البث المباشر

المقاومة لم تعد تنخدع بسياسات أمريكا والكيان الإسرائيلي

السبت 21 أكتوبر 2023 - 08:57 بتوقيت طهران
المقاومة لم تعد تنخدع بسياسات أمريكا والكيان الإسرائيلي

إنهم يحاولون تبني استراتيجية واحدة، لكنهم يقسمون جبهة المقاومة والعالم الإسلامي، ويقولون للعالم الإسلامي وأعضاء جبهة المقاومة أن هذه الحرب هي حرب بين "إسرائيل" وحماس فلا تتدخلوا، لكنهم لا يشرحون ماذا يفعلون في وسط المعركة؟!

كما يهدد البعض بعدم التدخل وإلا فسوف يتم ضربهم، ويقولون لبعض آخر (أعضاء جبهة المقاومة الأقوياء) لا يجب أن تتدخلوا في الحرب حتى لا يتسع نطاقها ليمكن إدارة الأزمة الإنسانية، وفي الوقت نفسه، فإنهم لا يدخرون أي مساعدة عسكرية وسياسية وإعلامية لتعظيم الجريمة والإبادة الجماعية، وتدمير البنية التحتية في غزة.

وحسب قائد الثورة الاسلامية الايرانية واستناداً إلى المعلومات الاستخبارية الدقيقة: "إن السياسة الحالية هذه الأيام، أي الأسبوع الأخير، داخل الكيان الصهيوني ينظمه الأمريكيون، أي إنهم يضعون السياسات، وما يتم فعله هو سياسة أمريكية.

وكتبت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إن أمريكا تولت قيادة الحرب، وأعلن الأمريكيون خلال الأسبوع الماضي أنهم سيرسلون سفينتين حربيتين إلى ساحل البحر الأبيض المتوسط ​​ويخططون لنشر ألفي جندي في فلسطين المحتلة، أضف إلى ذلك زيارة وزيري الخارجية والدفاع الأمريكيين إلى تل أبيب، إلى جانب زيارة بايدن، وكذلك زيارة رئيس الوزراء البريطاني والمستشارة الألمانية، في الأيام التي يرتكب فيها الكيان الصهيوني جرائم حرب وإبادة جماعية.

وحسب شهادة التاريخ، فإن الكيان الإسرائيلي غير قادر على خوض حرب برية في غزة، وهذه المنطقة أقوى مئة مرة مما كانت عليه قبل عقدين من الزمن، وتمكنت من إذلال الكيان الإسرائيلي في عملية طوفان الأقصى المفاجئة.

كما أن أمريكا أمامها دروس العراق وأفغانستان، وهي في الوقت نفسه متورطة في أزمات أكبر مع الصين وروسيا، وفي ظل حالة العجز الحالية، لا تري من المستحسن على الإطلاق التورط في جبهة جديدة محفوفة بالمخاطر، يمكن أن تكون أبعادها أوسع من قضيتي العراق وسوريا.

إذن ما الأمر؟ لقد تعرضت هيبة "إسرائيل" وقوة ردعها لضربة سيئة للغاية، وإذا استمر هذا الضعف فمن المرجح أن تتلقى في المرة القادمة ضربات أكثر تدميراً.

كما فشلت السياسات الأمريكية منذ فترة طويلة في الشرق الأوسط، وتتعرض باستمرار لضربات من مثلث إيران (المقاومة الإسلامية) والصين وروسيا، لدرجة أن السعودية والإمارات وتركيا تحولت إلى التوجه شرقاً.

ومن خلال المناورة السياسية العسكرية الأخيرة، تحاول أمريكا كسب الوقت لاستعادة معنويات الكيان الإسرائيلي المنهارة، وفي الوقت نفسه تظهر لخصومها العالميين أنها لا تزال العامل الحاسم، ولن تسمح لخصومها بمواصلة تغيير النظام العالمي حسب رغبتهم.

وبغض النظر عن الخداع الإعلامي، فإن كواليس القصة وواقع الميدان يمكن أن يصبح أكثر وضوحًا من خلال النظر في بعض الأخبار؛ بما في ذلك:

- رئيس الوزراء البريطاني: ضربة قوية وجهت لفكرة "إسرائيل أرض آمنة لليهود".

- السفير البريطاني في بيروت طالب لبنان في لقاء مع وزير الخارجية اللبناني بالابتعاد عن حرب غزة.

- جيروزاليم بوست: سبب تأخير الهجوم البري على غزة هو قلق "إسرائيل" من هجوم حزب الله اللبناني.

- استخدمت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا حق النقض (الفيتو) ضد اقتراح روسيا بوقف إنساني للحرب في غزة في مجلس الأمن الدولي.

- وول ستريت جورنال: الحرب بين حماس و"إسرائيل" ستحدّ من موارد الأمريكيين والأوروبيين، وسيكون لها أثر في تخفيف الضغط على روسيا، وستوفر أيضاً فرصاً جديدةً للصين.

- ديفيد بتريوس (القائد السابق للقيادة المركزية الأمريكية ومدير سابق لوكالة المخابرات المركزية): ينبغي للسلطات العسكرية الإسرائيلية أن تفكر ملياً وتتذكر ما حدث للجنود الأمريكيين في العراق، قبل أن تقرر مهاجمة غزة.

يشير بتريوس إلى مئات الجنود الأمريكيين الذين أصابتهم سهام غير مرئية، وعلّموا الأمريكيين أن المقاومة في المنطقة لم تعد تسمح لأي محتل أن يشعر بالأمان.

إن الحرب في غزة، خلافاً للتلميحات الغربية، ليست مجرد حرب بين الكيان الإسرائيلي وحماس؛ بل هي مرحلة مهمة وحاسمة من سلسلة التطورات التي تعطي شكلاً جديداً للنظام العالمي والإقليمي؛ مثل الحربين السورية والأوكرانية.

ومن المؤكد أن جبهة المقاومة لن تبقى محايدةً أو سلبيةً في حرب تتعلق بمصيرها ومستقبلها؛ كما أن أمريكا وبعض الحكومات الغربية ليست محايدةً، لقد اجتمع أعضاء هذه الجبهة مثل حلقات السلسلة، واجتازوا السلوك الفردي.

لن تُترك غزة والمقاومة الفلسطينية لوحدهما، والكيان الإسرائيلي وأمريكا يعرفان ذلك، وبسبب الخوف من ردة فعل إيران وحلفائها في لبنان وسوريا والعراق واليمن، فإنهم لا يجرؤون على الدخول في حرب برية في غزة، على عكس ما يدعون.

وبعد سلسلة الانتصارات الكبيرة في المنطقة، فإن جبهة المقاومة لن تنتظر وتظل مكتوفة الأيدي حتى تحدد أمريكا والصهاينة، وهم على وشك الهزيمة، مصير المنطقة.

كما تجدر الإشارة إلى أنه، خلافاً لبعض المناورات الدعائية، فإن نتنياهو وبايدن يكرهان بعضهما البعض، ولهذا السبب، رفض بايدن دعوة نتنياهو إلى واشنطن ولو مرةً واحدةً خلال الأشهر التسعة الماضية.

يعلم بايدن أن قلب نتنياهو مع ترامب وقد توجّه إليه بدافع الضرورة، ويريد بايدن أيضاً أن يصطاد في هذه المياه العكرة، لكنه لن يجعل نفسه ضحية المستنقع الذي سقط فيه نتنياهو، وإذا لم تكن إدارة بايدن حذرةً وانخدعت بنتنياهو، فإنها ستتلقى ضربات لا يمكن إصلاحها ويمكن أن تنهي حكمها.

المصدر/الموقف

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة