البث المباشر

العقد الرابع للثورة الإسلامية أرضية الاقتدار الثقافي لنظام الجمهورية الإسلامية في العالم

الإثنين 12 نوفمبر 2018 - 20:33 بتوقيت طهران

أهلا بكم مع حلقة جديدة من برنامج " العقد الرابع للثورة الإسلامية " والذي نتناول فيه بالدراسة والتحليل البعد الثقافي للثورة الإسلامية والنظام الإسلامي المنبثق عنها

برنامج العقد الرابع – الحلقة -15

عنوان الحلقة:

العقد الرابع للثورة الإسلامية أرضية الاقتدار الثقافي لنظام الجمهورية الإسلامية في العالم

==

المذيع الاول

المقدمة :

أهلا بكم مع حلقة جديدة من برنامج " العقد الرابع للثورة الإسلامية " والذي نتناول فيه بالدراسة والتحليل البعد الثقافي للثورة الإسلامية والنظام الإسلامي المنبثق عنها ؛ فمن دون شك ان الطابع الثقافي هو الطابع الغالب على الثورة الاسلامية ويشكل الثقل الاكبر في تكوينة توجهات هذه الثورة ونناقش في هذه الحلقة الحصاد الثقافي للثورة في كافة مراحلها وكيف سيكون هذا الحصاد ارضية لاقتدار النظام الاسلامي الذي اسسته الثورة الاسلامية ..

..اذن عنوان حلقة برنامجنا لهذا اليوم:" العقد الرابع للثورة الاسلامية ارضية الاقتدار الثقافي لنظام الجمهورية الاسلامية في العالم "تابعونا بعد هذا الفاصل:

==

المذيع الثاني:

تحية لكم مستمعينا الافاضل وانتم تستمعون عبر اثير اذاعة طهران العربية لبرنامج "العقد الرابع " في هذه الحلقة من البرنامج وكما اسلفنا سنتناول البعد الثقافي لمسارات هذه الثورة والذي يعتبر من العوامل الاساسية لديمومة واستمرارية الثورة وسنسلط الضوء علي حقائق قد تكون غائبة علي اذهان البعض حول العامل الثقافي للثورة حيث قلما يركط الباحثون عليه وغالبا ما تناولوا الجانب السياسي في حين ان الهوية الاصلية للثورة الاسلامية ليست الهوية السياسية وانما الهوية الثقافية والبعد الثقافي..

مستمعينا الكرام قلما حدثنا التاريخ الانساني عن ثورة بهذا العمق الثقافي .. حيث ان جميع الثورات الانسانية التي حدثت في تاريخنا القديم والمعاصر طغت عليها النزعة السياسية ولعب العامل السياسي الدور الاكبر في تكوينها وفي بلورتها وفي تحريكها وايضا في انتصارها الا اغنها بقيت ثورات ناجزة وغير عميقة وسرعان ما خفتت بمفعول الزمان وسرعان ما غاب وهجها ونبضها الثوري مع غياب جيلها الاول الذي صنعها لكن الثورة الاسلامية في ايران وخلافا لماهو متعارف عليها لدي بقية الثورات حققت لذاتها البقاء والاستمرارية بفعل العامل الثقافي.. مستمعينا الكرام تابعونا بعد هذا الاستماع لهذا التقرير:

==

التقرير

رغم الدراسات المتعددة التي اجريت حول ماهية الثورة الاسلامية لاسيما مصادر القدرة الناعمة لهذه الثورة ونظامها الاسلامي ، الا ان البعد الثقافي لايزال يحظي باهمية مضاعفة نظرا للاهمية الاستراتيجية التي يتمتع به هذا البعد وذلك لاعتبارات متعددة تعود الي الهيكلية والهوية الثقافية لنظام الجمهورية الاسلامية في ايران اللتين كانتا السبب ورا ء تحول الثقافة الي مورد او مصدر لابديل له للقدرة الناعمة.

من اهم تحولات النظام العالمي ، حدوث تغيير في ماهية واشكال القدرة وتطور وارتقاء تأثير القدرة الناعمة علي القدرة الصلبة. فان الدول التي استفادت بمهارة من ادوات الثقافة والحضارة والتاريخ والجغرافية الخاصة بها للتاثير علي بقية الدول والشعوب ، حققت اقتدارا اكثر بقاءا وتأثيرا علي صعيد السياسة الوطنية والدولية.

لقد كانت ايران منذ الاف السنين وحتي الان في قلب الازمات الاقليمية سواء باعتبارها دولة وحضارة بالغة الدهشة والتعقيد في مفترقات طرق الحضارات الكبري وسواء في العصر الحالي . من جهة اخري ان ايران وبحكم انها تعد اكبر دولة يقطنها اتباع اهل البيت عليهم السلام وورثت اول ثورة دينية في العالم الجديد باتت مطروحة كمعدن او بؤرة لانتاج القدرة الناعمة . وعليه ، ان القدرة الناعمة ظاهرة اجتماعية ذات صلة بمقومات بيئية وهي الاكثر تأثرا بمقومات الهوية الوطنية مقارنة مع سائر ادوات السياسة الخارجية .

ثمة عوامل متعددة لها تأثير في ايجاد القدرة الناعمة لكل دولة يمكن لكل عامل في حال وجود معالجة وادارة صحيحة ان تحقق الانسجام الداخلي وتوفر اسباب الارتقاء بسمعة ومكانة الدولة علي صعيد السياسة الدولية والنظام العالمي. الي جانب الاقتصاد والسياسة ، تعتبر الثقافة بخصائصها الفريدة التي تجعل منها سيفا ذو حدين اي مصدر تهديد من جهة ومصدر قوة والهام من جهة اخري لتعزيز النظام الاجتماعي ، من احدى المقومات المهمة لمصادر القدرة الناعمة. وفي الحرب الباردة يتوجه رأس حربة العدو نحو صميم العوامل الاساسية التي تصنع الهوية الثقافية ونحو معتقدات وقيم الشعوب من اجل مسخها ولكي يصبح المجتمع بلا هوية ثقافية وبلا اسس معنوية وثقافية اصيلة بغية تقويض المجتمع ومسخ ثقافته.

يمكن اعتبار الثورة الاسلامية الايرانية مظهرا لتحقيق القدرة الناعمة بمفهوم القدرة علي النفوذ في سلوك الاخرين من دون اللجوء الي عامل التهديد او دفع ثمن محسوس. اما نظام الجمهورية الاسلامية باعتباره اهم نتاج لهذه الثورة ، فهو من جهة الينبوع الرئيسي للقدرة الناعمة ومن جهة اخري ان النبع الرئيسي للقدرة الناعمة في هذا النظام يتعامل علي الاكثر مع الابعاد الثقافية والنفسية ولهذا السبب بالذات يواجه هذا النظام اليوم اخطر واعقد الاخطار والتحديات الغربية في مجال القدرة الناعمة.

باعتراف المراقبين ،ان القدرة الناعمة للثورة الاسلامية الايرانية لم تكن ذا تأثير فقط في الدول الاسلامية فحسب بل في سائر الدول الاخري. بما ان الثورة الاسلامية الايرانية وليد القدرة الناعمة فقد تم التخطيط في الخطة العشرينية الشاملة باتجاه ان تكون الجمهورية الاسلامية الايرانية ملهمة ومؤثرة وفعالة في العالم الاسلامي وان تتمكن من خلال تعزيز نموذج السيادة الدينية الشعبية والتنمية الفعالة، والمجتمع الاخلاقي ، والتجدد والديناميكية الفكرية والاجتماعية التاثير علي التقارب الاسلامي والاقليمي علي اساس تعاليم وافكار الامام الخميني رضوان الله تعالي عليه .. ونظرا للعلاقات الثقافية والتاريخية والسياسية والاقتصادية العريقة التي تجمع ايران ودول الشرق الاوسط ، فان الجمهورية الاسلامية قادرة علي تحقيق اهدافها بالاستفادة من قدرتها الناعمة .

==

المذيع الاول:

مستمعينا الكرام مازلنا معكم عبر اثير اذاعة طهران العربية مع برنامج " العقد الرابع للثورة الاسلامية " وموضوع الحلقة : " العقد الرابع للثورة الاسلامية ارضية الاقتدار الثقافي لنظام الجمهورية الاسلامية في العالم "

لقد كانت الثورة الاسلامية بنزعتها الاسلامية عاملا لتعبئة الشعب الايراني المؤمن والزعامة الالهية . وفي هذا الاطار،كانت الايديولوجية الاسلامية عاملا لتوجيه الناس نحو الذات الالهية ونحو المعنويات والقيم الاسلامية وهذا كان بحد ذاته عاملا ملهما لتحرر بقية الشعوب. اذن فان القدرة الناعمة للثورة الاسلامية لم تشجع الناس علي التفاعل الايجابي مع الثورة علي الصعيد الداخلي من خلال قيادة الامام الخميني رضوان الله تعالي عليه فحسب، وانما علي الصعيد الاقليمي والدولي ايضا اصبحت اماني وتطلعات واهداف الثورة الاسلامية عاملا فتح الطريق امام تحرر الشعوب من نير الاستبداد والاستكبار العالمي . الامر الذي أدي الي احياء هوية العالم الاسلامي والارتقاء بالصحوة الاسلامية واعادة بناء الحضارة الاسلامية الجديدة بالاعتماد علي المعتقدات الثقافية .

==

مستمعينا الكرام ردا علي هذا السوال-1 : ماهي العوامل التي ادت الي نجاح الثورة الاسلامية في احياء الهوية الاسلامية واعادة بناء الحضارة الاسلامية؟ نستمع الي رؤية الباحث في الشان الايراني الشيخ فرحان الساعدي الاستاذ في الحوزة العلمية من نجف الاشرف (السوال الاول)

*******************فاصل*******************

==

المذيع الثاني:

مستمعينا الكرام ...مع تطور العلاقات الثقافية في وقتنا الحاضر نتيجة لتطور شبكات التواصل الاجتماعي وشبكات الاتصال ووسائل الإعلام العامة وازدياد الهجرة، ظهرت قضايا ثقافية جديدة بتشعبات ومباحث متعددة كعولمة الثقافة أو بعبارة أخرى عولمة القيم.

في مثل هذه الظروف فانّ وقوع الثورة الإسلامية يعتبر ظاهرة غير متوقعة في ساحة الفكر والعمل الثقافي العالمي، ولها أهمية كبيرة من حيث عرض الانجازات أو التحديات الجديدة.

إنّ قول المؤثرين الإجتماعيين والسياسيين وعملهم، يدلُّ على أنّ الثورة الإسلامية تحظى بمكانة خاصة في تاريخ وثقافة إيران والعالم المعاصر. وقد ذكر بعض المحللين بأنّ الثورة الإسلامية هي مثال للاتجاه السياسيّ المعنويّ، وهي أحدث صورة للنهوض على مرّ التاريخ وأعظم انتفاضة بشرية وأول ثورة معاصرة لا مثيل لها. الثورة التي نُفخت فيها نفحات دينية وان لقائدها شخصية أسطورية.

من جهة أخرى، إنّ تجارب المجتمع الإيراني تبيّن بأنّ الثورة الإيرانية عام 1978م هي ثورة القيم، ثورة إحياء واعادة السنن الرئيسية للدين الإسلامي. تحققت الثورة عن طريق التغيير في القيم الشعبية. وتغيير القيم في حدِّ ذاته كان ينتهي إلى تغيير النظام الثقافي في المجتمع. تبيّن ان مطالعة بعض الدراسات التجريبية حول الثورة الإسلامية في إيران تدلّ على أن الواقع الثقافي للنظام البهلوي كان من أهم أسباب حدوث هذه الثورة).

مستمعينا ردا علي هذا السوال-2 : أي الأبعاد الثقافية، كانت موضع اهتمام مدرسة الإمام الخميني ؟ ، نستمع الى رؤية الباحث السياسي الشيخ فرحان الساعدي (السوال الثاني)

********************فاصل******************

==

المذيع الاول:

أكَّد بعض المحللين الغربيين في دراساتهم بأنّ من أسباب حدوث الثورة الإسلامية وتشكيل نظام جديد، هو دور »عقائد المسلمين«، »مذهب الشيعة« و»العقيدة الإسلامية« وإيجاد »ثقافة مستقلة عن نفوذ القوى الغربية«.

ان محاولة معرفة الكثير عن الثورة الاسلامية وعن ماهية وارضيات وقوعها، تقودنا الى فهم الاسس القيمية والثقافية لهذه الثورة عن طريق تحليل التوجهات او الحوارات الثقافية المعنية. وتوحي بوجود اسلوب جديد في وجهات النظر والتحليلات المتعلقة بالثورة، خصوصا اذا كان هذا التحليل معززا بآراء ووجهات نظر باني الثورة الاسلامية وزعيم الثورة.

مع أنه قد صُنفت مباحث كثيرة من قبل محللين محليين وأجانب حول جذور وأسباب الثورة الإسلامية وهويتها لكن قلّما توجهت نظرة خاصة إلى الجوانب الثقافية للثورة أو إلى الثقافة من حيث أنها حجر أساس لوقوع الثورة.

ان الاهتمام بهذا الأمر من هذه الناحية يعتبر ضرورياً لأنّه بالنظر إلى وجهات النظر التخصصية للثقافة وأجزائها وعناصرها المكوّنة بالإضافة إلى تعميق الدراسات الموجودة، قد يهيئ لنا امكانية بأن نجعل مجموعة البحوث الموجودة حول الثورة الإسلامية أكثر جاذبية.

==

المذيع الثاني:

بناء على التوجهات والتوضيحات الثقافيّة للثورة الإسلاميّة، فإنّ تغيير القيم في المجتمع قبل الثورة الإسلامية كانت من أسباب ردة فعل الشعب الإيراني بالنسبة إلى حكم الشاه وإندلاع الثورة. وبعبارة أخرى إذا عرّفنا الثورة بأنّها إستقرار نظامين قيّمين أمام بعضهما، وبرأي المحللين يمكن أنّ نقول بانّ الثورة الإسلامية في إيران ساحة نزاع ما بين النظام الإسلاميّ القيميّ الثوريّ، والنظام الملكيّ القيّمي الإقطاعيّ ، ويمكن أنْ نعترف بأن المجتمع الإيرانيّ قبل الثورة كان مصاباً بعدم الإستقرار في النظام القيميّ، وكان الشعب يرى أنّ سبب هذا الوضع هو عمل الحكّام السياسيين.

مستمعينا الكرام ..

ردا علي هذا السوال-3: " ماهي أسباب ردة فعل الشعب الإيراني بالنسبة إلى حكم الشاه وإندلاع الثورة ؟ وماهي النزعة الطاغية اكثر علي هذه الاسباب وماهي حصة النزعة الثقافية منها ؟

نستمع الي اجابة الاستاذ حسن هاني زاده رئيس تحرير وكالةمهر للانباء من طهران :(السوال الاول)

*******************فاصل*******************

==

المذيع الاول:

مازلنا معكم عبر اثير اذاعة طهران العربية وبرنامج " العقد الرابع للثورة الاسلامية ..

مستمعينا استكمالا لبحثنا في الفقرة الاخيرة .. في الحقيقة إنّ الذي أثّر في الناس أكثر من المشاكل الإقتصاديّة هو التغيير في النظام الثقافيّ والإجتماعيّ في إيران، والذي كان متأثِّر بالثقافة الغربيّة والمعايير الدينيّة والأخلاقيّة والثقافية في إيران، والتي تعرضت للاساءة آنذاك). وبعبارة أخرى فان التشجيع والترغيب، وانتشار المُثل والعقائد الغربية قد أدّت إلى اتِّساع الإضطراب والإستئصال الثقافيّ، الانبهار بالثقافة الغربية، وتشويه الهوية الوطنيّة. إنّ الرغبة في إستعادة الشخصية والهوية الوطنيّة قد تحوّلت إلى كفاح واسع ضدّ النظام الذي تضمّن القيم والرغبات والنفوذ الأجنبيّ).

إنّ كل ثورة لها نظام وقيادة وايديولوجية، كذلك الثورة الإسلامية بقيادة الإمام الخميني (رض) وطرح الايديولوجية الإسلامية حاربت حكومة الشاه ، ففي إطار الإيديولوجية التي تُعبّر عن الأهداف والأمنيات وكذلك القيم المطلوبة لدى الناس وتوضح بلسان الثوريين، وهذا الأمر يكون مصحوباً بجلب إنتباه وحماية الشعب.

مستمعينا الافاضل

ردا هذا السوال-4 : ماهو تصوركم للعقد الرابع من الثورة ؟ وكيف يمكن لهذا العقد اين يشكل أرضية الاقتدار الثقافي لنظام الجمهورية الإسلامية ف العالم؟

اليكم رؤية الباحث والخبير السياسي الاستاذ.حسن هاني زاده :( السوال الثاني)

*******************فاصل******************

==

المذيع الثاني:

إلي هنا ونأتي وإياكم إلي نهاية هذه الحلقة من برنامج العقد الرابع للثورة الإسلامية .. شكرا لحسن الإصغا ء والمتابعة وإلي اللقاء .

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة