البث المباشر

العمليات المنفذّة والأسلحة المستخدمة في مناورات الدفاع الجوي الإيراني

السبت 20 يناير 2024 - 19:08 بتوقيت طهران
العمليات المنفذّة والأسلحة المستخدمة في مناورات الدفاع الجوي الإيراني

إنطلقت مناورات "المدافعون عن سماء الولاية 1402" للدفاع الجوي بعد ظهر الخميس الماضي 18 كانون الثاني وامتدت الى يوم الجمعة، وشملت مساحة واسعة من آبادان في جنوب غرب إيران الى تشابهار في جنوب شرقها، وشواطئ الخليج الفارسي وبحر عمان، على مساحة شاسعة تبلغ 600 ألف كلم وبعمق 400 كلم من الشريط الساحلي الى أراضي البلاد وفي مناطق المراقبة الجوية.

وبدأت المناورات برمز النداء العسكري "يا علي ابن ابي طالب (ع)"، وبمشاركة قوات الدفاع الجوي للجيش والقوة الجوفضائية التابعة للحرس الثوري والقوات الجوية والبحرية والبرية للجيش الإيراني والقوة البحرية للحرس إضافةً الى مقر خاتم الأنبياء (ص) للدفاع الجوي.

قائد مقر خاتم الانبياء (ص) للدفاع الجوي في إيران، العميد قادر رحيم زادة قد أعلن صباح الخميس، قبل انطلاق المناورات، بأن كافة الأساليب والخطط المستخدمة في هذه المناورات هي محلية ومبدعة ومناسبة للتهديدات المطروحة الراهنة في العالم ولذلك فإن الإستفادة من التكنولوجيات الحديثة هي من السمات البارزة لهذه المناورات.

وأوضح العميد رحيم زادة أن مراحل هذه المناورات تشمل تنفيذ العمليات الهجومية بواسطة الطائرات المسيرة الجوالة والإنقضاضية، والدفاع عن المراكز الحساسة والحيوية مثل مصافي النفط والمفاعلات النووية والموانئ، مع تنفيذ عمليات الهجوم الألكتروني والسيبراني، وعمليات الدفاع أمام الهجمات الجوية التي تشن عن بعد، والذخائر الذكية وصواريخ كروز والطائرات المأهولة وغير المأهولة المتخفية عن الرادارات، موضحاً بأن عدداً من المنظومات التسليحية التي تستخدم في هذه المناورات يتم استعمالها لاول مرة.

المتحدث باسم المناورات العميد عباس فرج بور قد اوضح من جهته بأن مراكز القيادة والسيطرة في هذه المناورات تقوم بمراقبة منطقة العمليات عبر المسح بالذبذبات والمسح بواسطة الأجهزة الألكتروبصرية، وبمجرد رؤية الاهداف المعادية بواسطة شبكة الرصد، يتم إدخال منظومة الدفاع الجوي المناسبة الى مدار العمليات من اجل التصدي.

المنظومات الصاروخية للإرتفاع المنخفض "مجيد" تصيب وتدمر مسيّرات العدو

العميد فرج بور صرح يوم الخميس لوسائل الاعلام، انه واستمراراً للمرحلة الرئيسية للمناورات المشتركة التخصصية للدفاع الجوي "المدافعون عن سماء الولاية 1402" ، قامت طائرات مسيرة تابعة للقوات المهاجمة قادمة من ناحية الخليج الفارسي وبحر عمان ومضيق هرمز، بالدخول إلى المنطقة العامة للمناورات، حيث تم رصدها وتحديدها وتتبعها بواسطة الرادار ومن ثم، وفي ظل التنسيق مع شبكة الدفاع الجوي المتكاملة في البلاد، تم إطلاع منظومة "مجيد" الصاروخية للإرتفاعات المنخفضة والتي بادرت الى استهدافها وإسقاطها بصواريخها.

وأضاف: الدفاع القوي ومتعدد الطبقات ضد هجوم صواريخ كروز هو أحد أهداف مناورات الدفاع الجوي والذي تم تنفيذه بنجاح في هذه المرحلة من قبل أنظمة الدفاع المختلفة للجيش والحرس الثوري.

وتعد منظومة "مجيد" الصاروخية للدفاع الجوي أول منظومة صاروخية الكتروضوئية بمدى اشتباك يصل إلى 8 كيلومترات، ونظراً لنوع الأداء وخفة الحركة والحركة التكتيكية السريعة بعد العملية، فإنها تحبط اي إمكانية لاعتراضها بواسطة أنظمة الإشارة والإستطلاع والتصدي المضادة التي يتخذها العدو.

اعتراض الاجسام الطائرة المعادية بمسيّرات "كرار" المسلحة بصواريخ "مجيد"

خلال هذه المناورات أيضاً نجحت مسيرات "كرار" المجهزة بصواريخ "مجيد" في اعتراض وتدمير الاجسام الطائرة للقوات المهاجمة في اشتباك جوي.

وتم تشغيل طائرات كرار المسيرة المطورة والقادرة على التسلح بصواريخ جو – جو والمصممة لمحاربة أي طائر معاد وتحديد الاجسام الطائرة المنظمة على شكل قوة مهاجمة، كما أدى إرسال المعلومات والصور الحية المتزامنة لخصائص الطائرات المستهدفة أثناء اعتراضها إلى ابتعادها عن منطقة المناورات.

وخلال هذه المرحلة من المناورات شرح العميد فرج بور: في هذا الأسلوب من الدفاع الجوي بالإضافة إلى طريقتي الدفاع الجوي في العالم والتي تشمل الدفاع الأرضي والجوي المأهول. تم تقديم مفهوم جديد للدفاع بأسلوب الدفاع الجوي بدون طيار، من قبل شباب البلاد  والذي تم تنفيذه بنجاح لأول مرة منذ بضعة أشهر في المناورات المشتركة للطائرات بدون طيار التابعة للجيش، كما تمكنت في هذه المناورات من إصابة أهدافها.

وتابع: ان زيادة العمق الدفاعي، وتحسين القدرة الدفاعية التكتيكية، والمرونة في تغيير مساحة الصراع الدفاعي من منصة أرضية إلى منصة جوية، وتوفير اقتصاد الحرب، وزيادة التحرك وتغيير أماكن مكونات القوة القتالية الدفاعية وتقليل المخاطر المتعلقة باستخدام القوى البشرية، تعد من بين الخصائص المميزة لمشروع "رسول" الذي هو نتيجة العمل المشترك بين علماء وخبراء قوات الدفاع الجوي في تفاعل تكميلي مع صناعة الدفاع في البلاد.

واعتبر المتحدث باسم المناورات المشتركة أن الاعتراض والاشتباك مع الاجسام الطائرة الجوية باستخدام الطائرات بدون طيار عملية معقدة للغاية وقال: إحدى السمات الإيجابية لهذا الإنجاز هو أن نطاق الأهداف التي يمكننا التعامل معها ليس محدوداً؛ يتم ادراج المروحيات والطائرات بدون طيار والطائرات والمقاتلات المأهولة وما إلى ذلك في هذا النطاق.

وتابع: ان التدخل البشري في هذه العملية له أقل نسبة، ويقتصر فقط على لحظة إطلاق النار وبعض الحالات الصغيرة الأخرى.

وشرح العميد فرج بور: إن مشروع "رسول"، إلى جانب منظومة "باور 373"، الذي يصل مداه الى 300 كم، يعد اليد الطولى لنظام الدفاع الجوي للجيش.

مواجهة الحرب الالكترونية والسيبرانية للعدو

هذه المرحلة من العمليات شهدت شن عمليات التشويش الالكتروني على الرادارات ومنظومات الرصد والكشف التابعة للدفاع الجوي بواسطة الطائرات المسيرة المشوشة ليتم تقييم ثبات وبقاء واستمرار عمليات الرادارات كجزء من الاجزاء الرئيسية للدفاع الجوي في الاجواء الملوثة بالحرب الالكترونية.

كما تم رصد وتحديد الأهداف ومسح منطقة المناورات بالاستفادة من الاقمار الصناعية التجسسية والطائرات المسيرة ومنظومات الرصد والكشف وجمع المعلومات ورادارات الدفاع الجوي في اجواء الحرب الالكترونية.

ونفذت أيضاً عمليات التشويش الالكتروني على الطائرات المسيرة المهاجمة، ثم السيطرة والتحكم الالكتروني بهذه الطائرات لمنع تسللها الى أجواء منطقة المناورات.

عرض اشتباك منظومة "9 دي" الصاروخية مع الأهداف لأول مرة

ولأول مرة أيضاً قامت منظومات الدفاع الجوي قصير المدى "9 دي" التابعة للقوات الجوفضائية للحرس الثوري باعتراض وتدمير اهداف جوية معادية.

وهي من المنظومات التسليحية التي تدخل لأول مرة مسرح العمليات.     

تدمير الأهداف المعادية من قبل منظومات "15 خرداد" الإيرانية المحلية الصنع

في اليوم الثاني من المناورات تم تدمير أهداف معادية متوسطة الارتفاع من قبل منظومات " 15 خرداد" المحلية التابعة لقوات الدفاع الجوي للجيش الايراني.

وقد تم تنظيم طائرات مسيرة على شكل قوة معادية للدخول إلى المنطقة العامة للمناورات، وأثناء مسار العمليات (الإكتشاف والإستطلاع والإعتراض والإشتباك والتدمير)، تم اكتشافها لأول مرة بواسطة أنظمة الرادار المختلفة لشبكة الدفاع الجوي في البلاد، وبعد اكتشافها في مركز العمليات الإقليمي لمقر خاتم الأنبياء (ص) للدفاع الجوي المشترك تم إعطاء الأوامر الى المنظومات المحلية الصنع "15 خرداد" التابعة  لقوات الدفاع الجوي للجيش وتحت سيطرة ذلك المركز، وتم تدمير الطائرات المسيرة المهاجمة بإطلاق صاروخ "صياد" بنجاح.

واتخذت المنظومات المحلية "15 خرداد" لقوات الدفاع الجوي بالجيش والتي أنتجها الخبراء والعلماء الشباب في إيران، إجراءات تكتيكية ضد أهداف معادية في ظروف قتالية حقيقية ونجحت في إسقاط الأهداف المحددة من قبل شبكة الدفاع الجوي المتكاملة للبلاد.

وأوضح  المتحدث باسم المناورات، في هذه المناورات تم تنفيذ تمرين الدفاع عن المراكز الحساسة والحيوية للبلاد كمعركة حقيقية وعلى مدار 360 درجة.

تجدر الإشارة إلى أن منظومة صواريخ "15 خرداد" هو منظومة دفاع جوي متوسط ​​المدى، وتتمتع بالقدرة على الإشتباك بفعالية مع مجموعة واسعة من الأهداف ذات القدرات الهجومية العالية، مثل طائرات الإستطلاع والقاذفات والمقاتلات التكتيكية ويصل مداها إلى 200 كلم.

وتعتبر منظومة "15 خرداد" للدفاع الجوي قادرة على كشف وتتبع 6 أهداف في نفس الوقت وتدميرها بمجموعة متنوعة من الصواريخ المحلية مثل صياد 2 و3.

منظومة " الثالث من خرداد"

ومن المنظومات الصاروخية الأخرى المستخدمة في هذه المناورات هناك منظومة "الثالث" من خرداد للقوات البحرية للحرس الثوري والتي تستطيع الإشتباك مع 4 أهداف جوية معادية في آن واحد واطلاق 8 صواريخ باتجاهها.

وكانت القوات المشاركة في هذه المناورات، جميعها من العناصر الشابة التي يتعين عليها تنفيذ خطة الدفاع الجوي للمراكز الحساسة في ساحة المعركة الحقيقية، الأمر الذي سيساعد بشكل كبير على تحسين خبراتهم العملياتية.

وعصر الجمعة أعلن المتحدث باسم المناورات أن هذه المناورات تم تقييمها واختبارها عبر ابتكارات وإبداعات والقدرات الجديدة وإن المراحل المختلفة لهذه المناورات شملت تمرينا وتقييما للحرب أو القتال باستخدام برمجيات ذكية، واتباع نماذج الدفاع الجوي في جنوب البلاد ومياه الخليج الفارسي وبحر عمان ومضيق هرمز.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة