وأضاف "كنعاني" في مؤتمره صحافي الأسبوعي اليوم: الدول مستعدة لتجاهل العقوبات الأحادية التي تفرضها الولايات المتحدة ضد الدول المستقلة وإقامة تعاونهم مع إيران، بما في ذلك التعاون الاقتصادي؛ إن الاتفاق بين إيران والهند يتم بطبيعة الحال مع فهم الأخيرة لطبيعة "العقوبات" الأميركية غير القانونية والتي لا تقتصر على الهند فقط.
وتابع: يظهر الصعيد الاقتصادي الإيراني مع مختلف البلدان، أن العقوبات الأحادية، ورغم القيود الناجمة عنها، لكنها غير رادعة بالنسبة للدول التي تحافظ على استقلالها السياسي وماضية في تعاونها التجاري البناء مع إيران.
ومضى الى القول: إن الهند هي واحدة من الدول التي، بعيداً عن الاكتراث بالعقوبات الأميركية، تحاول وتتابع مسار تنفيذ اتفاقها مع إيران. وبطبيعة الحال، لا يمكن للعقوبات غير القانونية أن تكون محور اهتمام المجتمع الدولي، وعلى واشنطن أن تتخلى عن هذه الأداة وتقبل الحقائق بدلاً من استخدام أداة العقوبات.
*حقل آرش للغاز
على صعيد آخر، تطرق متحدث الخارجية الى موضع حقل ارش المشترك مع دولة الكويت وبيان الاخيرة بهذا الخصوص، مصرحاً: لقد أوضحنا مرارا في هذا الشأن، وحتى الآن لم يتم رسم الحدود البحرية بين إيران والكويت، ولم يتم تحديد الحدود بدقة، وعليه فلا نستطيع أن نصرح بأي شيء حول حصة كل من البلدين في ملكية حقل آرش.
وتابع : لقد عقدت 9 جولات من مفاوضات الفنية لتحديد الحدود حتى الآن، وتجري متابعة الجولة الجديدة من هذه الاجتماعات؛ ونحن نتابع الأمر والسبيل الوحيد للوصول إلى حل بشأن هذه القضية، يكمن في إجراء محادثات فنية بين البلدين دون اللجوء إلى الضجيج الاعلامي.
وقال كنعاني: تؤكد إيران على حسن نيتها في التعاملات الإيجابية مع الدول المجاورة، كما ترفض أي إجراء أحادي دون مراعاة مصالحها، وبدلاً من إصدار بيانات غير بنّاءة، ندعو الكويت للعودة إلى طاولة المفاوضات الفنية وصولاً إلى اتفاق دائم.
*زيارة بارزاني إلى إيران
وحول زيارة "نيجيرفان بارزاني" رئيس إقليم كردستان العراق الاخيرة إلى إيران، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية : من بين السياسات الأساسية للحكومة الحالية تطوير العلاقات الشاملة والبناءة مع دول الجوار، وبطبيعة الحال وفي هذا الإطار، يحظى العراق بأهمية خاصة لدى الحكومة الايرانية، وذلك في ظل القواسم المشتركة والحدود التي تربط بين البلدين.
وأضاف: لقد أقيمت علاقات ودية وأواصر عميقة بيننا وبين إقليم كردستان العراق، منذ فترة طويلة. وكانت أبرز محطات هذا التعاون خلال فترة الدفاع المقدس والقتال ضد نظام البعث، التي دامت 8 سنوات، وكذلك الوقوف ضد هجوم داعش الإرهابي في إقليم كردستان العراق.
وتابع كنعاني : خلال زيارة رئيس إقليم كردستان العراق الاخيرة، جرت محادثات صريحة حول مختلف أبعاد التعاون وكانت إيجابية وبناءة. لقد أعلنا مراراً بأننا لن نسمح بأي انفلات أمني من جانب الجماعات الإرهابية فيما يتعلق بأمن الحدود الإيرانية والمشتركة، وسنقف بقوة ضد مظاهر الفوضى، وفي المقابل أعلنت سلطات كردستان العراق بأن أمن إيران من أمن العراق وأنها ملتزمة ببنود الاتفاقية الأمنية الموقعة بين البلدين، وأكدت أنها لن تسمح بأن تكون أرض الإقليم منطلقا لاستهداف الأمن في إيران.
*الشكوي الدولية ضد الكيان الصهيوني
وفيما يتعلق برغبة ليبيا في تقديم رفع ضد الكيان الصهيوني، قال متحدث الخارجية: لقد أيدنا الإجراء الذي اتخذته حكومة جنوب أفريقيا في رفع دعوى قضائية أمام محكمة العدل الدولية، كما شجعنا الدول الأخرى على أن تحذو حذو حكومة جنوب أفريقيا؛ معربا عن ارتياحه بالقول: إننا نشهد زيادة في عدد الدول الجديدة التي تعلن دعمها السياسي للتحرك الذي تتخذه الحكومة الجنوب أفريقية، كما نشهد زيادة في عدد الدول الجديدة التي تعلن أنها سوف تنضم إلى هذه الدعوى، هذا هو النهج المشرف الذي ينبغي للدول ان تتخذه في سياق دعم الشعب الفلسطيني، وكذلك معاقبة المجرمين الصهاينة.
وأكمل كنعاني: من الجانب السياسي، تدعم إيران مثل هذه الشكاوى، لكن فيما يتعلق بانضمام إيران اليها، فذلك يتعلق بالمبادئ المعروفة بشان "عدم الاعتراف بالكيان الصهيوني"، ومن الطبيعي أن يكون لدينا اعتبارنا الخاص ومنهجنا القانوني في رفع دعوى رسمية، لكن تقدم إيران الدعم السياسي لجميع الإجراءات المشرفة التي تقوم بها الحكومات المختلفة في هذا الاتجاه.