البث المباشر

روبوت إيراني لعلاج اضطراب التعلم لدى الأطفال

الأحد 3 مارس 2024 - 20:32 بتوقيت طهران
روبوت إيراني لعلاج اضطراب التعلم لدى الأطفال

تمكّن متخصصون في جامعة شريف التكنولوجية في إيران من بناء روبوت لتحسين مهارات القراءة لدى الأطفال الذين يعانون من عسر القراءة.

ونجح باحثو مختبر الروبوتات المعرفية الاجتماعية بجامعة شريف التكنولوجية في تصميم روبوت اجتماعي سطح المكتب اسمه "تابان" لمساعدة الأطفال الذين يعانون من عسر القراءة.

ووفقاً لصناع هذا المنتج المتطور فإن هذا الروبوت، هو الروبوت المحلي التاسع الذي تم بناؤه في مختبر الروبوتات المعرفية الاجتماعية بجامعة شريف، وهو مخصص للأطفال الذين يعانون من عسر القراءة على تقوية وتحسين مهارات القراءة لديهم من خلال أداء التمارين.

إذ يفضي الضعف في القراءة إلى الإعاقة في مختلف جوانب الحياة، وخاصة الظروف الدراسية غير المناسبة، والمشاكل النفسية والسلوكية.

والأطفال الذين يعانون من عسر القراءة، على الرغم من تمتعهم بذكاء طبيعي، قد يواجهون فشلًا دراسيا متتاليا بسبب قلة معرفة المعلمين في المدارس العادية، مما قد يؤدي حتى إلى تهربهم من المدرسة وإظهار سلوكيات معادية للمجتمع.

وفي الواقع يكون الأطفال ذوو الاحتياجات الخاصة، بما في ذلك الأطفال الذين يعانون من عسر القراءة، بأمس الحاجة إلى أدوات خاصة للتعليم والتعلم.

واليوم، مع تقدم التكنولوجيا، يمكن للتقنيات التعليمية الجديدة مثل الروبوتات الاجتماعية أن تلعب دورا فعالاً في هذا المجال.

وأظهرت الدراسات أن الأطفال في سن المدرسة الابتدائية لديهم دافع كبير للقيام بالمهام التعليمية من خلال اللعب والتفاعل مع الروبوت بسبب الجاذبية الصوتية والمرئية للروبوت.

ومن جهة أخرى يعتبر الروبوت مبتهجو وصبورا للغاية، وباعتباره "مساعد مدرس"، فهو لا يمل أبدا من القيام بمهام متكررة مع الأطفال الذين يحتاجون إلى مزيد من التدريب.

كما ثبت في الأبحاث أنه وفقًا لأعمارهم، يتمتع الأطفال بمستوى عالٍ من السمع من الروبوتات، حتى أكثر من الآباء أو المعلمين أو الممرضات؛ حيث أظهرت الدراسات الفعالية العالية لهذه التكنولوجيا المتقدمة.

وأهم ما يميز هذا الروبوت ذا 6 درجات، وهو سبب تسميته بـ "تابان"، هو وجود جهاز عرض بقناع شبه شفاف على رأس الروبوت، مما أعطى الروبوت ثلاث درجات من الحرية. وجه الأبعاد ومشرق.

ويمنح رأس جهاز العرض مع القناع القابل للاستبدال الروبوت القدرة على القيام بأدوار مختلفة مثل مساعد المعلم وزميل الدراسة والمبتدئ في التفاعل مع الأطفال في التدخلات السريرية من خلال وضع أقنعة مختلفة.

إذ يزيد تنوع شخصيات الروبوت من جاذبية الحصص التعليمية للأطفال ويمنعهم من الملل أثناء الحصص وعملية التدريب.

وبالإضافة إلى ذلك، يتم وضع شاشة تعمل باللمس في الجزء الأمامي من جسم الروبوت الساطع، والتي يمكن من خلالها استخدام السبورة، ويمكن للروبوت على سبيل المثال أن يعرض تمارينه التدريبية للأطفال بمساعدتها، ومتى يجيب الطفل على السؤال، يقدم الغذاء المناسب على عرضه.

كما يوجد لدى روبوت تابان أجهزة استشعار ومشغلات مختلفة يتم برمجتها بمساعدة نظام تشغيل روبوتي مثبت على المعالج المركزي، وبالتالي يتم التحكم في حركات الروبوت في سيناريوهات مختلفة.

إن الذكاء الاصطناعي المطبق على الروبوت محدث ومتطور بالكامل، ويتم استخدام أحدث بروتوكولات الاتصال الذكية بين المستخدم والروبوت للتواصل مع الطفل. ويمكن التواصل بين الطفل والروبوت بثلاث طرق: بصرية وسمعية وباستخدام التطبيق المخصص للروبوت.

وفي التواصل البصري، يمتلك الروبوت كاميرا في الجزء الأمامي من الصدر للتعرف على الأشخاص والتعرف على تعابير وجوههم.

ويمكن التواصل السمعي بمساعدة ميكروفون الروبوت ومجموعة الميكروفونات، ويستطيع الروبوت التعرف على كلام الجمهور ومعالجته مع التعرف على اتجاه الصوت، والاستجابة للجمهور من خلال نماذج لغوية كبيرة والتفاعل معهم باللغة الفارسية من خلال مكبر صوت مخصص لهذا الأمر.

أما بالنسبة للسيناريوهات التفاعلية يتم استخدام تطبيق للتواصل مع الطفل يمكن تثبيته على هاتف محمول وجهاز لوحي وأي نظام تشغيل آخر والتواصل مع الروبوت من خلال الشبكة المحلية.

وبمساعدة هذا البرنامج ينخرط الطفل في التفاعل التعليمي مع الروبوت من خلال الألعاب والأسئلة والأجوبة، فيقدم له الروبوت ردود فعل جذابة ويرشده حسب إجابة الطفل.

وجميع الألعاب المنفذة على الروبوت متوافقة مع الأنشطة التعليمية للأطفال الذين يعانون من عسر القراءة والتي يتم تنفيذها في مراكز صعوبات التعلم.

 

حزمة مساعدات تعليمية

في هذا المشروع البحثي لا تقتصر الألعاب التعليمية المقدمة للأطفال الذين يعانون من عسر القراءة على الروبوت، بل يتم استخدام النموذج المصمم للروبوت لتطوير حزمة تكنولوجية وتعليمية للأطفال والتي تتضمن بالإضافة إلى الروبوت تطبيق أندرويد ولعبة واقع افتراضي، وتكلفة أقل من تكلفة الروبوت.

يتمتع تطبيق الروبوت بالقدرة على التفاعل مع الطفل من خلال الاتصال بالروبوت واستخدام الروبوت الافتراضي.

كما أن تم تطوير لعبة الواقع الافتراضي باستخدام الصورة الرمزية للروبوت ثلاثي الأبعاد وتمارين مماثلة، حيث يؤدي الطفل المهام في بيئة ثلاثية الأبعاد مصممة بإحساس أكبر بالانغماس والتركيز، بتوجيه من الروبوت الافتراضي.

وفي لعبة الواقع الافتراضي يتحرر الروبوت من درجات محدودة من الحرية ويستطيع الطيران وإطلاق النار وتقطيع الكلمات، بالإضافة الى المزيد من التفاعلات من خلال آليات جذابة ومتنوعة في اللعبة، تحفز الأطفال على التعلم من خلال اللعبة.

وحاليًا، يعد تصميم وبناء وتطوير الروبوتات الاجتماعية والمعرفية وأنظمة الواقع الافتراضي في مجال التعليم والعلاج والترفيه للأطفال وذوي الاحتياجات الخاصة هو الهدف الذي يسعى إليه الباحثون في مختبر الروبوتات المعرفية الاجتماعية بجامعة شريف.

جدير بالذكر أن مشروع روبوت تابان حاز على المركز الأول في المؤتمر الدولي للروبوتات الاجتماعية 2023.

وفي هذا المؤتمر الذي عقد في مدينة الدوحة، قطر، تم الاعتراف بورقتين بحثيتين مقدمتين عن التفاعلات السريرية لروبوت تابان كمرشحتين لواحدة من أفضل ثلاثة عروض تقديمية للطلاب وواحدة من أفضل ثلاث ملصقات للمؤتمر.

وفي معرض ومسابقة الإبداع للمؤتمر الدولي للروبوتات والميكاترونكس 2023 الذي أقيم في جامعة طهران حصل هذا الروبوت على المركز الأول في قسم المشاريع الطلابية المتقدمة.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة