البث المباشر

مشاركة واتساب مكتوبة من السيد جابر الموسوي

الأحد 28 فبراير 2021 - 11:47 بتوقيت طهران
مشاركة واتساب مكتوبة من السيد جابر الموسوي

إذاعة طهران-المنتدى الإذاعي: السيد جابر الموسوي من العراق:

عظم الله اجوركم بذكرى وفاة مولاتنا الحوراء زينب. ع.  

السيدة زينب بنت علي بن أبي طالب، أمّها فاطمة الزهراء. وبحسب بعض الروايات إنّ النبي (ص) سمّاها زينب، وذكر أنها كانت تعلّم النساء تفسير القرآن وذلك في فترة خلافة أمير المؤمنين (ع) في الكوفة. شاركت أخاها الحسين في واقعة الطف، وكان لها دور بارز في أحداثها، وقد سيقت هي وسائر الأرامل والأيتام بعد العاشر من المحرم سبايا إلى الكوفة حيث ألقت خطبتها الشهيرة هناك، ومن ثم سيقت إلى الشام، فألقت خطبة أخرى في الشام أيضاً، وبحسب المحللين كان لخطبتها دورٌ كبير في بقاء الثّورة الحسينيّة وتحقّق أهدافها وفضح السلطة الأموية. وقد لُقّبت بأم المصائب لما رأت من مصائب في حياتها.

السيدة زينب بنت علي 

حرم السيدة زينب في دمشق

تاريخ الميلادالسنة الخامسة أو السادسة للهجرةتاريخ الوفاة15 رجب سنة 62 هـ.مكان الميلادالمدينة المنورةمكان الدفندمشقالألقابعقيلة بني هاشم - أم المصائبالأبالإمام علي (ع)الأمفاطمة الزهراء (ع)الزوجعبد الله بن جعفر

العباس بن علي(ع) · زينب الكبرى · علي الأكبر · فاطمة المعصومة . السيدة نفيسة · السيد محمد · عبد العظيم الحسني · أحمد بن موسى · موسى المبرقع ·

توفّيت سنة 62 للهجرة، ودفنت في مدينة دمشق. وهناك رأيان آخران: أحدهما أنها توفّيت في القاهرة، ودفنت هناك سنة 64 للهجرة. والآخر يرى أنها دُفنت في مقبرة البقيع بالمدينة.

سيرتها الذاتية

هي زينب بنت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، أمّها السيدة فاطمة الزهراء بنت رسول الله.[1]

وفي معنى كلمة زينب أقوال، أهمها: اسم شجر حَسَنُ المَنْظَر، طَيِّبُ الرائحة.[2] وقد ورد أيضا أن أصلها زين أب.[3]

ورد في بعض المصادر المعاصرة أنه لمّا ولدت جاءت بها أمّها الزهراء إلى أمير المؤمنين، وقالت له: سمّ هذه المولودة، فقال ما كنت لأسبق رسول الله وكان في سفر له، ولمّا جاء النبي سأله أمير المؤمنين ان يسمّيها، فقال: ما كنت لأسبق ربّي تعالى، فهبط جبرائيل يقرأ على النبي السلام من الله الجليل، وقال له: سمّ هذه المولودة (زينب)؛ فقد اختار الله لها هذا الاسم.[4]

وقيل:‌ لمّا ولدت زينب أخذها جدّها المصطفى فقبّلها، ثم أمر بإكرامها ورعايتها لشبهها بجدّتها خديجة.[5]

ألقابها

لقّبت السيدة زينب بعدّة ألقاب تكشف عن عظيم شخصيتها، منها: عقيلة بني هاشم، والعالمة غير المعلَّمة، والعارفة، والموثّقة، والفاضلة، والكاملة، وعابدة آل علي، والمعصومة الصغرى، وأمينة اللّه، ونائبة الزهراء، ونائبة الحسين، وعقيلة النساء، وشريكة الشهداء، والبليغة، والفصيحة، وشريكة الحسين[6] وأم المصائب.[7]

وتكنّى بأم كلثوم.[8]

ولادتها ووفاتها

ولدت السيدة زينب في المدينة المنورة في 5 جمادى الأولى، سنة 5 أو 6 من الهجرة النبوية،[9] وتوفيت (ع) يوم الأحد 15 رجب سنة 62 هـ،[10] وفي خبر آخر يوم 14 رجب.[11]

زوجها وأولادها

لمّا بَلَغت السيدة زينب الكبرى مَبلَغ النساء، خطَبَها ـ فيمَن خطَبَها ـ ابنُ عمّها عبد الله بن جعفر بن أبي طالب. وكان الإمام أمير المؤمنين يَرغَبُ أن يزوّج بناته من أبناء عُمومتهنّ أولاد عقيل وأولاد جعفر، ولعلّ السبب في ذلك هو كلام رسول الله ـ حينَ نظر إلى أولاد الإمام علي وأولاد جعفر بن أبي طالب ـ فقال: «بَناتُنا لبَنينا، وبَنونا لبَناتنا». وحصلت الموافقة على الزواج.

وأنجبت زينب علياً، وعوناً، وعباساً، ومحمداً، وبنتاً اسمها أمّ كلثوم.[12]

خصالها، فضائلها ومناقبها

علمها

تلقّت علمها ، من أمّها فاطمة الزهراء ، وقد طوت عمراً من الدهر مع الإمامين السبطين (عليهما السلام).[13]

ويشهد بذلك وبتبحرها في آيات الذكر الحكيم خطبها وكلماتها في الكوفة وفي مجلس عبيد الله بن زياد وفي قصر يزيد بن معاوية في الشام، مضافاً إلى الأحاديث التي روتها عن أبيها أمير المؤمنين  وأمّها فاطمة الزهراء (ع).[14] وكانت (عليها السلام) تعقد مجالس التفسير وبيان معاني القرآن للنساء في الكوفة إبّان حكم أبيها.[15]

روى عنها الحديث كل من عبدالله بن عباس، ومحمد بن عمرو، وعطاء بن السائب وفاطمة بنت الحسين وغيرهم.[16] وروت هي عن المعصومين (ع) وفي موضوعات مختلفة منها: منزلة ومكانة الشيعة ومحبي آل محمد، قضية فدك، حقوق الجار، البعثة وغيرها.

بل كانت على معرفة بالوقائع والأحداث التي جرت عليها في المستقبل، وقد أخبرها بذلك أبوها أمير المؤمنين .[17]

عبادتها

وأما عبادتها فهي تالية أمّها الزهراء . كانت تقضي عامّة لياليها بالتهجد وتلاوة القرآن، فكانت زينب من عابدات نساء المسلمين ولقبت بعابدة آل محمد،[18] فلم تترك نافلة من النوافل اليومية إلّا أتت بها، ويقول بعض الرواة: إنها صلّت النوافل في أقسى ليلة وأمرّها وهي ليلة الحادي عشر من محرم. وقالت فاطمة بنت الحسين (ع) وأمّا عمتي زينب فإنها لم تزل قائمة في تلك الليلة في محرابها، تستغيث إلى ربها، فما هدأت لنا عين، ولا سكنت لنا رنّة.[19]

وروي لشدة انقطاعها إلى الله تعالى وعبادتها له أن الحسين  لمّا ودّعها (ع) وداعه الأخير قال لها: «يا أختاه لا تنسيني في نافلة الليل».[20]

عفافها

وردت في بعض المصادر التي تعرضت لحياة السيدة زينب  نماذج من عفافها وحجابها، فكانت إذا أرادت الخروج لزيارة قبر جدّها رسول الله  خرج معها أبوها الإمام أمير المؤمنين (ع) وأخواها الحسنان، الحسن (عليه السلام) عن يمينها والحسين (عليه السلام) عن شمالها، ويبادر الإمام أمير المؤمنين  إلى إخماد ضوء القناديل التي على المرقد المعظّم، فسأله الإمام الحسن  عن ذلك، فقال له: «أخشى أن ينظر أحد إلى شخص أختك الحوراء».[21]

وحدّث يحيى المازني قال: «كنت في جوار أمير المؤمنين (عليه السلام) في المدينة مدّة مديدة، وبالقرب من البيت الذي تسكنه زينب ابنته، فلا والله ما رأيت لها شخصاً، ولا سمعت لها صوتاً».[22]

صبرها واستقامتها

كانت  المثال الأوحد في الصبر والاستقامة، قابلت ما عانته من الكوارث المذهلة والخطوب السود بصبر يذهل كل كائن حي، حتى أنها حينما وقفت على جسد أخيها الحسين  في تلك الظروف العصيبة والمواقف المؤلمة بسطت يديها تحت بدنه المقدس، ورفعته نحو السماء، وقالت: «إلهي تقبَّل منَّا هذا القربان».[23] وصمدت السيدة زينب (ع) أمام تلك العاصفة الهوجاء والمصيبة الكبرى رغم مظلوميتها وغربتها فكانت حقاً «الراضية بالقدر والقضاء».[24]

وكان لها الدور البارز في نجاة الإمام السجّاد  وتخليصه من الموت المحدق به في أكثر من مرّة، منها: لمّا هجم عسكر الكوفة على الإمام زين العابدين (ع)، وكان مريضاً قد أنهكته العلة، فأراد شمر بن ذي الجوشن قتله، إلاّ أنّ العقيلة سارعت نحوه، فتعلّقت به، وقالت: لا يقتل حتى اُقتل دونه.[25]

وحينما ردّ الإمام السجّاد  على ابن زياد في مجلسه استشاط غضباً، وقال: «ولك جرأة على جوابي وفيك بقية للرد عليّ؟! اذهبوا به، فاضربوا عنقه».

فتعلقت به زينب ، وقالت: «يا بن زياد! حسبك من دمائنا». واعتنقته، وقالت: «والله لا أفارقه، فإن قتلته فاقتلني معه».[26]

فصاحتها وبلاغتها

بلغت السيدة زينب  الذروة في الفصاحة والبلاغة، حتى وصف البعض ممن سمعها تخطب في الكوفة مدى الأثر البالغ الذي أحدثته العقيلة في خطابها، حينما قال: «لم أر - والله - خفرة أنطق منها، كأنّها تفرغ عن لسان أمير المؤمنين (ع)».[27] وكانت فصاحتها وبلاغتها في مجلس عبيد الله في الكوفة ومجلس يزيد في الشام كفصاحة أبيها أمير المؤمنين (ع) وبلاغة أمّها في خطبتها الفدكية.[28]

وقال من شهد خطبتها ومدى تأثر الناس بها: «فو الله لقد رأيت الناس- يومئذ- حَيارى يبكون، وقد وضعوا أيديهم في أفواههم. ورأيت شيخاً واقفاً إلى جنبي يبكي حتى اخضلّت لحيته، وهو يقول: بأبي أنتم وأمي!! كهولكم خير الكهول، وشبابكم خير الشباب، ونساؤكم خير النساء، ونسلكم خير نسل لا يخزى ولا يبزى».[29]

زينب (ع) في واقعة عاشوراء

كان هدف السبط الشهيد أن يكوّن من أبناء الأمّة رجالاً يدافعون عن الحق أمام يزيد وطغيانه، ويستعدون للشهادة في سبيل الله، بل يجعلون هذه الشهادة هدفهم الأوّل، فكانت السيدة زينب  الشاهدة على نهضة السبط الشهيد والحاملة لرسالتها إلى الآفاق، ولأن النهضة أساساً كانت تهدف بعث زلزال في الضمائر. فإن دم الشهداء كان سيذهب سدى من دون دور الشاهدة العظيمة زينب (ع)، ودور الشاهدين الآخرين معها.[30]

وكانت باكورة ذلك حين أمر شمر في عصر العاشر من ا…

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة