البث المباشر

ماذا جرى في مفاوضات إسطنبول بين روسيا وأوكرانيا؟

الأربعاء 30 مارس 2022 - 12:03 بتوقيت طهران
ماذا جرى في مفاوضات إسطنبول بين روسيا وأوكرانيا؟

انطلقت جولة مفاوضات مباشرة صباح أمس الثلاثاء بين وفدي روسيا وأوكرانيا في قصر "دولما بهتشه" التاريخي، في مدينة إسطنبول التركية.

وقال نائب وزير الدفاع الروسي، ألكسندر فومين، عضو الوفد الروسي المفاوض في جولة المحادثات المباشرة بين روسيا وأوكرانيا في تركيا، إن موسكو اتخذت قرارا يقضي بـ "تخفيف حدة العمليات العسكرية" في مدينتي كييف وتشيرنيهيف.

وأضاف فومين، بعد جولة مفاوضات جمعت الطرفين يوم الثلاثاء للمرة الأولى منذ أسبوعين في مدينة اسطنبول، أن الخطوة الروسية تهدف إلى "تعزيز اجراءات الثقة المتبادلة وتهيئة الظروف المناسبة لإنجاح المفاوضات".

لكن عددا من الزعماء الغربيين أعربوا عن شكوكهم بشأن نوايا روسيا.

إذ قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن الوقت سيبين ما إذا كانت موسكو ستلتزم بتعهداتها، مضيفا أن واشنطن وحلفاءها سيستمرون في مساعدة أوكرانيا وفرض عقوبات على روسيا.

بدوره قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، بعد محاددثات هاتفية مع قادة ألمانيا وفرنسا وإيطاليا والولايات المتحدة، إنه يجب الحكم على موسكو من خلال أفعالها وليس أقوالها.

وكان الوفد الأوكراني المشارك في المحادثات قد وصفها بأنها "إيجابية وبناءة"، مضيفا أن ثمة تقدم أحرزه الطرفان في بعض القضايا، مؤكدا التزام كييف بالحياد و"عدم الانضمام إلى الناتو والتعهد بأن تكون القواعد العسكرية في أوكرانيا خالية من أي وجود أجنبي".

ولم يحدث توافق بشأن الضمانات الأمنية بعد، وتسعى كييف إلى إدراج تركيا ضمن الدول الثماني الضامنة لأي اتفاق مبرم.

وقال الوفد الروسي إنه سينقل مقترحات الطرف الأوكراني إلى الرئيس، فلاديمير بوتين، للاطلاع عليها واتخاذ القرار بشأنها.

وكانت جولة مفاوضات مباشرة انطلقت صباح أمس الثلاثاء بين الوفدين الروسي والأوكراني في قصر "دولما بهتشه" التاريخي، في مدينة اسطنبول التركية.

واجتمع المفاوضون الأوكرانيون والروس للمرة الأولى منذ أسبوعين، في الوقت الذي تسعى فيه كييف إلى وقف إطلاق النار دون التنازل عن الأراضي أو السيادة.

وافتتح الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، جولة المفاوضات الجديدة بكلمة قال فيها: "دخلنا مرحلة تحقيق نتائج حاسمة في هذه المفاوضات، لدى الطرفين مخاوف مشروعة ويمكن التوصل إلى حل خلال هذه المفاوضات يضمن مصالحهما معا".

ودعا إلى وقف فوري لإطلاق النار، وقال إن وقف المأساة "متروك لكلا الجانبين".

وأضاف أردوغان: "بادرنا بجهود صادقة على كل السبل لوقف هذا التصعيد الذي دخل أسبوعه الخامس، ولم نتخل عن مسؤوليتنا في تحقيق السلم والأمن في المنطقة، واستمرار الصراع لا يخدم أي طرف"، حسب تعبيره.

اجتمع مفاوضو البلدين في تركيا لإجراء محادثات مباشرة للمرة الأولى منذ أسبوعين، وقال وزير الخارجية الأوكراني، دميترو كوليبا، في وقت سابق، "نحن لا نتاجر بالناس أو الأرض أو السيادة".

وأضاف أن "الحد الأدنى للبرنامج سيكون مناقشة قضايا إنسانية، والحد الأقصى هو التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار".

بيد أن فاديم دينيسينكو، مستشار وزارة الداخلية الأوكرانية، قال سابقا إنه يشك في إمكانية حدوث انفراجة للأزمة.

وكان مسؤول كبير في الخارجية الأمريكية قد ألقى بظلال مماثلة على الآمال المنشودة في إحراز تقدم خلال المحادثات، وقال إن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، يبدو غير مستعد لتقديم تنازلات لإنهاء الحرب.

قال دميتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، في وقت سابق إن المحادثات حتى الآن لم تسفر عن أي تقدم جوهري، لكن من المهم أن تستمر بشكل شخصي، ورفض الإدلاء بمزيد من التفاصيل.

وكان أردوغان قد أجرى اتصالا هاتفيا قبلها مع نظيره الروسي، بوتين، ساعيا إلى وضع بلاده كوسيط رئيسي، وحث الكرملين، خلال الاتصال، على الموافقة على وقف إطلاق النار.

يأتي ذلك في وقت أبدى فيه الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، في وقت سابق، استعداده للنظر في حياد بلاده، بمعنى عدم تحالف أوكرانيا عسكريا مع دول أخرى، وهو مطلب كان قد رفضه من قبل.

وأكد أن الخطوة الجديدة لن تُتخذ إلا بناء على استفتاء، أو انسحاب من جانب القوات الروسية.

وعلى الرغم من ذلك اعترف زيلينسكي، في وقت سابق، بأنه سيكون من "المستحيل" إخراج روسيا من جميع الأراضي الأوكرانية، وقال إن ذلك يعني اندلاع "حرب عالمية ثالثة".

بيد أنه أضاف أن مفاوضين من كييف يدرسون مطلبا روسيا بالحياد الأوكراني، وقال قبل المحادثات: "هذه النقطة من المفاوضات مفهومة بالنسبة لي وهي محل مناقشة ودراسة بعناية".

ولا يزال ثمة هوة تفصل بين موقفه ومطالب روسيا، حتى الآمال في إنشاء ممرات إنسانية جديدة تبدو قاتمة بعد أن قررت أوكرانيا وقفها خشية شن هجمات من القوات الروسية.

كان هناك الكثير من التكهنات حول ما تريده روسيا من محادثات السلام، وتقول صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، إن موسكو تخلت عن مطلبها المتمثل في "التخلص من النازية" في أوكرانيا، وإنها مستعدة للسماح لها بالانضمام إلى الاتحاد الأوروبي طالما أنها غير متحالفة عسكريا مع دول أخرى.

ونقلت الصحيفة عن أربعة أشخاص مقربين من المحادثات قولهم إن الاتفاق المحتمل سيتضمن تخلي أوكرانيا عن سعيها للحصول على عضوية الناتو مقابل ضمانات أمنية.

ولم تحدد روسيا، حتى الآن، هدفها الأساسي من الحرب، ولكن عندما أرسلت قوات عبر الحدود، أعلن الرئيس، فلاديمير بوتين، طموحه في "نزع السلاح والتخلص من النازية" في أوكرانيا، واصفا زعماء الحكومة بأنهم "طغمة نازية جديدة قتلت الملايين من الناطقين بالروسية في إبادة جماعية".

وكانت موسكو قد أعلنت، في وقت سابق، أنها ستركز على تحرير شرق أوكرانيا، في إشارة إلى تحول محتمل في استراتيجيتها، وقالت وزارة الدفاع الروسية إن الأهداف الأولية للحرب قد اكتملت، وإن روسيا أضعفت القدرة القتالية لأوكرانيا.

وحاولت القوات الروسية أولا تطويق العاصمة كييف. لكن بعد قصف عدة بلدات في الشمال الغربي ثم السيطرة عليها، تمكن الجيش الأوكراني، الذي يحاول الآن محاصرة آلاف الجنود الروس، من إجبارهم على التراجع.

في المقابل حقق الجيش الروسي نجاحا أكبر على الساحل الجنوبي، حيث سيطر على البلدات والمدن مثل خيرسون، وحقق بعض المكاسب في الشرق.

وتقول موسكو الآن إن 93 في المئة من المنطقة الشرقية من لوهانسك تخضع لسيطرة الانفصاليين المدعومين من قبلها، وأن 54 في المئة من المنطقة الشرقية الأخرى من دونيتسك في أيديهم.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة