البث المباشر

شرح فقرة: "اشهد انكم الائمة الراشدون..."

الأربعاء 17 إبريل 2019 - 10:43 بتوقيت طهران

الحلقة 43

نحن الآن مع مقطع جديد من الزيارة الجامعة أي الزيارة الكبيرة التي املاها الامام الهادي(ع) على احد الرواة، حيث طلب منه الراوي: زيارة او كلاماً بليغاً في ائمة المسلمين من حيث انسحابها على الائمة جميعاً، والمقطع الجديد الذي نعتزم ان نحدثك عنه هو في واقعه امتداد لمقطع سبق ان تلوناه عليك في لقاءات ماضية، ونعني به المقطع الذي يبدأ بشهادة لا اله الا الله تعالى وبشهادة ان محمد عبده المنتجب ورسوله المرتضى، الذي ارسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون.
هذا المقطع ـ كما تلاحظ ـ يجسد تمهيداً او مقدمة للحديث عن الائمة (عليهم السلام) من حيث مواقعهم التي رسمها الله تعالى لعباده عبر استمرارية رسالة النبي(ص) بخاصة ان عبارة "ليظهره على الدين كله" يشير بوضوح الى ان وراثة الارض تقترن بوجود خلفاء للنبي(ص) حيث ختموا بامامة ولي العصر "الامام المهدي(عج)" كما هو واضح ومن ثم فان طبيعة المهمة الخلافية تتطلب تعريفاً للبشرية حتى تصبح على بصيرة من الامر، وهذا ما اضطلع به المقطع الذي نعتزم الحديث عنه، حيث يبدأ بعد الشهادة لله تعالى، وبعد الشهادة للنبي(ص) بالشهادة الثالثة وهي شهادة الائمة (عليهم السلام) بالنحو الذي سنلاحظه، ولكن بعد الاستماع الى هذا الحوار مع ضيف البرنامج سماحة الشيخ حسان سويدان عن معنى خلافتهم (عليهم السلام) للنبي الاكرم (صلى الله عليه وآله).

*******

المحاور: سماحة الشيخ من القضايا المؤكد عليها في الزيارة الجامعة وفي كثير من النصوص التأكيد على ان الائمة (عليهم السلام) هم الخلفاء للنبي الاكرم هنا، ما هو سر هذه التأكيدات والمقصود من معنى خلافتهم للنبي صلى الله عليه وآله بمعنى ان هناك معنى شائع للخلافة قد لا يكون هو المقصود اساساً في النصوص الشريفة، تفضلوا؟
الشيخ حسان سويدان: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين، عندما نتحدث عن الخلافة لابد ان نتحدث عن هذا المصطلح في اجواء المدرسة الاسلامية التي ورد فيها المصطلح، لابد ان نفهمه مما ورد على لسان رسول الله صلى الله عليه وآله وان هذا المصطلح ورد بشكل مكثف ان صح التعبير ومكرر على لسان الرسول الاكرم، الخلافة في المدرسة الشرعية، في المدرسة الاسلامية، في الاصطلاح القرآني بل وفي مدرسة اهل البيت (عليهم السلام) يتحدث عنه كمقام تشريعي يعني ثبت هذا الحق لشخص من الاشخاص لمستوى التشريع الالهي، اقول التشريع الالهي يعني البيان الوارد في القرآن او على الاقل الوارد على لسان النبي الاعظم صلى الله عليه وآله وسلم، على هذا الاساس، هذا المصطلح لا يدخل فيه يعني لا يكون جزءاً من معناه ومفهومه، ان يتصدى او يتمكن من عين خليفة ان يتصدى في الخارج للخلافة الظاهرية بمعنى ان يستطيع ان يأمر وينهى ويكون القائد في المجتمع الذي يأمر الجيوش بالخروج للحرب والى ما هنالك مما يمارسه القادة في المجتمعات.
المحاور: القادة بأي معنى سماحة الشيخ؟
الشيخ حسان سويدان: القادة الذين يتصدون للمجتمعات سواء تصدوا على اساس الحق او على اساس الباطل، نتحدث عن القضية كما تقع في الخارج الان نستطيع ان نقول بأن الرئيس الامريكي هو قائد امريكا مع اننا لا نرى ابداً رئيس شرعي وكذلك في كثير من الدول، على هذا الاساس فنحن نقول ان معنى خلافة امير المؤمنين (عليه السلام) لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم انه وصيه بمعنى انه ثبت في مصادر التشريع وفي مصادر العقيدة ان امير المؤمنين (عليه السلام) هو وصي رسول الله، هو الاحق بهذه الامة بمعنى كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله في الحديث المتفق عليه المسلمين «الست اولى بكم من انفسكم» قالوا بلي قال «من كنت مولاه فهذا علي مولاه» يعني هذا المقام الثابت للنبي على مستوى التشريع من اول نبوته هو قد اخبر صلى الله عليه وآله وسلم هذا هو التعبير الدقيق، انا لا اقول الرسول نقله اخبر عن ان الله سبحانه وتعالى قد جعله بعد وفاة الرسول الاعظم لامير المؤمنين فمعنى ومفهوم الخلافة اذن انه منصب تشريعي.
المحاور: يعني سماحة الشيخ هذا المنصب يمكن ان يسلب من امير المؤمنين؟ 
الشيخ حسان سويدان: اذا كان وكما المحنا واشرنا ولا شك انه كذلك منصب تشريعي فلا يمكن ان يسلبه الا معطيه فأذا كان الذي يعطي هو الله والنبي هو السفير المخبر بهذا الاعطاء الالهي فلا يمكن ان يسلب الا من قبل الجهة المعطية، الجهة التي لها حق الاعطاء وهي الجهة الالهية وعلى اساس هذا نفهم معنى قول مصطلح آخر مصطلح الامامة، في مدرسة الاسلام معنى قول رسول الله صلى الله عليه وآله «الحسن والحسين امامان قاما او قعدا» قاما بالامر او قعدا عن الامر فقعدا عن الامر لان التكليف غير منجز لان الامة‌ مثلاً لم تمكنهما من القيام بأعمال الامامة الظاهرية، بأي سبب من الاسباب؟ مادام هما معصومان، هما الاحق وهما من لهما الحق في منصب الخلافة، في منصب الامامة فلا شك ولا ريب انهما الامامان في كل حال، فنحن نعتقد في مدرسة اهل البيت ان امير المؤمنين هو الخليفة الشرعي حتى في الايام التي كان يحكم فيها غيره سواء في تمام بقاع الدولة الاسلامية او في بعض بقاع الدولة الاسلامية. 
المحاور: سماحة الشيخ هنا يثار سؤال وان شاء الله سيكون موضوع الحلقة المقبلة عن ماذا، في اي شيء خلف الرسول صلى الله عليه وآله بأمر من الله تبارك وتعالى الائمة الراشدين، شكراً لكم.

*******

نتابع اعزاءنا تقديم هذه الحلقة من برنامج امناء الرحمان بوقفة عند هذا المقطع من الزيارة الجامعة وهو (واشهد انكم الائمة الراشدون، المهديون، المعصومون، المكرمون، المقربون، المتقون، الصادقون، المصطفون، المطيعون ...الخ).
هنا يتعين علينا ملاحظة هذه السمات او الصفات التي خلعتها الزيارة الجامعة على الائمة (عليهم السلام)، حيث ان سمة الرشد، وسمة الهداية، وسمة التكريم، وسمة التقرب، وسمة التقوى، ليست ها هنا مجرد سلسلة من الصفات او السمات التي اعتاد العرف الارضي على نسجها حيال من ارتضاه الموقف لدى هذا الشخص او ذاك، بل هي سمات كتبها او سلسلها امام معصوم لا يتحدث الا عن النبي(ص) ولا يتحدث النبي الا عن الله تعالى...
هذا من جانب، ومن جانب آخر ينبغي على قارئ الزيارة ان ينتبه الى البعد البلاغي الفائق الذي صيغت هذه السمات من خلاله، حيث يمكنك ان تلحظ سلسلة هذه الاوصاف موصولة بدون اعتمادها على واو العطف بل تجري متتابعة "كالنفس الواحد"...
ونقرأ من جديد (واشهد انكم الائمة الراشدون المهديون المعصومون المكرمون المقربون المتقون الصادقون المصطفون المطيعون)... ولا يخفى على من يمتلك حساً بلاغياً او معرفة بلاغية باهمية مثل هذا التسلسل الموصول، كما هو ملاحظ مثلاً في قوله تعالى من حيث صفاته تعالى «السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر...الخ»، كلن بغض النظر عن ذلك يتعين علينا لفت نظرك الى نكات اخرى يقترن بها هذا النمط من التعريف بسمات الائمة (عليهم السلام) ... فما هي النكات الملحوظة.
ان النكتة الاولى تتمثل في ملاحظة ان هذه السمات ليست منفصلة عن بعضها الآخر بقدر ما ينبغي رصدها مجتمعة في الشخصية المعصومة.
ومنها ان كل سمة تتجانس مع المهمة الرسالية التي اوكلها النبي(ص) وقبل ذلك: اوكلها الله تعالى الى الائمة (عليهم السلام)، وذلك كسمة الاصطفاء مثلاً او المعصومية او المقربية او سواها، ومنها انها سمات تتماثل في خطوط عامة فيها في نفس الوقت الذي تترق فيها كل واحدة عن الاخرى في دلالتها، كصفة الرشد والهداية مثلاً من حيث التجانس وكصفة التكريم والتقريب من حيث تجانسهما من جانب واستغلالهما او خصوصيتهما بالقياس الى سواهما من جانب آخر.
المهم ان هذه السمات سوف نحدثك عنها في لقاء لاحق ان شاء الله تعالى ... الا اننا استهدفنا الآن مجرد الاشارة الى اهمية هذه السمات التي ذكرتها الزيارة حيث يتعين على قارئ الزيارة ان يلم بها وهو قارئ لها، حتى يصبح على وعي بما يتلوه من العبارات.
ختاماً: نرجو من الله تعالى ان يوفقنا دائماً لممارسة هذه الزيارة والانارة منها في اثراء معرفتنا العقائدية انه ولي التوفيق.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

ذات صلة

المزيد
جميع الحقوق محفوظة