب من الله عزوجل.
يقول المولى الهمداني في احدى رسائله العرفانية المنشورة في كتاب تذكرة المتقين: «وليعلم الذي يؤمن بعصمة الائمة الاطهار عليهم السلام أنه سيبتعد عن الحضرة الاحدية حتى لو التزم بمثل عدم حلق الشارب وعدم اكل اللحم والامر نفسه يصدق على كيفية ذكر الله بغير ما ورد عن السادات المعصومين (عليهم السلام) اذا عمل بها، وبناء على هذا فعلى السالك الى الله تبارك وتعالى ان يقدم الشرع الحنيف في كل ما اهتم به».
وبلغت شدة اهتمام المولى حسين قلي الهمداني بأجتناب المظاهر المخالفة لسنة النبي الاكرم وائمة عترته الطاهرة عليهم السلام أنه كان ينهى حتى زائريه بشده عن ذلك اذا وجد فيها شيئاً منها كما نقل ذلك احد احفاده في مقابلة اجرتها معه صحيفة جمهوري اسلامي الايرانية بمناسبة المؤتمر الذي عُقد في ايران عام ۱٤۱٥ للهجرة لتكريم هذا العارف الزاهد (رضوان الله عليه).
والى جانب ذلك نجد تأكيدات مشددة في وصايا هذا العارف التقي على التوحيد الخالص الخالي من جميع اشكال الشرك بجميع مراتبه المعرفية والسلوكية، وهذا ما نبه العارف الشيخ محمد البهاري في حديث له عن اصناف المغرورين وانحرافات الصوفية حيث قال: (كان استاذنا رضوان الله عليه [يعني العارف الهمداني] يقول دائماً لاصحابه، لا ينبغي ابداً الخلط، فممكن الوجود لا يتحول الى واجب الوجود أصلاً محال).
وفي هذا النص اشارة الى لزوم تنزيه الله عزوجل عن مجانسة المخلوقات مهما بلغت مرتبة قربها منه تبارك وتعالى.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة